Friday, January 27, 2012

فرجات آخر الشهر : "سكري" نخليه "سكرية"!

* "سكري ، نخليه سكرية".. عبارة العملاق "توفيق الدقن" في فيلم "مراتي مدير عام" حين اكتشف أن معلوماته الأكيدة عن المدير العام فشنك ،وأن القادم إليهم سيدة وليست رجلاً ، فقام سيادته باستدراك الموقف بتلك الطريقة الساذجة كي لا يظهر نفسه مخطئاً و"أي كلام".. باعتقادي ستظل هذه هي الطريقة التي سيتبعها كتاب المنتج المنفذ في الكتابة عن ما قبل الثورة وما بعدها ، قبل الثورة كان يكتفى في المسلسلات والأفلام بالكلام عن عضو مجلس شعب فاسد ، بعد الثورة نضيف له ذقناً ، قبل الثورة كان الكلام عن رجل أعمال قتل مطربة مغمورة ، بعد الثورة نخلي المطربة المغمورة لها نشاط سياسي ، المهم أن يبقى القالب على حاله وأن تبقى السبوبة والمرمة كما هي ، ثم يأتي هؤلاء ، وأنصارهم ، ليقولوا عن المسلسل الفلاني والفيلم العلاني أنه "لا يتناسب مع الثورة وروح الثورة" ..الثورة لن تغير مستوى تلقي الناس في التو واللحظة ، ولن تغير مستوى التلقي طالما لم يتحرك كاتب واحد لتغييره.. ثم يخرج علينا كالأسد الهصور مثل واحد وزير سابق ليقول لنا "أصل انتو مش عارفين تتفرجوا"..يا عم بلا قرف..

* من الأشياء الغريبة التي تستعصي على الفهم والهضم في "السيس بي سي" استضافتها لـ"عبد اللطيف المناوي" رئيس قطاع الأخبار في التليفزيون الرسمي إبان الثورة ، وهو المتهم بتشويه الثورة والمصنف فلولاً ، عشية الذكرى الأولى للثورة.. هل لديكم تفسير؟

* كي لا ننسى الفضل ، حقوق اقتراح قناة لمجلس الشعب محفوظة لكبير الساخرين العرب وأستاذنا "أحمد رجب" ، اقتراح اقترحه خلال فترة الثمانينيات وقت أن كان مجلس الشعب مادة مثيرة وممتعة ومصدراً للفكاهة والضحك ، أتمنى بعد القناة ألا يظل المجلس كذلك .. هذه المرة قرر الناس أن يتابعوه ، وقبل كتابتي لتلك السطور شاهدت الناس تتابع لأول مرة وبشغف وبحق وحقيق جلسةً للبرلمان.. نريد أن نرى شيئاً واحداً سليماً كي نخبر أبناءنا يوماً عن أنه كانت على أيامنا أشياء سليمة وطبيعية..

* وش واحد شرير : قناة البرلمان المصري "صوت الشعب" حلت بديلة لقناة "نايل دراما 2".. وبصراحة .. أنا سعيد لاختفاء "نايل دراما 2" أكثر!

* استمعت لأغانٍ كثيرة في ألبوم "شخبطة على الحيط" واستطعت تلخيص رأيي كمستمع فيه بثلاث كلمات : حالة فنية مبتسرة.. ما ينقص الألبوم أكثر بكثير مما نجح فيه .. والقليل من الاجتهادات على مستوى الكلمة من شاعر غنائي معروف مثل "أمير طعيمة" يذيبه استسلام "طعيمة" لطريقة كتابة الغناء العاطفي في تناول حالة "مختلفة" ، كما لو كان تخيل "مصر" هي شخصية الحبيبة التي يكتب عنها كل الشعراء الغنائيين من أبناء جيله الذين يلعبون في نفس منطقته.. حتى لو كان يكتب عن حبيبته لاخشوشن الكلام قليلاً ، بما أن هؤلاء نقلوا الأغنية العاطفية المصرية من مرحلة الإشادة بجمال الحبيبة إلى التشليق لها!

* وهناك أغانٍ عاطفية في ظاهرها تشعر مع سماعها أن المقصودة فيها هي مصر وليست مجرد الحبيبة التقليدية سالفة الذكر ، منها رائعة "إيمان البحر درويش" "أنا ماقبلش" التي كتبها شاعر لم ينل ما يستحق من تكريم وإشادة هو "حسني محمود" ، وكذلك رائعة الملحن الراحل "رياض الهمشري" "باتحمل لاجلك فوق طاقتي".. أغان كتبت في الثمانينيات والتسعينيات تقريباً ، بلغة وأسلوب سلس وجميل وغير مباشر ، بعيداً عن كوميديا الغناء الوطني قبل الثورة وبعدها..

* "الإعلامية الكبيرة" "رانيا هاشم" قرأت كلمة "الكوبون" في معرض قراءتها لعناوين الصحف في القناة الأولى "الكابون".. أتمنى ألا تغضب ويغضب أمثالها عندما أقول أن مقارنة إعلاميي قنوات أخرى بهم مثل مقارنة "ميسي" بشخص آخره يلم "كيوار"!

* اعتذار "سمية الخشاب" عن الجزء الثاني من "كيد النساء" قد يشير إلى أنه "جاب نتيجة" .. "كيد النسا" يعني!

* قبل ستة أشهر من رمضان بدأ الكلام عن مسلسلاته والتي حظيت بنسبة لا بأس بها في أخبار هذا الشهر الفنية القليلة (والتي تراجعت بالتأكيد في ظل مرور عام على الثورة) ، والسؤال ، بدري بدري : هل يرى منتجو دراما رمضان المقبل أن لدى متلقي الدراما المصري الحالي ، في ظل الظروف الحالية ، "طقطان" ليشاهد مسلسلاً ثلاثينياً مطولاً ممطوطاً ومملاً؟ أم هم يرون شيئاً لا نراه نحن كمشاهدون بالعين المجردة؟

* هل يختار مدبلجو المسلسلات التركية ممثلين ثقال الظل لأداء الأصوات ، أم أن الممثلين ينقلون بكل أمانة ثقل ظل الممثلين الأتراك؟

* جاء الوقت الذي نسمع فيه ، بعد عشرين عاماً ، أغاني فيلم "آيس كريم في جليم" بشكل مختلف..وقد تتغير وجهة نظر كثيرين ، في الأغاني والفيلم نفسه ، بعد مرور كل هذا الوقت ، وانفتاحنا بمرور الزمن على شكل مختلف للفرجة السينمائية يمكن معه هضم أشياء لم ترق لنا قدمها "خيري بشارة" مخرج الفيلم وعقله المفكر..

* إن أمكن أن نقول أن سلسلة أفلام "رامبو" عفواً "عمر وسلمى" قد نجحت ، فإن لـ"مي عز الدين" دوراً كبيراً في ذلك النجاح ، وليس للسيد الفاضل نجم الجيل كما كان الكثيرون يعتقدون..بل إنه لو غاب هذا الأخير لنجح الفيلم أكثر ، رغم أن هذا الجيل من الممثلات لا يوجد منه من يستطيع أن "يشيل فيلم" إلا "ياسمين عبد العزيز" ، بدليل أن الفيلمين اللذين قامت "مي" ببطولتهما لم يحققا وقتها نجاحاً كبيراً..

* الحمد لله ، "بوسي شلبي" قالت أنها "لن" تقدم برامج "توك شو"..عن نفسي أعتقد أنه لو ضغط عليها "الأمين" ستوافق!

* أخيراً.. الكراهية التي يكنها الناصريون لـ"نجيب محفوظ" وأدبه معروفة للعيان ، تخيل أن مخرجاً "ألترا ناصري" مثل "خالد يوسف" سيخرج فيلماً عن عمل أدبي لـ"نجيب محفوظ".. سيكون أول فيلم يخرجه "خالد يوسف" بـ"الكمامة"!
* الصورة من "السينما دوت كوم" لمشهد قريب في ترتيبه من المشهد المشار إليه في الفقرة الأولى!

Tuesday, January 24, 2012

تعقيب وتقدير وتوضيح

السلام عليكم وددت أن أسجّل مروري هنا وقراءتي لنقدك الفني الهام..أشكرك على صراحتك وأعدك أنني سأعيد التفكير فيما كتبته وسأجتهد أكثر فيما أقدمه لعل الله يكتب لي استمرار الأثر تقبل تحياتي والسلام

* آخر ما توقعته ، وآخر من توقعت أن يرد على تدوينة هاجمت فيها "حمزة نمرة" هو "حمزة نمرة" نفسه .. لكنه فعل .. وأخجلني بهذا الرد الهادئ والمهذب والمحترم استحق من كاتب هذه السطور ، على كل مساحات الخلاف الفني الكبيرة بين متلقٍ وصانع للعمل الفني ، كل تقدير واحترام..وأتمنى أن يكون كل المبدعين ، وصناع الأعمال الفنية ، أيا كان اتفاقي و/أو اختلافي معهم ومع ما يقدمون بهذا الأسلوب.. مساحات الخلاف موجودة ، وكذلك مساحة الاحترام..

* مرحباً بكل صاحب رأي وصاحب إبداع وصاحب فن أياً كانت وجهة نظر كاتب هذه السطور فيما يقدم ، ليست هذه المدونة مع أحد أو ضد أحد ، هي تبقى وجهة نظر لمتلقٍ عادي كما أعلنها كاتبها منذ انطلاقتها الأولى ..ومن مجموع الآراء تتضح الصورة ويستنير العقل وتظهر معالم الطريق.. وكما قال شاعر النيل "حافظ إبراهيم" : رأي الجماعة لا تشــقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها ..

قلم جاف ..

Saturday, January 21, 2012

بين "منير" و "نمرة" .. بين "اللضم" و"الرص"!

أكتب هذه السطور ،وأنا مستعد تماماً لأي انتقادات قد تصل لدرجة الشتائم بما أن هذه التدوينة "قد" لا تعجب أنصار "حمزة نمرة" ، وعلى العموم المسألة حرية شخصية ، كما هي حرية أن تقرأ تلك السطور ، أو المدونة ، من عدمه..

عندما استمعت لأغنية "بلدي" لـ"حمزة نمرة" في ميكروباص قبل أيام ، وجدت نفسي أقارنها بواحدة من روائع "محمد منير" "عقد الفل والياسمين" قبل تسع وعشرين سنة ، مقارنة لن تصب في صالح "حمزة نمرة" بالمرة ، بل يمكن قول نفس الشيء إذا ما قارننا "بلدي" بتجارب مشابهة مثل "أحسن ناس" لـ"داليدا" ("صلاح جاهين"/"سمير حبيب") ، أو حتى "بلديات" لـ"علاء عبد الخالق" ("جمال بخيت" ولا أذكر الملحن)..

وبالله عليكم ، لا أريد أن أسمع "جاي تقارنلي "منير" بـ"نمرة"".. فـ"منير" غنى تلك الأغنية في بدايات مشواره الفني وكان أصغر بعامين أو أكثر (=في التاسعة والعشرين تقريباً) من "نمرة" حين غنى أغنيته (=في الحادية والثلاثين من العمر)!

وفي تلك السن وفي تلك المرحلة من حياته كان "منير" ضمن ثورة غنائية حقيقية ، كان من قادتها كتابةً "عبد الرحيم منصور" ولحنا "أحمد منيب" و"هاني شنودة" ودخل على الخط "يحيى خليل" ثم بعد ذلك "حميد الشاعري" الذي تعامل في بداية حياته مع "منير" ، وأسماء أخرى كثيرة، وكان للكل ، مع ما بينهم من تباين ، دور في تغيير كان ضرورياً في شكل الأغنية المصرية ، جعلها أخف ، وأبسط ، وأكثر تركيزاً ، وتنوعاً في مواضيعها ،وأسهل حتى في تنفيذها الموسيقي ، قارنوا شكل فرقة "منير" التي كانت تعزف وراءه في بداياته وحتى الآن (حتى بتغير الأشخاص) بالشكل الكلاسيكي المعتاد في أغاني "أم كلثوم" و "عبد الحليم" و "نجاة" و "وردة" وما يسميه الناقد "أشرف عبد المنعم" بـ"الأغنية الرسمية"..

في المقابل جاء "نمرة" ممثلاً صادقاً وأميناً لموجة موجة موسيقية اقترنت بطبقة وفكر وثقافة معينة لا تخلُ من أعراض "عقدة الرجل الأبيض" ، تصبح فيها أمور كالثقافة والرقي مقترنةً بالنمط الثقافي الغربي ، أياً كانت نوعية الغرب ، سواء الغرب الأمريكي (بما أننا نعيش أزهى عصور الأمركة الثقافية) أو الغرب الأوروبي كمناقض وبديل للنمط الثقافي الأمريكي..ولا يخل الأمر من تأثيرات مستوردة من أماكن أخرى كأمريكا اللاتينية بالنسبة للمنتمين فكرياً (أو هكذا يقولون) لليسار (بحكم الفورة التي يشهدها اليسار في أمريكا اللاتينية).. والغريب أن تلك الموجة في مجملها وفي معظمها تمسكت بالشكل الغربي كتابةً ولحناً وأداءً في الوقت الذي كان فيه الوسط الموسيقي "شبعان غرب" بجمل مستوردة من أسبانيا وتركيا وربما إيران ، وأساليب تنفيذ أيضاً غربية في معظمها جملة وتفصيلاً (حتى حلت الإيقاعات الغربية محل "المقسوم" في معظم الأغاني التجارية الحالية) ، والمضحك فعلاً أنه (="نمرة") -مثل كثيرين غيره- وهو يحاول البحث عن أداء شرقي يصل به لآذان المستمع المصري العادي الغير منتمي لكوكب "وسط البلد" وقع أيضاً في فخ الأداء الغربي الصرف ، الذي حاول (1)"بليغ حمدي" انتشال "عفاف راضي" في بداياتها منه.. باعترافها!

استمعت للأغنيتين ، لم ألق بالاً لفرق الاسم الكبير في الوقت الحالي بين "منير"و "نمرة" ، مع علمي التام بأن "منير" وقتئذ كان في بداية طريقه الفني كما سلف الذكر ، لكن الفرق الضخم ليس في "الدماغ" والثقافة بل حتى في الروح كان يطاردني وأنا أقارن بين الأغنيتين ، "منير" المصري جداً وهو يشعر بما يغنيه ، ويؤديه بصدق شديد ، وإدراك وفهم ، ويعيش حالة الأغنية التي لم تخل - للمصادفة - من تجربة شخصية عاشها "منير" - ربما- بشكل جزئي أو كلي ، فالأغنية التي كتبها "فؤاد حداد" ولحنها العملاق "أحمد منيب" تتناول - كما ظهر لاحقاً- ما يشبه رحلة القطار ما بين "أسوان" و "الإسكندرية" والتي يمر فيها القطار على عدد لا حصر له من المدن والقرى والكفور والنجوع ، هي كل مصر تقريباً ، طبعاً لم أطلب من "نمرة" أو غيره ركوب قطار "اسكندرية-أسوان" وبالعكس لكي يعيش التجربة ، لكن الفنان الموهوب الذي يؤثر في عقل ووجدان جمهوره يشعر بروح ونبض الناس ، حتى ولو لم يشاركهم نفس تجاربهم ، فيجيد في نقلها بصدق بشكل فني جميل يعيش في ذاكرة وقلب المتلقي.. هكذا استمر "منير" ونجح "الحجار" ومن الممكن أن ينجح الآن غيرهما..

إنما تفرج صاحبَنا الأجنبي "نمرة" ، هو يغني كسائح أجنبي ، أداءاً ، مخارجاً ، حركةً ، بدرجة تجعلك توشك أن تستمع للكنة الخواجة "بيجو" -لمن يتذكره- أو تستلهم "حسين الجسمي" وهو يغني تتر "أهل كايرو" بروح مطرب خليجي يقدم فقرة في حفل في مصر ، حتى "داليدا" التي لم تعش كثيراً في مصر استطاعت ببساطة الأداء وخفة الظل (وكلمات "جاهين" طبعاً) أن تكسب أذن المستمع المصري في "أحسن ناس" ، صحيح التنفيذ كان غربياً بما أن تلك كانت الموضة في بداية عصر "الديسكو" في مصر ، لكن "حبيب"كان أوعى وهو يوزع وينفذ فلم يسقط في الفخ بسهولة!

فرق اللغة مرعب في الأغنيتين ، "حداد" الذي كتب الأغنية (قبل رحيله بعامين) استوعب فكرة شريط القطار ، الذي يشبه خيطاً ، تلضم عليه حبات الياسمين ، المختلفة في حجمها ، لونها ، رائحتها ربما ، لكن تبقى كلها حبات ياسمين ، حتى الملاحظ للأغنية يرى أن الأماكن فيها غير مرتبة جغرافياً..

قنا سوهاج الاسماعيلية
بنت الصعايدة بحرية
الاقصر غزالة محنية
في اسكندرية ترسينا

لكن تلك الأماكن "ملضومة" في بعضها البعض ، بشكل بديع ، ومبهر ، تصعب مقارنته بنظرية "الرص" المتبعة في أغنية "حمزة نمرة"..

أيــام وبتجري بينا
ولا يـوم أبــدآ نسينا
دم الأبطــال فــى سيينا
أرض الفــيروز يابــلدى

امتداد لنظرية الرص ، التي نعرفها عن ظهر قلب ، الفرق أننا كنا قبل "حمزة" كنا نسمعها في الأغاني العاطفية التقليدية حتى الملل "حنين.. سنين..فرح..جرح.. حبيبي .. نصيبي .. عيونك.. شفايفك..الخ" أما الرجل فقرر استخدامها استخداماً جديداً يبرز أسنانك من بين شفتيك وأنت تضحك أحلى ضحكة صفراء نهههههههههه!

حتى الفرق المرعب امتد إلى التنفيذ ، "بساطة" التوزيع في "عقد الفل والياسمين" سر نجاحها موسيقياً ، حتى عندما أعيد توزيع تلك الأغنية في ألبوم مشوار (1991) لم تحقق نفس النجاح (2).. صحيح أن سرعة الإيقاع متقاربة ، رغم عدم تخصصي في الموسيقى أستطيع أن أقول أن سلم الأغنيتين واحد أو قريب من بعضه البعض ، لكن في أغنية "منير" كان التنفيذ بسيطاً خالياً من التعقيد ، فاصل موسيقي عبارة عن جملة إلكتريك جيتار مكررة مرتين يشعرك بالفرق فيها "الخط الخلفي" خط "البيز" .. والتوزيع كله ثلاث أو أربع آلات فقط.. البساطة هي كلمة السر في التعامل "الجيد" من الموزع الموسيقي مع أي لحن يلحنه "أحمد منيب"..

"بساطة" "منير" المستمدة من بساطة الشخص والروح والجيل صاحب الأحلام العريضة على بساطتها والرغبة العارمة في الثورة والتي نقلها بأدائه وأسلوبه إلى التوزيع الموسيقي المصري رغم مشاركة يد وعقل ألمانيتين فيه (="رومان بونكا") ، تقابلها "بهرجة" توزيعية تنفيذية من جانب "نمرة" نفسه- الموزع برضه- الذي أخفق - وهذا رأيي الشخصي- في استغلال تيمة مصرية صرفة في تقديم أداء وشكل موسيقي يمت لمصر بأدنى صلة ، فرح بلدي في الفواصل بنظرية الهجوم الجماعي التي تعيد للذهن خطة 4/2/4 الشهيرة في عالم كرة القدم ، "آل يعني" دمج للآلات التي تعكس الروح المصرية في بعضها البعض على طريقة مربع "الماء - النار - الهواء - التراب".. بل ما يدهش هو الاستخدام الغريب لتيمة "يا عزيز عيني" الحزينة أصلاً بهذا الشكل الكرنفالي السياحي (3).. بهرجة تليق بمزاج ثقافي طبقي تغلب عليه الشكلانية وحب البهرجة..الفرق رهيب ليس فقط بين الرجلين كمطربين لهما جمهور على الساحة ، بل بين اللضم الذي يبقى عملية فنية مقارنةً بالرص الذي يمكن لأي شخص عادي بل متواضع الموهبة أن يفعله ،وبسهولة..

وسيتهمني البعض بالانتقاص من "حمزة نمرة" والنفسنة من نجاحه "المدوي".. وأرد بالقول بأنه لولا الربط بين أغانيه والثورة ، وحاجة الناس للشعور بالمزاج الثوري هي التي أبقته في الواجهة ليس إلا ، وحين كان يتم تلقي الأعمال الفنية عامة والموسيقية خاصة بشكل أهدأ لم نحسه ولم نحس به.. مرة أخرى .. لن تكون المقارنة بين "منير" و "حمزة" في صالح هذا الأخير ، "حمزة" وجد تهليلاً وتشجيعاً غير عادي كصاحب أي Hit تروق للبعض ، وسينساه الجميع وسينسوها بسهولة (اللي يشوف "علي حميدة" يقولنا هو فين دلوقت)، في الوقت الذي كان ينتقد فيه "منير" وقت أن كان في سنه يُهَاجَم ويحظى بسخرية عنيفة فيما يختص بموسيقاه وطريقة وقوفه على المسرح وحتى ملابسه ، وأصبحت أعماله بعد عقدين يعاد اكتشافها ، وبقي هو من أبناء جيله -مع احترامي الشديد لـ"الحجار"- واختفى الآخرون..
(1)ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه اسمه "طلعت زين" عاش حياته كلها مطرباً غربياً فلم يخرج علينا بمحاولة غناء "الأطلال" مثلاً ليقينه بأنه لا يجيد في هذا اللون فتذكره الناس بالخير بعيد رحيله..
(2) وإن كانت "شجر الليمون" في نفس ألبوم "مشوار" تعجبني جداً ، وكانت رؤية جيدة جداً للأغنية الجميلة في نسختها القديمة..
(3) ..وستندهش عندما تعلم أن ممن هلل للأغنية ولهذا الاستخدام لتيمة حزينة بهذا الشكل هم من انتقدوا "أشرف محروس" بسبب توزيع أغنية "فاليري جيسكار ديستان" من فيلم "الفاجومي" بل ووصف بعض هؤلاء ذلك التوزيع بأنه "على طريقة اللمبي" .. رغم أن الأغنية الأصلية مزاجها ساخر ، وتوزيع "محروس" سار في نفس الاتجاه دون أن يغير من جوها .. بل أرى أنه "نَطَّقها" أكثر..
* الصورة من موقع "المشهد"..

Thursday, January 19, 2012

في قلة الأدب : حرق شتائمك القديمة كلها

أكاد أتخيل شعور رواد أول دور عرض سينمائي عرض فيه "واحد صحيح" لم يكونوا قد شاهدوا له "برومو" من قبل ، وبنوا مغامرتهم في النزول وسط طقس مسلٍ ولذيذ إلى الشارع لمشاهدة فيلم فيه أسماء كـ"هاني سلامة" و "بسمة" و "كندة علوش" ويكتبه صاحب الإحساس المرهف وصاروخ الرومانسية و"منى نور الدين" الشاشة الكبيرة "تامر حبيب" ، حين نزلت على رءوسهم العبارات التاريخية التي كتبها السيد "تامر حبيب" وقالتها "بسمة" كالصاعقة ، صاعقة أذهلتهم لوهلة قبل الانفجار في نوبة ضحك هستيرية ، كمن صادفت من شاهد المشهد على الـ"يوتيوب" وقرأ تعليقات الزوار عليه..

ولهم حق ، فما حدث لا يتوقعه أحد ، لا من حساس السينما المصرية الذي يهلل له نقاد وكتبة بعضهم معروف بنزعاته "الأخلاقية" يصنفون الأفلام حسب استخفافهم لدم صناعها أو استثقالهم له تحت ستار أخلاقي، ولا من فنانة مثقفة صاحبة موقف سياسي (وإن كنت أرفضه عن نفسي جملةً وتفصيلاً ، ولا أختلف معه فحسب) ، ولا حتى في سياق مشهد "مؤثر" كهذا ، على الرغم من أن أمثلة "قلة الأدب" الشهيرة في الدراما المصرية بكافة صورها دائماً ما ارتبطت بمحاولات الإضحاك ، لكن لا الفيلم كوميدي ، ولا المشهد كوميدي ، ولا يتحمل أبداً أن نرى ونسمع ما لا يمكن تخيله حتى في أكثر كوابيسنا جموحاً ..

قد يقول قائل أن عامة الناس ومنهم المتفرجين سالفي الذكر وغيرهم يستخدمون مثل تلك الألفاظ ، وهذا ما لم أنفِه ، ولم أنفِ وجود تلك الألفاظ لدى شرائح منها ما لا تتوقع أن تسمعها لديهم ، لكن هل من الفن في شيء نقل كل شيء في الحياة "كوبي وبيست" غير مراعين الشعرة التي يحتويها الفن ، أي فن ، حتى ولو كان سينما وثائقية مثلاً ، بين الخيال والحقيقة (وإلا ما كناش سمعنا عن فيلم وئائقي ممتع وفيلم وثائقي مباشر وممل حتى ولو بيتناولوا نفس القضية من نفس وجهة النظر) ، وإن الفن فيه نوع من الجمال حتى عندما يتناول قبحاً.. القبح نفسه عندما يتم تناوله فنياً لا يتم تناوله بشكل قبيح..هناك أدوات فنية تستعمل لتمرير أشياء كثيرة قد تكون منها قلة الأدب بمعناها أو بغير معناها وقد تكون منها أشياء غير مُجَرَّمَة رقابياً من الأساس ، جزء من الفن توصيل شعور ما ، وجهة نظر ما ، انطباع ما ، وهو يختلف عن فكرة المباشرة و "خبط اللزق" الذي يتبناه "البعض"..

بل إن حجة "ما هو دة الواقع" لا محل لها من الإعراب إذا ما تعلق الأمر بـ"تامر حبيب" أو مخرج الفيلم "هادي الباجوري".. فـ"تامر" في كل مشاريعه السينمائية السابقة يستلهم "منى نور الدين" شكلاً وموضوعاً (بدون "عزيز" و "دادة حليمة" والصحفي الرومانسي الذي يجب أن ينتهي اسمه بـ"عز الدين")، يقدم شريحة معينة من المجتمع تختلف في حياتها وتقاليدها وأعرافها عن السواد الأعظم من دافعي التذاكر ، بمن فيهم الجزء الأعلى من الطبقة الوسطى (التي زعم نقاد منافقون لـ"حبيب" أنه قدمها في تجربته السينمائية الأولى "سهر الليالي"!) ، شريحة قد يكون الهدف منها تقديم شيء "أكثر جمالاً" و "إبهاراً" ، فما بالك إذا اجتمع "تامر" مع "هادي الباجوري" التلميذ الوفي لتقاليد أستاذه "طارق العريان" الحريص على تقديم "صورة أكثر جمالاً وإبهاراً" مستمداً ذلك من تاريخه في عالم الإعلانات والفيديو كليب (1).. صورة يراها قابلة للتحقيق على الشاشة عندما يتناول تلك طبقة معينة أو وسطاً معيناً (كما كان يحدث كثيراً في الأربعينيات على سبيل المثال)..حلم طبقي يجذب المشاهدين بصرياً وفكرياً ربما.. لا يتماشى مع مجموعة من الشتائم المرصوصة بجانب بعضها في جملة حوارية كما لو كانت ترجمة حرفيةً من لغة أخرى!

المشهد كان بمثابة "قفزة الثقة" التي ستشجع كتاباً ومخرجين آخرين على فعل نفس الشيء ، مرة ومراراً ، سيجابه الأمر ببعض المقاومة ، من المجتمع ومن بعض النقاد ، وسيقابل من قبل صناع السينما المتحمسين لاستخدام اللغة إياها ببعض الصراخ على الحريات والواقع والفن والمش عارف إيه ، وستقوم معارك ، لكن فيما بعد ستصبح اللغة إياها كالماء والهواء ، وستصبح توليفة السينما للبعض قصة ، و"مناظر" ، وشتائم..وداعاً عصر التلميح ، وأهلاً بالتصريح ، والشعب لازم يعرف..

ذو صلة: "تامر حبيب" على "التحرير" يدافع عن الألفاظ إياها على "التحرير" ويلمح إلى أنه ضحية لمؤامرة سلفية إخوانية!
(1)..على العكس من "شريف عرفة" الذي يهتم بتقديم صورة جميلة وفيلم متقن الصنع ، في الوقت الذي لا يهم إتقان الصنعة في كثير "طارق العريان" ومن سلكوا دربه.. *ولو أني لست من المغرمين بتلك الجريدة ، الصورة من "التحرير"..

Wednesday, January 11, 2012

صاحب "السي بي سي" : البحث عن "بيرلسكوني"

لو كان الطيران بالأجنحة فقط لامتلأ الفضاء بالطيور عن آخره ، وما استطعنا رؤية الشمس ولو لدقيقة واحدة.. ولكان من الطبيعي أن تجد أوزاً ونعاماً ودجاجاً في كبد السماء يحلقن جميعاً كأجدع نسر ، لكن الواقع أن هناك طيوراً تطير لأن الله سبحانه وتعالى أودعها من الإمكانيات ما يؤهلها لتحلق ، بينما لم يودع طيوراً أخرى أقوى بنية وأضخم حجماً نفس تلك الإمكانيات ، ولذلك السبب نرى عصفوراً صغيراً يطير بينما لم نسمع أبداً عن دجاجة طارت..

تلك الحقيقة كان من المفترض أن تكون معلومة لدى البشر الذين يسيرون بجانب البط والأوز والنعام ، وينظرون إلى السماء فيجدون حماماً وعصافير وجوارح ، لكن الواقع يبقى شيئاً آخر ، فمن يرى محلاً ناجحاً يسعى لأن يكون لديه مثله ، سواء أكانت لديه إمكانيات إدارة تلك النوعية من المحلات أم لا ، ومن يسمع عن أغنية ناجحة نراه يحاول تقليدها أو تقديم نسخته منها (كما فكر "حلمي عبد الباقي" أن يفعل في أعقاب نجاح أغنية "محمد فؤاد" الشهيرة "كامننا" في منتصف تسعينات القرن الماضي..أسيبلك توقع النتيجة) ، وكذا عندما يرى البعض نموذج "سيلفيو بيرلسكوني" يفكر على الفور في تقليده.. خصوصاً عندما "لا" تسمح له إمكانياته بذلك..

بيرلوسكوني" رئيس وزراء إيطاليا حتى أسابيع خلت ، وهو من أطول ، إن لم يكن أطول رؤساء الوزراء الإيطاليين بقاءاً في السلطة ، صاحب أندية ، صاحب قنوات تليفزيونية ، صاحب حزب.. دعمه بالأندية وبالقنوات ، وحتى مع خروجه من الحكومة السابقة فإن فرص عودته تبقى واردة "باعتبار إن X has no end” ولا يزال رقماً صعباً في السياسة داخل إيطاليا..

لكن البعض قرأ "بيرلوسكوني" على الطريقة التي قرأ بها "سئيل الندمان" في رائعة "لينين الرملي" “تخاريف" كتاب الاشتراكية ، ليقرر تطبيقه إلى الصفحة التي قرأها فحسب ، على الطريقة المسطحة التي نذكر بها قصة فيلم "راجل عمل قنوات واشترى الميلان وبعد كدة بقى رئيس وزرا".. دي وصفة سهلة .. دي وصفة هايلة..ولندع الفهلوة تعمل.. حاول "صالح كامل" أن يلعبها بطريقة مختلفة بعض الشيء وفشل (ربما لم تسمح له ظروفه ولا طبيعة النظام السياسي في دولته ، لكنه حاول أن يكون "بيرلسكوني المتاح") ، والآن نرى "محمد الأمين" يحاول عمل نفس الشيء..

“محمد الأمين" كان حتى نصف عام خلا صاحب قنوات سي بي سي فقط.. أما الآن فلا نعرف كم قناة يملك ، استولى على نصيب كبير في "مودرن سبورت" (ما خدهاش ليه كلها طيب) ، ثم انطلق إلى قنوات النهار ، وأنشأ قناة رياضية جديدة ضمها لـ"شبكة تليفزيون النهار".. بل إنه منذ أيام قليلة رفضت مجموعة "البراهين" -المالكة لقناة "الناس" – أن يشتري فيها محمد الأمين حصصاً، بهذا المعدل لن يبقى في النايل سات بنهاية العام قناة لم يشتريها إلا "فتافيت".. إن لم يكن يخطط لشرائها من الآن.. لا ننسى أنه اشترى جريدة "الفجر" (يملك من الجبروت ما يجعله من القلائل الذين يعلمون من كان صاحب ومحرك "الفجر" بما أنه اشتراها منه)!

يقدم "محمد الأمين" نفسه للرأي العام كرجل أعمال لا علاقة له بالنظام السابق ، (وضعوا تحت الكلمات الخمس الأخيرة بما أن بعض "الوحشين" يتهمونه بأنه فلول) ، كون ثروته من خلال عمله في دولة الكويت ، وأنه يصنف نفسه كواحد من "ضحايا النظام السابق" كما قال في حوار لجريدة "الرحمة" قبل الأشهر (أعتذر عن عدم ذكر الرابط) ، ويقول والكلام له وصرح به لجريدة "الجريدة" في الكويت أن لـ "سي بي سي" قصة ، مفادها أن الرجل أراد أن ينشئ مشروعاً يوقف أرباحه للعمل الخيري ، فكانت قناة "سي بي سي" التي "ليس" لها "أي" هدف سياسي، وعندما سئل عن سر توجهه للاستثمار في مجال الإعلام رغم حالة السوق قال أن ما شجعه على ذلك هو كون المشروع عملاً خيرياً "لا" يستهدف الربح!

أكاد أتوقع وأنا أكتب هذه السطور الـ"هههه" عندما نقرأ مثل هذا الكلام، لكن تلك الـ"هههه" ستعلو أكثر وقد تتطور إلى اذبهلال عميق عندما يقول الرجل أن شراكته مع "منصور عامر" (=صاحب "بورتو مارينا" التي كانت إعلاناتها تستر النصف الثاني من رئيسية معظم صحف المال السياسي قبل الثورة بفترة) كانت "صدفة" ، وعن أنه مول قناته بعوائد الإعلانات ، التي يراها هو ، وفي اعتقادي يراها هو فقط ، كافيةً لأن تمتلك القناة وحدة s n g لا تملكها أي فضائية غير حكومية في مصر ، وتتحمل تكاليف البث المباشر لفترات طويلة إبان أحداث شارع "محمد محمود" شأنه في ذلك شأن "الجزيرة" غزيرة التمويل، ولكي يسكت – هكذا يعتقد – من لا تزال عقولهم قاصرة عن استيعاب مبرراته ومن لا يزالون يعتقدون أن قنواته "فلول" قال أنه استعان بكتاب صحفيين "معارضين" فضلاً عن نجوم التوك شو "الموجودين" (بينهم "لميس الحديدي" التي وصفها "أسامة سرايا" الفل الكبير بأنها "أم الفلول") ، فضلاً عن أن من يرأس القناة تنفيذيا هو "محمد هاني" المعد السابق لـ"البيت بيتك" الذي كان عش الفلول في ماسبيرو ما قبل الثورة ، كل هذا وهو يعتقد أننا لا نصدق ما يقول!

هو يريد أن يكون بيرلوسكوني ، النسخة المصرية ما بعد الثورة ، ولم يبق له من "مختصر كيف تكون أو تكوني نسخة من سيلفيو بيرلسكوني" إلا أن يمتلك نادياً رياضياً ، وفي ظل تطبيق دوري المحترفين الموسم القادم قد يكون ذلك متاحاً له ، ثم يدخل بعد ذلك عالم السياسة "وش" بحزب سياسي أو المشاركة في حزب سياسي ، تستطيع أن تخمن من سيكونون أعضاءه ومؤسسيه..وخطه القادم!

قد ينجح في عالم السياسة ، فالسياسي هو الوحيد وسط أبناء أي كار في العالم الذي يقول لنفسه شيئاً ما فيصدقه (خصوصاً لو ما كانش حقيقي) ، ويخطط لإقناع الآخرين بتصديقه ، وفي مستوى متقدم من تلك الحالة يعتقد أن الناس أجمعين سيتعاملون مع خطابه السياسي كأنه حقيقة كونية.. لكن مستوى وطريقة "قول أشياء على عكس الحقيقة جملةً وتفصيلاً" قد يقلب أحلامه السياسية كابوساً مزعجاً ، خاصةً أن ذلك المستوى لم يعد ينطلي على طفل.. مثله مثل باقي تيار المال السياسي الذي كان يستحق أن يكون ثاني أعداء الثورة ، بل وأخطرهم..

تقليد صاحب المحل الناجح يحتاج ما هو أكثر من نقل تصميم المحل ولافتته الخارجية بالكربون..وما طار "سيلفيو" وارتفع..
* والصورة بقى من موقع "بوابة الأهرام" وأهي فضيحة على الماشي ، قناة "سي بي سي أبو ظبي" لا علاقة لها بـ CBC التي يملكها "محمد الأمين" إلا تشابه الأسماء ، فضيحة يقع فيها موقع "بوابة الأهرام" لا تختلف عن فضيحة "اليوم الساقع" التي لا تعرف الفرق بين المستشار "أحمد مكي" والممثل والمخرج ومغني الراب "أحمد مكي"!

Friday, January 06, 2012

المابيت شو 2011: كمان مرة


عرايس مين والناس نايمين؟:)..أنا أقول لك يا سيدي..

رأيت بالأمس في أحد البرامج أثناء جولة دشية عابرة برنامجاً إخبارياً سينمائياً مترجماً يعرض لأهم الأفلام التي عرضت هذا الأسبوع في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن بينها فيلم The Muppets.. في البداية ظننتهم يتحدثون عن فيلم The Muppets Take Manhattan الذي قدم في العام (1984).. لكني فوجئت بفيلم جديد عرض في الولايات المتحدة في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر الماضي ، لا أعلم على وجه الدقة إن كان قد عرض في مصر أم لا ، لكن يا خبر بفلوس بكرة على النت يبقى ببلاش..

أحد أهم ما يمكن ذكره عن الفيلم الجديد أنه لم يشارك فيه صناع المابيت شو الأصليون "جيم هينسون" و "فرانك أوز" بشكل مباشر، قدمه أناس آخرون ألهمتهم نوستالجيا "المابيت شو" ، بدءاً بمخرجه "جيمس بوبين" مروراً بكاتبيه "جيسون سيجل" - بطل الفيلم تقريباً- و"نيكولاس ستولر" (أحد كتاب فيلم Yes Man" قبل ثلاث سنوات وكسور)" ، بالطبع مع حفظ حق "هينسون" كصاحب الشخصيات..

فكرة الفيلم بسيطة ، رجل أعمال جشع يسعى لهدم مسرح "المابيت شو" شبه الخالي من نجومه ، فيحاول "جاري" (=يلعبه "سيجل") وهو أحد عشاق "المابيت شو" في الفيلم (وبالتأكيد في الحقيقة) هو وأخوه ، أو قرينه "المابيت" "والتر" (=يجسده صوتاً "بيتر لينز")ومعهما "ماري" (=لعبتها "إيمي آدمز") إنقاذ ما يمكن إنقاذه بإقناع فرقة العرائس التي تشتت شملها بأن تعيد تنظيم صفوفها وتقدم عروضهاً على المسرح من جديد..

العشق الذي يصل لدرجة الولع لدى صناع الفيلم ومنهم "سيجل" لـ"المابيت شو" جعله يتعامل مع الفيلم بجدية شديدة ، قد يكون من حسن الفطن مع الكوميديا بخصوصيتها وصعوبتها أخذها مأخذ الجد ، مستفيداً ليس فقط من ماضي تلك الشخصيات الجميل الذي لم تعشه شريحة كبيرة من المستهدفين بالفيلم في أمريكا ولا خارجها ، ولكن من تنوعها وطرافتها وغرابة بعضها.. التي تعيد إلى الأذهان الواقع بكل شخصياته وكاراكتراته..

لكن ما يلفت النظر بشدة هو أن الفيلم اعتمد على العرائس ، وليس على "الأنيمي" .. عكس السير ، رغم أنه من السهل نظرياً تقديم شخصيات "المابيت شو" بتقنيات الأنيميشن ، خاصةً مع وفرة أفلام الأنيمي ونجاحها المدوي في جميع أنحاء العالم (وربما يحصل أحدها يوماً على أوسكار أحسن فيلم) .. وأسباب اعتماد صناع الفيلم على العرائس وجيهة ، تتعلق أولاً بالنوستالجيا ، الحنين إلى الماضي ، المسيطر على الصورة التي يريد الفيلم توصيلها ، وعلى دراما الفيلم ، وعلى صناع الفيلم أنفسهم ، و"المابيت شو" في أذهان من شاهدوه عرائس في عرائس ، صحيح أنها تتجاور مع شخصيات ضيوف الحلقات ، أو ضيوف الفيلم (ومنهم نجوم معروفون مثل "جاك بلاك") ، لكنه يبقى عرض عرائس ، وصنع شهرته الدولية كعرض عرائس ، فضلاً عن أن أشكال تلك العرائس ، الملونة ، المبهجة ، مع حركة العرائس الحية السلسة ، وامتزاجها بالحياة الحقيقية في ما رأيته من صور الفيلم ، أعطى الفيلم نوعاً من البهجة ، ربما كان وراء حصول الفيلم على تقدير 8.1 من 10 في موقع imdb ، وحصوله على 96% في تقييم موقع Rotten Tomatoes فضلاً عن 89% من تقييم زواره ، وتحقيقه لثلاثة وثمانين مليون دولار في الولايات المتحدة حتى الأسبوع الأول من هذا العام، وهو رقم - بالنسبة لنا - كبير قياساً على ميزانية الفيلم التي تبلغ خمسة وأربعين مليون دولار "فقط"، بما أنني لا أعرف كم يجب على الفيلم في أمريكا أن يحقق كم ضعف نفقاته حتى نقول أنه "حقق نجاحاً مقبولاً" لا أنه "كسر الدنيا"..

وكما فهمت من تعليق على imdb: لا يغني أي مقال ، ولا تغني أي تدوينة ، عن مشاهدة الفيلم ، ربما ترون الأمور بطريقة تختلف ، وقد تفوق ، ما حاول العبد لله رؤيتها به.. دمتم بألف خير..

ذو صلة: تدوينة سابقة كتبتها في 20 سبتمبر 2009 ، عن "المابيت شو" بوجه عام..

* "..الصورة من مدونة تابعة لموقع جريدة "لوس أنجليس تايمز

Thursday, January 05, 2012

نهيتك واتماديت!

فيل لـ"جحا" : كم عمرك؟ فقال :أربعون سنة، فسأله نفس الشخص بعد عشر سنوات نفس السؤال ، فأجاب أيضاً : أربعون سنة ، فتعجب الرجل ، فرد عليه "جحا" : هكذا الرجل الشريف لا يغير كلمته أبداً!

"دريم" قبل الثورة هي "دريم" بعد الثورة ، لم تأب قيادتها وملاكها بتذكيرنا بتبنيها تعريف "جحا" ومعاييره لشرف الرجل (اللي هو الكلمة على رأي "عبد الرحمن الشرقاوي") ، ولتثبت لنا أنها لم تتغير في شيء ، ولعلها نجحت في ذلك.. حتى لمن هُيسئَ لهم وسكرت أبصارهم أثناء الثورة أنها كانت قناة مُلعَب وعلى كل الحبال تلعب ، لكن في الواقع لم تغير كلمتها أبداً (وش "عبد الفتاح القصري") .. نفس الطريقة ونفس الأسلوب ونفس كل حاجة .. حتى منهجها في الكذب على الجمهور وازدراء عقولهم لم يتغير هو الآخر ، واستعمال آليات الإعلام الشمولي لم يطرأ عليه أي تغيير..أو ما يوحي بذلك..

أحدث واقعة في هذا الصدد كان بطلها "حافظ المرازي" ، واحد من الذين تهافتت عليهم الفضائيات من باب "أي حاجة تيجي من ريحة الجزيرة.. تبقى فلة حتى لو ما كانتش كبيرة" ، وكان له سابق تجربة مع "الحياة" قبل أن ينتقل إلى فضائية "دريم".. وكالعادة طلب أن يكون لديه هامش حرية كالذي كان يحصل عليه في أماكن سابقة عمل بها ، وأعطاه مسئولو "دريم" ما طلب ، أو هكذا تخيل..

ولم يكتشف "المرازي" المقلب الحامي إلا بعد أن سجَّل حلقةً من حلقات برنامجه "من القاهرة" كانت تتضمن مقطعاً لـ"مجدي الجلاد" - رئيس تحرير "المصري اليوم" والمذيع على "سي بي سي"- كان يقول فيه أنه كان ليرشح "جمال مبارك" للرئاسة لو كان قد تقدم لذلك.. ذلك المقطع كان قد جاء في سياق حوار لـ"الجلاد" مع قناة "مودرن حرية" في التاسع والعشرين من أغسطس من العام الفائت ، وواجه "المرازي" "الجلاد" بالمقطع في الحلقة.. ليفاجأ "المرازي" بإذاعة الحلقة المسجلة يوم الثلاثين من ديسمبر الماضي (يعني الجمعة اللي فاتت) خاليةً من ذلك المقطع..

ولأنه إذا عرف السبب زاد العجب ، وعندما سولت لـ"المرازي" نفسه سؤال قادة جزيرة "دريم" عما حدث ، قالوا له "هناك مصالح وشراكة بين قناة دريم وجريدة المصرى اليوم، وأن تصريحات الجلاد لو تمت إذاعتها كما هى دون حذف، فإنها "ستدينه" فى هذا التوقيت"!

"دريم" لم تجامل في هذا الموقف المجلس العسكري ، ولا قيادات ائتلافات الثورة ، ولكن جاملت "أحد رجالتها" وأذرعها الإعلامية ، الذي يؤدي عمله الجديد في فضائية "منافسة" (وياريته فالح فيه) على حساب شعارات ومبادئ دائماً ما تشنجت بتبنيها ، كما لو كان المشاهد "أهبل" ولا يحسن التمييز..

اليوم السادس من يناير ، أسبوع بعد الفضيحة ، وكل الاحتمالات واردة ، إما أن تتراجع "دريم" بعد أن فضحها "المرازي" ، تفادياً لذكر الأخير أشياءً سكت عليها أثناء تجربته "الدريمية" في وقت لاحق -ربما- أو أن يخرج "محمد خضر" مدير القناة بتصريحات "أطبطب وأدلع" ، أو بتصريحات "أكرر وأبرر" ، أو أن يطيح "خضر" في "المرازي" بهمة كما في بيت الشعر الذي يقول "إذا أقبل البعراط طاح بهمة ، وإن أقرط المطحوش ناء بكلكل" وساعتها سيلجأ "المرازي" - كما قال لـ"بوابة الأهرام" - للقضاء ، صحيح أنه لن يجد من يصنع منه بطلاً كما حدث مع "آخرين" ولن تتهافت عليه العروض لأنه تجرأ على قناة تعتبر نفسها كما أخواتها من قنوات المال السياسي "إعلام الثورة" ، لكن سيحسب للرجل الذي طالما اختلفت مع طريقة عمله كمذيع أنه أعطانا دشاً بارداً وذكرنا بحقيقة "دريم" وأخواتها ، التي تعدت مرحلة "نهيتك ما انتهيت" إلى مرحلة "نهيتك واتماديت".. وفي كلتا الحالتين فإن الذيل لم ينعدل ، ولو بنوا فوقه منتجعاً..
* شكر خاص جداً للصديق العزيز "أنور الوراقي" .. الصورة من "بوابة الأهرام"..