Saturday, May 27, 2006

فرجات آخر الشهر

*في حلقة الدكتورة منى نوال..كانت الدكتورة تجلس بآلاطة مستفزة للغاية ، وكأن الذين ارتكبوا خطأ العمر بتحويل مؤشر الريموت على القناة التي توجد بها "الضقتورة" هم مجموعة من الحشرات تستأهل الرش بالدي دي تي..
تخلفنا حتمي طالما مثقفونا بهذا التعالي المقيت وعقد النقص ومركباته.. عافانا الله وإياكم..

*شاهدت حلقة "ميشو" على المستقبل مع المطربة "الفاضلة" نجلا.. وكان للست فيها عدد من الآراء والعبارات المستفزة ، إلا أنني معها في تضررها من منعها من دخول البلاد ، ووجهة نظري أن القرار أحمق، وسيحولها في كل الحالات إلى بطلة ويعطيها شرفاً لا تستحقه ، فلا هو سيردعها عن مواصلة ما تعتبره "رسالتها الفنية" ، ولا هو سيمنعها من الزواج بزلمة مصري حليوة تحصل منه على الجنسية المصرية ، ولما تمنعها بعد كدة من الدخول يبقى قابلني .. وهات فرافيرو!

*الفرق بين الكواليني والشوالي هو نفس الفرق بين تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وتنظيم بدر.. الأول يذبع بالسيف والثاني يقتل بالشنيور!

*بعض الأغاني القديمة تكشف أصوات بعض المطربين الجدد ، بعض المطربين الجدد يكشفون بعض الأغاني القديمة!

*أنا مستغرب من الضجة التي صاحبت عودة "سهير رمزي" للتمثيل ، ماذا سيكون الحال عليه لو كانت "سهير رمزي" لا سمح الله ، ممثلة موهوبة؟

*في حلقة منى نوال أيضاً ، اتصل الدكتور مبروك عطية ، وله رأي مخالف لرأي الحضور ولرأي منى الشاذلي نفسها ، طلبت منه أول الأمر الدخول في الموضوع ، وعندما كاد يدخل فيه بعد فترة قصيرة نسبياً "قفلت" على المتصل.. واقعة نهديها للمتعصبين لمنى الشاذلي..

*أرى أن برامج تليفزيون الواقع ستضر مع الوقت بقناة ام بي سي.. ولم يعد يبقى سوى تقديم موجز يومي عن كواليس القناة بالمرة!

*فيلم scary movie I كان مليئاً في نسخته الأصلية بعدد من المشاهد إياها والعبارات دكهمة تصل مساحتها لثلث مساحة الفيلم ، ما هو السبب إذن في أن تعرض قناة ام بي سي 2 ومن قبلها أبو ظبي فيلما ثلثي فيلم؟.. ألم يكن من الأفضل عدم عرضه أصلاً؟

*تاريخ نهاية الصلاحية المكتوب على علبة برنامج "وسط البلد".. اقترب!

*رشا مجدي مذيعة ما يسمى ببرنامج "هوة فيه إيه" تتوعدنا بأنها "تفكر" في العمل في البيت بيتك.. إن كانت تعتبر ذلك تهديداً لنا نحن المشاهدين ، فأذكرها بأن "لحمنا جملي مكندز ما يتاكلش.. وإن اتاكلنا عضمنا ركب ما ينقرش.. وإن انقرشنا نشرخ في الزور.. وما نتبلعش"!

Monday, May 22, 2006

الحي أبقى من الميت

كمواطن مصري فخور بمصريته..أقر وأعترف بأن مصر بلد يتعطل فيه المنطق عن العمل ، بلد يحتاج إلى كتالوج لتفهم أموراً كثيرة تدور بين جنباته!

مثلاً.. نحن أغرب شعوب الأرض تعاملاً مع الموت ، ولعل الجملة السمجة للكاتب الكبير فيصل ندا في مسلسله (الفجالة) "الموت فرح" تميط بعض اللثام عن التصور المصري للموت ، فنحن - وصححوني إن أخطأت - جعلنا الموت مناسبة يحتفل بها ، أول من احتفل بالخمسان ، ثم بالأربعين .. تليها السنوية .. وعندما يموت فينا كبير أو مشهور نبني له هرماً ، ومع مرور الوقت نغير رأينا فنبني له ضريحاً عليه قبة خضراء .. ولا مانع في أن نفتكس له "مولداً" نحتفل بذكراه كل عام ، ونعبق وسائل إعلامنا المقروءة والمسموعة والمرئية برائحة المرحوم.. ولا مانع من أن نخترع بالمرة -وإن شا الله ما حد - بعض الكرامات والظواهر البارانورمالية التي قام بها البيه المرحوم أو الهانم المرحومة..وبالتالي فإن شخصاً له كل تلك القدرات التي يحكي بها الخلق ويتحاكون بعد موته لا يُقبَل أن يناقشه أو أن ينقده أحد !

ولأن لكل عصر تقنياته ، فقد تفسخ الذهن الدرامجي المصري عن وسيلة عصرية لتمجيد المرحوم وكل مرحوم .. وسيلة لن تكلف المؤلف شيئاً (فكله على حساب أسخاب المخل اللي بيدفعوا الضرائب)..وهو عمل مسلسل يخلد ذكرى المرحوم ويكون الفرصة الذهبية لعرض إنجازاته ومعجزاته وكراماته..تحشد له الجهة الإنتاجية جيشاً عرمرماً من الفنانين والفنانات والفنيين والفنيات.. ثم تتبع السياسة الاستباقية فتتفق مع صحفيين أو ثلاثة من النافذين لعمل هالة من الإعجاب حول سيدي صاحب المولد أو صاحب المسلسل والمسلسل ذاته.. ولا مانع من وصف من لا يعجبهم المسلسل ، ولا الهالة الملائكية لسيدي صاحب المسلسل ، بالمتطرفين أصحاب الذقون الطويلة ، والرجعيين ، والمتخلفين الذين لا يفهمون شيئاً لا في دراما ولا في فن ولا في دين..

والمضحك أنه أحياناً يرفع بعض ذوو "سيدي" دعاوى قضائية على منتجي المسلسل ، ومن ضمن أسباب تلك الدعاوى هي الاختلاف في وجهة النظر حول الصورة الملائكية لسيدي الذي يغتسل بالبيتادين .. فبينما يفترضه المؤلف ملاكاً يصر أهل سيدي على أنه أكثر ملائكية .. مزايدة على سيدي وملائكية سيدي نشغل بها وقت القضاء بالمرة..

كل ما سبق بمناسبة مسلسل سعاد حسني ، والذي لن يكون الأخير ما دام ذلك كذلك..وربما تكون الخلافات العنيفة بين آل العدل منتجي المسلسل وممدوح الليثي ، وبين القائمين على المسلسل وورثة سعاد حسني ، وهي فرصة للصحافة الفاضية بأن تشغلنا من حين لآخر بمسلسل بيزنطي الشكل في غياب أخبار صفقات انتقال اللاعبين وسخافاتها ..

يا الله يا ولي الصابرين.. هذا المسلسل وغيره كافون لإقناعك بأن مصر مغارة علي بابا التي لا تنضب من الذهب والمرجان والياقوت ..وبالرغم من الملايين التي تنفق على أعمال دون المستوى وتضيع في الهواء الطلق(رغم أن تكلفتها المنطقية لا تتجاوز فقط مئات الآلاف بل أقل) ،والمليارات التي يدين بها سي اتحاد الإذاعة والتليفزيون لطوب الأرض ويختلف مسئولو الإعلام فقط على عدد هذه المليارات بالضبط والربط .. إلا أن تلك المليارات والملايين تتوالد بل تنقسم ميتوزياً كل واحد إلى اثنين..ويؤمن القائمون على الإنتاج التليفزيوني بأننا يجب أن "نفرتك القرش" حتى يعود لنا القرش اثنين وأربعة ، وأن مصر يجب أن تنتج وتنتج "غلاسة" ولإثبات الوجود والريادة ، وأننا "100 فل وعشرتاشر " وليخسأ الخاسئون!

ما هي حاجتنا لعمل مسلسل يخلد حياة عبد الحليم وسعاد حسني رغم أن إعلامنا الجميل لا يتيح لنا الفرصة لنسيانهما، ورغم أن كراماتهما وكرامات غيرهما تخرج في السنوية ، ورغم أن حياة الاثنين كالدوال تقبل الاشتقاق منها ، وبها نقاط غامضة تستحق القزقزة والمزمزة ، مثل لغز مصرع السندريلا والذي قد يتهم بتدبيره تنظيم القاعدة أو جماعة الخميرو الحمر؟

أشعر بأننا -منتجين ومتفرجين- نقسو على العندليب والسيندريلا كما أسمتهما الميديا المصرية .. فقد حولناهما بطريقة أو بأخرى إلى أصنام من العجوة .. وعندما جعنا بدأنا - جميعاً- في التهامها..

ألنا عين بعد ذلك كله أن نفتخر بأن لدينا في مصر تعبير يقول : الحي أبقى من الميت؟..

ذو صلة :
مقال شديد على حق في مدونة "زمان الوصل"

Saturday, May 20, 2006

سناء يونس في ذمة الله

وكأن أيامنا "ناقصة كآبة" بما يكفي حتى تسقط كل يوم ورقة من أوراق الضحك و يرحل واحد من صانعي البسمات في حياتنا سواء أكان ممثلاً أو كاتباً ساخراً أو مخرجاً كوميدياً أو حتى رساماً للكاريكاتير.. قبل عام أو أكثر كان المخرج الكبير أحمد بدر الدين (المناظر التليفزيوني لفطين عبد الوهاب).. وقبل أشهر الفنان الكبير أبو بكر عزت ، وقبل ساعات نجمة الكوميديا الكبيرة الراحلة سناء يونس.. والتي رحلت عن أربع وستين سنة .. على يد القاتل الصامت الذي يتربص بنا الدوائر.. السرطان اللعين..

يحضرني تساؤل للميهي عن قلة عدد الكوميديانات من السيدات ، والتي كانت سناء يونس واحدة منهن ، ورغم أنها ممثلة تجيد الأدوار غير الكوميدية إلا أن صناعة الضحك تبدو هوايتها المفضلة.. من الذي ينسى دورها في مسرحية سك على بناتك أمام فؤاد المهندس ، ومسرحية هالة حبيبتي أمام المهندس أيضاً ، ومسرحية على بلاطة أمام ممدوح وافي ومن إخراج محمد صبحي ، وفي التليفزيون يبقى دورها الكوميدي الأشهر في الكوميديا الخفيفة الزوجة أول من يعلم أمام أبو بكر عزت والذي توفي قبل شهور..

لم تكن سناء يونس ممثلة فقط ، ولكنها كانت من ضمن مؤسسي حزب الكرامة المعارض ذي الاتجاه الناصري ، وكان من بين قائمة المؤسسين عدة فنانين منهم خالد يوسف ..ورغم اختلافي مع الاتجاه الناصري بشدة إلا أنه من الإيجابي أن يكون للفنان ثقافة وموقف سياسي أيا كان نوع هذا الموقف في صفوف الموالاة أو المعارضة..

رحم الله الفنانة الكبيرة سناء يونس .. وصبرنا على عالم النسيان والتجاهل الذي يقابل به أي مجتهد وناجح في الوسط الفني .. وغيره..

ذو صلة :

Wednesday, May 17, 2006

الفلوس مش كل حاجة

لك أن تتخيل ، بعد كل هذه النفقات الباهظة التي أنفقها عماد الدين أديب على فيلم حليم ، نفاجأ بالفيلم "خارج المسابقة".. مثل كل الأفلام التي نشارك بها في السنوات الأخيرة في المهرجانات الكبرى من عينة كان وبرلين وقريباً القاهرة!.. والكوميدي فعلاً أن منتجي الفيلم اعتبروا ذلك انتصاراً كبيراً وغاية المراد من رب العباد!

..لأول مرة أعرف أن التأهل لعرض الفيلم في المسابقة الرسمية في "كان" قد أصبح أكثر صعوبة بكثير من التأهل لنهائيات كأس العالم ، وربما إلى أن يأتي الوقت الذي نرى فيه فيلماً مصرياً ينافس على السعفة الذهبية نكون قد فزنا بكأس العالم مرتين وتأهلنا للمباراة النهائية في المرة الثالثة!..

لماذا ينفق عماد أديب ، أو غيره من أصحاب الكيانات الإنتاجية الديناصورية الحجم في السينما المصرية كل هذه النفقات على فيلم؟ هل ليتخطى أفلام هنيدي والسقا وسعد وأحمد حلمي التي لا تتكلف تلك المبالغ الرهيبة؟ .. ألا تكفي تكاليف العمارة ، وحليم ، ومن بعدها المسيح إن تمت إجازته من المؤسسات الدينية والرقابة لإنتاج عشرات الأفلام ذات المستوى الجيد (بما أنه لم تظهر حتى اللحظة نظرية مؤكدة بأن كل فيلم قليل التكلفة هو فيلم قليل القيمة وقليل الأدب) ..

لا أعرف الشيء الكثير عن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان ، لكن من المؤكد أنها ليست Lord of The Rings ولم تتكلف معشار ما أنفق على الفيلم المذكور ، لكنها تظهر بمستوى يؤهلها للمشاركة ، فقط لأنه "مصروف عليها بذمة" .. بمعنى إنه مصروف كويس على التحميض ، مصروف كويس على الصوت والموسيقى ، فيه نسبة وتناسب ، مش كله ضايع على بوكت ماني أحمد السقا والكام عربية من اللي بيخبطوا في بعض في كل فيلم على طريقة لعبة كراش ، ولما الميزانية "تخسع" مع البيه المنتج يصرف له آخر ربع جنيه مضروب في جيبه على الموسيقى التصويرية.. الأمر اللي جاب لنا الكافية سينمائياً لسنوات..

وإذا كان صناع السينما صدعونا في الأفلام بعبارة "الفلوس مش كل حاجة".. فإن الواقع يقول أنه حتى في السينما .. الفلوس مش كل حاجة!

ذو صلة :

Sunday, May 14, 2006

لا تتنحى .. لا تتنحى!

بحلقة الأمس من البيت بيتك ، وتحديداً في الفقرة التي قدمها المخضرم محمود سعد ، والمسكينة إيمان الحصري (فهي تدفع ثمن غلطة عمرها بالعمل مذيعة أصلاً)، كان الضيفان هما المطرب شبه المعتزل محمد الحلو ، والملحن والموزع أمير عبد المجيد..وكانت الحلقة في ما لحقته منها أشبه بمطالبة "شعبية" للمطرب الكبير محمد الحلو بالتراجع عن قرار اعتزاله الغناء .. أشبه بما حدث بعد نكسة 67 بأيام ، والهتاف الشعبي وقتئذ "لا تتنحى .. لا تتنحى"..
ليسمح لي عشاق فن محمد الحلو ومعجبيه ، وكاتب هذه السطور من بينهم ، بالاختلاف معهم كلية .. وبالقول صراحة بأن قرار محمد الحلو بالاعتزال جاء في وقته المناسب تماماً..
الحلو ، هو أحد أعمدة جيل الكبار في الأغنية المصرية حالياً ، والذين كانوا قبل سنوات "جيل الوسط" طبقاً للتصنيف العمري الإعلامي الدارج ، ومع الحلو هناك منير والحجار ومدحت صالح.. ولا أحد يشكك في أنه من أقوى الأصوات العربية وأكثرها ثقافة وتمرساً..
هذا لا يمنع بالمقابل أنه كان من الممكن أن يبقى الحلو بإمكانياته العالية على القمة ، لولا سلسلة طويلة من الأخطاء الفنية وغير الفنية ..فمن أخطائه الفنية الحذر الشديد في التجديد على مستوى الكلمة واللحن والتوزيع ، على العكس من مغامر حقيقي مثل محمد منير ، الحلو بقي رهن مفردات شعرية وموسيقية تمسك بها منذ بداية مشواره الفني ، أما منير فلا يمل التغيير ، وكانت النتيجة أن الحلو لم يعد لديه الكثير ليقدمه ، بينما تتوقع من منير كل جديد حتى لو ابتعد بأميال عن مستواه وفورمته الفنية.. وإذا كان من الصعب في فترة إقناع الحجار بالتغيير الفني المدروس ، فمن المستحيل الآن إقناعه بالانحدار لمستوى أغاني الاكتئاب وعقد الاضطهاد التي تميز بها مصطفى كامل والمدعاة أصالة..
لم يعد للحلو جمهور يتذوقه سوى الشباب الجامعي والشباب الأكبر سناً من الجيل الحالي ، الذين عاصروا بداياته الحقيقية في الثمانينيات وقت أن كانوا أطفالاً ، كما عاصروا روائع الحجار "اعذريني" ومنير "الليلة يا سمرا".. فضلاً عن جمهور الأوبرا صاحب الذوق "المتكلف" والذين يتحملون أسعار التذاكر ويخصصون حصة من وقتهم لسماع الفن الرفيع بحق وحقيق .. أما السواد الأعظم من الجيل الحالي فله موسيقى وكلمات يصعب أن تتخيل أن الحلو أو الحجار يغنياها ..
أما عن الأخطاء غير الفنية ، فهي دوامة المشاكل التي حصر نفسه فيها ، المشاكل المالية والقانونية التي تكفي لسحب أي فنان أياً كانت موهبته من تركيزه .. وصل الأمر بكل أسف إلى أننا أصبحنا نسمع عن مشاكل محمد الحلو أكثر مما نسمع عن أغانيه ..
ولا يجب رغم ذلك أن ننسى عاملاً كبيراً في قرار الحلو بالاعتزال ، وهو أخلاقيات وسلوكيات الوسط الفني والغنائي عامة إنتاجاً وكتابة وتلحيناً وتوزيعاً ، ففي الوسط شركة خليجية تحتكر المطربين المصريين لوضعهم في الثلاجة ، وشركات أخرى لها طرق غريبة الشكل في التعامل الدعائي مع المطرب لا تقيم وزناً لتاريخه وعراقته ومستوى ما يقدم ..
الملخص : الحلو وجد أنه ليس لديه الكثير ليقدمه ، وأن الوسط ليس مهيئاً لسماع ما اجتهد من أجله عقوداً .. فقرر الانسحاب ، وهو قرار سليم مائة بالمائة ، ولعله يعطي درساً قاسياً لعديمي الموهبة ، الذين يتمسكون بالبقاء تحت الأضواء حتى وإن انعدمت قدرتهم على العطاء..
تنحى وتوكل على الخلاق يا محمد يا حلو .. فالرصيد أعلى من إضاعته بأخطاء تسحب منه.. ويجب أن يبقى هكذا..

Tuesday, May 09, 2006

"حسب الخطة الموضوعة"

نتفاخر بأننا شعب له تاريخ وجغرافيا ، ومع ذلك فإننا لا نتعلم منه ، بل ننظر بنظرة تبريرية استعباطية لأخطاء الماضي وعثراته ، وعلى استعداد لتكرارها بكل بساطة ما إن تسنح الفرصة..
لست من هواة التسبيق ، لكن الأحداث تفرض نفسها ، وحدث الموسم في الدراما التليفزيونية هو مسلسل القاهرة 2000 ، والذي تصاحبه ضجة إعلامية عنيفة ومبالغ فيها قياساً على أسماء الممثلين فيها وعلى شكله الفني القائم على عدة مخرجين ومؤلفين تحت إشراف مخرج أقدم (محمد فاضل) وسيناريست أقدم (أسامة أنور عكاشة)وبنظام السيزون حيث هو قائم على إنتاج عدد معين من الحلقات لكل عام على غرار مسلسلات days of our livesو the bold and the beautiful .. حاجة كدة تشبه من بعيد مسلسل عائلة مرزوق أفندي في البرنامج العام .. المسلسل لا يضم أسماءاً من تلك الذين يحدث التهافت عليهم في مسلسلات المنتج المنفذ ، كما أن هذا النظام معمول به في الدراما الأمريكية ، في قوالب مختلفة من الدراما وليس في الدراما الاجتماعية فقط ، بل الشيء المؤكد أنه رغم أن المسلسل حلقات منفصلة ، إلا أننا على موعد مع مسلسل يشبه ما يعرف بـ the soap opera.. حيث كان من المفترض تقديم 365 حلقة من المسلسل
لكن المقرف في الموضوع هو ما شاهدته بعيني هاتين اللتان سيأكلهما الدود يوماً ما ، أن أحد المخرجين أو المؤلفين لا أذكر بالضبط قال في انترفيو في الفضائية المصرية ما مفاده أن السيد الوزير هو صاحب فكرة المسلسل ، حيث طلب من أسامة أنور عكاشة ومحمد فاضل عمل مسلسل يناقش هموم الأسرة المصرية و .... الخ..
هذا العك يذكرني تماماً بممدوح الليثي ، الذي يتباهى بأنه في زمنه كانت هناك خطة للدراما توضع "من فوق".. وأن الإنتاج كان يسير حسب الخطة الموضوعة : دة مسلسل ديني ودة مسلسل بيخاطب الهوية المصرية ودة مسلسل مش عارف إيه.. وإن كان دة حسب معلوماتي لما كان صفوت الشريف وزير الإعلام كان بيتنسب له أفكار مسلسلات وبرامج كاملة !
نفس أخطاء الأمس ، في الستينيات كانت السينما الموجهة وفي الألفية الثالثة لدينا الدراما الموجهة ، تذكروا كابوس الدراما المصرية (ثورة الحريم) رمز البشاعة كتابة وتمثيلاً وإخراجاً .. دراما الخطة الموضوعة التي يضعها موظف بيروقراطي سواء أكان في أمن ماسبيرو أو رئيس قطاع الإنتاج أو الوزير نفسه .. ولو كان لدى هؤلاء شيء من الأمانة العلمية لكتبوا فكرة السيد الأستاذ فلان الفلاني صاحب المنصب العلاني..
لا بأس .. لنرى كيف ستصمد الخطط الموضوعة في وجه ملايين قنوات الخليج المصروفة بعناية على الدراما السورية ، والدراما الخليجية نفسها التي بدأت تدخل على الخط رغم عيوبها .. ربما تكون العطار الذي يصلح ما أفسده نظام المنتج المنفذ الذي قدم لنا مؤلفين من عينة مجدي صابر وشركاه.. وإن كنت أشك في ذلك بشدة .. وأتوقع أن تشاركونني نفس الشك!
ذو صلة :

Thursday, May 04, 2006

خلاص عرفنا.. غَيَّر!

هذا المقال القصير بمناسبة حوار أحمد حلمي مع هالة سرحان على قناة روتانا سينما ، والإنترو المستفز من قبل الست هالة التي تعشق نفاق ضيوفها ، متصورةً أنهم لا يؤمنون بأن المديع المبالغ فيه والمجاملة الزائدة عن الحد نفاق صارخ..
في زنزانة شخصية "الشخص اللي سايق الهبل على الشيطنة" بتعبيره هو ، حبس أحمد حلمي نفسه لسنوات .. ذلك الحبس الذي من الممكن أن يشكل خطراً داهماً على مستقبله الفني فيما بعد ..

إذا كان غيره قد وعى الدرس ، بمن فيهم محمد سعد الذي قرر التملص تدريجياً من قيود شخصية اللمبي التي حولته إلى مليونير ، فلا يزال حلمي حبيس نفس الصورة التي رسمها لنفسه من أدواره الأولى ، الأمر الذي جعل من أفلامه كتاباً مفتوحاً معروف أوله من آخره ، وعليه ومن وجهة نظره يبقي الباب مفتوحاً فقط لمن يريد أن يشاهد "الشويتين بتوعه" .. أما من يسعون وراء المختلف فمن الأفضل لهم البحث عن سينما مختلفة وممثلين وممثلين مختلفين..
لا أعرف إن كان حلمي من الذين يحلو لهم إطلاق الكليشيه الكئيب "أنا مبحبش الناس تقول عليا كوميديان ، أنا بحب يقولوا عليا إني ممثل".. كما لو كان الكوميديان أراجوز ، وكما لو كانوا هم ممثلين (إلا قلة منهم)..وحتى الآن ، ورغم كونه قد درس التمثيل وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية ، فإنه لم يقدم أوراق اعتماده بعد كممثل ، رغم تقديمه لعدة بطولات مطلقة ، نالها في زمن قياسي ، في الوقت الذي استغرق الأمر سنوات طويلة من بعض زملائه ومنافسيه للوصول لكرسي بجوار البطل أو لترتيب محترم على الأفيش قبل القيام بأدوار البطولة..
أتمنى أن يعيد أحمد حلمي حساباته ، فالصعود إلى الهاوية يبدأ من اعتقاد الشخص بأنه على القمة وبأنه اكتفى بهذا القدر.. إيرادات الأفلام ونفاقيات الست هالة سرحان مهمة ، لكنها ليست كل شيء..

Tuesday, May 02, 2006

إن النجاح تشابه علينا

إشادة بنجاح "قناة النيل للأخبار" وبـ"السبق الصحفي الكبير" التي حققته في تغطية حادث دهب الإرهابي ، واعتبار كل من يشكك في ذلك من أعداء النجاح!.. هذا الكلام الفارغ لم أقتصه من جريدة حكومية إبان عهد صفوت الشريف ، بل من جريدة "الحلوة" التي تصدر من نفس المؤسسة التي تصدر الدستور.. يعني من جريدة معارضة!

عجيب أمر الصحفي في مصر ، فهو يقتنع أن بيده مقشة هاري بوتر..يرفع بها من يشاء إلى سابع سماء ، ويخسف بها من يشاء سابع أرض.. وإذا ما كان نافذاً ، معسول القول ، يجيد اللعب على الأوتار الحساسة لدى المتلقين ، فبالتأكيد سيجد من يصدقه عميانياً بدون تفكير ولا تدقيق ولا تمحيص..

وهذه فرصة لتوضيح "بعض الحقائق" عن الانتصارات الصحفية لقناة النيل للأخبار..

من الطبيعي جداً أن تحقق النيل للأخبار هذا السبق الصحفي الخطير ، لأنها كانت - بالصدفة - متواجدة لتغطية احتفالات سيناء ، ولديها ميزة في التنقلات على القنوات الفضائية الأخرى التي لها مكاتب في القاهرة ، خاصة وأن بعض تلك القنوات دمها تقيل على بعض الجهات الأمنية ، وكلنا نذكر ماذا حدث في تغطية الجمعية العمومية لنادي القضاة ..

وبمناسبة الصدفة ، والتي هي أجدع من ألف ميعاد وميت فل وعشرتاشر ، سرقت النيل للأخبار سبقاً صحفياً في عملية إرهابية مشابهة في سيناء قبل أشهر ، وكان بطل السبق الحقيقي هو مذيع في قناة النيل للرياضة (خالد لطيف على ما أذكر) ، وقد كان متواجداً بالصدفة لتغطية بطولة في البولنج تقام في نفس التوقيت ، فما كان من النيل للأخبار الزميلة أن تلطع توقيعها الكريم على اللقطات ، ثم يفعل قطاع الأخبار نفس الشيء معها.. (راجع جريدة الأسبوع المعارضة ، بس بشوية تفكير وتمحيص زي ما اتفقنا)

هذا "السبق" في تلك الحالة هو شيء مطلوب ، وإن لم يفعل فالصحفي هنا مقصر بالثلث ، فأنت لديك الإمكانيات ، ولديك القدرة على الدخول لأي مكان (بما إنك تليفزيون رسمي ولست من اخواننا البعدا)..يعني كدة بالبلدية الفصحى مالكش حجة ..
ما رأيك في أناس عملوا المفروض ، ثم يتحدثون بكل تناكة في نهاية تقاريرهم مسميين القناة بـ "قناة مصر الإخبارية" .. الـ nickname الجديد للقناة فيما يبدو ، وليس لديهم فكرة عن المستوى الفني (وأحياناً المهني) المزري لقناة مصر الإخبارية مقارنة بقناة العالم الإيرانية الإخبارية الموجودة على النايل سات!..أناس يفتخرون بأنهم يقدمون رديف الفضائيات العربية ، مثل الحقنة دينا سالم المعروفة بتكلفها الشديد في نطق اللغة العربية و "عوج اللسان" بالفصحى الشامية في محاولة لتقليد مذيعات العربية والجزيرة ، ها هي الآن مذيعة نشرة اقتصادية مغمورة في قلب قناة العربية !
أما بقى حكاية أعداء النجاح ، فبصريح العبارة دة شيء يدخل عادةً تحت باب الفكر الإقصائي ، يعني اللي مش معانا يبقى علينا ، وعليه يبقى اللي بينتقد فترة العك اللي تولت فيها سميحة دحروج أمر القناة يبقى معادي للنجاح ، واللي بينتقد شكل الفضائية المصرية عديم اللون والطعم والرائحة معادي للنجاح ، وعليه فإن دخولي باب "أعداء النجاح" طبقاً للمقال الذي لم يكتب تحته اسم كاتبه في "الحلوة" هو شيء يشرفني لأن النجاح لديَّ بصفتي مشاهد عادي ومتلقي للخدمة الإعلامية وغير صاحب مصلحة إلا في ظهور قناة محسوبة على بلدي بمظهر مشرف ، يختلف عن النجاح المتعارف عليه لدى البكوات الصحفيين .. وفيما يبدو فإن النجاح تشابه علينا!