Wednesday, August 27, 2008

فرجات آخر الشهر

* مسلسلان عن الزعيم "الراحل" "جمال عبد الناصر" ، مسلسل عن المطربة "الراحلة" "أسمهان" ، أكره أن يتحول رمضان لمندبة وصوان عزاء كبير.. خاصة وأن هناك أقلام تبحث عن "جنازة" و "تشبع فيها لطم"..

* آه لو كان الذي فعل فعلة "مكي" ممثل آخر تعرفونه جميعاً.. سترون الصحف كلها وقد تحولت إلى "محيي إسماعيل" في فيلم "خلي بالك من زوزو".. جمعاااااااااااء!

* "سميرة أحمد" تعود هذا العام.. دون أن يتحدث صحفي واحد عن ديمقراطيتها التي تحمل شعار "هييييه جمهوري الحبيب الصبور الطيب المهاود"!

* كليب مبهر وحملة دعاية شليلة .. يا ترى "نانسي عجرم" كانت "بتفكر في إيه"؟

* أهم حسنات ألبوم "نانسي" بالمناسبة هو عدم وجود اسم "أيمن بهجت قمر".. شجاعة تحسب لـ"نانسي".. ويفتقدها آخرون..

* تطبيق "اللي تغلب به العب به" ليس دائماً من حسن الفطن.. الكلام موجه لـ"محمد حماقي"..

* لكل ممثل أفلام جيدة وأخرى رديئة (بما أننا وصلنا للزمن الذي نختزل فيه الفيلم في شخص بطله اللي بقى يقوم بالليلة واللي حواليه كلهم أكياس جوافة).. لكن هذا لا يعني أن "نطلع القلعة" بالممثل أكثر من اللازم كما لو كان قد قدم "العزيمة" أو "الفتوة" أو "اسكندرية ليه" .. هذا مجرد تعليق على قصائد المديح المبالغ فيها والمدبجة لفيلم "أحمد حلمي" - مجازاً- "آسف على الإزعاج"..

* باروكة "هيثم دبور" ، ثم باروكة أخرى لمحتها في برومو مسلسل "العيادة".. هل عَدِمَ صناع السيت كوم حيلة لإضحاكنا سوى البواريك؟.. فعلاً لم يعد يبقى سوى استعمال "باروكة" "وائل جمعة"!

* أجمل الشعر أكذبه.. هذا صحيح .. لكن ليس أجمل السينما أكثرها نفاقاً..

* لن تكون قصة "سوزان تميم" الأخيرة..تذكروا ..

* هناك شيء استعصى على عقلي المتواضع فهمه في مسلسل "نور".. في إحدى الحلقات استمعت لبعض أبطال المسلسل "المدبلج" يستمعون لأغنية لـ"أم كلثوم".. وأستغرب لأول وهلة من شعبية "الست" في بلاد الأناضول.. هل "أم كلثوم" موجودة في النسخة الأصلية أم أن الدبلجة تشمل الأغاني أيضاً؟ وهل كنا لنرى نفس المشهد في حال دبلجة المسلسل إلى اللهجة المصرية ولكن مع أغنية "شيال الحمول يا صغير.. شيال الحمووووول"؟

* المستفز في برومو مسلسل "فيفي عبده" هو إصرارها على تكرار عبارة "قمر اسكندراني ع الشوق رماني" .. كأنها "طويل العمر يطول عمره ويزهزه عصره...الخ"!

* صدقوا أو لا تصدقوا: "تامر حسني" يعد للجزء الثاني من "عمر وسلمى".. والمقرر نزوله إلى صالات العرض في أجازة عيد الأضحى القادم.. أخشى ما أخشاه أن يعد أثناء الفيلم لـ"انتقام كابتن هيما"!

* وصلنا إلى اليوم الذي نرى فيه "حليمة بولند" تقدم "فوازير".. شيء يشبه إلقاء "عماد بعرور" لقصيدة لـ"محمود درويش"!

* أخيراً.. كل عام أنتم بخير .. انتظرونا في رمضان بإذن الله..

Friday, August 22, 2008

فطوطة الذي كان!

فكرت مع بدء العد التنازلي لرمضان أن أعود بالذاكرة إلى الوراء ربع قرن كامل..إلى واحدة من أشهر فوازير رمضان ، الحدث الذي كان منتظراً من قبل مشاهدي التليفزيون المصري في تلك الفترة من تاريخ التليفزيون..

أتحدث هنا عن فوازير 1983، التي كانت تدور عن أشهر الأفلام المصرية ، والتي كتبها عبد الرحمن شوقي ولحن تتراتها سيد مكاوي ووزعها سمير حبيب وأخرجها فهمي عبد الحميد وقام ببطولتها سمير غانم الذي كان يعيش في تلك الفترة عصره الذهبي كممثل كوميدي .. قبل أن يتراجع خطه البياني منذ أواخر الثمانينيات بشكل مخيف..

لم تكن هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها عبد الرحمن شوقي وفهمي عبد الحميد وسمير غانم ، التقى الثلاثة في العام السابق وفي العام اللاحق أيضاً..كانت الأعوام الثلاث بحق هي "حقبة فطوطة"..

من الخارج يبدو فطوطة تنويعة على وتر استخدام "العلامات المميزة" في الإضحاك .. تقنية قديمة قدم الكوميديا نفسها ، لكن يمكن للبعض أن يرى أنه باختصار "الطفل الكبير" الذي يسكن فينا..بشقاوته وإزعاجه وتذمره .. بصرياً يبدو خليطاً بين الأطفال والناضجين.. يبين ذلك أولاً من شكله واختيار ألوان ملابسه وحذائه ، وكلها طبعاً كبيرة على مقاسه الصغير، تماماً كطفل يرتدي حذاء أبيه لكي يشعر أنه شخص كبير وناضج ..وكذلك من صوته الذي تم التحايل عليه بتسجيل الصوت بطيئاً بشكل منفرد في البداية ، ثم "تسريعه" لكي يظهر طفولياً ويتناسب مع حجم الشخصية..

ولصنع دراما يمكن تركيب الاستعراضات عليها بطبيعة الحال كان من الضروري خلق علاقة ومفارقات بين بطلي الحلقات.. ووقع الاختيار على أن يبقى "سمورة" دائماً تحت سيطرة "فطوطة".. في 1983 مثلاً كان هو المخرج المسيطر على العمل الفني وكان الشخص الآخر "الحقيقي" مجرد ممثل مهمته تنفيذ تعليماته.. تحدٍ في قالب كوميدي بين ممثل مغمور ومخرج يتميز بتذمره الدائم وعصبيته الزائدة وطباعه الطفولية..

فوازير 1983 كانت الأكثر مرحاً .. سبب تلك الروح المرحة هو اجتماع عدد كبير من الشخصيات التي تملك تلك الروح ، بدايةً من "عبد الرحمن شوقي" بخبرته في الكتابة للكوميديا شعراً ومسرحاً، و"سيد مكاوي" التي لا تخلو موسيقاه من المرح ، و"سمير حبيب" الذي يعد من أشهر موسيقيي الثمانينات وارتبط اسمه بفرقة "الجيتس" التي ظهرت لفترة قصيرة في العقد ولم تستمر طويلاً ، وتميز بنفس الروح في موسيقاه تأليفاً وتوزيعاً.. ولا ننسَ الملحن الكبير الراحل "أحمد صدقي" الذي لحن عدداً من استعراضات الحلقات .. ولمن لا يعرف هو الذي لحن أغنية "ليلى مراد" الشهيرة "يا مسافر وناسي هواك".. أضف لهؤلاء "سمير غانم" الفارسير العتيد في أفضل حالاته .. و"فهمي عبد الحميد"..

هذا الأخير ارتبط اسمه بالفوازير إلى أن أصبحت لعنةً عليه.. جرب نفسه ذات مرة في إخراج المسلسلات وأخرج مسلسلاً وحيداً بعنوان "ألوان" وقامت ببطولته "شريهان" ولم ينجح.. كان امتداداً لـ"نيازي مصطفى" في الخدع السينمائية بمقاييس وتقنيات تلك الفترة .. واستغل خبرته تلك في الفوازير التي أطلقت بدورها الطفل الكامن بداخله .. فلعب على أفضل ما يكون بما سمحت له تكنولوجيا السبعينات والثمانينات ، كان 1983 هو الأفضل له في رأيي ، تترات فوازير ذلك العام كانت "مبهرة" رغم "سذاجتها" تقنياً مقارنة بالربع قرن الذي تلاها..

هذا ما كان من أمر الفوازير قبل ربع قرن من الزمان .. "وأهو بكرة نقول كانت ذكرى وعشنالنا يومين" كما غنى "عمرو دياب" بعدها بفترة.. بالفعل كانت كذلك .. ذكرى للبهجة والمرح والبساطة .. وكلها أشياء تستعد للحاق في حياتنا بالفوازير وزمنها.. كان ما سبق رؤية لم تخلُ من الجانب العاطفي للقطات جميلة من الماضي..دمتم بألف خير..
* أول تجربة إدراج من اليوتيوب..

Sunday, August 10, 2008

في قلة الأدب : كل لبيب بالإشارة يفهم!


استقبلت اللازمات التي شاهدها الملايين في فيلم "أحمد مكي" "اتش دبور" - طبعاً من قبل من يعرفون معناها- بشكل متباين .. منهم من رأى فيها نوعاً من الجرأة حتى وإن وردت مشفرة لألفاظ "أخرى" أكثر "أَباحة"- اختلف في كتابتها بالعامية بالألف أو القاف- وقليلون في تقديري وجدوا فيها نوعاً من الوقاحة في ذاتها..

بعيداً عما يقال عادة عن الإفيهات الجنسية وتأثيرها على "الضحك" أو "لفت الانتباه" وغيرها من الأهداف الأخرى التي يسعى لها بعض كتاب السيناريو أثناء عملهم.. يرد صناع هذه الإفيهات "المشفرة" بحجة تستحق التفكير : دي لغة حوار الناس العاديين ودة الواقع..

يبدو ما سبق صحيحاً.. شئنا أم أبينا..

في اللغة التي نتخاطب بها مع بعضنا البعض هناك نسبة من "المحتوى الجنسي" ، غالباً يصب في بحر "الشتائم" .. ويكون معظم إن لم يكن كل من ما يعرف باسم الـF-Words (=الكلام اللي بيترجم في التليفزيونات بعبارات زي "السافل" "الوغد" ...الخ).. واللافت للنظر أن نسبة هذا المحتوى داخل لغة الحوار العادية في تزايد مستمر.. سواء الألفاظ "النابية" الأجنبية بين أوساط "الهاي سوسايتي" أو الألفاظ "النابية" "البيئة" بين أوساط "عامة الشعب".. وبدأت الألفاظ التي لها مدلول جنسي تأخذ معانٍ أخرى داخل اللغة بعيدة عن معناها الحقيقي ، وتستخدم للتعبير عن الغضب ، أو الاستحسان في بعض الأحيان (هناك مقال لزميلنا رسام الكاريكاتير أشرف حمدي في الموضوع) ..

السباب بالأب والأم وبالدين واستخدام العبارات إياها كلها أمور لا تعد قبيحة أو مستنكرة ممن يستعملونها باستمرار ويعلمون "شفرتها" جيداً.. ولكنها ليست كذلك بالنسبة لمن لا يخاطبون بعضهم البعض بها .. ولا لمن لا يتوقعها في الفن والإعلام .. فالسينما لهؤلاء تعتبر حلماً لا يجب أن تنغصه لغة كتلك .. كما أن مرور فيلم من تحت أنياب المؤسسة الرقابية يعطي شعوراً للمتلقي أن هناك قبولاً من السلطة لذلك..

وبمناسبة السلطة .. لا أعتقد أن صناع الفيلم - مع احترامي لهم - قد فعلوا ذلك خوفاً من المجتمع "المحافظ" أو الذي يزداد- في آراء كثيرة- محافظةً بمرور الوقت (فكثير من المحافظين وطبعاً من المتشددين كبروا الـG واتخذوا مواقف متشددة من كل ما هو فن).. فهم يعلمون تمام العلم سعة استخدام تلك المصطلحات بين شرائح كبيرة من المجتمع على اختلاف مستواها الطبقي .. وإن كان استخدام تلك اللغة - ولو مشفرة- سيغضب المحافظين (الغير مبالين بالفن كما سبق الكلام) فإنه بالتأكيد سيسعد آخرين .. زد على ذلك أنه لا يوجد استياء مجتمعي من سماع تلك الألفاظ صراحةً واستخدامها في مباريات كرة القدم التي يشاهدها ويسمعها الملايين..وقد يأتي اليوم الذي يقبل فيه الجميع "غصبن عن عين التخين" استعمال هذه اللغة صراحةً في الأفلام والمسلسلات ، خاصةً وأنه جاء يوم علينا كان استعمال مصطلح "ابن الكلب" في فيلم شهير جريمة الجرائم قبل أن تصبح واحدة من أكثر الشتائم أدباً في الدراما المصرية..

بالعكس.. لجأ صناع الفيلم لذلك تحاشياً لغضب السلطة.. الممثلة في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية.. ليس إلا.. هم أناس يعرفون قدرهم جيداً ونيتهم واضحة في تقديم فيلم كوميدي خفيف .. دون الخروج بمانشيتات ثورية زاعقة ماركة "خالد يوسف" يصبون فيها جام غضبهم على المجتمع المتشدد والرقابة المتشددة والسينما المتشددة والهواء المتشدد والماء المتشدد ..كل ما هنالك أنهم لا يريدون صداماً يحول بينهم وبين تقديم فيلم يرونه "مطرقعاً" وقد يهدر بضعة ملايين أنفقتها السيدة "إسعاد يونس" على إنتاجه!

"الحوار" كله يضع ظلالاً حول عدة أمور .. أولها علاقة صناع الدراما بالرقابة ، وأن إكليشيه "لا رقيب على حرية المبدع سوى ضميره" يسقط على الأرض أحياناً سواء بالخوف من الرقيب أو اكتفاء شره .. وثانيها إصرار بعض صناع الأفلام بمن فيهم أفلام أكثر "جدية" و "جدلية" على تقديم كوبي وبيست للناس من حياتهم حتى في الشتائم .. وثالثها علاقتنا الغريبة والعجيبة بـ"قلة الأدب"..التي ندينها ونستخدمها في نفس الوقت!

سطر أخير: الانطباع الأول لدي عن شخصية "دبور" سيء للغاية ، وأتمنى إن شاهدت الفيلم كاملاً ألا يكون لدي كلام "أسوأ" عنها.. وألا يتبقى من الفيلم سوى "لزماته" التي فاقته شهرةً.. تماماً مثلما اشتهرت أغاني فيلم "لخمة رأس".. وسقط الفيلم!..
* الصورة من "إيلاف"..

Wednesday, August 06, 2008

رحم الله الدكنجي .. ولبضاعة الـ كان بيبيعا!


لنعد بالذاكرة لعام 1992.. وقت أن عرض مسلسل The Bold and The Beautiful لأول مرة على شاشة القناة الثانية الأرضية في مصر..

عرض المسلسل قبيل الزلزال بأشهر .. استقبله الناس كأي مسلسل عادي ، وأقل من العادي أول الأمر ، على أساس "شِبَع" جمهور المسلسلات الأجنبية في مصر في ذلك الوقت من Falcon Crest و Knots Landing ، إلى أن بدأ يتسرب ويتوغل .. لم يحل زلزال 1992 دون استمرار نجاحه المدوي جداً وغير المتوقع ..

تحول المسلسل إلى ظاهرة ، ازدادت نسبة مشاهدته بنسبة عالية للغاية ، ولم يوقف تقليص عرض المسلسل من سبعة أيام في الأسبوع إلى double bill في يوم الخميس المد الإعلاني الجارف عليه .. وصل الأمر إلى أن استغرقت الفترة الإعلانية السابقة للمسلسل في أمسية الخميس إلى خمس وأربعين دقيقة كاملة .. كما لو كانت مباراة الأهلي والزمالك!

ثم أوقف عرض المسلسل لأسباب اختلف فيها ، قيل لدواعٍ رقابية ، وقيل لأسباب أخرى..

ثم نسي الناس بسرعة..وانتهى الأمر به منبوذاً إلى قناة دريم دون أن يتابعه أحد في الوقت الراهن..

لن تجد سبباً واضحاً لنجاح The Bold and The Beautiful.. إلا العبارة المصرية الشهيرة التي تسمعها من البسطاء في مثل تلك المواقف "أرزاق".. وهي بالفعل كذلك.. فالمسلسل بصرياً "فيديو" مثله مثل المسلسلات العربية وليس بصورة سينمائية كما هي العادة في المسلسلات الهوليودية التقليدية ، بطيء الأحداث بشكل خانق ، يفتقد لمتعة ودقة صناعة الدراما وبناء الشخصيات وحتى لعناصر الإبهار والتشويق.. Soap Opera صنعنا مثله وأفضل منه في بلادنا..

كان من "رزق" المسلسل الذي لم ينجح خارج أمريكا إلا لدينا هنا أنه كان يعرض على شاشة التليفزيون المصري .. وقت أن كان الخيار الوحيد لمعظم المصريين من غير مالكي "الأدشاش".. كان خياراً وحيداً قوياً له سلطته وهيبته وهيلمانه .. كلنا ونحن صغار تسمرنا يوماً ما أمام "اخترنا لك" وقت أن كان يذاع في سهرة الأربعاء .. وكانت أعجوبة الأعاجيب أن نشاهد McGiver أو The X-Files ومن قبلهما The Dark Room و Night Rider..

الآن لم يعد لدى المصريين "خيار" واحد ، بل لديهم "السلطة" بكاملها .. سواء بفتح السين واللام أو بضم السين وتسكين اللام.. قائمة طويلة عريضة من القنوات يمكن التقليب بينها بضغطة زر في وصلة لا تكلف المواطن البسيط الشيء الكثير.. صار من الصعب أن تشاهد تليفزيوناً واحداً يشغل القناتين الأولى والثانية حتى في قلب رمضان .. حيث استحوذت قنوات البترودولار القوية على الكعكة التي كان ماسبيرو يحتكرها دون غيره.. وأصبح عرض المسلسلات بالنسبة لنجومها على القناتين المصريتين الأرضيتين أمراً كمالياً..

غربت شمس The Bold and The Beautiful لتشرق شمس "نور" من بعده.. جاء اليوم الذي يذيع فيه التليفزيون الأرضي المصري مسلسلاً بناءً على نجاحه الساحق في قناة فضائية أخرى من بلد آخر.. وربما لن يكترث له أحد هنا إلا من أراد أن يتابع السلسلة من البداية ، ولأن توقيت الشراء جاء "غاية في الذكاء" قبل رمضان بأربع أسابيع فلن تجد له متابعة كبيرة .. فعلاً على رأي المطرب السوري "علي الديك".. رحم الله الدكنجي.. ولبضاعة الـ كان يبيعا.. واااااا.. عبيدووووووو!
* الصورة من موقع soap opera digest..

Monday, August 04, 2008

هزار الشاعر "الظريف"


لنتفق على أمرين هامين.. الأول هو أن كثيراً من الاتهامات بالسرقة تطلق اعتباطاً إن لم تكن عبطاً.. هناك قواعد واضحة للتمييز بين السرقة والاقتباس والتوارد ، سواء في الدراما أو في الموسيقى.. كما أن هناك فرق بين نقل العمل ونقل "التيمة".. أي أنه من الصعب على أي عاقل أن يتهم آلاف الأفلام بالسرقة من "الكونت دي مونت كريستو" التي تحولت إلى "تيمة" يلعب عليها كتاب السيناريو في جميع أنحاء العالم إلى وقتنا هذا..

والثاني هو أن تاريخ الدراما عموماً والسينما خصوصاً في مصر حفل بكل ما سبق .. هناك اقتباسات وتحويرات وتمصيرات وسرقات تتم في ظهيرة أغسطس..

ليه قلت الكلام دة؟

بعدد الأخبار بتاريخ الأحد 3/8/2008 عقب صحفي بالأخبار في عموده على تعقيب أرسله له الشاعر "أيمن بهجت قمر" على اتهامه من قبل الصحفي المذكور بسرقة أجزاء من فيلم "Beautiful Mind" للممثل الأسترالي "راسل كرو" ..

في العادة عندما يثور الاتهام بالسرقة يرد المتهم بمجموعة من الحجج منها "دة اقتباس" ، "توارد خواطر".. لكن أن يرد الشاعر الغنائي الذي جعلته الصحافة كبيراً بالقول بأنه "لا يعرف الفيلم".. هذا في القياس عجيب!

عملاً بمبدأ الأخذ بالظاهر .. أعتقد أن "لا يعرف الفيلم" لها وجاهتها إذا كنا نتحدث عن السينما منذ ستين أو سبعين عاماً.. أيام "المانافيللا" والأبيض في أسود والفرحة لدرجة الذهول بعبارة "سينما سكوب" .. أو في بلد منعزل تماماً عن كل ما حوله ويعيش خارج دائرة الزمن.. وليست في العام الثامن بعد الألف الثالث من الميلاد!

حتى في الستينيات والسبعينيات كان كتاب السيناريو منفتحين على الخارج ، وشهدت تلك الفترة عمليات اقتباس ونقل ومعالجة لنصوص مسرحية وسينمائية غربية ، سواء في سينما "حسن الإمام" أو في غيره.. فما بالكم بيومنا هذا الذي تستطيع فيه تحميل أفلام هوليودية كاملة من على النت قبل عرضها في نصف دول العالم.. كتاب السيناريو الحاليين بمن فيهم "التعبانين مُلَّة" في معظمهم على علم شبه تام ليس بالسينما التجارية الأمريكية بل والأوروبية أيضاً.. حتى أن شائعة طالت كاتب سيناريو مصري شهير بـ"النحت" تقول أنه اشترى كماً كبيراً من الأفلام الأوروبية ليستلهم منها - أو ليسرق منها - أفكاراً لأفلامه الجديدة!

من الصعب جداً على أي مهتم أو مشتغل بالفن السابع إذن أن يقول أنه لا يعرف الفيلم الفلاني أو العلاني خاصةً إذا كان الفيلم حاصلاً على أربع جوائز أوسكار فقط..إلا إذا كان لا يعرف من هو "الأوسكار" .. أو فيمَ يستخدم!

لم أشاهد "آسف على الإزعاج" وبالتالي لن أفتِ بمسألة السرقة تلك إلا عندما أشاهده وأشاهد من قبله الفيلم الآخر.. من أفتى بالسرقة هو ذلك الصحفي .. ومن رد عليه هو كاتب "آسف على الإزعاج" والذي حاول طوال مشواره الغنائي أن "يزغزغنا" بتعبيراته الغريبة كي نضحك فأضحكنا من غير قصد على عذر ربما يكون أقبح من الذنب!
* الصورة من ابتسامة دوت كوم..

Friday, August 01, 2008

هو كل هؤلاء..


ليس الغرض من التدوينة الحالية ، أو التدوينات القادمة إن قدر الله لي كتابة في نفس الموضوع إقامة سرادق عزاء لـ"يوسف شاهين" بكل العبارات والمجاملات السخيفة التي تصحب تلك المناسبات .. ولكنه محاولة هادئة لقراءة ما قدم من تراث سينمائي مهم ومثير للجدل والنقاش والدهشة بكل ما تحمله من معنى.. ولو من عين غير متخصصة.. قد لا تكون تلك القراءة موضوعية بما يكفي لأنها - كما سبق - من غير متخصص .. ولكن السينما في النهاية هي فن جماهيري يعنى به من هو موجه أساساً إليه.. الجمهور الذي يضم متخصصين وغير متخصصين ..أساتذة جامعات وبسطاء .. فقراء وأغنياء..

بالنسبة لكثير من عشاق الفن السابع هو الأفضل .. الأكثر حرفية والأكثر ذكاءً والأكثر قدرة وجرأة على مناقشة وتوصيل أفكاره حواراً وصورةً وصوتاً وأداءاً..ويتعصب له العديد من المثقفين الذين يرون أنه لا سينما إلا سينماه وما يقدمه.. حتى وصل الأمر في فترات سابقة إلى تحول سينماه إلى "عياقة" ثقافية مثلها مثل فرق "وسط البلد" ومن قبلها "ناس جديدة" ..الخ..

بالنسبة لعامة الناس هو المخرج الشهير بغموض أفلامه.. ذهنية عميقة في أفلام معينة "الاختيار" وشيء من الفانتازيا "اسكندرية كمان وكمان وحدوتة مصرية" .. ويراه البعض نرجسياً بدرجة "تنرفز" لدرجة تخصيص أربع أفلام للحديث عن سيرته الذاتية (اسكندرية ليه وكمان وكمان ونيويورك وحدوتة مصرية).. قد يكون بين الأشخاص العاديين من يراه "عالمياً" على حق وجدارة واستحقاق.. ومنهم من يراه عالمياً لكونه الأقرب إلى الغرب لا أكثر ولا أقل .. وعلى كل حال هناك شبه إجماع في الشارع على أنه "شخص مثير للجدل" بعيداً عن السينما التي يقدمها..

مشجعو "شاهين" كُثُر.. تماماً كرافضيه والمختلفين ليس مع آرائه السياسية والاجتماعية والثقافية فحسب ولكن مع وعلى سينماه أيضاً .. هناك من ينتقد وبشدة على سبيل المثال بحثه عن بطل "بمواصفات معينة" قريبة من مواصفاته لكي يكون بطلاً لأفلامه .. وهناك من يتهمه بـ"وقف نمو" العديد من مشاريع النجوم التي عملت معه أمام وخلف الكاميرا .. وهناك من ينتقد طريقته في إدارة ممثليه وفنييه تماماً مثل من يشيد بها ويراها الأفضل..

ستستغربون عندما أقول لكم أن كل ما سبق صحيح .. ولو بنسب معينة.. هو كل هؤلاء!

قدَّم أفلاماً يمكن للمشاهد البسيط فهمها والإعجاب بها سواء في بداية مشواره الفني من أمثال "ابن النيل" ، "انت حبيبي" ، "القلب له واحد" ، "باب الحديد" -بعض الناس قد لا يصدق أن تلك الأفلام من إخراج "يوسف شاهين".. ولهم حق!- وحتى بعد ما قرر أن يكون نفسه كما في "الابن الضال" ، "العصفور" ، "الأرض" و رائعته "اسكندرية ليه" ..لاقى معظمها استنكاراً جماهيرياً في وقته ثم تغيرت الأمور بمرور الوقت ، وفي نفس الوقت له أعمال لا يمكن فهمها ولا بلعها بالنسبة لشخص مثلي أو حتى لمن هو أكثر ثقافة مني مثل "الاختيار" .. تألق - كما يراه صديقي بشرى محمد صاحب مدونة "بحب السيما"- في "الناصر صلاح الدين" وتمكن من فرض بصمة خاصة به حتى وهو ينفذ عملاً كان يفترض أن يخرجه "عز الدين ذو الفقار" ، وكما أراه في "اسكندرية ليه" و "حدوتة مصرية" المبتكران في أكثر من جانب.. كما خاصمه التوفيق كما أرى في "الآخر" وكما رأى آخرون في "هي فوضى"..

لا أرى أنه "أحرف" مخرج مصري.. بما أنني من أنصار "صلاح أبو سيف" و "كمال الشيخ" اللذين لم ينالا حظهما المستحق من التكريم والتقدير .. لكنه يولي اهتماماً خاصاً بالصورة وبالصوت .. اهتماماً وضح بعد "أفلام مصر العالمية" التي وجد فيها استقلاله وراحته وأمانه كمخرج .. قد تختلف كمتلقي مثلما اختلفت بشدة حول "المصير" لكنك كنت أمام شريط سينمائي "حلو" و "مريح" للنظر وللسمع أيضاً.. جزء من مهارة المخرج وحرفيته في الإمتاع البصري - وليس التعذيب كما ترى في سينما "هشام أبو النصر" و"محمد كامل القليوبي"!

يفرض شخصيته على العمل في ديكتاتورية مستفزة "آخر حاجة" في بعض الأحيان ، يصبغ بها أداء ممثليه ويحركهم وفقاً لها ..نعم.. أفسد هذا الأسلوب أفلاماً بعينها .. و"فَرمَلَ" أسماءً تؤهلها إمكانياتها للتحليق عالياً في سماء النجومية..لكن على الجانب الآخر رأينا نفس الأسلوب وقد "جاب نتيجة" في أول سكندريتين له.. خاصةً أن عالم السكندريات- كما سأتناول بإذن الله- عالمه الخاص الذي يعرف تفاصيله ويحفظها عن ظهر قلب .. ترى "شاهين" الحاكم الآمر في أفلام ، وفي أخرى "الآخر"-الرمزي بشكل مضحك- و "هي فوضى" تراه قد سلم ذقنه للشخص الخطأ : خالد يوسف!

"يوسف شاهين" من أكثر الشخصيات المصرية إثارةً للجدل على الإطلاق .. وهو الوحيد فيمن وعيت عليهم من شخصيات - بما إني مش كبير قوي ومش صغير قوي- الذي قد تكتشف أن نسبة كبيرة مما كتب عنه كشخص أو كمخرج صحيح .. وأنك يمكنك أن تكون كل أشكال الآراء عن أفلامه .. الجيد والرديء والبشع والمفهوم والفزورة ..الخ..

لم يترك "شاهين" ثروة طائلة من المال .. لكنه ترك لنا ثروة طائلة من الجدل .. وسنظل ومَن بعدنا نتكلم عن أفلامه ووجهات نظره بالطيب وبالشرس وبالقبيح لسنوات طويلة.. في حين أن غيره يعيش وينتج ويموت بلا حس أو خبر .. ولم يتبق منه سوى أسبوع لأفلامه هنا أو هناك على بضع مقالات ودمتم..

لله دائماً في خلقه شئون.. دمتم بألف خير..
* الصورة من "الخليج" الإماراتية..