Friday, June 24, 2011

فرجات آخر الشهر : لماذا


* لماذا ندفع ثمن عضوية "محمد مصطفى شردي" و "عمرو أديب" في حزب "الوفد"؟

* لماذا يصر "أحمد المسلماني" على تحويل "الطبعة الأولى" إلى صفحة اجتماعيات خاصة به؟

* لماذا يفرض علينا "وليد دعبس" طريدة "الجزيرة" المدعوة "سوزان حرفي" في برنامج توك شو على قناته "مودرن ملوخية" رغم أنها لم تبين كرامة كمذيعة برامج سياسية لا في الفترة التي كانت فيها في "المحور" ولا في "الجزيرة"؟

* لماذا لا تتوقف "هالة سرحان" ومعها المدرسة الروزجية التي اعتقدنا أنها اندحرت في الحادي عشر من فبراير عن استخدام الإفيهات الغبية إياها في تسمية برامجها وفي مقدمات الحلقات؟ لماذا الإصرار على شيء ثبت فشله؟

* لماذا لم يتم غلق بعض ما يسمى بـ"قنوات النيل المتخصصة" وبخاصة "النيلة للأخبار" بما أن مذيعيها "الغلابة" سيجدون وبسرعة الصاروخ ألف قناة تقوم بتشغيلهم وملء برامج التوك شو بطلعتهم ، بعيداً عن الفيلم الذي يمثلوه علينا بأنهم كعمال مصنع حديث الخصخصة؟

* لماذا رأينا أخصائي تغذية يقدم برنامجاً على قناة "التحرير"؟

* لماذا لا يضع "تامر حسني" نهايةً لمسلسل "عمر وسلمى"؟

* لماذا المسلسلات التركية بهذا الطول؟

* لماذا لم يتناول أحد موضوع المواد التي تم تهريبها و"تسليكها" من مكتبة التليفزيون لحساب فضائيات عربية في فترة التسعينيات؟ أم أن الشفافية "كحت" عندما "جت السيرة"؟

* لماذا لم ينحت مطربو "الشعبي الجديد" في سبوبة أغاني الثورة كما فعل كثر من قبلهم؟ لماذا اختفوا تماماً من المشهد؟

* وأخيراً.. لماذا يذاع برنامج "يسري فودة" في ذلك التوقيت المتأخر من اليوم؟ هل لذلك علاقة بأسلوب "فودة" المثير جداً للتثاؤب؟
* ما لقيتلكمش صورة "تعبيرية" مناسبة لـ"لماذا" قلت أجيب لكم "طوني خليفة".. الصورة من "في الفن"..

Friday, June 10, 2011

منطق الكفتة


بحكم أن عقلي "على قده" ، أرى أن هناك ارتباطاً ما بين "الكفتجي" و"الكفتة" أكثر مما بين "الكفتجي" و "الكفت"..

من اللغة القديمة التراثية التي كانت منبعاً لمعظم إفيهات "أيمن بهجت قمر" في الألبوم الأول لـ"أبو الليف" تعبير "فلان بيفهم في الكفت" .. عن نفسي لا أعرف معنى "الكفت" ولا أصل الكلمة ، لكن أعرف "الكفتة".. أسهل صنف لدى أي كبابجي أو كافيتيريا كتلك التي كانت منتشرة أيام المراهقة والحياة الجامعية المسلية واللذيذة..وهي مثل "الهامبرجر" –لحمة مفرومة في الأصل عليهم شوية بهارات- لا يحتاج عمل أي منهما إلا أن يرفع على النار ، سواء على "جريل" أو على الفحم ، مضافاً إليه خطوة إضافية هي "التسييخ" –وضع الكفتة في سيخ- ثم على شواية الفحم ، كما رأيت في مطعم صغير في" القاهرة" في زيارة قبل عشر سنوات..

هل يوجد ما هو أبسط من الكفتة بذلك المنطق؟

تبسيط الأشياء لأبسط صورة ، بل لأتفه صورة .. التبسيط المخل جداً .. لدرجة التسطيح ، في إطار يعتمد على الفهلوة ، يصبح من يقوم به من أفراد أو مؤسسات كفتجياً من الطراز الأول..

1-وإلا.. قولوا لي كيف- على سبيل المثال- تم تسمية "قناة النيل للأسرة والطفل" بهذا الاسم ، بما أن الاسم للوهلة الأولى "مش راكب" ، حيث يصعب على أي شخص مهما كان مستواه الثقافي والعقلي أن يجد رابطاً بين "الأسرة" و "الطفل" كي يتم رصهما معاً في اسم واحد ، بما أن "الطفل" هو جزء من الأسرة ، كيف أضع اسماً يجمع بين شيئين أحدهما جزء من الآخر ، مثل "مصنع زعبلة للسيارات والكاوتش"؟

وقبل أن تستتفه مجرد السؤال عن اسم ، أقول لك والله أعلم أن اسم أي كيان –شركة أو مؤسسة أو فضائية أو أياً كان- في أحيان كثيرة دليل على هويته (إحنا مين) ومهمته (موجودين ليه وبنعمل إيه)، بما أننا نتحدث –لا سمح الله- عن إعلام!

2-ستكتشف عندما تتابع تلك القناة أنها عائمة على بحيرة –غويطة- من الكفتة ، فبرامج الطهي مثلاً ، التي هي فن تليفزيوني محترم له جمهوره ونجومه على مستوى العالم ، كـ"مارثا ستيوارت" و"جيمي أوليفر" و"نايجيلا لوسون" وآخرون موهوبون ذوو قبول تليفزيوني عالٍ جداً لا يختلفون في نجوميتهم في مجالهم ، بل وأحياناً في النجومية بشكل عام عن "لاري كنج" و"جاي لينو" و"أوبرا وينفري" حتى مع اختلاف ملعب كل مجموعة ، قد تحولت في قناة النيل للكفتة (وهو مسمى يمكن إطلاقه على قناة "النيل للأخبار" مثلما على "النيل للأسرة والطفل".. وإن كانت كفتة "النيل للأخبار" "ماسخة أكثر حبتين") إلى طبق حواوشي رديء الصنع كالذي أكلته قبل ثماني سنوات في مغامرة في مدينة ساحلية.. والفضل للنظرية التسطيحية "الطلسيئية" العلوانية ، نسبة إلى السيد "ممدوح علوان" المعد والمخرج بـ"الأسرة والطفل" ، أحد ألمع العقول التي رأيتها في حياتي في مسئولية تحويل أي شيء طبقاً لنظرية الكفتة لشيء ما يظهر كأنه هو بينما هو في الواقع ليس ذلك الشيء على الإطلاق!..

لمن لا يعرفه ، "ممدوح علوان" هو معد برنامج "من كل بلد أكلة" الذي اكتسب شهرة كبيرة بسبب "شريف مدكور" والذي ما هو إلا محاولة كفتجية لعمل برنامج على غرار فقرات و/أو برامج الطبخ التي كانت تقدم في أواخر التسعينيات على الفضائيات اللبنانية بالتحديد (كذلك الذي كان يقدمه الشيف "رمزي شويري" –لا أعرف مصيره- على فضائية "المستقبل" في مجدها)..

3-"علوان" مكتشف "نجوم" غير عادي ، قدم لنا "نجماً" على طريقته أول حرف من اسمه "شريف مدكور"-الذي نعرفه- بفلسفة واضحة وبسيطة ، طبقها مع "شريف" –قبل أن يتنمر ليحط الرحال في "نايل لايف" ثم في "المحور"- ثم مع "شيفاته" الذين حولهم – بقدرة قادر- إلى مذيعين –بغض النظر عن كفاءتهم للظهور كمقدمي برامج لمدة ساعة على الهواء مباشرة وكل هذه "الترهات" و"السخافات" عديمة الفائدة- فلسفة قوامها أن يصدق المرء نفسه ، وقدرته على عمل أي شيء حتى لو يفوق قدراته الحقيقية ، فكما قال "الدكتور خشبة" – الراحل الرائع "عبد المنعم مدبولي" في فيلم "مطاردة غرامية"- لمريضه في العيادة : "قول أنا مش قصير أوذعة.. أنا طويل وأهبل" ، وفي حالتنا "قول أنا نجم".. "أنا مذيييع" ..

وبالتالي بما أنك "نجم" فعليك أن تتصرف كـ"نجم" ، أن تشعر بقدراتك –اللي هية مش عندك أصلاً- ومنها أن لديك قبول رهيب ، وحضور طاغٍ مستبد ظالم الحسن شديد الحرارة (أكثر من الجو اليومين دول) ، تكلم على الهواء في أي شيء ، أي شيء ، قول نكت ، استظرف ، اضرب إفيهات ، مع قليل من السجع ، أضفِ نوعاً من الجدية والاهتمام بالشأن العام في برنامج أو نوعية برامج لا علاقة لها بالشأن العام ، من المنتخب أيام "حسن شحاتة" إلى غسيل اليدين قبل الأكل وبعده إلى انتخابات المجالس النيابية (بما أن "مدكور" كان مقدم برنامج "من كل بلد أكلة" إبان النظام السابق) ، وإن كان لديك مشكلة في الثقة في النفس ، يحلها لك "البيج براذر" بفاصل من مكالمات الأصدقاء والشلة ، والتي لها عدة فوائد ، فإلى جانب الدعم المعنوي يقف هؤلاء حصناً حصيناً ضد أي وغد يوسوس له إبليسه التجرؤ على نقدك على الهواء ، أضف إليها "الرجاء الأخوي" الذي يقدمه موظف الكنترول لكل متصل على أن يستهل مكالمته بعبارة "احنا مش عارفين نشكرك إزاي على كل اللي بتقدمهولنا" أو ما يعادلها ، دعم يساعدك وبقوة على تصديق نفسك وتعزيز الشعور لديك بأنك نجم ، نجم قادر على عمل أي شيء بما فيه التمثيل مثلاً!

4-وبعد "البومبة" الكبرى قرر "علوان" أن يحول شيفاته إلى مذيعين ، بنفس الخطوات ، (زي ما عملت من "شريف مدكور" نجم ح أعمل من غيره ، تذكروا المشهد الأخير لـ"المنتصر بالله" في مسرحية "علشان خاطر عيونك") ، ونظرية الكفتة واضحة "أي حد ممكن يعمل أي حاجة" ، دوس ولا يهمك يا معلم.. وفي كل قناة يوجد أطباء وصحفيون وما شابه ذلك لا يوجد لديهم أدنى قبول ولا أدنى حس لمواجهة الناس على الهواء في التليفزيون ، فقط كل ما معهم خط للتليفونات فقط .. ونقول "ألو".."يعني جت عليك يعني".. "دة انت شيف.. شيييييف" في مطعم كبير أو في فندق "ناين ستارز" ، أكثر خبرة ألف ألف مرة ممن يشاهدوك ، ومثقف ، ويجب أن تتحدث إليهم من علِ مثل "جلمود الصخر الذي حطه السيل..."، أصناف أجنبية ، مكونات أجنبية ، عبارات أجنبية بما أنك "انطرناشونال" بقى..وبالمناسبة لا تخجل من أن تنطق تلك الكلمة بتلك الطريقة ، أديك بتصححلهم مفاهيمهم الغلط وثقافتهم البايظة وأهو بتكسب فيهم ثواب..

5-ولكفتة "علوان"- الذي تحول إلى "مشرف" على البرنامج يعمل المخرجون طبقاً لخطته- مذاق خاص في الشكل الخارجي للبرنامج ، التتر عبارة عن موسيقى إيقاعية لاتينية أو تركية زاعقة –عديمة الذوق- وفواصل عبارة عن لقطات سريعة للطبخ والسادة النجوم – عديمة الذوق- ثم ديكور-عديم الذوق أيضاً-عملاً بمبدأ "هوة حد واخد باله".. وعندما تتساءل مستنكراً عن قبح واستفزاز البرنامج تجد الإجابة حاضرة وجاهزة "مش دي إمكانياتنا؟ على قد إمكانياتنا" ، فنظرية الكفتة تبرر أي فشل وتعلقه على شماعة الإمكانيات كما لو كان هناك علاقة بين فقر المال من ناحية وفقر الذوق وفقر الفكر وفقر الخيال في كل مجال..وبعدين "إحنا ناجحين قوي وفل الفل".. وإلا فلماذا انتقل النموذج بقدرة قادر إلى قناة "الحياة"؟ "ما هو لو فاشل ما كانش البرنامج استمر" .. منطق كفتجي مقزز.. فالكل يعلم أن البرامج تستمر في الفكر الإعلامي المتبع في الإعلام المصري بقرار رئيس المحطة ، ما دام البرنامج يعجبه يصر عليه لآخر نفس حتى ولو ضرب المشاهدون رءوسهم في كل حائط متاح..ولا علاقة بذلك بأي فشل أو نجاح..

6-أعلم أن كثيرين قد لا يستسيغون ما كتبت ، بل ويستغربون كتابتي في منطقة كهذه ، وإن كان من العادي أن أكتب عن كل ما أشاهده في وسائل الإعلام المرئية ، التي هي جزء لا يتجزأ من اهتمامات هذه المدونة المتواضعة ، وسبق أن كتب كاتب السطور عن مشاهدات متعلقة بالرياضة والإعلانات في مناسبات عدة.. كتبت هنا عن برامج الطبخ على ما يسمى بـ"قناة النيل للأسرة والطفل" كمجرد مثال على ثقافة الكفتة، التي تنتشر في كل مجال في الإعلام المرئي المصري ، المملوك منه للدولة المصرية أو لرءوس أموال خاصة ، ثقافة تراها في برامج سياسية وإخبارية وطبية ورياضية ، وتراها بشكل زاعق في ما هو خارج حدود صندوق التليفزيون الواسع الذي يغرنا جميعاً ضيقه وصغر حجمه..

ختاماً.. التمثيل فن جميل إذا ما كان في ستوديو إذاعي أو بلاتوه تليفزيوني أو سينمائي أو على خشبة مسرح ، لكنه خارج تلك الأماكن أقرب للنصب والاحتيال ، والسياسة مقبولة طالما هي تمارس داخل إطار نظام حزبي وقنوات واضحة المعالم ، لكنها تتحول إلى شيء يعف اللسان عن ذكره عندما تمارس في النقابات والعمل التنفيذي والخدمات التي يمولها دافعو الضرائب ، وبنفس المنطق الكفتة جميلة عندما تأكلها –في رأيي على الأقل- ولكنها كارثة عندما تتحول إلى نظرية وثقافة وطريقة تفكير لم نشف منها حكاماً ومحكومين حتى عندما تغير النظام..وسنحتاج جميعاً– إن توافرت الجدية- لبعض الوقت لكي نعافى منها.. عذراً لثقل ظل السطور السابقة..
* الصورة من مدونة shery diary..