Friday, September 29, 2006

فرجات آخر الشهر

* في مسلسل سوق الخضار ، بنى الماكياج على وجه فيفي عبده سوقاً آخر للخضار!

* شكراً لسهير رمزي ، فمسلسلها الجديد - من دون أن تشعر هي ولا نتوقع نحن - أفضل مسلسل "كوميدي" في رمضان هذا العام!

* لكن في المقابل ، أين كان الصحفيون الأكارم الذين يطالبون سهير رمزي على صفحات الجرائد الآن بالاعتزال منها قبل الاعتزال؟ ألم تكن قبل الاعتزال ممثلة متواضعة ، أم أن تواضع الممثلة لا يظهر إلا إذا ارتدت الحجاب؟ سؤال شرير وغلس وياريت يستحملوني فيه!

* أنهى المصريون سبتمبر وهناك سؤالان يحيراهم بشدة ، الأول : ما هو السنجلاب الذي يغني له شاندو لمدة خمس دقائق متصلة؟ ، والثاني : هل "نيجار" حبوب أم كبسولات؟

* يكتب بلغة مختلفة ، وبأحاسيس مختلفة ، ويجذبك لسماع أشعاره رغم أن "أولاد الشوارع" ثاني تجربة له بعد سارة .. الموهوب الحقيقي خميس عز العرب..

* الخوف كل الخوف أن يكمل يوسف معاطي العمل الذي بدأه أحمد صقر مع يحيى الفخراني في المرسى والبحار!

* فتحي عبد الوهاب من الممكن أن يقف مستريحاً على صدارة نجوم الكوميديا في مصر .. بشرط أن يستمر في طريقة تمثيله الحالية للأدوار غير الكوميدية!

* كل ممثلة لا يعرض لها مسلسل في التليفزيون تقول "لن أقف على باب الوزير".. حد قالكم إن احنا مستنيينكم؟

* اللي يشوف كاميرة غيره الخفية ، تهون عليه عصابة بيسو!

* يقول المطرب الشاب محمد حماقي أن نصاباً انتحل شخصيته وأدلى بتصريح لموقع على إنترنت.. أعتقد أن نصاباً كهذا نعمة بالنسبة للمطرب ولغيره ..أقله يجد شماعة مناسبة يعلق عليها تصريحاته المتضاربة!

* أخشى أن نفاجأ ، بعد أن سمعنا تتر ختام سكة الهلالي ، على سخريته من الواقع المر ، بأيمن بهجت قمر وهو يكتب أوبريتاً غنائياً للحزب الوطني!

* وجهة نظر : رمضان هذا العام يخلو من أي مسلسل لأسامة أنور عكاشة.. أنا شخصياً أرى أن رمضان من الممكن أن يكون رمضاناً في غياب أسامة أنور عكاشة ، وسيكون أفضل في غياب مجدي صابر!

** وأخيراً أعتذر على تأخير فرجات آخر الشهر .. السبب قهري جداً وهي إني باتلم على النت بصعوبة شديدة .. وكاتب التدوينة دي على كذا مرة.. ولسة الكلام عن رمضان ومشاهده وما أكثرها .. مانتهاش..

Sunday, September 24, 2006

أعراض صعيدية!


أولاً .. كل عام أنتم بخير..

رب ضارة نافعة .. الضارة أن رمضان في مصر بدأ بعد أن بدأ في دول الخليج كلها بيوم واحد ، وتلك الدول كما نعرف هي السوق الرائجة للدراما عموماً في السنوات الثلاث الأخيرة.. الأمر الذي أربك حسابات جهات الإنتاج والعرض في مصر والتي كانت لتتوقع إقبالاً كبيراً على المسلسلات إذا ما عرضت في نفس التوقيت مع الخليج ، مستفيدة من ميزة المواعيد خلال اليوم (دول الخليج تسبقنا توقيتياً وعليه فالمسلسلات تعرض هناك مبكراً بتوقيت القاهرة) .. وما حدث "حرق" المسلسلات بالكامل ، إذ أنه في الوقت الذي تبدأ فيه القنوات المصرية الأرضية في إذاعة الحلقة الأولى من كل مسلسل تعرض الفضائيات الخليجية الحلقة الثانية منها.. الأمر الذي جعلنا نطلع في هدوء على الحلقات الأولى من المسلسلات الرئيسية ، اللي اتباعت علشان فيها نجوم..

الملاحظة التي أخصص لها تلك التدوينة كاملة هي أن كل المسلسلات لها علاقة ما بالصعيد .. بدا ذلك بشكل صارخ في مسلسلات "حدائق الشيطان" ، "امرأة من الصعيد الجواني" ، "أحلام لا تنام" ، على سبيل المثال.. والأمر ليس وليد هذا العام .. بل اتضح أنه عادة تليفزيونية مجهولة السبب فيما يبدو .. واللستة طويلة للمسلسلات التي دارت أحداثها كلها في صعيد مصر مثل "ذئاب الجبل" ، "الضوء الشارد" ، "مسألة مبدأ" ، "ثورة الحريم" ، أو التي أقحم الصعيد فيها إقحاماً مثل "امرأة من زمن الحب" ، "يا ورد مين يشتريك"..

لماذا الصعيد بالتحديد.. إلى حد يشعر فيه أي متابع غير مصري للدراما المصرية أن مصر كلها هي الصعيد الجواني؟.. في مصر أماكن لم يتم تناول مشاكلها وواقعها .. بدءاً من عواصم الأقاليم التي تتأرجح بين الريف والحضر .. مروراً ببورسعيد التي تأثرت بإيجابيات وسلبيات المنطقة الحرة .. وسيناء التي تهمشها وسائل إعلامنا بلا مبرر ولم تتذكر خطأها الفادح إلا بعد التفجيرات الإرهابية في دهب وغيرها.. ومجتمعات الصيادين الفقيرة المهمشة أيضاً ..

وليت الملايين التي صرفت على مسلسلات الصعيد آتت ثمارها ..

المعالجات سطحية ، لم تعكس "الحالة الصعيدية" بأي حال ، لم تعكس بدقة المشاكل الحقيقية للصعيد مثل الفقر وهجرة العمالة إلى مدن الشمال الغنية والفقيرة على السواء .. سوء التفاهم الذي يجمع الكثير من أهل الصعيد بالسلطة التنفيذية .. والأهم شبه الانفصال الذي يعيشه الصعيد عن باقي الوطن نتيجة للتهميش ، وتحول محافظات الصعيد إلى منفى للمنحرفين واللصوص الصغار الذين افتضح أمرهم ونقلتهم البيروقراطية السعرانة للجنوب فكرههم أهله وكرهوها.. فقط عائلات كبيرة تتخصص في تجارة السلاح وتتبادل القتل الثأري على طريقة ضربات الجزاء الترجيحية..

بصرياً .. حدث ولا حرج.. فالعائلات الكبرى تقيم في نفس الفيلا أو الدوار الفخم الضخم المنيف الموجود في محافظات الوجه البحري (في الدراما فقط) .. والستات طالعين متمكيجين طول المسلسل على سنجة عشرة.. حتى تصميم البيوت الصغيرة في الصعيد "غريب" و لا يمت بصلة كبيرة للمنطق .. قس على ذلك الديكور .. سواء في البيوت الفقيرة أو الغنية .. كما لو كان الصعيد صورة كربونية من ريف الشرقية أو الدقهلية .. كل مسلسل - تقريباً - يجب أن يحتوي على طاغية يقع في "علاقة ما" مع "الغازية" التي تفد إلى القرية أيام الموالد ، وتربطه "علاقة ما" بمطاريد الجبل الذين يقومون بغارات استطلاعية يخيفوا بها أهل القرية .. ويا سيدي أهو كله برتقال..

وتزيد افتكاسات مخرجي الدراما الطين بلة .. على سبيل المثال .. هاني إسماعيل في ثورة الحريم قدم أشياءاً يصعب على العقل البشري العادي فهمها .. فتشعر وكأنه استلهم مباريات كرة القدم في تصويره لبعض المشاهد واضعاً الكاميرا في فتحة كرسي الفوتيه بزاوية تصوير غريبة الشكل والحجم واللون..الشيء الوحيد الذي يتذكر به الجمهور هذا التخلف العقلي الدرامي..

هل تحقيق مسلسل أو اثنين تناولا الصعيد لنجاح نقدي وربما جماهيري يسوغ للجهات الإنتاجية ومقاولي الباطن صرف الملايين على مسلسلات تستخف بالصعيد ومشاكله.. أليس الصعيد أولى بملايين الحكومة واهتمامها لحل مشاكله المزمنة؟ أليس أولى بأبنائه من الصحفيين والساسة ورجال الأعمال الذين أعطاه كثير منهم ظهورهم متفرغين لتقمص دور "هريدي عمران" في رائعة صلاح أبو سيف "الفتوة"؟

كان الله في عون الصعيد غير السعيد من إهمال الحكومة ودراما المقاولات..

ذو صلة:
-الصعايدة وصلوا - مقال ذو صلة للزميلة زمان الوصل
-الصعيد الداخلي والخارجي والجواني-مقال رائع لبراء أشرف
* لقطة من مسلسل "امرأة من الصعيد الجواني" نقلاً عن الراية القطرية

Friday, September 15, 2006

الزبون وساخب المخل : من على حق؟



أسبوع ، أو أسبوع ويوم واحد ، هو ما يفصلنا عن مولد المسلسلات الرمضانية .. في كل رمضان لا يعلو صوت فوق صوت المسلسلات ، سواء من ناحية المتلقين والصحف ، أو من ناحية السادة "المبدعين" الذين يتصارعون على عرض مسلسلاتهم في رمضان وفي ساعات مميزة لكي يكون "فاكهة" التليفزيون خلال الشهر الفضيل..

ولتلك الحرقة التي نسمعها في صراخ وعويل الممثلين والممثلات ، ومن والاهم من الصحفيين ، ما يبررها تماماً..

فالهانم مثلاً ممثلة سينمائية "متقاعدة" أحالها هنيدي ورفاقه إلى المعاش المبكر ، فوجدت في ماسبيرو ، وسككه اللي كلها مسالك ، فرصة كبيرة لاستعادة المجد الذي أهلكه السوق و"كملت عليه" عوامل الزمن .. وكيف لا بعد أن صنعت صيتاً ولا الغنى مع "قرشين كويسين" و/أو زوج بنك متحرك ينتج لها ما تشاء من الأفلام والمسلسلات .. الصيت والعلاقات تضمن لها أجراً برقم تصطف على يمينه الأصفار الستة ، غير قيمة الـ 10% من العقد الذي تدفعه الجهة الإنتاجية لمنتج المسلسل المنفذ (على طريقة مقاول الباطن) ، وذلك بعد مشاهدتها لمعالجة درامية أو حلقة أو اثنين من المسلسل ..على أن يتولى البنك الشخصي التمويل .. ولم لا؟ فسعر ساعة الإنتاج بملايين ، رغم أن إيجارات الاستوديوهات في انخفاض .. ولا مانع من أن يطالب الممثلون الآخرون في نفس المسلسل بمبلغ وقدره .. وكله على خساب ساخب المخل!

أنا شخصياً لا أعرف من هو ساخب المخل.. هل هو النجم أو النجمة أم الجهة الإنتاجية؟ إذا كانت الجهة الإنتاجية هي التي تمول المسلسل وتدفع لمقاول الباطن من أموال دافعي الضرائب فإن النجم أو النجمة هو الزبون الذي هو دائماً على حق.. وليس من حسن الفطن أن تقول له .. لأ!

لذلك ترى النجم أو النجمة وقد ذهب(ـت) إلى "سيناسرت" ترزي .. يصمم مسلسلاً مربرباً سميناً وطويلاً ككوبري 6 أكتوبر .. ويفضل أن "يتوصى بيه(ـا)" في المسلسل ، فإن كانت نجمة فيجب أن تكون هي الأم الرؤوم والناصح الأمين والملاك الذي لا تخرج منه العيبة ولو بالطبل البلدي والشمعة التي "تتحرق بجاز نضيف" من أجل عيون الآخرين.. وفي نفس الوقت الأنثى المرغوبة التي يتصارع عليها كل "شباب" المسلسل .. ويا حبذا لو رفضتهم جميعاً..وإن كان نجماً فله نفس المطالب تقريباً .. فالبيه قلبه بيوجعه .. وعايز حد يدلعه!

وكله بثوابه طبعاً.. الخير كتيييير..

وبعد انتقاء المؤلف المناسب ، يأتي اختيار المخرج المناسب .. ومن شروط المخرج أن يكون طيباً ، مهذباً ، مطيعاً وعارفاً لمصلحته.. والتي تصب في اتجاه معروف سلفاً .. اربط الدونكي في المكان الذي يأمرك به صاحبه دون نقاش ..

ولأن النجومية الحقيقية تأتي من اهتمام النجم بكل عناصر العمل الفنية ، فلا يضيع النجم فرصة "للتشييك" على جميع عناصر العمل الفني بحيث تنجح تلك العناصر في ورنشته وتلميعه .. فالممثلون "السنيدة الأوغاد" يجب أن تتوافر فيهم شروط الطاعة العمياء للنجم أو النجمة .. ويفضل لو كانت بطلة المسلسل نجمة ألا تختار ممثلة جيدة ، أو ممثلة جميلة .. حتى لا تسرق الأضواء منها.. أما الكاميرات فيجب أن تسلط على النجم بطريقة تبرزه وتبروزه ، وإن كانت صواريخ كاتيوشا الزمن قد قصفت معالم سحنة الممثلة النجمة فيجب على المخرج ومدير التصوير الهجوم بالفلاتر اللازمة لكي لا يرى المشاهد التجاعيد بالعين المجردة .. وربما من المستحب أن يظهر النجم أو تظهر النجمة في أكبر عدد ممكن من المشاهد، وأن يقفل تتر النهاية عليه أو عليها في كل حلقة..

وقد طرأت تطورات على السيناريو سالف الذكر بعد أن دخلت الفضائيات الخليجية في اللعبة .. أموال الخليجيين أكبر .. والصرف يتم بلا حدود خاصة إذا كان البطل نجماً كبيراً "سابقاً" وله جمهوره واسمه في منطقة الخليج العربي الذي يكفي لجلب الإعلانات .. والخليجيون -المتأثرون بالمسلسلات المدبلجة الطويلة- يعشقون المسلسلات الطويلة على الطريقة المصرية .. مما يؤمن سوقاً لكتاب المقاولات ونجوم المعاشات في كل رمضان .. والساعة بكام مليون والحسابة بتحسب!.. الخير كتييييير..

هذا ما كسبه دافع الضرائب في النهاية .. مسلسل طويل سخيف لتلميع ممثل أو اثنين لا أكثر ولا أقل .. المضمون هش .. القالب ردي.. عشرات القضايا مرصوصة بشكل سمج وسطحي في مسلسل واحد كركاب أتوبيس قاهري مزدحم في ساعة الذروة .. قضايا البطالة والإرهاب والصعيد والمرأة والخصخصة وربما العدوان على لبنان والقضية الفلسطينية قد تجدها كلها مقحمة بطريقة فجة في مسلسل واحد فقط للتغطية على تفاهته وغبائه .. والبطل أو البطلة يا حرام ملاك في وسط غابة من الذئاب والكلاب والقطط والسحالي ..

والمدهش .. والمؤلم .. أننا نجد تستراً صحفياً ، بل تهليلاً صحفياً في كل عام لهذا العك التليفزيوني .. فالنجم أو النجمة الذي فصل أو فصلت المسلسل على الكيف والمزاج فاكهة رمضان هذا العام ، والمسلسل تناول عشرات القضايا الهامة والملحة على المستوى المحلي والعربي والأفريقي والآسيوي والدولي .. مبتعداً عن تيار الهيافة والإسفاف .. وملتصقاً -لزقة أمريكاني بعيد عن السامعين- بقضايا المجتمع والناس .. وأنه لا صحة لما يتردد إطلاقاً مطلقاً بتاتاً البتة عن أن النجم الكبير اختار كل السنيدة الفشلة الذين معه في المسلسل .. كلهم عملوا معه حباً فيه أو فيها .. ونهلاً من خبرتها .. وحباً في سواد (عدسات) عيونها..فالفن المصري لا يزال بخير .. والخير كتيير..

ثم نجد هؤلاء الصحفيين ومعهم عدد من المنتجين ، وبيروقراط الجهات الإنتاجية ، والمؤلفين "الكبار" الذين قبضوا ملايين المنتج المنفذ على قلوبهم ينتقدون انهيار الدراما المصرية ، وسقوطها أمام الدراما السورية والخليجية والأمبوزية .. وتطلب من هؤلاء ذكر أي اسم فيقول ببراءة سلاحف النينجا "اعفيني"!.. والكل حتى النخاع متورط ومدان..

هذا هو تصوري لما يحدث كل عام ، لكم أن تتفقوا أو تختلفوا معه أو عليه وتصححوني فيه إن كان فيه خطأ أو شبهة تجني.. لكنني أنهي بسؤال : من على حق؟ الجهة الإنتاجية أم المنتج أو البيه / الهانم؟ هل هؤلاء كلهم على حق ونحن -بالصلاة على النبي- مختلون عقلياً؟

Monday, September 11, 2006

الكمين


إذا ما خطر رمضان على بالك ، ستتذكر بالطبع برامج الكاميرا الغبية الساذجة ، وعائلة بيسو ، وعائلة مش عارف إيه .. ويبدو أنه في كل عام يراعى أن تكون جرعة الغلاسة والسآلة وثقل الظل الشديد أكبر مما كانت عليه في العام الماضي ..

لكن في فضائياتنا العربية تأبى كرامتنا إلا أن نترك الأشياء دون أن نزيدها سوءاً وبشاعة .. وما يحدث في الفضائيات العربية حالياً هو نقل لأسلوب برنامج الكاميرا الخفية إلى التوك شو والبرامج السياسية!

الحلقة تبدو للوهلة الأولى مجرد مناظرة ، فيها الرأي والرأي الآخر بشكل حيادي وحرفي ومحترم ، ثم تكتشف أن الحلقة كلها فخ منصوب لضيف معين ، أشبه بكمين ينصبه بعض البلطجية للاستقواء على بني آدم غلبان..

ومهما يحلف مقدمو تلك الحلقات على المية تجمد ، ومهما يقسم هؤلاء بأغلظ الأيمانات بأن ما حدث غير مقصود ، وأن الأمور خرجت عن قيد السيطرة فعلاً ، فإن ما يصلني كمتفرج متأفف من مثل تلك "المناظر" هو أن ما حدث إن حدث فهو عن عمد وسبق إصرار وترصد..

الحالة الأولى على سبيل المثال هي حلقة انتخابات نقابة المهن السينمائية ، فخ نصبته - كما أراه - منى الشاذلي لعلي بدرخان في مواجهة منافسه على نقابة المهن السينمائية والنقيب فيما بعد ممدوح الليثي ، بدلاً من أن تدار الحلقة بشكل متوازن أفسحت منى الشاذلي المجال تماماً لليثي لأن يستعرض ويفعل ما يشاء ، ويشرح برنامجه الطويل العريض ، أما بدرخان المهذب فتحول إلى طفل مسكين مش عارف يجيبها منين ولا منين .. فقط أدرك أن قدميه غرزتا ولعمق كبير في وحل المصيدة!

قد يقول البعض أنه كان على بدرخان أن يأخذ حقه بدراعه ، ولا أنصح بذلك ، حتى لا نصل إلى المنظر الذي حدث في برنامج القاهرة اليوم قبل عشرة أيام ، حيث وقع ضحية كمين منظم بطلاه هم أحمد موسى - يسميه بعض مشاهدي البرنامج "أحمد سوسة" - ورئيس تحرير تنظيم روزا اليوسف - المنتشرين بشكل مريب في الفضائيات العربية- كرم جبر ..

استفزاز شبه متفق عليه ، يتم استدراج الضيف وإخراجه عن شعوره ، تتضاعف جرعة الشتائم من الطرف الآخر فيرد الضحية بشكل انفعالي ، ويمثل المذيع دور حمامة السلام - إحنا جايين نهدي النفوس- في اللحظة المناسبة التي تكون فيها الأمور قد خرجت عن قيد السيطرة..

بالمناسبة .. أعرف حدة خطاب الصحافة الناصرية تحديداً وأتوقع أن يصل إلى درجة مستفزة ، وأختلف معه وبعنف ، لكني ، وكل من شاهد الحلقة ، فوجئ بسوء سلوك غير طبيعي من رئيس تحرير روزا اليوسف ، والمؤسف أنه مذيع في برنامج على قناة المحور (ومن غير اللائق وفقاً للعرف المهني أن يكون مذيع في برنامج آخر ضيفاً على برنامج) ..

والمقرف أنه ، وغيره ، بل وأناس كثر، يهاجمون بأحد العبارات البرامج التي يتشاجر فيها الضيوف عيني عينك ، ويصفونها بأنها تندرج تحت بند إعلام الإثارة والتهييج.. أمال دة كان إيه بالصلاة على النبي؟

ما ذكرته مجرد مثالين فقط ، الأمر أصبح عادة متكررة ومملة ، ويحدث بدرجات متفاوتة ، في قنوات مختلفة ، رغم أن معظم معدي ومقدمي تلك البرامج من المشتغلين بالصحافة ، والعاملين بالمؤسسة الصحفية سالفة الذكر!

المفروض أنك ترى المشادات والخناقات في الشوارع ، لا أن تفتح التليفزيون لتجدها في وجهك .. والسادة المذيعون والمعدون يعرفون بالتأكيد كل شاردة وواردة عن ضيوفهم وطباعهم وطول ألسنتهم بالمتر وبالياردة .. ألا يجعل ذلك أي متفرج يشك في أن ما يحدث هو كمين منصوب لضيف غير مرغوب فيه لإظهاره بمظهر مهين و"تهزيقه" على الملأ؟ ومع ذلك يخرج كل مذيع أو معد أو صحفي وبراءة التماسيح في عينيه ويعتذر لنا عما حدث طوال الحلقة حتى لا نشك في أن ما حدث متعمد ومقصود .... "إنت لسة بتشك فيا؟" مع الاعتذار لزوزو شكيب في فيلم مطاردة غرامية!

ذو صلة :
-أصل الحكاية من موقع مصراوي
-وصلة ردح على أوربيت - سليم عزوز
-طوبة على طوبة - مقال سابق عن واقعة مشابهة*
* .. افترضت وقتها حسن نية عمرو أديب .. تستطيعون الحكم على حسن نية أديب وطاقمه في الواقعة الأخيرة من خلال فيديو مصراوي!
الصورة من عشرينات

Thursday, September 07, 2006

قصة مسلسلين!


لا يغب عن ذاكرتك نوعان من الأشياء : أكثرها جودة ، وأكثرها رداءة ..

خلال أسبوعين بالتمام والكمال بإذن الله سيظلنا رمضان ، وإذا ما ذكر - طبعاً - تذكر المسلسلات ، وبالأمس القريب عرضت الفضائيات مسلسلين عرضا لأول مرة في رمضان ، الأول هو رأفت الهجان ، والثاني هو العميل 1001.. وكما وعدت سابقاً .. سأتناول حافتي النقيض الدراميتين بشيء من الإيجاز..

الفرق الشاسع بين المسلسلين أكبر من الفرق بين النجاح الساحق والفشل الذريع ، إنه فرق بين مرحلتين مختلفتين في تاريخ الدراما في مصر ، مرحلة كانت تنتج فيها المسلسلات بشيء من التركيز ، في وجود عناصر فنية قوية ، وفق معايير محددة ، ومرحلة تنتج فيها المسلسلات بالكيلو ، ويتم تأليفها بالمتر ، والنجم فيها هو الزبون الذي لا ينطق عن الهوى ، كما سأتناول في تدوينة مستقلة في القريب العاجل جداً بإذن الله..

على مستوى "الورق" .. حصد صالح مرسي كل النقاط .. يمكن القول أنه كتب كل الشخصيات ، بما فيها الشخصية الرئيسة كروائي ، شخصيات مرسومة باليد وليس بالمسطرة ، شخصية رأفت الهجان مثلاً خليط غريب بين الوطنية والصعلكة والتمرد والدهاء والروح المرحة والحياة القاسية .. حتى الشخصيات المساعدة في معظمها كانت كذلك ، أبوة محسن ممتاز المخلوطة بعمله الأمني ، دهاء الخواجة صروف - الذي أداه الممثل الكبير الراحل نبيل الدسوقي بتمكن - ممزوج بمشاعر إنسانية تظهر عندما يتأكد من كون "ليفي كوهين" -الهجان يعني -هو ابن صديقه القديم بنيامين حنانيا.. باختصار تفاجأ بأن بالمسلسل شخصيات تتفق معها أو تختلف لكنها مرسومة بشكل جيد ، تتقاطع مع البطل ولكنها لا تهمش .. وتتذكرها كما تتذكره.. أما البطل في مسلسلات المنتج المنفذ فهو الكابتن ، وهو الذي يوقع على جميع التمريرات ، وهو الذي يسجل الأهداف بمفرده ، وباقي الممثلين مجرد كومبارس .. والسلام عليكم ورحمة الله!

العمل الناجح يرسي عدداً من القوالب والتقاليع التي يقلدها الآخرون .. أهم تلك القوالب في حالتنا تلك فكرة الشريحة التي صادفها الهجان من المجتمع اليهودي داخل مصر .. فقراء اليهود تحديداً وخاصةً المبهورين بحلم تكوين الدولة .. عصابات تهريب الأموال التي تعمل تحت ستار ..لم يخطر ببال صالح مرسي الذي توفي قبل ألف وواحد ببضع سنوات أنه سيظهر من يأتي بعده ليقلدها "مسطرة"..

نبيل فاروق ، كاتب العميل 1001 ، اسم يعرفه جيلنا جيداً جداً ، صاحب "رجل المستحيل" ، وهو أيضاً كاتب متخصص في شئون الجاسوسية ، توقعنا منه الكثير في عمله الأول ، لكنه اختار نوعاً صعباً من الدراما ليبدأ به مسيرته ، مغامرة تحتمل الفشل تماماً كما تحتمل النجاح .. خاصة وأنها تضعه في مقارنة مع الأب الروحي لأدب الجاسوسية العربي في رأي الكثيرين صالح مرسي.. صحيح أنه ليس من الإنصاف أن نذبح الرجل على عمله الأول ، لكن علينا أن نعترف أنه ارتكب عدة أخطاء جعلت صدمة عشاق رجل المستحيل كبيرة..

الأول هو أنه سار في كل الدروب التي سار فيها صالح مرسي في رأفت الهجان بالحرف الواحد ، حارة اليهود ، التجنيد ، وحتى الداخل الإسرائيلي، حتى وصل للمتفرج شعور أن هذا المسلسل هو تقليد مضروب لرأفت الهجان .. بل اضطر المتفرج للمقارنة بين الشخصيات واحدة واحدة .. مصطفى شعبان بمحمود عبد العزيز ، رياض الخولي بيوسف شعبان ، طارق لطفي بعادل أمين..وهلم جرا..

الثاني ، وسبق توضيحه ، هو المثالية المفرطة في شخصية البطل مصطفى شعبان ، قد يبرر البعض ذلك برغبة المؤلف في الكتابة عن "قدوة" حقيقية للشباب ، لكننا نتحدث عن دراما لها أصل واقعي .. وشخصيات الواقع لا يوجد بها مثاليون ولا ملائكة ..

الثالث ، الحوار ، جاء حوار 1001 عاطفياً ومبالغاً فيه ، المعروف أنه في كلامنا العادي هناك مساحات للقضايا العامة والخاصة ، للكلام في السياسة والعمل وكرة القدم والفن بحيث لا تطغى مساحة على أخرى حسب الموقف ، ستفاجأ بأن الكل في مصر يتكلم في السياسة عمال على بطال وفي كل وقت وحين .. قارنوا ذلك بمشاهد المقهى في الكرنك بعد النكسة .. لا تعليق..

الرابع، قال لي شقيقي وهو يتابع الحلقات أنه كأنه يشاهد مسلسلين في آن واحد ، اجتماعي وبوليسي ، ولو ركز المؤلف على أحدهما لكان الحال الأفضل .. بل إن التشتيت أحياناً يبلغ مداه أن ينقلك السيناريست والمخرج من مصر إلى إسرائيل وبالعكس .. على الجانب الآخر علينا أن نتذكر أن الهجان اعتمد على "الفلاش باك" .. ولذلك كان أكثر تركيزاً في السرد .. وأدق تسلسلاً .. بدءاً من مرحلة مصر ، ثم البداية في إسرائيل ثم الاستقرار هناك..وكانت النقلات في الزمان (1954 والفترة الحالية - حوار هيلين مع الجبالي) أو في المكان (تل أبيب - روما- القاهرة) محسوبة بدقة.. قارنوا ذلك وبين ما يفعله أحمد صقر - بالذات - في مسلسلات حقبة المنتج المنفذ التي أخرجها ( حديث الصباح والمساء وأميرة في عابدين) .. وكيف حول الفلاش باك لتقنية "سيئة السمعة" درامياً بفذلكته ورعونته المعتادتين..

الخامس وهو عيب مشترك في كل المسلسلات الجديدة ، "الوسع" الشديد في المسلسل ، كمية كبيرة جداً جداً من الشخصيات تكفي لتشتيت المتفرج وإصابته بالحول ولمط المسلسل وتطويله بشكل يتحدى قدرة الشخص العادي على الاحتمال ويبطئ من إيقاع المسلسل لدرجة الموت.. أمر لا يحدث في معظم مسلسلات ما قبل "لن أعيش في جلباب أبي"..

وكما كانت حسابات نبيل فاروق غير موفقة في اختياره لنوع الدراما الذي بدأ بها مشواره كسيناريست رغم كونه ناجحاً ككاتب صحفي متخصص ، كانت حسابات شيرين عادل غير موفقة في اختيار هذا النوع من الدراما للإخراج .. رغم إخراجها لـ"سارة" الذي كان واحداً من أنجح مسلسلات العام الماضي وألقى الضوء على معاناة نوع معين من المرضى النفسيين لم تقدم من قبل .. ولذلك ظهر ضعف القدرة على استغلال فريق التمثيل رغم ضمه لأكثر من ممثل مخضرم كرياض الخولي وعبد الرحمن أبو زهرة وأحمد خليل ..ضعف القدرة على استغلال موسيقى عمر خيرت وهو من كبار واضعي الموسيقى التصويرية المصريين حتى وإن جاءت تتراته وموتيفاته -صححوني في المصطلح إن أخطأت- غير موفقة بعكس التتر الرائع لمسلسل ملح الأرض الذي كتبه موسيقياً خيرت في 2004 ، ناهيك عن الأخطاء المنطقية القاتلة والتي من أهمها خطأ العلم المقلوب الذي اضطر المخرجة لإعادة تصوير المشهد بعد إذاعة المسلسل في سابقة تحدث لأول مرة في تاريخ الدراما المصرية!

أعتقد أن كل من كان ينتقد "الباقي من الزمن ساعة" و "الأفيال" و "رأفت الهجان" وكل أعمال الدراما المصرية حتى سنوات التسعينيات الأولى سيترحم على تلك الحقبة التي ضمت فنانين وكتاب ومخرجين كبار ، خاصة إذا ما شاهد افتكاسات نظام المنتج المنفذ ، الذي يفرز عشرات المسلسلات في العام مدة كل منها أربعين حلقة أو أكثر معظمها كربع جنيه مخروم ومزور ، في شكل يفوق بشاعة أفلام المقاولات التي سنت السيوف لمهاجمتها في وقتها..

أعتذر للإطالة ، ويبقى لنا كلام عن تفصيل المسلسلات في تدوينة قادمة بإذن العلي القدير..
* لقطة من المسلسل من جريدة الرياض السعودية

Saturday, September 02, 2006

عن الهجان وبيتر سيلرز


من الأشياء التي كنت أريد كتابتها في تدوينة خاصة عن مسلسل رأفت الهجان ومقارنته بما يسمى العميل 1001 ، أن الناس تعاطفت وأحبت رأفت الهجان (الشخصية) رغم عدم مثاليته على العكس من الشخصية التي أداها مصطفى شعبان رغم مثاليتها المفرطة ..كذلك لم يغير الفيلم الذي شاهدته عن الممثل الكوميدي الأسطوري بيتر سيلرز شيئاً من حبي واحترامي له..

على الوصلة شاهدت فيلم حياة وموت بيتر سيلرز (2003) ، والمأخوذ عن كتاب عن كتاب لروجر لويس بنفس الاسم ، وقام بالبطولة جيوفري راش وشارليز ثيرون وأخرجه ستيفن هوبكنز..

الفيلم يصنف كسيرة ذاتية ، لكن كتاب سيناريو الفيلم وربما الكتاب لم يقدموا بيتر سيلرز بوصفه الملاك البريء أبو قلب طيب قوي ، ولم يسردوا حسناته ولا معجزاته ولا كراماته بجانب بعضها ، ولم يرصوا الشخصيات التي صاحبها رغم أن علاقته ببعضها (كبليك إدواردز الذي ابتكر سلسلة الأفلام "بينك بانثر- الفهد الوردي" والتي حققت لسيلرز شهرة عالمية) تستحق فيلماً بذاته.. بل سردوا حياته بشكل واقعي ، بأخطائه وعثراته وحماقاته ولحظات تهوره وجنونه ومعاناته الموروثة من أمراض القلب والتي كاد أن يموت في أحدها..

قدم الفيلم الوجه القاسي لهوليوود ، كيف أنه كان عليه فقط أن يمثل ما يريده أصحاب المال وليس ما يريده هو ، وكثيراً ما سلطت الكاميرا على كتاب "being there" الذي كان يحلم بتمثيله بشدة ، ومثله في أواخر حياته ، وكاد أن يحصل على الأوسكار لولا خسارته أمام داستين هوفمان عن دوره في كرامر ضد كرامر، كذلك قدم بشكل عام الوجه المظلم للنجومية، وكيف كان لوالدته المتسلطة دور كبير في إحساسه بالنجومية والعيش كنجم حتى على حساب ما يراه هو صحيحاً كإنسان وأنسب لحياته..والغريب أنه تشرب ذلك ، ففي مشهد وفاة والدته التي كان مرتبطاً بها جداً كانت تطلبه في التليفون وهي تحتضر ، فاعتقد أنها تمزح وقال لها ببساطة وبرود أنه سيعود قريباً لها .. والأغرب أنها كانت سعيدة جداً بردة فعل سيلرز .. قائلة ما معناه "هكذا يتصرف النجوم الحقيقيون".. هذا لا يمنع أنه بكى بحرقة بعد أن علم وفاتها فعلاً .. في مشهد أداه راش باقتدار..

الأغرب هي رؤيته هو للعديد من الشخصيات التي مثلها ، كممثل كوميدي ضخم غير مفاهيم كثيرة عن "الكاركتر" ، وخرج عدد من أعتى فارسيرات العالم من تحت عباءته ، تخيل أنه غير راض عن شخصية المفتش كلوزو التي حققت له شهرة ضخمة .. كان يشعر أنه وهو يؤديها أقرب للمهرج .. وإن كنت أشك جداً في ذلك .. فدوره في "الحفل" مثلاً لم يكن دور مهرج بل ممثل يفهم حدود الكاركتر الذي يؤديه وينفذه بكل حرفية وذكاء .. لم يرد الرجل أن يحبس نفسه في شخصية واحدة أو عدة شخصيات يطلبها منه الجمهور ومنتجو السينما في هوليوود .. في المقابل وصلت الضغوط عليه لدرجة أنه أحس بأنه شخص تافه لا قيمة له بدون الكاراكترات التي يلعبها بغرض الإضحاك..أحد الشخصيات قال أن تلك الشخصيات تسبح بداخله.. وهو ما وضحه تماماً مشهد الأزمة القلبية الذي سيلي ذكره..

حتى تركيبة الفيلم نفسها غريبة ، تجمع ما بين الفانتازيا والوثائقي مع بعض الدراما.. مثلاً في مشهد النوبة القلبية الكبيرة التي أصابته بعد فترة من زواجه من الممثلة السويدية بريت إيكهارد (لعبت دورها شارليز ثيرون) .. عندما قابل كل شخصياته في مشهد شديد الشبه بالحلم ، كذلك مشهد حوار له مع والدته وهو يتقمص شخصية دكتور ستراينجلوف (في فيلمه كيف تحب القنبلة وتكره القلق مع ستانلي كيوبرك) .. مشهد تتحير في كونه حقيقة أو فانتازيا عندما تراه.. لو كان فانتازيا هذه هي رؤية أصحاب الفيلم وهم أحرار ، أما لو كان حقيقياً فسيلرز إذن كان عبقرياً لدرجة الجنون!.. حتى مشهد وفاة والدته وهي تتحرك على أنغام الموسيقى إلى النعش!.. ومن ناحية أخرى ترى بعض الشخصيات وكأنها تعلق في فيلم وثائقي في ختام مشاهدها في الفيلم .. مثل شخصية الأم وستانلي كيوبرك وعلى ما أذكر بليك إدواردز .. الشخصيات التي بدت الأكثر تأثيراً في حياته..أما "قفلة" الفيلم فهي الفانتازيا بعينها عندما نرى سيلرز (راش) وهو يمشي على الماء ثم يطير.. ربما كانت تلك لحظة سعادته ، وحلمه الذي لم يكتمل..

يصعب أن ترى الفيلم في قنوات الأفلام على النايل سات -رغم كونه فيلم تليفزيوني والأفلام التليفزيونية معتادة الوجود على الفضائيات- إلا إذا قرروا عرضه كسد خانة ، فالفيلم غير تجاري بالمرة ، ليس فيه قصص حب ملتهبة ولا جرافيكس ولا معارك ولا مؤثرات خاصة أو مشاهد رعب أو...أو.... فقط مجرد رؤية لحياة شخص كان يقول أنه ينتمي لفصيلة من الكوميديانات تتسم بالمرح فقط وقت العمل!

ورغم أن البعض - مثلما يحدث مع كل أفلام السيرة الذاتية - وصفوا الفيلم بأنه "إهانة" لسيلرز.. أرى أن الفيلم كان واقعياً وإن صدمني بعض الشيء .. المشاهير ليسوا ملائكة ولا أنبياء.. لهم أخطاؤهم ووجهات نظرهم ونزواتهم وسقطاتهم .. الناس تريد أن ترى بشراً على شاشة السينما أو التليفزيون.. لهذا أحب الجمهور رأفت الهجان وكرهوا شخصية مصطفى شعبان التي يذكرون اسمها بالكاد..