Thursday, December 31, 2009

فرجات آخر العام

* نقاط مضيئة: "خالد الصاوي" الذي جعلني أتحمل مشاهدة مسلسل مقرف اسمه "قانون المراغي"، "دلال عبد العزيز" في "ابن الأرندلي" واحد من أفضل أدوارها في التليفزيون منذ "فطوم شلبي" في "كفر عسكر"، "حسن الرداد" ،"شريف سلامة، "سماح السعيد" ثلاثة وجوه ينتظرها مستقبل واعد إن استمروا على مستواهم، "حسني صالح" مخرج جديد قدم صورة جديدة بلا فذلكة ولا ادعاء فني ، "عمرو إسماعيل" قدم واحدة من أجمل مقطوعاته في تتر مسلسل "ليالي" ، "حسن دنيا" بموتيفات خفيفة الظل وقصيرة في "كريمة كريمة"، "أحمد مكي" اجتهد في الهرب من شبح "اتش دبور" واستطاع أن يحقق مفاجأة في شباك التذاكر ، "أحمد جلال" بدأ يثبت نفسه وسط أنجح المخرجين التجاريين المصريين، "هيثم شاكر" الهارب الآخر من التجنيد عندما يغني من ألحان "عمار الشريعي" كلمات "أحمد فؤاد نجم" في تتر رائع لمسلسل "وعد مش مكتوب".. وطبعاً ألبوم "أنغام"..

* ما هو الفرق بين "لوسي" و "أنوشكا"؟ "لوسي" ممثلة جعلتنا نخسرها باتجاهها للغناء ، "أنوشكا" مطربة جعلتنا نخسرها باتجاهها للتمثيل!

* ينسب لـ"غادة عبد الرازق" تصريح قالت فيه أن ما كان يتم "تشييشه" في مسلسل "الباطنية" كان بخوراً ، هل هو صنف مختلف قليلاً عن الصنف الذي شيَّشته في "قانون المراغي"؟

* "أيمن بهجت قمر" يحتاج إلى "سقالة" يسند بها أغانيه "المكسورة" ..

* أما "منى الشاذلي" فتحتاج إلى تركيب برنامج تصحيح لغة عربية في اللاب توب الذي تضعه أمامها في "العاشرة مساءً"..

* عدة أشياء أحلم باختفائها في العام القادم : "بوجي وطمطم" في برنامج "الحياة اليوم" ، قناة "النيل للأخبار" ، "شاشتي" ، "ريم ماجد" ، "أحمد المسلماني" ، "تامر وشوقية" ، و "خالد جودة" ، و"كورومبو" "بانوراما الدراما" بالقناة التي تذيعه!

* عمد منتجو فيلمي "احكي يا شهرزاد" ثم "بالألوان الطبيعية" لإثارة ضجة حول كل فيلم ، نعم وفرت قدراً هائلاً من الدعاية للفيلمين ، لكنها ألحقت بهما أشد الضرر..ما رأيكم؟

* صفحة الفن في "الدستور" أصبحت تتسع لكل من تسول له نفسه كتابة أي فيلم أو سيتكوم .. بشرط أن ينال الرضاء السامي للشلة طبعاً!

* رأيت اسم "رامي عبد الرازق" كاتباً لإحدى حلقات "تامر وشوقية".. فعلاً.. "شبَّط" الصحفي .. يستحيي القلم!

* ملحوظة : رئيس تحرير الجريدة الناطقة باسم الحزبوطني يقدم برنامجاً على "أون تي في" ، رئيس تحرير "الدستور" يقدم برنامجاً على "أو تي في".. ربما إذا أراد "ساويرس" عمل قناة ثالثة قد يخاويهما برئيس تحرير "الجمهورية"!

* قلت العام الماضي عن "خالد منتصر" أنه يستحق لقب الطفل المعجزة ، وبقيت على هذه القناعة إلى أن ظهر "محمود بركة"!

* أخيراً.. كل عام أنتم بخير ..كل عام أنتم أفضل .. واكسروا وراء 2009 ألف قلة بضمير مرتاح..

Sunday, December 06, 2009

جزيرة بهجت


1-"أحمد بهجت" ليس "عثمان أحمد عثمان" ولا "طلعت حرب".. فإنجازات "عثمان" - مهما اتفقت أو اختلفت معه أو عليه - حول المواطن في كل اتجاه من كباري ومستشفيات ودور عبادة .. والشيء نفسه بالنسبة لـ"طلعت حرب" الرجل الذي وضع حجر الأساس لمؤسسات ضخمة تمثل العمود الفقري لاقتصاد مصر.. بينما كان أقصى إنتاج السيد "أحمد بهجت" هو مدينة ملاهي ، ومشروعات سكنية متميزة لعلية القوم ، وتليفزيونات وأجهزة كهربائية يتم تجميعها و"إعادة تصديرها" ومعظمها من ماركات متوسطة إلى ضعيفة الجودة (1).. وإعلانات يغنيها "هشام عباس" ويخرجها "أفندينا"- "يا شاشة الهنا بريموت كنترول" لمن يتذكرها!

2-تذكرت الإكليشيه الشهير الذي يقال في الإعلام (الذي يسمي نفسه بـ) "القومي" عن قناة "الجزيرة" القطرية ، والذي يتلخص في كون "الجزيرة" قناة وطلعت لها دولة- كما يقول "إبراهيم حجازي"- وأن تلك القناة كانت أداة فعالة في وضع دولة صغيرة المساحة والسكان على خريطة العالم العربي .. عن نفسي أرى أن "بهجت" لنفس السبب كان بحاجة إلى أن تكون له قنوات .. "جزيرة" خاصة به .. أكبر من أن تكون مجموعة قنوات كانت إلى وقت قريب لا تذيع إلا إعلانات منتجات ومشاريع سيادته ، وإلا لقبع في نفس المنطقة التي يقف فيها صديقه اللدود "حسن راتب" .. كان "بهجت" بحاجة لأن يقول وبطريقته الخاصة "نحن هنا".. كي يعرفه الناس أكثر وأكثر.. بل إن بعض أصحاب "الظنون الوحشة" يرونه يحاول العيش مثلاً في دور "طلعت حرب" أو حتى "رفيق الحريري"..

3-كمتفرج "حاقد" و "نفسي وحشة" و "معادي لأصحاب النجاح" -وربما "معادي رمسيس كيت كات كيت كااات"- شعرت برغبة السيد "أحمد بهجت" في نقل هذا الشعور بالضخامة لمشاهدي قنوات "دريم" أو لقراء "المصري اليوم" التي يساهم فيها كما نعلم مع "ساويرس" ورجل أعمال ثالث لا يحضرني اسمه ..

4-بدأت "الجزيرة" بإحداث الضجة ،وكذلك الحال بالنسبة لجزيرة "بهجت"، حيث استعانت أول الأمر بـ"هالة سرحان" ، ذات التاريخ المعروف فيما يسمى بـ"راديو وتليفزيون العرب" ، ورغم النجاح الذي حققته "دريم" وقت بداية القناة على مستوى الترفيه ، إلا أن "هالة" -اتفقنا أو اختلفنا- تبقى كتاباً مفتوحاً يسهل توقع تصرفاتها ، ولهذا السبب لم يكن مستغرباً أن يضحي بها بسهولة عقب حلقة شهيرة من برنامجها في العام 2002 ، ثم يلوح إلى إمكانية عودتها مرة أخرى بإذاعة حلقاتها في رمضان الفائت ، على الرغم من تصميمه على منع ظهور صورتها في أي تسجيل في أي كليب غنائي للقناة طوال السنوات السبع..

5-ومن هنا بدأت مرحلة "الذراع الطويلة" في تاريخ "دريم".. صحيح أنه من حق أي رجل أعمال أن ينتج قناة تحمل اسمه وتتبنى آراءه خصوصاً إن كان ذا مصالح ، و"بهجت" بالذات كان يتعرض لحرب إعلامية شرسة من قبل صحف أشهرها "صوت الأمة" وقت تولي "عادل حمودة" رئاسة تحريرها ، ووصلت تلك الحرب في مرحلة ما إلى ساحات القضاء، لكن كان من الواضح أنه كان يهيئها لتلعب دوراً أكبر ، على غرار الدور الذي لعبته "الجزيرة" مع دولة "صغيرة" - بعدة مقاييس- مثل "قطر".. هذه المرة نراه "دوراً قيادياً معارضاً"..

6-لكي تلعب القناة هذا الدور ، ولكي ينقل لي كشخص على الجانب الآخر للآلة الإعلامية شعوراً بضخامة رجل أعمال لا أراه ضخماً، اتبع الرجل طريقة "اعمل نفسك معارض" - زي "اعمل نفسك ميت".. رحم الله "علاء ولي الدين" - حيث اعتمد على عدد من تلامذة السيدة "هالة سرحان" ، وفي مقدمتهم "وائل الإبراشي" -صبي "عادل حمودة"- والذي تولى لاحقاً رئاسة تحرير "صوت الأمة" وفرض على القناة عدداً لا بأس به من صحفييه في فريق إعداد برنامج "الحقيقة" (2) ، وعلى الرغم من التواضع الصارخ في حضور "الإبراشي" إلا أن البرنامج كان كارتاً رابحاً في إحداث "الفرقعة" المذكورة سلفاً، ثم جاء بـ"مجدي مهنا" المعروف بخبرته في عالم التحرير الصحفي أكثر منه ككاتب وصاحب فكر ، ليصنع منه معارضاً صحفياً مرموقاً ، وعندما توفي "مهنا" نجح "بهجت" في استثمار وفاته وبزنستها دعائياً ، ولا ننسى الاستعانة بـ"إبراهيم عيسى" الذي غاب جسداً عن "دريم" - لينضم إلى "أو تي في"- ليبقى شقيقه في فريق إعداد برنامج "الكرة اليوم" - أحد المتورطين في الموقعة المصرية الجزائرية ، وفي مرحلة لاحقة استعان بتلميذة أخرى في مدرسة "هالة سرحان" هي "منى الشاذلي" ليجعل منها "البريما دونا" ، ولا يختلف دور "منى" في "دريم" - كما كتب المدون مراراً- في داخل القناة عن دور "البريما دونا" في الفرقة المسرحية ، واستطاعت أن تحقق نجومية لم تحققها في "الإيه آر طين" (3) ، واستطاع "بهجت" أن يُصَنِّع من "العاشرة مساءً" برنامجاً يوحي لمشاهديه أنه برنامج "معارض سياسياً" ، إيماناً بسياسة "اللي تغلب به العب به".. وفي مرحلة لاحقة اشتاق "بهجت" إلى اللمسة الناصرية في الإعلان فاستعان بخدمات "أحمد المسلماني" الذي قدم برنامجاً شديد الشبه بمارشات "صوت العرب" في عصرها الذهبي وقت قيادة "أحمد سعيد" لها ، رغم أن هذه المدرسة عفا عليها الزمن في إعلام اليوم..ولأن ذلك لا يكفي ، قرر "بهجت" الاستثمار في السخط الشعبي على الحزبوطني ، فاستعان بـ"عمرو الليثي" - الذي فشل كمذيع في التليفزيون الرسمي - ليقدم برنامجاً شديد الشبه ببرنامج "حديث المدينة" لـ"مفيد فوزي"..

7-يهيسأ للمتابع أول الأمر أنه أمام حزب معارض غير رسمي ، يستطيع الحديث بصوت عال في أي موضوع وفي مواجهة أي شخصية مهما كان ثقلها ووزنها ، وتنقل نبض الشارع الثائر الساخط المش عارف إيه ، لكن هذ الانبهار يسقط مع الوقت ، وبسرعة .. عن نفسي اكتشفت أنها تعارض على طريقة "بيت الأشباح" - التدوينة قبل السابقة - تهييج ثم تهميد فتعويد.. وتنقلك من "مصر الأخرى" المهمشة إلى قرى ومنتجعات مستر "دريم" في فواصلها الإعلانية أثناء عرض "الطبعة الأولى" أو "واحد من الناس".. حاملاً رسالة تفيد بأن "رامبو" - "بهجت" يعني- سيقود المصريين من "واحد من الناس" إلى "دريم لاند".. والأهم أن "حزب دريم المعارض" يحرص من حين لآخر على البقاء على مسافة بين المعارضة والنظام ، لا هو "عز" ولا هو "أيمن نور" .. وضع يجعله يربح أكثر .. مثل "السمسار" .. وسيط يعني (مع الاعتذار لمسرحية "سكة السلامة 2000)!

8-هكذا بنى "بهجت" "الجزيرة" الخاصة به ، حزب معارضة تليفزيوني لا يختلف كثيراً عن الوكسات المسماة بأحزاب المعارضة في مصر ، يقدم معارضة زاعقة لا تخاطب أي عقل ، تناسب أي ديكور ديمقراطي محترم ، ويحقق له تواجداً في قلب الشارع وقبولاً سياسياً ، وتصنع له ثقلاً بقوة الصوت الإعلامي العالي لم تصنعه له منتجاته ولا إنجازاته إن وجدت ، مستوداً برصيد صنعته له كل صفقاته السابقة والحالية مع الكبار من وراء الستار ..ولست أبالغ في تشبيه "دريم" بـ"الجزيرة" .. فـ"دريم" تثبت بالفعل كل يوم أنها جزيرة بعيدة تماماً عن الناس التي يتاجر أصحابها بهمومهم.. عذراً للإطالة الشديدة..
حواشي(1) حتى أن شخصاً من العالمين ببواطن الأمور حكى لي في ندوة في كلية الهندسة قبل ما يزيد على عشر سنوات انتقد بشدة ذلك الوضع ، قائلاً أنه بحسبة بسيطة فإن الرجل الذي يعيد تصدير تليفزيونات تتكلف رخص التراب إنما يشغل عمالته بالسخرة..
(2) كان "الإبراشي" معداً لبرنامج "الحقيقة" وقت أن كانت تقدمه "هالة سرحان" في الإيه آر طين ثم في "دريم".. قبل أن يرفع عليه العلم!
على ذكر "الإبراشي".. كانت دريم قد استعانت بـ"حمدي قنديل" والذي دار بينه وبين "الإبراشي" - وقت أن كان في "روزا" صراع قضائي عنيف انتهى لصالح "قنديل".. ومع الوقت غير "الإبراشي" "رأيه" في "قنديل"!
(3) كانت تقدم في القناة المذكورة برنامجين الأول "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" ، والثاني "القضية لم تحسم بعد".. إلى أن أصبحت السيدة الأولى والوحيدة في دريم..
(4) إهداء خاص جداً لكل الزملاء المهتمين بالميديا وفي مقدمتهم الدكتورين "أسامة القفاش" و "ياسر ثابت"..
* الصورة من "الرياض" السعودية..