Sunday, September 28, 2008

فرجات آخر الشهر

* كثرة المسلسلات على نحو يصيب بالتشتت دفعت البعض إلى البحث عن أي شيء آخر يفعلونه غير محاولة مطاردتها!

* من المثير للأسى أن يهدر "أحمد حلمي" صاحب أعلى الإيرادات هذا العام نجوميته.. في "الكازوزة"!

* "هند صبري" بدت كممثلة "مريحة" وذات قبول في أول مسلسل تليفزيوني لها-"بعد الفراق" ، وستشعرون بذلك أكثر لو كان المسلسل جيداً!

* أحترم ذكاء "لطيفة" التي هربت بجلدها من غناء التتر البشع لمسلسل "عرب لندن"!

* حاول "محمد جلال عبد القوي" و"إنعام محمد علي" تقديم شكل مختلف للفلاش باك لكن نمطية القصة أبعدت المشاهدين عن "قصة الأمس".. حاول "عادل مبارز" و"الصفتي" و"عزيزية" شدنا لقصة إنسانية لكن ضعف قدراتهم أبعد المشاهدين عن "في إيد أمينة".. حاول "أنور القوادري" أن يضرب عدة قصص مستهلكة في الخلاط .. لكن "لزوجة" الخليط نفسه أبعد المشاهد المصري في رأيي عن "عرب لندن".. Hard Luck!

* مَن الذي أقنع "رامي عياش" بالعيش في دور المطرب الشعبي في تتر "قلب ميت"؟

* استوعب "الفخراني" أهمية الخروج من قالب الشخصية المثالية .. يبقى أن يحذو "آخرون" حذوه..

* في بكائية "قلب ميت" يتحدث أبطال المسلسل مراراً وتكراراً عن جرأة "رضا"- "شريف منير"- التي تصل إلى حد التهور و"موات القلب".. هاتوا لي -باستثناء مشهد دخوله فرح "حنان" (نسرين إمام)-شيئاً من أحداث المسلسل يستأهل كل هذه السمعة!

* يبدو موقف "خالد صالح" محرجاً عندما تعرض له بعض القنوات في فواصل مسلسل "بعد الفراق" إعلاناً لإحدى شركات السيارات يعلق عليه بصوته .. لكنه ليس في حرج موقف "يوسف فوزي" الذي تذيع له القنوات في فواصل مسلسله "قلب ميت" إعلاناً عن السخانات.. خاصةً وأنه يقوم بدور رجل أعمال قوي وشرير في المسلسل سالف الذكر!

* شوية شر صغيرين: إعلانان لـ"اتصالات" عبارة عن تخبيط علني في "موبينيل".. فالأول "شافييق يا راجل" يسخر من أحد عروض "موبينيل"، أما أحدث الإعلانات فلم يكتفِ بإظهار الحالة "الكرب" لبطل الإعلان في ظل الشبكة البرتقالية قبل أن يتحول إلى "اتصالات" ويرتدي التي شيرت الأخضر ، بل اصطاد الأغنية التي جعل منها "طارق نور" شعار "موبينيل" في التسعينيات ليجعلها خلفيةً للإعلان.. صحيح أن الأسلوب لا يعجبني.. لكن "موبينيل"- بإعلاناتها- تستاهل!

* أسهم أسلوب "عبد الباسط حمودة" الغنائي في "تعلية" السور الذي يفصل بين مسلسل "قمر" والجمهور!

* "أحمد صفوت" و "دينا فؤاد" و"حسن الرداد" (الدالي) ، "حسين المصري" (قصة الأمس)، "نسرين إمام" (قلب ميت)..وابني "شرف فتح الباب" اللذان لا يحضرني اسماهما.. انتظروا هؤلاء..

* في "عرب لندن" ينصب "أنور القوادري" مهرجاناً كبيراً للهجات الإنجليزية ، فـ"نوال" (مروة عبد المنعم) و "منى" (ميس حمدان) يفترض أنهما ولدتا في "بريطانيا" فنجد الأولى تتحدث إنجليزية شرق أوسطية بينما تتحدث الأخرى بإنجليزية أمريكية.. لن يقلل من الممثلتين دبلجة العبارات الإنجليزية في دوريهما بلكنة أقرب للبريطانية .. لكن للمخرج في مسلسلاته شئون وشناكل أيضاً!

* إنجليزي برضه: إنجليزية "عابد فهد" و "سولاف فواخرجي" مريعة.. لكنها لا تقارن بإنجليزية نجم كبير مثل "نور الشريف".. الكبير كبير!

* أتفهم غضب بعض الصحفيين من صورة الصحافة في مسلسلي "أمينة" و "بعد الفراق" خاصةً أن المسلسلين على ضعف مستواهما تضمنا تلميحات إلى أشياء ، بل ووقائع ، حدثت بالفعل!

* أرفع القبعة لـ"زهير قنوع" و"شوقي الماجري".. رغم صعوبة تفهمي لوجهة نظر الأخير في جعل "أسمهان" تتحدث مع أهلها -السوريين- باللكنة المصرية!

* آن الوقت لكي يعاود "مجدي إدريس" محاولة الخروج من سجن "بيرليوني"!

* إلى بعض الصحفيين : ليس بالكاميرا الواحدة وحدها تحيا المسلسلات..

* لماذا يصرخ الناصريون من عدم عرض "ناصر" على القنوات الأرضية المصرية؟ لو كان هؤلاء مضطهدون فعلاً كما يقولون لعُرِض مسلسلهم على القنوات الأرضية بجانب مسلسلات "سميرة أحمد" وأخواتها!

* كل عام أنتم بخير..

Monday, September 22, 2008

الفنار في المنار.. والفيل في المنديل


نعود إلى المسلسلات حيث مسخرة جديدة من المساخر التي اعتدناها كلما نتحدث عن الدراما وصناعها وأزيد-هذه المرة- القنوات التي تشتريها..

كمقدمة .. أذكر بما فعلته قناة MBC2 عندما اشترت فيلم Natural-Born Killers للمخرج الأمريكي الكبير أوليفر ستون ، رغم أن الفيلم منع في عدد كبير من دول العالم بسبب محتواه العنيف وعرض في مهرجان القاهرة السينمائي منذ سنوات خارج المسابقة وبمحاذير شديدة .. وإذا بالقناة تفاجئنا بعملية "قصقصة" للفيلم بحيث عرض منه ما يقل قليلاً عن الساعة ، والشيء نفسه ينطبق على فيلم Scary Movie المليء بمشاهد خلاعية والذي تحول على يد القناة إلى .. Scary Clip!

ما دام ذلك كذلك .. لماذا تعاقدت تلك القناة على شراء الفيلمين المذكورين؟

نفس المسخرة حدثت هذه المرة من قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" اللبناني في حق مسلسل "الفنار" المصري .. القناة - ما شاء الله ما شاء الله - حذفت تتر البداية والنهاية (وهذه ليست السابقة الأولى*)- ومعه أسماء معظم أفراد الطاقم الفني للمسلسل ، وغطت أكمام بعض الممثلات في بعض المشاهد ، و-بالمرة- أخذت الموسيقى التصويرية "مقصين" وحذفت بعض الأغاني المخصصة للمسلسل التي تتناول موضوع المقاومة الشعبية في بورسعيد واستبدلتها بأغاني أخرى!

لسنا هنا للحديث عن المسلسل ، أو باروكة "صابرين" ، أو مستوى "مجدي صابر" في التأليف الذي تدنى لدرجة تجعلك لا تفكر في متابعة المسلسل ، فقط أسرد بعض الأسئلة "المشروعة":

أولاً: لماذا اشترت "المنار" مسلسلاً تعلم - بما أن لديها بالتأكيد لجنة مشاهدة - أن به الممثلون فلان وعلانة وترتان الذين لا ترضى عنهم القناة ، وأن في المسلسل أكماماً قد أينعت وحان وقت غطاؤها كما ترى إدارة القناة، وأن به موسيقى "ثقيلة الظل" على قلب أصحاب القناة؟ وهل من حق تلك القناة طالما اشترته "على علاته" دون أن تطلب من الجهة المنتجة تعديلاً فيه أن تتبع تلك السياسة المضحكة؟ أم أن المخرج - بحسب مخرج المسلسل "خالد بهجت"- ليس ترزياً يرسل إلى البهوات في القناة الأخرى "جاكيتاً" لتصليحه؟

ثانياً: لماذا باعت الجهة المنتجة المسلسل لقناة في الوقت الذي تعلم فيه تلك الجهة أن القناة المذكورة ستفعل به ما تفعل؟

ثالثاً: لماذا يسكت الصحفيون وتسكت الجهات الإنتاجية عن مثل تلك التصرفات التي ستتكرر مراراً وتكراراً باسم العروبة وباسم القومية وباسم الأمة وباسم الشعب؟

لا تشعر أن ما تبيعه الجهات الإنتاجية إنتاج فني أياً كان مستواه ، بل مجرد أقفاص طماطم تباع بكنتراتوهات لا تعرف أين كتبت بالضبط.. ما يهم هو "تسريب البضاعة" خصوصاً لمن لا يقدرها.. ثم يتفشخر علينا القائمون على تلك الجهات بنجاحهم المنقطع الخَلَف في "تعميم" أكبر عدد ممكن من القنوات وإدخال الملايين من الجنيهات إلى خزينتها (حتى ولو كان بإمكانها إدخال ملايين أكثر) ثم ترديد الهراتيل المعتادة من عينة "الدراما في مصر على أعلى مستوى" ذراً للرماد في العيون.. صباحين وحتة يا مدينة.. إلا المدينة حتبيع "الحتة" لمين؟
* في مسلسل "جمهورية زفتى" تم "تغيير" التتر الذي يحتوي على أغنية كتبها "الأبنودي" ولحنها "جمال سلامة" وغناها "محمد منير" رغم أن المسلسل وطني صرف.. ونفس الشيء كاد أن يحدث مع مقدمة مسلسل "فارس بلا جواد" التي تعد في نظر كثيرين أفضل تتر عربي على الإطلاق..الصورة من جريدة "الرياض" السعودية..

Thursday, September 18, 2008

المنشد والثورجي.. بالأمر المباشر..


اسمحوا لي أن أبتعد لمدة تدوينة واحدة عن أجواء المسلسلات التي تفرض نفسها بشدة هذه الأيام ..

نشرت جريدة "القاهرة" الناطقة باسم وزارة الثقافة المصرية تقريراً عن التجربة الاستثنائية والمدهشة في تاريخ الغناء العربي التي جمعت بين "بليغ حمدي" و "سيد النقشبندي"..وبأمر من الرئيس المصري الراحل "أنور السادات"..

"بليغ" هو الموسيقار "الثورجي" بحق في عالم الموسيقى العربية.. تميز على من عاصروه وصعدوا معه من أمثال "محمد الموجي" ثم "سيد مكاوي" بقدرته على تقديم موسيقى غير تقليدية وغير متوقعة.. يخلط فيها بين الموشحات الأندلسية أحياناً والتراث المصري أحياناً وبين الموسيقى السائدة في زمنه بطريقته الخاصة.. السهل الممتنع ..

"النقشبندي" في رأيي هو أقوى صوت تعامل معه "بليغ" ، وواحد من أقوى الأصوات المصرية على الإطلاق.. وهو بالنسبة لأي ملحن كـ"ليونيل ميسي" بالنسبة لأي مدرب.. يؤدي في أعلى طبقاته بنفس القوة ونفس الإجادة التي يؤدي فيها في أقلها.. عكس أصوات "عريضة" كثيرة حالياً مثل "حسين الجسمي" على سبيل المثال..

وفي وجود صوت قوي وقادر كـ"سيد النقشبندي" قرر "بليغ حمدي" تقديم الأغنية الدينية على طريقته الخاصة .. نَسَفَ الشكل التقليدي للأغنية الدينية ومقاماتها وإيقاعاتها التقليدية ..وأحل بدلاً منها جملاً قصيرة في معظمها قوية في مفعولها.. وأدخل آلات جديدة منها الأورج والجيتار الكهربائي "أقول أمتي- مولاي" .. تنويع في ارتفاع وانخفاض الطبقات لم نعهده - جيلنا على الأقل - في الأغنية الدينية بوجه عام..

"مولاي" أشهر ما قدم الثنائي ومعهما الشاعر الغنائي "عبد الفتاح مصطفى" الذي تخصص في كتابة الشعر الديني بشكل عام .. ولكن لهما أيضاً من الأدعية "ربنا" و"أقول أمتي" *.. ولا أعرف إن كانت تلك الأعمال لا تزال تذاع على موجات الإذاعات المصرية أم لا خاصةً في هذه الأيام..

الأمر المباشر لا يقدم عادةً أشياءً ذات نفع.. لكن لكل قاعدة استثناءات .. كما كان "بليغ" و"النقشبندي" استثنائين في مجالهما منفردين .. ومعاً أيضاً..
* وهناك دعاء آخر اسمه "أبصرت" أو "بصرت" .. لا أعرف إن كان "بليغ" هو الذي لحنه أم لا.. لكن أذني تؤكد أنه "بليغ حمدي" ماركة مسجلة..الصورة من islamophile.org

Tuesday, September 16, 2008

سيتكوم وبيتزا


في قصة للساخر الكبير الراحل "يوسف عوف" تحولت لاحقاً إلى مسرحية في أواخر حياته* أقنع أحد محاربي حرب أكتوبر السابقين "صابر الطيب" بطل القصة بأن له نصيباً في مصر وأنه يجب أن يشرف على كل شيء في نصيبه..وكان من ضمن نصيب الرجل الطيب الذهاب إلى مسرح للقطاع الخاص وقت أن كان في أوج عنفوانه ليجد زبوناً من بلد عربي شقيق من الذين يزورون مصر في هذا التوقيت من العام يعد الضحكات التي ضحكها في المسرحية .. ليجدها أقل بكثير من الرقم الذي وعد به منتج المسرحية إياها .. ويتذمر الزائر الشقيق قائلاً أنه قد تعرض لحالة غش فني تجاري لأن كمية الضحك كانت أقل بكثير من الكمية التي زعمها المنتج..

وهو نفس شعور كاتب هذه السطور..

فكما وعد منتج المسرحية في القصة سالفة الذكر متفرجيه بمليون ضحكة مشفيين بلا عظم أو زوائد .. وعدنا منتجو السيت كومز التي تساقطت فوق رءوسنا كمطر يناير بما يشبه ذلك.. وأشعر أن كثيراً منا قد تعرض لنفس عملية النصب التي تعرض لها السائح..

والسيت كوم طبقاً لدستور الفهلوة في بلادنا التي تَضْحَك من الغيظ لقب يطلق مجازاً على كل مسلسل قصير لا تزيد مدته على الربع ساعة ، تنتفش إلى نصف الساعة بوجود فواصل إعلانية .. هو أشبه بقطعة البيتزا كما يصفها الفنان الكبير "محمد صبحي" : حتة عيش بايتة عليها شوية خضار.. وهي بالنسبة لعاشق للمخبوزات مثل العبد لله لا تسمن ولا تغني من جوع..

تاريخياً - مع الاعتذار للإعلان الإذاعي السمج- نشأ السيت كوم في أحضان المسرح رغم أنه ولد في الإذاعة.. وهو مجرد مسرحية متلفزة قصيرة مبنية على مواقف وتعتمد في جزء كبير منها على حضور الممثل وفهمه للشخصية وقدرته على الإضحاك.. وهي بالفعل تصور فيما يشبه خشبة المسرح كما يلاحظ في Friends و Becker بالذات.. ولكي يكتمل الجو كان من الطبيعي أن يكون هناك جمهور في المسرح يشاهد - أو يخيل لنا أنه يشاهد - تلك المسرحية القصيرة التي يضحك عليها.. ولذلك بدأ منتجو تلك المسلسلات أو المسرحيات القصيرة في إضافة "تراك" ضحك في الإذاعة وحتى عندما انتقلت إلى التليفزيون في أربعينيات القرن الماضي ، ولا يمنع ذلك من استعانة بعض منتجي المسلسلات بجمهور حقيقي كما كان يعلن ذلك منتجو Happy Days أحد أشهر السيتكومات في التاريخ.. صحيح أن بعض تلك السيتكومات خارج الولايات المتحدة الأمريكية كانت خاليةً من أي تراك ضحك حقيقي أو مصطنع ولكن التقليد استمر باستمرار وجود التراك إلى لحظة كتابة هذه السطور..

الـsitcom إذن هو عين في المسرح وعين في التليفزيون .. باختصار شديد..نقطة أنطلق منها إلى الحال عندنا..

في أوائل القرن الماضي بدأ المسرح بالاقتباس من الخارج ، مثلما بدأ السيت كوم عندنا أيضاً بنفس الطريقة .. ثم مع الوقت بدأت شخصية المسرح المصري تظهر وخاصةً في الكوميديا أكثر أنواع المسرحيات رواجاً في بلادنا وفي أنحاء كثيرة من العالم .. وظهر له في البداية ممصرون كبار من أمثال "بديع خيري" وآخرون، ومن بعدهم ظهر كتاب نجحوا في صنع أعمال مصرية صرفة من أمثال "بهجت قمر" و "أبو السعود الإبياري" ومن بعده "عبد الرحمن شوقي" و "فيصل ندا" و "سمير عبد العظيم" و "لينين الرملي".. أما السيت كوم عندنا فاستسهل صناعه واستحلوا البقاء في دائرة الاقتباس الطويلة ، من دون المقاومة التي كان يبديها "بديع خيري" عن طريق التمصير المحكم للنصوص الفرنسية..

بقاء السيت كوم في مصر في أحضان التجارب الأمريكية كان سبباً رئيسياً في عجزه عن انتزاع ضحكات حقيقية .. "سعيد صالح" حكى ذات مرة عن تغيير إفيهات في مسرحية "هاللو شلبي" المقتبسة عن نص فرنسي لأنها قد تضحك الفرنسيين لكنها غير ذات تأثير مع المصريين .. والشيء نفسه مع المواقف نفسها والعلاقات بين الشخصيات ..

رغم أننا كما يقال عنا شعب "ابن نكتة" إلا أننا فشلنا في صناعة سيتكوم مصري مضحك .. رغم امتلاء الواقع المصري الاجتماعي بمساخر "توقع من الضحك" إلا أن صناع السيتكوم ونحاتيه آثروا البقاء في جلباب Dharma and Greg و Friends وأخواتهما.. كأنك تشاهد نسخاً معرَّبة من تلك المسلسلات أكثر من أي شيء آخر.. رغم أن قوة وتأثير السيتكوم في بلاد منشئه تنبع من كونها من صميم مجتمعات تلك البلاد..أضف إلى ذلك أنه في سيتكومات الخارج فإن تراك الضحك يتم استخدامه بذكاء وحرفية في المواضع التي يُتَوَقَّع منها ضحك ، وإن كان بعض صناع تلك السيتكومات انتقدوا هذا الأسلوب بحجة أنه محاولة للتوجيه والإضحاك بالإيحاء.. أما عندنا فنرى هذا التوجيه وذلك الإضحاك بالإيحاء بشكل مباشر وعلى عينك يا تاجر ، وفي أماكن ومواقف يصعب أن تضحك الشخص العادي.. ولنا في فاجعة "شباب أون لاين" درس وعظة!

هل هو الاستسهال الذي رأيناه ونراه في "تامر وشوقية" و "راجل وست ستات" و "كافيه تشينو"؟ هل هو العقم الكوميدي الذي بدأنا نعانيه ونحن البلد الذي قدم ثلثي عظماء الكوميديا في العالم العربي كتابةً وتمثيلاً وإخراجاً؟ لا عين تشاهد ولا فكر يبتكر ولا خفة دم؟ الله أعلم.. المهم أن ما يقدم على موائد الضحك خاصة أطباق السيتكوم هو مجموعة من قطع البيتزا- منزوعة النِّفس!

ذو صلة: وقد يرى من يتفقون مع محمد بركة ما كتبت نوعاً من القسوة والتجني.. لكني مقتنع تماماً بما سبق.. مع اعتذاري لمحبي البيتزا :)
* أعني بها "مين يشتري مصر" التي نشرتها الدار المصرية اللبنانية.. الصورة من موقع "نادي المزيكا"

Sunday, September 14, 2008

وكأنه مكتوب علينا


مصر بلد لا ينام على بركة من النفط ، كما أنه لا يملك مساحات واسعة من الأراضي ، ولا ثروات معدنية مهولة ، ولا أيدي عاملة مدربة ، ولا أي شيء من الهراء الذي تم حشو أدمغتنا به من قبل نظام التعليم الرابسوماتيكي المتخلف .. لكنه -بمعايير موضوعية- ليس أفقر بلد عربي .. هناك بلدان عربية تتمتع بمستويات معيشية متواضعة قياساً على مصر.. لنتفق..

ما دام ذلك كذلك.. لماذا تستمر على مدى ما يقرب من العقد الكامل من الزمن أكبر حملة تسول متلفزة على مرضى السرطان؟ ألم يستشعر القائمون عليها من ذوي الجلد السميك بالحرج البالغ الذي يعيشه مصريو المهجر والاغتراب من "اتبرع ولو بجنيه.. اتبرع باللي تقدر عليه" خاصةً بعد إذاعة تلك الإعلانات ليل ونهار في فضائيات دول النفط؟ قد يقول قائل أن السبب في ذلك أن تلك الفضائيات هي الأعلى مشاهدةً حتى من التليفزيون "النظامي" المصري.. لكن ماذا سيقول هذا القائل في التطور الذي وصلت إليه تلك الحملة في وقت سابق "اتبرع ولو بجنيه ..ولو بدولار.."؟ .. هل من المقصود أن تصل الشحاتة إلى بلاد المهجر والاغتراب أم أن المصريين وخصوصاً مصريي الداخل (الذين كانت تتسول الحملة على حسابهم بالجنيه وباللي يقدروا عليه) يذهبون لشراء حاجياتهم باليورو والكريديت كارت؟

وبما أن الشيء بالشيء يذكر.. لماذا أصبحت فضائيات دول النفط معرضاً لحملة التسول الضريبي "الضرائب .. مصلحتك أولاً"؟ هل لتلك الحجة البلهاء سالفة الذكر في الفقرة السابقة؟ أنا شخصياً "أسمع" أن جباية الضرائب من مصريي المهجر والاغتراب غير دستورية وصدرت أحكام بذلك..ليه كل دة؟..لماذا نرى الشيء نفسه في حملة دعاية "ابني بيتك" التي هي حملة دعاية مبطنة لصاحب "بيت العز يا بيتنا"؟ هل سيبني المصريون المقيمون في دول الخليج العربي بيوتهم في مصر بحديد "عز"؟ .. مال المصريين المقيمين في دول الخليج وغير الخليج بحديد "عز"، وبحزب "عز"؟

إشمعنى احنا؟ لماذا لم نر حملة دعاية لمستشفى سوري مثلاً لعلاج مرضى السرطان تحت شعار "تبرع خيّو ولو بليرة"، أو حملة لتوعية لبنانيي المهجر بضرورة دفع ضرائبهم؟ والدولتان تتمتعان بجاليات كبيرة - وقوية وفعالة بحق وحقيق- في معظم أنحاء البسيطة ، ما دام الغرض كما ندعي عندنا هو توصيل الرسالة لكل مواطن من البلد في جميع أنحاء المعمورة؟

الفقر ليس مبرراً للتسول ولا بالتالي لنشره عند القريب والغريب.. ونحن لسنا أغنياء ولسنا أيضاً فقراء.. هل أصبح قدرنا أن نكون الشعب الوحيد الذي يهينه ويتسول على حسابه بعض المنتسبين إليه؟ هل أصبحنا أعداء أنفسنا إلى هذا الدرك المهين؟

"طارق نور" صاحب المدرسة الطبقية في الإعلان في مصر والمشرف على حملتي مستشفى السرطان والضرائب مصلحتك أولاً ، القائمون على حملة "ابني بيتك" ، وآخرون: أشوف فيكم أسبوع يا بُعَدَا..
* الصورة من منتدى أبناء مصر..

Friday, September 12, 2008

في التترات الرمضانية..

طلَّعها زميلنا الشندويلي في دماغي بتدوينته عن "مسلسلات رمضان..بداية ونهاية" بحكم تخصصه في الموسيقى التصويرية للدراما بشتى أشكالها.. أتفق معه في أشياء وأختلف في أخرى.. كنت أنوي الكتابة عن المسلسلات تفصيلياً بعد نهاية الشهر كما فعلت العام الماضي.. لكن قررت أن أكتب هنا عن مجموعة من الملاحظات حول تترات المسلسلات هذا العام..باعتبار أن التترات "بتبان من عنوانها" خاصةً وأنها تتكرر في كل حلقات المسلسل الأولى منها والأخيرة! :)

بداية يُلاحظ التكرار المفرط لأسماء شعراء وملحني التترات (وهم واضعو الموسيقى التصويرية) .. "سيد حجاب" له تترا "هيمة" و "شرف فتح الباب" ، وكلاهما مع "عمار الشريعي".. أما "أيمن بهجت قمر" فله تترا "بعد الفراق" و "قلب ميت" ، وكلاهما مع "محمود طلعت".. على العكس جاء مغنو التترات حيث يوجد مطرب لكل تتر تقريباً.. "مدحت صالح" (شرف) ، "آمال ماهر" (في أيد أمينة) ، "رامي عياش" (قلب ميت) ، "حسين الجسمي" (بعد الفراق) ، مي فاروق" (عرب لندن) ، "أحمد سعد" (هيمة) ..ويستثنى من ذلك "وائل جسار" الذي له (الدالي) و (ناصر)..

نأتي لـ"شرف فتح الباب" وهو أسرع التترات تلحيناً.. فمن المعروف أن "ياسر عبد الرحمن" قد اختير أول الأمر لوضع الموسيقى التصويرية على أمر تكرار نجاح تتر "المرسى والبحار" (وهو الشيء الوحيد الناجح في ذلك المسلسل).. إلا أنه اعتذر في اللحظات الأخيرة ليقع اختيار "رشا شوربتجي" على "عمَّار الشريعي" قبل أسابيع قليلة فقط من بدء الشهر الكريم..

"سيد حجاب" بات بعيداً عن مستواه بشكل ملحوظ.. وتتر الختام يكاد يحرق المسلسل.. فلا ما قام به السيد شرف عرفه أحد ، ولا هو قام بصرف هذا المبلغ الذي اختلسه ، ولا هو اعترف بأن الشيء الذي فعله كان خاطئاً منذ البداية.. وفَّر علينا إجهاد عيوننا بحبشتكانات "رشا شوربتجي" الذي لا يلدغ المتفرج منها مرتين.. إلا أن في المسلسل أموراً تستحق الكتابة عنها بشكل مستفيض .. بعد رمضان إن أذن الرحمن.. عن نفسي أعجبتني جداً الحركة التي قام بها الشريعي بتكرار الجملة الأولى في تتر الختام في نهايته خلف "لتشدك الموجة الموجة.. لتشدك الموجة" التي غناها "مدحت صالح" عالية قبل أن "يقفل" بها في نهاية التتر.. يحسب لـ"رشا" أو المونتير الذي صمم التتر التقاطه لصور ثابتة مقنعة ومعبرة لـ"الفخراني" على خلفية الجملة الوترية الأولى في تتر الختام..

أما كلمات "حجاب" في "هيما" فجاءت أعنف لفظياً خاصةً في الختام ، قد يبرر ذلك بأن "حجاب" يحرص على أن يكتب من زاوية البطل أو الوسط الذي تدور فيه الأحداث (فعلها مثلاً في "أولاد الليل" بأن كتب أشعار المسلسل بلكنة شبه بورسعيدية ولم يوفق).. وكما أن استعمال السيد "أيمن بهجت قمر" لكلمات مثل "أنتخوا-ابن المحظوظة" جاء غير مفهوماً ، كذلك جاءت كلمات "سيد حجاب" في ختام "هيمة" : "دنيا اشتغالة وناس علة وناس عالة .. وخلق طبالة خلوا الواطي يتعالى.. وناس سايقة الهبالة بس فعالة .. تديها ضحكة تشخرم أي فشكيلة"..

برغم أن "سيد حجاب" كتب مجموعة من روائع تترات الدراما العربية قاطبةً ، إلا أنه يلجأ من حين لآخر لاستعمال لغة "غريبة" أعلى صوتاً وأكثر حدة.. قد يُبَرَّر ذلك بأن تلك الكلمات في أماكنها .. وقد لا يجد ذلك مبرراً.. مثله في ذلك مثل السيد "أيمن بهجت قمر"..

"أيمن بهجت قمر" و "محمود طلعت" هما رفيقا النحت المشترك.. الذي تطور فيما بعد إلى درجة الفحت.. بدأ الثنائي معاً في مسلسل "الوتد" عن نص روائي لـ"خيري شلبي" ومن ساعتها والثنائي يفضل العمل معاً.. ويقدمان أشياء لا تقنعني عن نفسي.. وبين الثنائي أشياء كثيرة مشتركة منها ضعف الموهبة واستنساخ الذات والتوهان!

بدا "أيمن" متكلفاً في تتر بداية "قلب ميت" وهو يحاول أن يكتب عن الجو الذي يعيشه "رضا" الشاب (صعب تقولها قوي على "شريف منير") المتمرد ("الرضا في اسمك من يوم ما اتولدت وياريتك بتعمل بيه" -جملة "جمال إسماعيل" والده في المسلسل) المغامر والمقامر.. رص في الجزء الثاني من التتر بشكل مباشر كلمات مثل "فورة" ، "الولد اتحرق" ، "رهان" .. كما يفعل في معظم أغانيه الدرامية "حلبة ولعيبة وعالم في الهوا بتتعلق .. كلنا ماشيين ع الحبل وكلنا بنقلق- البلياتشو"..وإذا كان "أيمن بهجت قمر" قد وجد "تغطيةً" لكلماته بموسيقى "محمد يحيى" وتوزيع "تميم"- على ما أعتقد- في البلياتشو فإن "طلعت" لم يوفر له هذا الغطاء لا في المقدمة ولا في النهاية.. حتى الجملة الجميلة الوحيدة لـ"محمود طلعت" في بداية المقدمة فشلت في التغطية على الجملة المكسورة "ما بين الجبن وراحة البال يادوبك خيط.. وخيط بين الهروب والمشي جنب الحيط"..

واستمر التكلف في تتر الختام الراقص إيقاعياً.. وكم كان منظر الثلاثي وخصوصاً "رامي عياش" مثيراً للشفقة وهو يتقمص دور المطرب الشعبي "الدنيا عايزة اللي يشتغلها.. يا تسوق عوجها..الخ".. هو غريب كل الغربة على هذا اللون وأداءه له وللتتر عموماً بدا محاولةً منه للسير على خطى "وائل جسار" الذي نجح له تتر "الدالي" العام الماضي وعد من أنجح ما غنى "جسار" في مصر..

ويطل علينا الثنائي "أيمن" و "طلعت" مرة أخرى في "بعد الفراق".. مكتفياً بنصف تتر (حيث الختام موسيقى تتر المقدمة).. أشعر كمستمع متواضع الثقافة الموسيقية أن عُرض صوت "الجسمي" غير متماشي مع موسيقى "محمود طلعت" .. ربما يكون شعوري خاطئاً.. لكنك تشعر أيضاً بوجود شبه كبير في "اللغة" بين أشعار "أيمن بهجت قمر" في المسلسلين وفي غيرهما.. قدرة الرجل الضعيفة جداً على التلون والتنوع لا تتناسب مع المكانة الرفيعة التي وضعه فيها الصحفيون!

نعود لـ"جسار".. رأى "أشرف محروس" و "أحمد صالح" موزعا الموسيقى في التتر ومعهما بالطبع "زياد الطويل" إجراء تعديلات طفيفة على التراكات في تتر ختام الدالي فقط لكي تشعرك بالاختلاف.. بقاء التتر على ما هو عليه في الجزء الثاني له ما يبرره إذ لم نعتد على تغيير التترات في مسلسلات الأجزاء في مصر (تذكروا ليالي الحلمية.. "حجاب" و"ميشيل المصري" و"الحلو" في أعلى حالاتهم).. أما "ناصر" فلم أتابعه بحكم حساسيتي الشديدة من المسلسلات الأيديولوجية الصنع التي تصنع من أبطالها قديسين.. كفاية علينا قديسي الدراما الاجتماعية من عينة "سميرة أحمد" وطبعاً الست "يسرا"..بطلة "في إيد أمينة"..

جاء تتر "في أيد أمينة" كالـ"خلطبيطة" بين كلمات مباشرة ركيكة تفضح مضمون المسلسل "مدحت العدل" وبين رقة وهدوء مفرطين لا يتناسبان مع الجو "الحزايني" للكلمات .. عكس ما كان الحال عليه في "قضية رأي عام".. حيث لم تفسد إيقاعية توزيع تتر "قضية رأي عام" جو التتر.. أتفق مع الشندويلي في فكرة أن الصورة الجميلة للمسلسل قد تمحو "بلاوي" متعلقة به أهمها تكريس "عزيزية" - تحت ضغط من "يسرا"*- لظاهرة حكم البطل الديكتاتور المستبد المثقف (اللي هو يسرا) بأن يظهرها منفردة في التتر دون أي شيء آخر غيرها..

ولا داعي للحديث عن تتر "عرب لندن" الذي أتابعه اضطرارياً في رمضان لكونه يأتي ساعة السحور.. والمسلسل كله خنيق و"صادد للنِفس" ولا يصلح للعرض في رمضان ولا في غيره..

كل الشكر للشندويلي الذي "فتح نفسي" على الكلام عن تترات أهم مسلسلات رمضان هذا العام.. ولمدونة "كلمات الأغاني" .. ولتحملكم لقراءة واحدة من أطول تدوينات "فرجة"!
* كان تصوير "في أيد أمينة" قد شهد خلافات عنيفة بين "يسرا" و "عزيزية" يتهم فيها ذلك الأخير "يسرا" بالتدخل في عمله..الصورة من إيلاف..

Sunday, September 07, 2008

بلاهة.. نادية!


إذا كان بعض الناس قد ظنوا أن "ماما نونة" في "يتربى في عزو" ترمز لمصر.. فمن حقي أيضاً أن أظن - ولي أسانيدي- أن عدداً من الإعلانات المستظرفة على شاشات الفضائيات في رمضان هي تحريض سافر على العبط والبلاهة.. ويجب أن يعاد النظر فيها إن كان أصحاب القنوات التي تذيعها يخافون الله ويحترمون أنفسهم..

والقاسم المشترك بين هذه العباطات هي كونها ذات علاقة بشركات التليفون المحمول..

أول اثنين عن "اتصالات".. يعيدانك إلى أجواء "جزيرة الغوغاء" التي تحدث عنها زميلنا العزيز "مختار العزيزي" .. والتي استغرب فيها - ككثيرين- تركيز "موبينيل" صاحبة الإعلان موضع تدوينته على جعلنا شعباً بلا عمل سوى الكلام في شبكاتها.. ويبدو أن القائمين على الدعاية في "اتصالات" قد التقطوا الخيط من "موبينيل" فقرروا اللعب على نفس الوتر باستخدام أسلوب المبالغة .. وبشكل مقزز وقميء..

يتمرن عدد من الناس على الكلام بحركات أقل ما توصف به أنها البلاهة ذاتها.. والسبب أن العرض القادم للشركة المصون سيجعل الناس تتكلم أكبر فترة ممكنة وعليه فسيتطلب الوضع بعض التمرين..

وفي الآخر لا تعرف إن كان السيد بطل الإعلان يريد تقمص شخصية روان أتكينسون Mr. Bean .. أو الجانب الأبله في تلك الشخصية عندما يريد التهرب من حماته.. يتوصل سيادته لابتكار مجموعة من الحلول الخرقاء لعلها تفلح في تعطيل الاتصال.. ليظهر بعدها صوت المعلق وهو يقرأ عليك حكمة اليوم: الاتصال مش ممكن يتقطع مع "اتصالات" إلا لو قطعته بنفسك!

وإذا كان الإعلانان السابقان يعيدانك إلى أجواء "جزيرة الغوغاء" فإن الإعلان الثالث يلقيك في قلبها مباشرةً.. وكيف لا وهو لشركة "موبينيل" لصاحبها "نجيب ساويرس" رجل الأعمال والإعلام والمذيع مؤخراً!

والكتابة عن هذا الإعلان بشكل "مهذب" وبدون استعمال ألفاظ خارجة هو أمر فائق الصعوبة.. الأمر أشبه بالمولد الذي نصبه مخرج فيلم "سيد العاطفي" لـ"تامر حسني" وهو يغني أغنية الفيلم الشهيرة "كل مرة أشوفك فيها ...الخ" بقدرة قادر بعد أن كان هو و"طلعت زكريا" واقفين في شارع مظلم قبل أن "يطب" عليهما والد "زينة" في الفيلم -الممثل "ضياء الميرغني".. لكن مولد سيدي العاطفي لم يحتوي على "شخص" .. يصرخ بشكل متشنج وهستيري مباركاً الحدث الكبير الذي لم تذق عيون المصريين طعم النوم بسببه.. بينما يأكل هو ثلاث أرباع الكادرات التي يظهر فيها.. حتى يسأله طفل صغير عن الشبكة القديمة.. ليقول "سيادته" : "الشارع المصري يسأل.. أين ذهبت الشبكة القديمة".. ثم "زووم" على وجه سيادته وهو يدب سبابته في عيوننا "تابعونا"..

ما الذي جرى للسيد "نجيب ساويرس" ومن معه؟ هل قرر السادة توفير نفقات القرد بتقديمهم شيئاً كهذا؟ .. إعلانات القرود بما لها وما عليها كانت تخاطب البشر.. أما الغرور القاتل فقد صور للقائمين على الدعاية في "موبينيل" أنهم يمكنهم استخدام البشر في عمل إعلانات لا ترقى إلى مستوى مخاطبة القرود..

هكذا البلاهة وإلا فلا.. "بلاهة" "صابحة" نادية على طبيعتها .. وما دامت الإعلانات بهذه "البلاهة" النادية.. فـ"بلاها" نادية .. و"بلاها" سوسو..استغفر الله العظيم..

تحديث 8/9: لدي شكوك أن مخرج الإعلان الأخير على صلة بمخرج إعلانات "ميلودي تتحدى الملل".. فرخة فرخة فرخة..:(
* استعنت بصورة من ويكيمانيا لتعذر الحصول على صورة من هذه الـ (.....) الإعلانية.. ودة أحسن لإننا بنترازى بهذه الـ(.....) ليل نهار في الشهر الكريم..

Wednesday, September 03, 2008

يا ترى مين وراهم؟


حُوِّل "هشام طلعت مصطفى" للنائب العام ، أو لم يحول .. أدين .. أو لم يدان .. ستبقى التساؤلات قائمة عن العلاقات بين تايكونات البيزنس في مصر وأنصاف الفنانين الوافدين.. بما أننا نتكلم مبدئياً عن "سوزان تميم" .. وخلي القوس مفتوح..

بادئ ذي بدء.. دعونا لا نخدع أنفسنا أكثر.. لم تعد مصر منذ فترة طويلة هوليوداً للشرق.. كانت كذلك فقط وقت أن كان الموهوبون الحقيقيون هم من يتوافد على مصر .. من أمثال "فريد الأطرش" و "فايزة أحمد" و "عبد السلام النابلسي" و "وردة" والقائمة طويلة.. في مرحلة من التاريخ كانت فيه مصر مركزاً حقيقياً للـshowbusiness في العالم العربي.. كان هؤلاء وغيرهم موهوبين فعلاً ولكنهم كانوا يحتاجون للفرصة وحصلوا عليها عن جدارة وحفروا اسمهم في ذاكرة الفن العربي وليس المصري فقط..

أما الآن.. راحت علينا يا دنيا وراح زمن الشهادات.. صار الخليج والخليج فقط هو المركز الفني الأكبر في العالم العربي .. أما هنا فقد أصبح المكان المناسب لأنصاف وأرباع وأثمان الموهوبين كي يتم تنجيمهم بالعافية في مصر..

في البداية كانت الأخت الفاضلة "جوانا ملاح" .. لا يعرفها الكثيرون في لبنان .. حتى قررت أن تصدر ألبوماً في مصر بحملة دعاية "ما حصلتش" لا يعلم مخلوق سببها الحقيقي .. أما الراحلة "سوزان تميم" فدخلت مصر أيضاً من باب البروباجاندا.. وربما - لو كان الله عز وجل أمد قليلاً في عمرها- قد تُكَرِّر سيناريو "كارول سماحة" التي - مع احترامنا لـ"تاريخها" في المسرح الغنائي- يتم فرضها فرضاً علينا.. بدءاً من الكليبات التي أخرجتها لها أسرة "البيت بيتك" ومن قبله برنامج "هالة سرحان" السابق على "دريم".. مروراً بمشاركتها "غير المفهومة" في مهرجان الموسيقى العربية والتي انتهت إلى خيبة مربعة فاقت خيبة بعثتنا الأوليمبية في بلاد السور العظيم.. ثم بفرضها على حفلات الصيف فرضاً رغم أنها لم تقدم إنتاجاً جذاباً تجارياً من قريب أو من بعيد (ومحدش يربط ظهورها في حفلات تجارية صرفة بـ"روائعها" المسرحية).. وأخيراً بإجبار نقيب المهن الموسيقية الحالي "منير الوسيمي" على التراجع عن موقفه إزائها بعد أن لوَّح بعدم السماح لها بالغناء في مصر على خلفية "تجاوزات" قامت بها بحسب صحف مصرية.. وقال "الوسيمي" أنه اكتفى فقط بـ"التهويش"!..

أهم الأسئلة التي تتردد عند ذكر تلك الوقائع وغيرها "مين اللي بيسند الناس دي؟".. سؤال مشروع للغاية يتردد في كل مرة يرد فيها ذكر هؤلاء الذين يُقَدَّمون لنا كما لو كانوا في مقام "كاظم الساهر" أو "ماجدة الرومي" أو حتى "ميادة الحناوي".. سؤال ينام لفترات لكنه يظهر عند أول جريمة قتل ستحدث.. فكما أثيرت الشبهات عمَّن كان وراء "سوزان تميم" ستثار الشبهات نفسها تارةً أخرى مع باقي "اللستة".. وربما تكشف الأيام القادمة عن أسماء كبرى في الصحافة والبيزنس كانت وراء آخرين وأخريات.. إن غداً لناظره قريب..
* الصورة من موقع تليفزيون المستقبل اللبناني..