Saturday, September 26, 2009

فرجات آخر الشهر

* ما هو البلد -الوحيد في العالم- الذي يمكن فيه تقليد رئيس وزرائه قليل الظهور في الميديا وقليل "اللزم" في الوقت الذي يستحيل فيه تقليد صحفيين كلاهما "ملاقف" تقليد؟

* وما الذي يستحق كل هذا الثناء في ظهور السيدة "ليلى علوي" في مسلسلين كل منهما خمس عشر حلقة بدلاً من مسلسل واحد من ثلاثين حلقة؟ ما الفرق إذا كنت كمتابع شعرت أن المسلسل واحد له قصتين "مثل الصين دولة واحدة ونظامين"؟.. كتاب الأعمدة صاروا يبحثون عن حيل "تايواني" لزوم "القرع" لأصحابهم وأحبابهم..

* عندنا كتاب ينقلون من الصفحة الأخيرة من "المصري اليوم" و"الدستور" وأخواتها، وآخرون ينقلون من الدراما الأجنبية لدرجة يصبح فيها بعضهم أمريكياً أكثر من الأمريكان أنفسهم ، أما بعضهم الآخر أصبح ظريفاً لدرجة من الممكن أن يخبره منتج ما بأنه معجب بمسلسلات friends و 24و Everybody loves Raymond فيؤلف هذا "البعض الآخر" مسلسلاً يمكن تسميته : Everybody loves 24 friends!

* مسلسل "أفراح إبليس" كئيب كـ"فرجة" باستثناء الحلقة الأخيرة، والتي كانت غاية في الكوميديا!

* بالمناسبة .. جزء تااااااااني؟ هو لسة ما اتفقعتش م الأولاني؟

* كم كان السيناريست "بشير الديك" "خفيف الظل" عندما برر الحوارات الألمانية العربية في المسلسل بأن هناك اتفاقاً بينه وبين المشاهد على أن الحوار يدور بالعربية بينما هو في واقع الأمر يدور بلغة أخرى، وإيه، أنه جرب "ذلك" في "مسلسل" "أماكن في القلب" ،ونجح!

* أما لمن لا يشبعون من الضحك الحقيقي، أرشح لهم فيلم "الغرفة 707".. حيث "إيهاب راضي" يسير على "نهج" "المخرج" "الكبير" "إبراهيم عفيفي"!

* فاتت المسئولين في ماسبيرو في رمضان الفائت فكرة بمليون جنيه ، مسابقة في الأسبوع الأخير من رمضان يتوقع فيها المشاهدون موعد بدء المسلسل على قناة "نايل دراما"!

* إحساس شخصي : "خالد يوسف" سيخرج مسلسلاً في رمضان القادم!

* إلى المخضرم "نادر جلال" : إذا كنت لا تستطيع إخفاء السيارات الحديثة في أوروبا ، فلماذا لم تتمكن من إخفائها في الاستوديو الذي صورت به مشاهد "داخلي مصر"؟.. الكبار دائماً ما يخطئون أخطاءً كبيرة..

* "حسن الرداد" ممثل مجتهد ، وحظه حلو ، بدليل أنه نجح في الفكاك ولو مؤقتاً من سجن المنتج "محمد فوزي" والذي سجن فيه كل زملائه من فرقة "الدالي"!

* بطء الإيقاع في "ابن الأرندلي" غطى على نجاح مؤلفه ومخرجته في كتابة وتصميم عالم "ابن الأرندلي".. وعلى نجاح "دلال عبد العزيز" و "معالي زايد" في إعادة اكتشاف نفسيهما..

* أخيراً.. انتظروا "محمد حسني" صاحب دور "بقلة" في "الأرندلي"، ومعهم "محمد علي الدين" و "خالد عليش" نجما "لمبة شو" ، ومعهم الممثل الذي قلد "حسن عبد الحميد" في حلقة "دموع في عيون وقحة" من "مسلسلات كوم" ولا يحضرني اسمه للأسف .. الأربعة كوميديانات ، ولكن يمكنهم فعل ما هو أكثر بكثير من الإضحاك..

Sunday, September 20, 2009

عالم المابيت شو


مرت سنوات طوال على "المابيت شو".. وبرغم ذلك تبقى تيمته مصدراً للإلهام لقربها الشديد من واقع الحياة التي نعيشها.. قبل أن نتعرف عليها نلقِ نظرة سريعة على عقلها المفكر ..

"جيم هينسون" الرجل الذي اقترن اسمه بـ"شارع سمسم" -يتم هذا العام أربعينيته- أكثر من أي شيء آخر ، خشي الرجل أن يحوله "سمسم" إلى كاتب عروض عرائس للأطفال ، لذا تفتق ذهنه عن عرض يمكنه أن يكون ممتعاً للكبار والصغار على حد سواء.. وظهر "المابيت شو" إلى النور في العام 1976 أي بعد سبع سنوات من "شارع سمسم"..

تقوم فكرة البرنامج الكوميدي الشهير على فرقة استعراضية من العرائس تقدم كل يوم عرضاً ترفيهياً .. ولا تلق الحلقات ضوءاً فقط على العروض التي تقدمها الفرقة بل وعلى عالم الـ back-stage الخاص بها ، علاقات أفرادها ببعض وبنجوم الحلقات .. هذا من الظاهر..

متعة البرنامج الحقيقية تبدأ عندما تتعمق فيه ، وفي مجموعة الكاراكترات الغريبة المتراصة في مكان واحد ، أكبر مجموعة من الكاراكترات غريبة الشكل والمضمون يمكن تواجدها في مكان واحد ، ولأننا نتكلم عن صانع "شارع سمسم" فمن الطبيعي أن تكون معظم تلك الشخصيات على أشكال حيوانات ، مما زاد من طرافة الشخصيات محدودة القدرات، خاصةً فيما يخص بعلاقاتهم ببعضهم البعض وبضيوف الحلقات ، ويمكن طبعاً تصور الأشياء التي يقدمونها على المسرح والتي تثير امتعاض وسخرية "ستاتلر" و "فالدورف" -العجوزان الجالسان في المسرح ويؤدي صوت أحدهما "هينسون" نفسه- وهما جزء لا يتجزأ من اللعبة ، بعكس ما قد يتخيل من يشاهد"المابيت شو" للوهلة الأولى..

يقول "أينشتين" أن البساطة هي قمة التعقيد ، وفي رأيي أن المبالغات في رسم الكاراكترات أحياناً -إن كتبت باحترافية- هي قمة الواقع ، ومخطئ من يتصور أن عالمنا الذي نعيش به حافل بأناس منمقين و"محفلطين" كالذين نراهم في الدراما ، بل يحتوي أكثر على كاراكترات لا تختلف كثيراً عن "بيجي" و"كيرميت" و "فازي بير" و"جونزو" وربما "أنيمال".. كل هذه الشخصيات وغيرها في الواقع مستوحاة من المجتمع الأمريكي نفسه ، وتحمل في بعضها التعدد العرقي الذي لطالما ميز بلداً بناه الغرباء ..

عالمنا بأسره ، وبالأخص لدينا في مصر ، هو "مابيت شو" كبير..كل عام أنتم بخير..
* الصورة من ويكيبيديا..

Monday, September 14, 2009

اختبار مسلسلات رمضان 2009!


السؤال الأول : الاختيار من متعدد:

1-من المنتظر أن يعرض الجزء السابع والثلاثين والأخير من مسلسل "تامر وشوقية"...
1-بعد وفاة آخر أبناء حفيد "سعد الدالي"..
2-بعد فوز نادي الترام بدوري أبطال أفريقيا..
3-بعد تولي "شعبان عبد الرحيم" مسئولية اليونسكو..
4-بعد تنحي ابن "سيمبا" عن الحكم..في "شومبونجو"!

2-الاسم المتوقع للمسلسل القادم للمؤلف "محمد صفاء عامر"..
1-ملاهي الشيطان..
2-مراجيح إبليس..
3-العبد والشيطان..
4-عشم إبليس في الجنة..

3-الممثل الذي سيلعب دور العمدة في الجزء الثالث من "المصراوية" هو...
1-أحمد رزق..
2-أحمد عيد..
3-طلعت زكريا..
4-محمد شرف..

4-لماذا تُرِك "خالد جودة" يضع الموسيقى التصويرية لنصف مسلسلات رمضان؟
1-لأنه الموجود دلوقت بعد اختفاء "ياسر عبد الرحمن"..
2-لأنه باين مش مكلف ..
3-لأن موسيقاه في "قصة الأمس" عجبتهم..
4-غتاتة..

السؤال الثاني: علل لما يأتي:

1-وجود سيارة بيجو 504 في مسلسل "حرب الجواسيس" الذي تدور أحداثه سنة 1969..

2-السماح لـ"سامح حسين" بالقيام ببطولة مسلسل "عبودة ماركة مسجلة"..

3-كثرة "حبايب" "أحمد صيام" في مسلسل "حرب الجواسيس"..

4-إصرار "تامر كروان" على التلحين ، واختياره للسيدة "مي فاروق" لغناء تتر "كلام نسوان"..

السؤال الثالث : ماذا تقول لكل من:

1-"نور الشريف" بمناسبة مسلسل "متخافوش"

2-مخرجة مسلسل "تاجر السعادة"

3-"أيمن بهجت قمر" بعد ضربه الرقم القياسي في عدد التترات "المكسورة" التي كتبها..

في انتظار إجاباتكم..
* الصورة كليب آرت من مدونة أجنبية..

Thursday, September 10, 2009

الحلقة الأضعف


لا قيمة للجمهور في مصر ، ولا اعتبار لاختياراته ، ولا احترام لإرادته.. الكل يريده لمصلحته حجراً في مظاهرة أو موقفاً في اعتصام أو مالاً في أي عملية نصب دعائي أو سياسي أو مذهبي أو فكري أو فني .. حقيقة ربما كانت غائبة عن كاتب السطور وهو يتحدث عن مظهرين فقط من مظاهر هذا الاستخفاف في التدوينتين السابقتين.. حيث تناولت الأولى فرض مذيعة بالعافية على جمهور التليفزيون ، وتناولت الثانية فرض مسلسلات لم تلق قبولاً فقط لأن المنتج يريد ذلك ، وطالما أن المنتج وكتبة الأعمدة يريدون فلماذا نريد نحن؟

هذا الاستخفاف والتعامل "المصلحجي" مع الجمهور أمر معروف وقديم في مجالات كثيرة ، لكنه جديد علينا فيما يختص بالشوبيزنس.. الذي يرتبط اقتصادياً وفكرياً في جميع أنحاء العالم بالجمهور..طبيعته وفكره وذوقه..

1-في أيام الإعلام "الموجه" - الله لا يعيدها - كان للجمهور ورغباته واتجاهاته وزن لدى صناع الإعلام ، لا حباً فيه لا سمح الله ، ولكن لرغبة النظم السياسية الحاكمة في كسبه إلى صفها وتبني خطابها ، ولا يوجد أفضل من وسائل الإعلام الجماهيرية المجانية التي كانت تلك النظم تحتكرها تماماً في تلك الفترات -الإذاعة فقط حتى 1960 ثم التليفزيون في مصر-.. هذا الاحترام أعطى لتلك النظم فرصةً ذهبية لبرمجة أذواق الجماهير ومعتقداتها فيم يخص الدولة ، والاقتصاد ، ورجال الأعمال ، و ... و .... و ..... .

2-وكان من المتوقع عندما يسمح للقطاع الخاص بتملك صحف وفضائيات أن يستمر هذا الوضع ، خاصةً مع اقتراب الاستقطاب بين الحزبوطني والمال السياسي إلى ذروته ، واحتياج كل طرف منهما إلى مساندة شارعية وليس جماهيرية له ، وبدأ كل منهما يلعب من خلال الإعلام على وتر الجماهير ، بمزيد من التملق و"الاشتغال"..

3-لكن خروج كل تيار من مدارس تتعامل مع الجمهور كقطيع الأغنام ، فضلاً عن أوهام القوة التي يعيشها أتاحت له أن يفرض إرادته وأجندته على الناس ويسقيهم إياها بالملعقة ، همممم يا جمل!

ستستغربون أنه كانت توجد إبان الإعلام الموجه في التليفزيون الرسمي إدارة لـ"بحوث المشاهدين والمستمعين" كانت تقوم باستقصاءات لآرائهم فيما يذاع على أثير الإذاعة وشاشات التليفزيون ، ولكنها اختفت عندما بدأ الإعلام يدخل عصر "السماوات المفتوحة" ، وستستغربون أكثر عندما تعرفون أنه لا توجد تلك الآليات مطلقاً لدى تليفزيون القطاع الخاص الهادف للربح والذي يهمه انتشار رسالته الإعلامية ومن ثم -كما يُفبَرَض- جلب إعلانات ورسائل SMS تسهم في تخفيف الحمل المادي على كاهل أصحاب تلك القنوات!

4-هناك تفسير آخر يختلف عن كل ما سبق ، ففي الدراما تحديداً تبقى كل آليات الإنتاج منفصلة عن الجمهور ، قطاع الإنتاج أو مدينة الإنتاج الإعلامي (معظم مصدر رأس المال دعم حكومي) ، مع شركات المنتج المنفذ (مال خاص) ، مع القنوات الفضائية (مال خاص وعقود رعاية).. القطاع ينتج مع المنتج ثم يبيع للقناة ، ومصادر تمويل كل منهما مضمونة ..طالما أن العقود قائمة وأن المال يسيل بشكل طبيعي فإن "كل واحد يعمل اللي مريحه" -مع الاعتذار لـ"أيمن بهجت قمر"- وطالما أن الزبون المشتري راض ومقتنع تماماً ومستعد للدفع فلتستمر العجلة في الدوران.. أما الجماهير فأي كاتب عمود كاف لإسكاتهم..

"س" من المسلسلات لم ينجح ، واعتذر نصف نجومه ، لكن العملية كانت تقوم على إنتاج جزئين أو أكثر منه ، فليكتمل ولو اعتذر الممثلون جميعاً ، وسيجد من يشتريه ، إن فشل الجزء كسابقه فالعيب في الجمهور الذي لا يفهم ولا يستوعب.. الناس ما بتعرفش تشوف كويس!

5-من المؤكد أننا سنظل الحلقة الأضعف ، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً..
الصورة من photobucket.com

Monday, September 07, 2009

تصريحات بدرجة سيتكوم!


هناك من يعشقون التقاط الحجارة على طول الطريق مع علمهم التام بأن بيوتهم من زجاج هش..

قد يكون السيد "عمرو سمير عاطف" صاحب ورشة كتابة "سيتكوم" "تامر وشوقية" وسيتكومات أخرى محقاً عندما يصف "يوميات ونيس" بأنها مأساة ، وأن يطالب "محمد صبحي" بأن يشاهدها قبل أن ينتقد الآخرين ، ولكن قبل ذلك كان عليه أن يشاهد مسلسلاته هو أولاً فهي تراجيديات إغريقية بالمقارنة بـ"ونيس"، قد يكون السيد "عمرو سمير عاطف" محقاً عندما يقول أن الفن كان تحت إدارة "كبار السن" ويتأثر بذوقهم ، لكن لماذا لم يسأل نفسه عن سبب عزوف "صغار السن" عن مشاهدة مسلسلاته السخيفة علماً بأن هؤلاء أكثر شراسة في النقد وأوسع متابعة واطلاعاً ، ويعرفون جيداً جداً الفرق بين "الأصلي" و "المسروق".. وربنا يخلي لنا MBC ومشتقاتها..

أرى أن حوار المذكور مع جريدة "المصري اليوم" ليس مسلياً فقط ، ولا يفوق مجموع السيتكومات التي عرضت في رمضان قدرة على الإضحاك فحسب ، بل إنه مفيد جداً لمن قرأوه بمن فيهم كاتب هذه السطور ، فهو يضعك في مواجهة العقليات التي يهلل لها بعض العمودجية في صحفهم ويعلنوهم موهوبين من جانب واحد ويشيدون بتفاهاتهم "عمال على بطال"..ويوضح لمن لا يزال في شك كيف تنطلق سيارة الفن في مصر إلى الخلف وبأقصى سرعة ممكنة..

1-السيد "عمرو سمير عاطف" يحمل مسئولية تراجع السيت كوم هذا العام صراحةً إلى استظراف الممثلين وإضافاتهم ، وضمناً إلى عدم تدخله في الكتابة.. أي أنه لو كان موجوداً في "تامر وشوقية" و "بيت العائلة" و "راجل وست ستات" لظهروا جميعاً بمستوى أفضل .. وأنصحه بعدم تكرار تلك الترهات حتى لا يضحك الناس عليه هو بدلاً من مسلسلاته..

فالرجل كان موجوداً من قبل في "تامر وشوقية" و "راجل وست ستات" ، والجزءان الأولان للمسلسلين ،واللذان يفترض بهما أنهما الأكثر نجاحاً (لدرجة تدفع بالمنتجين لإنتاج sequels لهم) كانا سيئين بما يكفي ، لكن إرادة المنتج هنا وهناك كانت وراء إنتاج أجزاء أخرى و"بالزاف"-كما يقول المغاربة- لأن هناك زبون مغفل سيشتري ليملأ ساعات بث قنواته ، وهو الأهم من الجمهور الذي يمكن "تثبيته" عن طريق كتاب الأعمدة الزنانين على الآذان.. ولم نر في الأجزاء التالية التي شهدت وجود المذكور أي تحسن يذكر!

وعندما يتهم الرجل الممثلين فإنه يدين نفسه قبل أي شخص آخر ، فهو –مع فريقه- مثل السيد "يوسف معاطي" يكتب سيناريوهات مهترئة فقط لأجل منح أكبر مساحة ممكنة للممثل –خاصةً "النجم" لكي يرتجل فيغطي على نقاط الضعف ، وتصبح المصيبة أفدح عندما يصبح الخرق على الراتق كما يقول التعبير العربي وتخرج عيوب السيناريو عن السيطرة ، فيفشل في إخفائها ممثل موهوب ومرتجل جيد مثل "أشرف عبد الباقي"..

2-وتصل الكوميديا إلى ذروتها عندما يقول رداً على سؤال "هل وجود فريق العمل نفسه فى ٤ أعمال يسبب نوعاً من التكرار؟": "طبعاً، الروح مش مكررة، لو شخص واحد كتب تلك الأعمال بالكامل لشهدت تكراراً على مستوى الفكرة والإفيهات، فكاتب كبير مثل يوسف عوف كانت تشهد أعماله الإذاعية والتليفزيونية نوعاً من التشابه والروح الواحدة، لكن فكرة الورشة تسمح بعدم وجود تكرار، حتى وإن تكررت الورشة نفسها فى الأعمال الثلاثة".. وهذا أيضاً كلام يبحث عن مغفل لكي يصدقه..

فرجل بالمستوى الثقافي الفظيييييع للسيد "عمرو سمير عاطف" لا يعرف أن العديد من أعمال "يوسف عوف" الإذاعية تحولت إلى تليفزيون في أواخر حياته ، ومعظمها كان عن كتب له –رحمه الله-، أي أن المصدر واحد ، ومن الطبيعي جداً أن يكون هناك تشابه ، لكن ألا يبذل السيد "عمرو سمير عاطف" بعض الجهد في إقناعنا بأن مجموعة مكونة من نفس الأشخاص بنفس الثقافة تفكر بنفس الطريقة يمكنها أن تنتج شيئين لا يخلوان من تشابه؟

3-هذا هو رابط الحوار بكامله ، وفيه أيضاً تعليقات لعدد من المشاركين في صناعة ما يسمى بالسيتكوم في مصر .. لكنني سأختم بما قاله السيد "ولاء شريف" المشرف على كتابة مسلسل "فؤش" –الذي ليس له حسنات سوى فكرة "مكي" وشكل "فؤش" وغناء التتر للرائع "محمد عبد المنعم"- بدون تعليق:

"لا أرى أى تراجع فى مستوى الست كوم، وعن نفسى لم أستطع متابعة أى مسلسل بسبب زحام رمضان، و«فؤش» فكرته مختلفة عن باقى الست كوم حيث تدور أحداثه فى منطقة شعبية، ومختلف من ناحية الديكور وطريقة الحوار، وأداء أحمد رزق ليس السبب فى ذلك إنما هو فى حاجة إلى مشاهدة أكثر من مرة لتحدث علاقة بينه وبين المشاهد حتى يتمكن الجمهور من استيعاب الفكرة والتفاعل معها، فالموضوع لا يأتى من مشاهدة حلقة أو حلقتين، وبعد تكرار عرض المسلسل بعد رمضان سيحقق النجاح المتوقع منه وإذا حدث غير ذلك سنكتفى بتقديم جزء واحد فقط"!
* الصورة من موقع elcinema قاعدة بيانات الأفلام والمسرحيات العربية..

Thursday, September 03, 2009

شي فاشل


الاستفزاز هو جديد رمضان هذا العام ..

كمية هائلة من الضيوف المستفزين ، ما بين أحد من يطلق عليهم المسمى الوهمي والسمج "المفكر الإسلامي" الذي يعتقد أنه السوبر مان القادم لإنقاذ الدين ، ومرشح سابق لرئاسة ناد كبير أصبح يثير غضب مشجعي النادي قبل مشجعي النادي الخصم التقليدي ، وشخص لا جهد له سوى رفع الدعاوى القضائية على هذا أو ذاك ، وممثلة كبيرة في السن قليلة في الإنجازات تتمتع بلسان يفوق طول تاريخها في "الوَسَط".. ولكن ذلك نفسه لا يكفي حتى نفاجأ بوجود السيدة "إيناس الدغيدي" مذيعة في قناة فضائية حكومية قليلة في تردد المشاهدين عليها ، إن جاز لي استخدام المصطلح..

حاولت تقليب الأمر ذات اليمين وذات الشمال .. ما ركبش!

1-في رمضان لا توجد أدنى نسبة مشاهدة لبرنامج توك شو ، ولو عرض فسيعرض في تواقيت تشاهد فيها مسلسلات لنجوم جماهيريين ، وبما أن لدينا ستين مسلسلاً في عين العدو فمن الصعب على أي برنامج "توك شو" طويل المدة -يصل طوله الزمني من ساعة إلى ثلاث كما كان يحدث أيام "هالة سرحان" - أن يحظى بنسبة مشاهدة أو إعلانات تذكر..

2-"إيناس الدغيدي" ليست بالوجه الذي ينتظره المشاهدون في رمضان ولا في غيره ، ربما أستطيع أن أقتنع بمبرر الاستعانة بشخصية مكروهة في "شو" في المصارعة الحرة كما كان يحدث مع المصارع الأمريكي الشهير "هالك هوجان" ، والذي كانت الجماهير في الحلبة وعلى شاشات التليفزيون تتوق لرؤيته يتحصل على علقة موت (وتدفع مالاً لذلك)، لكن من الصعب علي تفهم ذلك فيما يختص الميديا.. وخصوصاً هنا.. وسبب كراهية الناس لتلك المخرجة لا ينبع فقط من تصريحاتها وآرائها كما يتصور الكثيرون ، بل يرجع أيضاً إلى عشقها للعب دور المضطهد والضحية والشهيد ، وطريقتها في الحديث عمن يختلفون معها في وجهة النظر والتي لا تتناسب مع ما تزعمه -أو يزعمه المدافعون عنها- من "ليبرالية" وتفتح ، فضلاً عن حضورها الضعيف جداً كمذيعة ، وأشياء أخرى تجعل أي برنامج تظهر به أشبه بمسلسل ممل معروفة بدايته ونهايته وأحداثه..

3-ربما قرر من استقدموا السيدة "إيناس الدغيدي" لعب لعبة "طوني خليفة".. حلقة ظريفة لطيفة بسلطاتها وبابا غنوجها بكام تعليق جنسي أو متعلق بالجنس يصبح حديث المنتديات والصحف ومواقع النت في اليوم التالي ، ولكنهم لعبوها بغباء و"خيخنة".. إذ أن ضيوفاً حتى ولو كانوا من النوعية الثرثارة التي "تبُع" بالكلام أتوماتيكياً يحتاجون إلى مذيع متمرس وموهوب لاصطيادهم ، وهو ما لا يتوفر في السيدة "إيناس الدغيدي" المسكينة أمام الكاميرا أكثر ربما منها خلف الكاميرا!

برنامج "الجريئة" لم يكن سوى مجرد تطبيق فاشل للعبة "هالك هوجان" .. فشل استشعره بالتأكيد من أقدموا عليه ، لكن الفاشلين في رأيي على ثلاثة أنواع : نوع يكتشف أن ما فعله "شي فاشل" فيتوقف عنه ، ونوع يكتشف أن ما فعله "شي فاشل" فيستمر فيه عله ينجح ، ونوع يكتشف أن ما فعله "شي فاشل" فيستمر فيه حباً في الفشل ..يمكنك استنتاج أين يقع أصحاب فكرة استقدام "إيناس الدغيدي" للعمل كمذيعة في برنامج على شاشة التليفزيون الحكومي المصري بين الفئات الثلاثة بما أنهم يعتقدون أن من الممكن أن يكسبوا المشاهد باستفزازه وإثارة غضبه وسخريته ، لكن ماذا عن رجل الأعمال الخليجي الذي سيمول قناة بنفس الاسم تشرف عليها نفس المخرجة؟
* الصورة من شبيك لبيك..

Tuesday, September 01, 2009

بين أبو حفيظة ، وزكي جمعة


بمقاييس عدة ، لنعترف أن "كابوس" "سيد أبو حفيظة" قد نجح ، أو حقق أثراً ، أو "دَوَش"-كما يقول المثل المصري الدارج "العيار اللي ما يصيبش يدوش"..ليس إطلاقاً لعلاقته التي افترضها الصحفيون المحسوبون على "تامر حسني" ببرنامج "الحلم" الذي يروي مسيرة "عمرو دياب" الفنية بالمرة ، ولكن لعلاقة البرنامج بنظرية "زكي جمعة"..

دعوني أوضح لكم أولاً فكرة "زكي جمعة"..

بعد أن جمعهم الكتاب الناصريون الذين عملوا في الخليج "إكوام إكوام"- مع الاعتذار لـ"محمد صبحي"- عادوا إلى القاهرة في بداية العهد المباركي بسلسلة طويلة عريضة من كتب المذكرات ، كلها طبعاً كانت لشخصيات محسوبة على ثورة يوليو 1952.. وبعض هؤلاء لم نعرف له اسماً ، ولا دوراً تاريخياً ، ولا ثقلاً سياسياً ، كل ما أرادوه من خلال تلك الكتب التي نشرت هنا وهناك البحث عن دور لم يلعبوه في الحقيقة ، وعن بطولة لم يقوموا بها طوال فترات جلوسهم على كراسيهم..

من يشاهد برنامج "أبو حفيظة" ويقرأ تلك النوعية من الكتب خاصةً كتب تلك الشخصيات المغمورة سيلاحظ تشابهاً يصل إلى درجة التطابق ، كلاهما يفشر من الآخر ، بل ستجد في تلك الكتب ما يفوق فشر "أبو حفيظة" بل وفشر "أبي لمعة" نفسه.. إذا كان "سيد أبو حفيظة" صاحب كل هذه المواقف القومية والعروبية والسياسية والاقتصادية ففي الكتب سالفة الذكر ما قد يصل إلى درجة ادعاء صاحبها - لولا بقية من دم- بأنه كان الساعد الأيمن لقائد الثورة العرابية "محمد عرابي" - ودة طبعاً غير "أحمد عرابي" اللي احنا عارفينه .. الراجل بيصححنا تاريخ أمتنا- وبأنه هو الذي كان وراء تسمية ثورة 19 بهذا الاسم ، وأنه كان لاعباً احتياطياً في "الضباط الأحرار" ، وأن "عبد الناصر" لم يقطع أمراً صغيراً ولا كبيراً إلا بمشورته ، وأن "السادات" خاف من شعبيته فوضعه في المعتقل ، وأن "عبد الحليم حافظ" لم يكن يطيقه!

يبدأ الفشار من هؤلاء كـ"أبو حفيظة" ، ثم ينتهي بـ"زكي جمعة" .. قبة وولي ومولد ، ويا ويله ويا سواد ليله من لا يعرف "زكي جمعة" و "منجزات" "زكي جمعة" ، والتي لا ينكرها إلا الجيل "المارق" "الناكر للجميل" "المتنكر لهويته" كما يقول علينا دراويش كل "زكي جمعة" ممن هم على نفس تياره ويعومون على نفس موجته..

هذه معاملتنا لبعض الأفراد ، في ثقافة لا تزال تعيش على الفرد السوبر ، وتحقر من الفرد لحساب "الأمة" و "الوطن" و "العروبة" رغم أنه لا وجود لـ"الأمة" ولا "الوطن" ولا "العروبة" بدون مواطنين ولا أفراد..

ملحوظة: أعتقد أنه يجب طي صفحة "أبو حفيظة" بهذا البرنامج بعد أن استهلكت الشخصية أكثر من اللازم ، نجاح الكاراكتر دائماً ما يكون نعمة إلى نقطة معينة تتحول بعدها تلك النعمة إلى نقمة كبيرة ..
* الصورة من my egy..