Friday, December 31, 2010

فرجات آخر العام

* ما هي قيمة مهرجان تُمنَح فيه الجوائز بالعافية طبقاً لأسماء النجوم المشاركين في المسلسلات ، ومواضيع بعض المسلسلات ، وعلى بعض ممن يمثلون معهم كي لا يشك مخلوق- لا سمح الله - في شبهة مجاملة للبيه أو الهانم ، رغم أن بعض هؤلاء الممثلين المشاركين لهم أدوار أفضل لم يحصلوا عنها على جوائز؟ تعليقاً على مهزلة مجاملة "جمال سليمان" و "هند صبري" و مسلسل "الجماعة" بشكل فاضح..

* "كارولين خليل" كانت أفضل في "أهل كايرو" -الذي لم يعجبني بالمناسبة - منها في "عايزة أتجوز".. لكن إزاي؟ "هند صبري" حصلت على جائزة عن "عايزة أتجوز" فلابد أن تحصل "كارولين" على الجائزة عن "عايزة أتجوز" لا عن "كايرو".. "أحمد عزمي" كان رائعاً في دوره المركب في "موعد مع الوحوش" .. لكن مجاملة "الجماعة" اقتضت أن يحصل على جائزة عن "الجماعة" لا عن "الوحوش".. أما "مدحت تيخا" الذي نال إشادة كبيرة عن دوره في "همام" دفع غالياً ثمن ثقل ظل "الفخراني" على قلب موظف الإيه آر طين رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الحالي في أعقاب أزمتي "همام" و "محمد علي" وحرم نهائياً من جائزة أفضل ممثل مساعد عن عمل تاريخي ، هذا إن كان السادة أعضاء لجنة التحكيم يعتقدون أن "شيخ العرب همام" مسلسل خيال علمي.. ملاحظة بسيطة..

* "عزت العلايلي" و "سهير المرشدي" في "موعد مع الوحوش".. الكبير كبير..

* في هذا العام انتهى عصر الألبوم الغنائي..تماماً..

* إشارة حمراء : "أحمد السقا" عن فيلمين أولهما كان باهتاً والآخر متوسطاً ، "أحمد حلمي" الذي اهتزت عروضه رغم تحقيق أفلامه لإيرادات ضخمة هذا العام ، "هند صبري" عن مهزلة "عايزة أتجوز" .."ليلى علوي" و"إلهام شاهين" لأسباب يعرفها من شاهد مسلسلاتهما في رمضان..

* كارت أحمر : "وفاء الكيلاني" ، "ريم ماجد" ، و"غادة عبد الرازق"..

* لا فيلم هذا العام يفوق هبوطاً فيلم "ليلة رحيل البريمادونا عن دريم"!

* تألقوا هذا العام : "خالد صالح" و "أحمد عزمي" ("موعد مع الوحوش") ، "خالد الصاوي"("أهل كايرو") ، "مصطفى شعبان" ، "أحمد رزق" ، "شريف سلامة" (ثلاثي "العار") ، "أحمد فهمي" ، "هشام ماجد" ، "شيكو" ("سمير وشهير وبهير") ، الموزعون الموسيقيون "توما" ، "حسن الشافعي" ، "تميم" و "عادل عايش"، الملحنون "وليد سعد" ، "رامي جمال" ، "محمد يحيى" ، وطبعاً "آدم"..

* انتظروهم العام القادم : "مدحت تيخا" بعد "همام" ، "ريم هلال" بعد "الوحوش" ، "رحمة" بعد "سمير وشهير وبهير" ، "إنجي وجدان" في فيلم "عروسة حلاوة" للمخرجة "مريم أبو عوف" والذي سيوضع حتماً في مقارنة مع "أحلى الأوقات" لتشابه التجربتين ، "سعدي سعد" و"محمد عبد المنعم" ولهما ألبومات غنائية في 2011..

* أتمنى ألا نجد في مسلسلات رمضان القادم أسماء مؤسسات صحفية وصحف مستقلة وأحزاب سياسية ضمن قائمة المنتجين سواء على المكشوف أو من الباطن..

* أسعدني نجاح "لا تراجع ولا استسلام" هذا العام ، ليس فقط لكون "شريف نجيب" هو كاتب السيناريو..

* أشاهد مسلسل "يوسف الصديق" للاستماع فقط إلى التتر الذي كتبه الموسيقار الإيراني الكبير "بيمان يزدانيان".. الحسنة الوحيدة في مسلسل لا أقبله جملة ولا تفصيلاً..سأؤجل ذكر الحيثيات لتدوينة مستقلة كاملة بإذن الله هنا أو في المدونة الشقيقة "الدين والديناميت"..

* "محمد رحيم" ملحن جيد ، لكن موسيقاه تخفق مجدداً في التعبير عن قوة أشعار الأغنية التي يلحنها إذا ما تعلق الأمر بالدراما ، من يسمع تتر "مملكة الجبل" قد يتفق معي في الرأي..

* لم نسمع حساً لصوت مصري جميل قادر على ابتلاع أصوات كثيرة موجودة حالياً وأول حرف من اسمه "آمال ماهر" .. .. لعل المانع خير..

* مستوى "مدحت العدل" كسيناريست يحسرنا على مستوى عمالقة جاءوا من جهاز الشرطة إلى الدراما كأمثال الراحلين "سعد الدين وهبة" و "حسام حازم"..

* أحلم بأن أشاهد فيلماً يفضح الحراك السياسي على حقيقته موالاة ومعارضة قبل أن أموت..

* تحويل أفلام الثمانينات إلى مسلسلات دليل قوي على قوة دراما تلك الأفلام وثرائها وضعف مستوى الكتابات الحالية وإفلاسها.. وجهة نظر شخصية..

* هذا ما استطاعت الذاكرة التقاطه من مشاهد 2010.. كل عام أنتم بخير..وألتقيكم على بركة الله في عام أتمناه أفضل للجميع ، وأفضل لي-لإن اللي مبيحبش نفسه ميعرفش يحب غيره :)

Tuesday, December 28, 2010

الست "أصالة" والبريمادونا ودريم والحزبوطني..وأنا وانت


1-كان أمس ختام مؤتمر "الحزبوطني"-المصطلح الذي أتعمد استخدامه تعبيراً عن "الحزب الوطني الديمقراطي"- وسبق لـ"دريم" أن تعرضت لما أسماه بعض أنصارها بحملة إرهاب إعلامي عندما ناقشت القناة قبيل الانتخابات الماضية "المجمع الانتخابي" بطريقة اعتبرها "الحزب" "غير مهنية" .. فما كان من القناة إلا أن ردت أنها مارست عملها بكل "مهنية" بل وأنها "لن تعتذر" للحزب .. وكاد الموضوع أن يتم تصعيده للجنة تقييم الأداء الإعلامي وينتهي بمشكلة كبيرة..

2-وفي الوقت الذي انتظر فيه كل متابعي قناة دريم - محبوها وكارهوها على السواء- حلقة تناقش فيها القناة تداعيات مؤتمر "الحزبوطني" كما فعلت قنوات أخرى ، فوجئ الجميع بـ"دريم" تنتهج منهجاً آخر ، لتحول حلقة الأمس - الاثنين- بعيداً تماماً عن الموضوع.. واختلف الناس فيما بينهم ، حسنو النية يقولون أن القناة تعرضت لإرهاب إعلامي ، و"اللي اتلسع م الدقي ينفخ في المعادي" كما تغني "المناضلة" "غادة عبد الرازق" ، وسيئو النية يقولون أن وقت رخي شعرة معاوية بين "بهجت" والنظام قد آن.. أو بعبارة أخرى تتغيرت اللهجة منذ حلقة "المجمع" - "حالاً بالاً سأصارع.. أسد إنما إيه متوحش"- وأنه فيما يبدو "السبع اتكهرب وبقى فرخة" بعد ما قال الحزب "أول ما أقول هاليهوب وأصرخ لي صرخة".. ويستشهدون بذلك لاختيار قضية "غاية في الأهمية" قررت فيها "دريم" التعامل بـ"مهنيتها المعتادة" مع أطرافها!

3-آل إيه : السيدة "أصالة نصري" مهددة بمنعها من الغناء في مصر..لييييه؟ لأن هناك خلافاً بينها وبين "حلمي بكر" -والذي كانت المطربة تسميه طوال الحلقة "حلمي الأستاذ بكر" - وطبقاً لـ"المصري اليومفإن النقابة منعت المطربة السورية من الغناء لحين المثول للتحقيق فيما نسب إليها من هجوم على ملحنين ومطربين مصريين وصفهم بيان النقابة بـ"رموز مصرية".."

4-وبغض النظر عن سخف منطق "الرموز" وما إلى ذلك ، فإن موقف السيدة "أصالة" كان الأسخف ، فسيادتها ترفض الحضور للتحقيق في شكوى هي في الأصل وجهت ضدها ، والمعروف أنه بحكم العرف- أحد أهم مصادر أي تشريع- أن التحقيق ليس إجراءاً عقابياً ، ليس عقاباً يعني ، وإنما هو إجراء هدفه أن تعرف الجهة التي تحقق الحقيقة ، وهو أمر يفترض بأن السيدة المطربة تعرفه بما أن لديها محامٍ -بحسب كلامها في الحلقة- لكنها - وبكل "شموخ" يحسبه "الشرير" "تناكة" - قالت ما معناه أن "الموضوع ممكن يخلص بمكالمة ، لكنها "لا تستطيع" القيام بذلك"!

5-وبغض النظر عن "البكاء" وعن "التهتهة" التي نافست فيها الضيفة مذيعة البرنامج التي اشتهرت بذلك* ، فإن السيدة المطربة وضحت بعض الأمور التي كان يمكنها أن تقولها في التحقيق التي رفضت الذهاب إليه أساساً ، منها ما يخص تصريحاتها عن "حلمي الأستاذ بكر" أو "شيرين عبد الوهاب" ، لماذا إذن لم تذهب إلى التحقيق؟

6-المهنية التي نعرفها نحن معشر المشاهدين الأشرار أن الحد الأدنى من المهنية يقتضي استضافة أو استبيان رأي الطرف الآخر ، والموجهة بحقه تهمة سخيفة وهي شخصنة خلافه مع مطربة عضوة في النقابة لدرجة تجعله يطالب بمنعها من الغناء في مصر لمجرد "تطاولها" عليه إن ثبت ذلك ، ورغم أن لي في "حلمي بكر" أو "حلمي الأستاذ بكر" ما يقارب ما قاله "الإمام مالك" في الخمر ، إلا أنني لا أعتقد أنه بهذه التفاهة وهذا الانتفاخ في الأنا حتى يقدم على شيء كهذا ، وكان من الضروري أن نسمع منه ، أو من النقابة ، أي شيء..

7-ولكن الطبع في "دريم" بالطبع يغلب كل تطبع ، فـ-وسبحان الله- فوجئ الجميع بسيل عرم من المكالمات من شخصيات مشهورة كلها في نفس اتجاه السيدة "أصالة نصري" مرتبة ومنظمة في رفض القرار "الظالم" الذي لم نعرف تفاصيله من الحلقة من طرفيه ، هذه من "طارق الشناوي" ، وتلك من "محمود سعد" ، والثالثة من "إلهام شاهين" والرابعة من "لطيفة" ...وهكذا..

8-يبدو أن اللامهنية والحمد لله تقاس بمن تمارس ضده ، وما دام "إن بابليك" ومن غير "فيلنجز" .. "سوو وات"؟ ، و"دريم" من القنوات التي تعرف متى وأين وكيف تمارس اللامهنية حسب الأصول ، وهي كقناة ، والبرنامج بطاقمه ببريمادونته أحرار في أن يفعلوا ما يشاءون ، دون الثرثرة الغبية عن "مهنية" و "موضوعية" ترددها بيانات القناة عقب كل مشكلة..ولا هَه؟
*ليس العيب أن تتهته ، لكن مهنة المذيع تقتضي محاولة فرملة التهتهة التي تظهره بمظهر المهزوز أمام مشاهديه ، ولو كانت تلك رهبة فيفترض بمذيعة "متمرسة" كـ"منى الشاذلي" أن تتخطاها بحكم العمل والخبرة ، ولو كان الموضوع "خارجاً عن إرادتها" لحاولت التحايل عليه.. لكن تقول إيه؟..الصورة من إيجي نيوز..

Wednesday, December 22, 2010

فرجة أخرى على فيلم تافه : روح "بوبوس" ورائحته


من يشاهد برامج التوك شو التي يرعاها ويدعمها حيتان العقارات ، وأغلبهم "مال سياسي" ، والحملة التي شنوها أخيراً للدفاع عن المقطورات ، والنقاشات غير المهنية وغير المتوازنة على الإطلاق وآخرها في "دريم" حول ذلك الموضوع ، تذكرت "بوبوس"..

لا أنكر أن الفيلم سيء ، وأنه جاء صدمة - مش صدمة قوي- لمن لا يزالون يضعون أملاً في "الزعيم"، وفي لقاء يجمع مخرج "جيد" مثل "وائل إحسان" بممثل في نجومية وخبرة "عادل إمام".. ولمن كانوا يتوقعون أن فيلماً في سلسلة أفلام هذا الأخير لن يكون بمستوى السوء المنتظر.. حتى ولو كان من تأليف "يوسف معاطي"..

ولا أنكر أن "معاطي" نفسه كاتب محدود الموهبة ، إلا أنه في أحيان كثيرة تكون له أفكار تستحق النقاش ، يحول ضعف موهبته ، وتحول سلسلة التوازنات التي يقحم نفسه فيها نتيجة "صفقاته" مع نجوم ، وتوازنات علاقاته بهم وبالصحافة وبالنظام والمعارضة و..و... دون أن تظهر تلك الأفكار بشكل لائق..ومع ذلك قد نرى تلك الأفكار عن قصد.. أو عن غير..

وبغض النظر عن رغبة "الزعيم" في التغلب على عقدته التي تذكرنا بجملة حوارية شهيرة في فيلم "نصف ساعة جواز" الذي شارك فيه ،وقام فيه بدور كومبارس يتعرض دائماً للضرب صرح وباح بطموحه لأن يتحول إلى بطل يقوم بتقبيل البطلة ، تلك العقدة التي ظهرت آثارها حتى في معظم أفلامه الأخيرة- باستثناء "حسن ومرقص"و"زهايمر" الذي لم أشاهده بعد- وكان "بوبوس" مظهراً صارخاً لها.. وبغض النظر أيضاً عما يريد "الزعيم" توصيله لنا أنه "قوة وقدارة" يتحكم ويوجه كل شيء في الفيلم لدرجة تشعرك - وهذا ليس وليد اليوم- بأنك تشاهد فيلماً لـ"عادل إمام" لا لغيره.. إلا أن الفيلم لا يخل من حقيقتين..

الأولى.. أن وراء كثير من رجال الأعمال ، سواء من براغيث النظام اللازقين له كالغراء ، أو من مناضلي المال السياسي ، "بوبوس".. قد يكون "بوبوس" شخصاً تعرفونه ، وقد يكون "رمزاً" لو اتبعنا مبدأ حسن النية ، ومن حسنات "وائل إحسان" القليلة في الفيلم تقديم ذلك الـ"بوبوس" الذي ظهر في مشهدين أو ثلاث تقريباً كطفل بدين ساذج بحكم أنه يحلو لدى بعض رسامي الكاريكاتير وأفلام الكرتون استعمال ذلك الإكليشيه أحياناً .. والمفارقة هنا في أن ذلك الـ"بوبوس" هو مفتاح بقاء ،وسلطة ، هذا الـ"محسن هنداوي"(=لعبه "عادل إمام") بكل ما يتمتع به ، أو كان يتمتع به قبل أن تذهب الأزمة بكل ثروته ، ويجد نفسه محاصراً من الاتجاهات الثماني بالديون..

الثانية..أن في داخل كثيرين من رجال أعمال الفئتين السابقتين "محسن هنداوي" - بعيداً عن "شويتين عادل إمام" سواء التي أضافها "إمام" أو كتبها له "معاطي"- بكل تفاهته وشهوانيته وسفهه وعدم امتلاكه للحد الأدنى من المبالاة بمشاعر من حوله من بني آدمين.. قد لا تظهر تلك الصفات بالشكل "التهريجي" الذي يمكن "بلعه" في فيلم كوميدي تحول بفعل أكثر من فاعل إلى فيلم مسف ترك مادة خصبة للمغرمين بالنميمة حول "قلة الأدب" بمعناها وبغير معناها..لكن لا يمنع الأمر من الاعتراف بوجودها..

يقول التعبير المصري الدارج "كل واحد متعلق من عرقوبه".. أي شخص هو حر في اختيار السلوك الذي يرغب مع تحمله التام لعواقب اختياره ربحاً أو خسارة.. أي رجل أعمال حر في أن يكون "محسن هنداوي" من حيث المبدأ ، لكن لا ينتظر من الناس احتراماً إذا ما قرر العيش في دور زعيم ومعارض ومناضل بينما هو "محسن هنداوي" وستين "محسن هنداوي" تسكنه روح "بوبوس" التي تسيطر بنسبة كبيرة على عقلية الرأسمالية المصرية الحالية ، التي يصفها بعض المحللين بـ"المراهقة" ، ويذهب البعض الآخر لوصفها بأنها تحمل عقل "بوبوس" وليس روحه فقط..
*الصورة من موقع "أحلى فيديو"..مواقع غريبة شوية بس اللي بتظهر صورها في الـ"جوجل" لما بأحب أجيب صور للمدونة! :)

Monday, December 06, 2010

استعمال نجم!


منذ أربع سنوات كتبت هنا عن ضرورة أن يبحث "النجم" من وقت لآخر عن جلد جديد وشكل جديد ، مستشهداً بحالة "أحمد حلمي" بالتحديد .. ومنذ ذلك الوقت جد أكثر من جديد ، ليس فقط بالنسبة لـ"حلمي" الذي كان أكثر أبناء جيله سعياً لعمل شيء "مختلف" وللتغيير فيما يعتبره هو ، وصادف أن اعتبره الجمهور أيضاً ، الشيء الأنسب ، ولكن حتى بالنسبة لقناعاتي الشخصية بخصوص تلك المسألة ، بمعنى أنني بدأت أقتنع بأنه لا يمكن تحميل التكرار الذي يصل لحافة الملل على "النجوم" فقط دون غيرهم.. هم مسئولون بدرجة كبيرة ، ولكنهم ليسوا بمفردهم..

1-النجوم على ثلاثة أصناف ، صنف مغامر يعشق التغيير والانتقال من جلد لجلد ومن شخصية لشخصية ومن قالب لقالب ، وهؤلاء لهم ما للمغامرين وعليهم ما عليهم ، والصنف الآخر يفضل البقاء على ما هو عليه استسهالاً أو استملاحاً للنجاح الذي حققوه في قالب ما أو في دور ما أو في شكل ما ، والصنف الأخير يريد التغيير ولكنه لا يفعل ، وعنه سأتحدث بشكل مفصل وضمني فيما بعد..

ولكل من الثلاثة في ظل الظروف الحالية بعض العذر ، دون إعفائهم من نصيبهم (الذي قد يكون كبيراً) من الخطأ..بمن فيهم من قرروا بمحض إرادتهم أن يبقوا على الحال التي عرفهم الناس وحفظوهم عليها ، والذين وقعوا في حب نجاحاتهم ونسوا أن من الحب ما قتل ، كما قتلت الدبة صاحبها ذات يوم..

2-لنعترف أن هذا الجيل من الممثلين لم يجد مرشداً أو ملهماً أو أستاذاً ، معظم الجيل إن لم يكن كله بدأ من تحت الصفر بقليل ، وافتقد لميزة وجود "الدماغ" التي توجه، والأخ الأكبر الذي يستشار ، كما كان حال "أبو السعود الإبياري" مع "إسماعيل ياسين" ، و"صلاح جاهين" مع "سعاد حسني" ، أقله في مرحلة معينة من المشوار الفني للممثل أو الممثلة.. ووجوده كان ليحدث بعض الفارق فيمَ يتعلق بهؤلاء ، خصوصاً لو كان ذلك "البيج براذر" فاهماً عارفاً بأصول اللعبة..غياب التوجيه ساعد ذوات كثير من النجوم على التضخم ، خصوصاً وأنهم يرون من حولهم من النجوم يسيرون على درب ما ، وهم الأقدم والأكثر تمرساً ، فمن الصعب ألا يقلدهم الجدد في قليل على الأقل..

3-ولنعترف - أيضاً - بأن هذه المرحلة تشهد ضعفاً واضحاً في مستوى الكتاب والمخرجين إلا قليلين جداً هم الأقدم نسبياً في الوسط السينمائي من غيرهم.. فلم يعد هناك المؤلف "النجم" ولا المخرج "النجم" الذي يبيع الفيلم على حسهما ، وباستثناء "خان" تقريباً لم يعد هناك المخرج ذو الكاريزما الذي يجبر أكبر الأسماء على احترامه بعد وفاة "عاطف الطيب" ، وأصبح هؤلاء بين اعتصامي ومؤدلج و"عايش في الدور" ومفتعل للصراعات والمشاكل ومتسول لآهات كتاب الأعمدة .. أصبحت القاعدة أنه يجب أن يكون المؤلف والمخرج "كوكو الضعيف" الخاضع الخانع لنفوذ النجم أو النجمة والمنتج .. وبالتالي لم يعد أمام أي نجم بدائل جيدة يفاضل بينها ، ولا من يقنعه ببضاعته التي يريد أن يبيعها له.. كأن الوضع قد قلب فأصبح الشاري هو من يقنع البائع بالبضاعة وليس العكس..وياريت البضاعة عدلة!

4-فالمؤلفون والمخرجون الحاليون لا يملكون ثقافة التعامل مع نجم ،وليست لديهم أدوار ولا قصص "استعمال نجم" ، يقف ابداعهم عند مرحلة معينة ويقف .. في الماضي كانت هناك سيناريوهات للجميع ، نظام "الكل حيلعب" .. في فترة السبعينات مثلاً كانت هناك أدوار وسيناريوهات للجميع ، من أول نجم الكوميديا الواعد وقتها "عادل إمام" ، ومعه "سمير غانم" ، مروراً بـ"محمود ياسين" و "حسين فهمي" و "نور الشريف" ، نهايةً بالكبار "فريد شوقي" و "محمود مرسي" و"شكري سرحان" و "رشدي أباظة".. أي نجم مهما كان سنه ومهما كان حجمه له فرصة ونصيب في الحضور دون أن يعامل كـ"خيل الحكومة" ..

هم باختصار يفكرون بعقلية التليفزيون "أنا عندي دور جميل على مقاسك" لا "أنا عندي دور حينجمك وحتمثل فيه" ، منها يرضي غرور النجم ويرضي غروره هو كمؤلف أو مخرج ، هذا إن كان للمؤلف أو المخرج الحالي أي غرور بما أن هناك من أقنعه بأن هذا النوع من الغرور "وحش"و"الطيب أحسن ما بلاش نعاند بعضنا"..وإن فكر في إرضاء غرور النجم فنراه يفعل ذلك بمنطق "تسليك المصلحة" .. "انت اللي كل البنات حتترمى عليك في الفيلم" .."انت اللي حتظهر في تسعين في المية من مشاهد الفيلم".. نفس ما نراه في التليفزيون ، وإن كان لم يرقَ بعد لمستوى بشاعة ما يحدث في الفيديو!

من الطبيعي في ظروف كهذه أن يهدر عدد من الممثلين الجيدين جداً طاقاتهم في أدوار ضعيفة ومكررة ، أن يفشل "محمد سعد" في التخلص من "اللمبي" لمجرد أن النجاح التليفزيوني والفضائي للشخصية أقنعه بذلك ، وأن يبقى "هاني رمزي" محلك سر لأنه لم يجد من يعرض عليه شيئاً أفضل ، وأن يتوه "أشرف عبد الباقي" فيفضل حرق نفسه في الفيديو على أن يخوض تجربة مختلفة في شكلها بعد "صياد اليمام" فقط لأنه لم يعثر على شيء يناسب أكثر أبناء جيله موهبة..لكن يصبح خطأ كل هؤلاء أعظم لو استسلموا للأمر الواقع أكبر فترة ممكنة..دون محاولة فتح "سكة جديدة" أو الدخول في مغامرة لن تكون خسائرها بضخامة خسائر الوضع الحالي..
* إهداء خاص للزميلة العزيزة "آخر أيام الخريف" .. الصورة من موقع تحميل اسمه "جودزيلا"!