Thursday, July 26, 2012

فرجات آخر الشهر : أول أسبوع من رمضان .. شوية انطباعات

* ما فاق إعلانات التبرعات إياها سوءاً وابتذالاً وقماءة، هو إعلانات رجال الأعمال "إياهم" عن أنفسهم وأنشطتهم الخيرية.. من حق أي شخص أن يشك في ثروة الخير الهائلة التي هبطت إذ فجأة على رجال أعمال معروفي التاريخ -الملطخ خلقة - وقرروا تلطيخه أكثر وأكثر بدخولهم عالم السياسة واشتغالهم الشعب المصري بفكرة أنهم حماة الثورة ومدنية الدولة والأمناء على البلد.. اللهم إنا صائمون..

* بجد : القنوات التي لا تزال مصرة على عرض المسلسلات التركية في رمضان "نفسها حلوة" بشكل مستفز.. في كل يوم أجبر فيه على مشاهدة تلك المسلسلات أشعر بأن الدراما التركية وهم كبير..

* يبدو صوت "محمد فؤاد" في تتر بداية "خطوط حمراء" مختنقاً للغاية ، لكن الغريب هو إصراره على تلمس نموذج الراحل "حسن الأسمر" في ملامسة منطقة البكاء في الغناء!

* تتر مسلسل "شربات لوز" يستحق مسلسلاً بحق وحقيق!

* ظهور "خطوط حمراء" بعد "المصلحة" سيضر "السقا"..

* قبل رمضان : "حريم السلطان" ، في رمضان : "مطبخ السلطان" ، بعد رمضان .. ربما : "بهاء السلطان".. القافية تحكم..

* موسيقى "محمد رحيم" تعيد أمجاد "محمد رياض" في التسعينيات فيما يتعلق بخاصية الانتشار والتوغل ، كلما تتحرك يميناً ويساراً تجد اسم "محمد رحيم" في خانة الموسيقى التصويرية ، اللهم لا حسد!

* ويعيب "رحيم" في رأيي المتواضع مع موهبته أنه يتحرك في مود واحد في معظم ألحانه في السنوات الأخيرة ، سواء ما كان منها مع "منير" أو في مسلسلات رمضان التي تمكنت من سماع تتراتها..

* قاعدة : المسلسل الناجح أو المرشح للنجاح هو الذي يعرض على أكثر من قناة ، لا أن يتم تبريده في ثلاجة العرض الحصري على قناة واحدة ، ومع القناة إياها تصبح تلك الثلاجة هي ثلاجة المشرحة..

* أغنية "سكك البنات" في تتر "حكايات بنات" "سَكَّة".. لم أشاهد المسلسل نفسه لكن أعتقد أن مستواه لا يختلف كثيراً..

* هل يحاول "ياسر عبد الرحمن أحمد" مؤلف "سيدنا السيد" تقديم نسخته من "الرواية التليفزيونية"؟ اللعبة صعبة في رأيي ، ونجح فيها قليلون على رأسهم الراحل "أسامة أنور عكاشة" ، ونجاحه فيها يعني الكثير لكاتب من الممكن أن يكون رقماً صعباً في الدراما التليفزيونية المصرية في السنوات القادمة..

* فرح العمدة المنصوب حول مسلسل "كاريوكا" فشل في إنجاحه بل حتى في لفت الأنظار إليه.. الدعاية الذكية لا تنجح دوماً في الترويج لسلعة أو منتج ، فما بالك لو كانت غبية ومستهلكة ومحروقة..

* قالها "صلاح الشرنوبي" لـ"كتكوت الأمير" ، وتستحق أن نقولها لـ"عمرو أديب" : لا تصرخ يا كتكوت!

* خرجت بانطباع وحيد عن إشادة "طوني خليفة" بـ"القدرات الإعلامية" لـ "محمود سعد" : "طوني خليفة" بيستظرف!

* إذا لاحظتم اهتماماً زائداً من "تحرير" "إبراهيم عيسى" بقناة "أفندينا" لا تستغربوا.. بل استغربوا إن لم يحدث ذلك..

* تمنيت لو أن الثنائي المكون من الشاعر الغنائي "ملاك عادل" والملحن والمطرب "محمد عبد المنعم" يملكان حظاً أوفر من تترات رمضان هذا العام.. يملك "ملاك" لغة سهلة وبسيطة ومختلفة في نفس الوقت حتى وإن كانت داخل دائرة الشعبي التجاري التقليدي لكنها تصل للجميع بسهولة ، مثلها مثل ألحان "محمد عبد المنعم" عندما يعمل مع "ملاك" بشكل خاص..

* كان بطل رمضان العام الماضي مسلسلاً كوميدياً.. الآن اختفت الكوميديا تماماً من مولد دراما رمضان هذا العام.. وسمعني سلام : ودايماً دموع دموع دمووووع!

* أخيراً ، تصفيد الشياطين في رمضان لا يشمل شياطين الإنس ، فمذيعو برامج التوك شو المعتادون حاضرون في رمضان هذا العام..
* الصورة من "البديل"..

Saturday, July 14, 2012

دراما رمضان : حرب الساعات الست

سبعون مسلسلاً يتقاتلون على ست ساعات..

لا أعرف إن كان العدد الذي نشرته جريدة "المصري اليوم" قبل يومين دقيقاً أم لا ، لكن الثابت أن كل هذه "الهلمة" ستتنافس على العرض في ساعات المشاهدة الفعلية في اليوم في رمضان هذا العام وهي ست ساعات تبدأ خمس منها من العاشرة مساءً (ما بعد صلاة التراويح في مساجد كثيرة) إلى الثالثة فجراً (ما قبل صلاة الفجر بقليل) .. وساعة أخرى في فترة العصر.. وربما تتقاتل الفضائيات على عرض بعض مسلسلاتها فور الإفطار ، في توقيت ربما كان شبه محجوز للأعمال الخفيفة والكوميدية قبل سنوات..

عدد أضخم من أن تتحمله معدة مشاهد تليفزيونجي دشمجي نهم للدراما ، عدد أضخم من أن يفكر كاتب أو ناقد أو مدون مجرد تفكير في الإحاطة به ، عدد أضخم من أن يتخيله أحد ، لكنه -مع الاعتذار لـ"محمود عبد العزيز" في فيلم "الكيف" - "ما هو دة الواقع"!..

الكل ينتج ، بسم الله ما شاء الله ، نتحدث عن حالة اقتصادية مزرية وعن شركات تقترب من الإفلاس وقنوات فضائية تبلبط في بحر الديون ، لكن ما زال النيل يجري ، وما زالت حنفية المسلسلات التي تفتح لشهر واحد وتظل مغلقة لأحد عشر شهراً دفعة واحدة مفتوحة ، ولا تزال الحصالة ، بسم الله ما شاء الله ، مليئة بالقدر الذي يسيل لعاب النجوم الذين لم يخل منهم اسم مسلسل ، في الخريطة التي نشرتها "المصري اليوم" أول من أمس ، أو في غيرها .. الكل ينتج شركة إنتاج سينمائي كانت أو قناة فضائية أو تليفزيون رسمي أو حتى صحيفة ..

وضع هو أشبه بعجلة الروليت ، قمار ينجح فيه عدد محدود من المسلسلات فيدور على القنوات على مدى عام أو أكثر ، أما الفاشل فـ"الله يسهل له" ، ربما تهتم به فضائية أو اثنتان من الفضائيات "الشهيدة" - زي "الألعاب الشهيدة" كدة - وآدي وش الضيف ، أسماء كبيرة وشهيرة وضعت رقبتها على تعرجات عجلة الروليت ، ومصيرها على مستقر بلية الروليت ، يعني النجاح بالنسبة لها فترة صلاحية أطول ، ويعني الفشل حرقاً على شاشات التليفزيون يستوجب غياباً عن الساحة والتحضير لشيء أكبر.. وحلني بقى.. قمار إما أن يكسب فيه المنتج والمعلن كل شيء ، أو أن يخسر كل شيء ..

كلما أتذكر ما يقال عن أن هذا الزمن هو زمن الدراما وأن الدراما هي ديوان الحياة المعاصرة أوشك على الضحك ، ماكينة الدراما المصرية والعربية لا تعمل إلا شهراً في السنة ، يا حاللوللي ، أما الأحد عشر شهراً فتركها السادة المنتجون المتكالبون على تورتة الإعلانات (إن بقي منها حاجة) للمسلسلات التركية وبرامج التوك شو الرافعة للضغط والخافضة لدرجة الحرارة والمزيلة لرائحة العرق..

مع احترامي ، يا أهل الدراما وجعتوا دماغنا ، خدوا بعد كدة سنة سكوت لله ، أقله كي لا تضيع أموالكم أكثر مما ستضيع يا وديع، وكي نستطيع الفرجة وفهم ما تريدون توصيله إلينا والحكم عليه!
* الصورة من "بوابة الوفد" .. ومنها أيضاً هذه النظرة من بعيد على دراما هذا العام في هذا الرابط..

Monday, July 09, 2012

سوبر ليفة : شغال

قبل ساعات أصدر "أبو الريش" ألبومه الغنائي الثاني "خليك في النور يا أمور".. وربما شعرت في أوقات أن هذا هو توقيت "أبو الريش" .. بكل ما يمثله من شكل غير مألوف ومود غير مألوف ، في محاولة لكسر المود "الرخم" الذي نعيشه نتيجة الأحداث السياسية في البلاد وحالة الضبابية المهيمنة على كل شيء.. انتظر "أبو الريش" كما انتظر آخرون لفترات طويلة كي ترى مشاريعهم الغنائية النور ، وظهر على الألبوم ككل تأثره بكل ما مر من ظروف ، إيجاباً وسلباً..

1-لنعترف ، مع كل خلافاتي العنيفة مع "أيمن بهجت قمر" ، أن هذا الأخير يتحسن في هذا الألبوم ، ولكن ببطء ، استفاد من عمله في الدراما ومحاولته نقل حالات معينة من خلال أغاني "الساوند تراك" التي كان مهيمناً عليها لفترة ، مع مطرب يتعامل معه - نتيجة لونه الغنائي - بأريحية تختلف عن النجوم الآخرين الذين يقدم لهم "شغل السوق" المعتاد والممل والمكرر والضعيف وغير المبتكر التي سيطرت على الإنتاج الغنائي لـ"أيمن" لفترات طويلة..

ولنعترف ، مع تكرار بعض أفكار "مونولوجاته" داخل الألبوم أنه تحسن ، وببطء أيضاً ، في منطقة المونولوج الذي يحاول إحياء شكله القديم وشبه الوعظي كما هو ، صحيح أن بعض مونولوجاته جاء مباشراً كما في "بنت الناس" ، و"بيننا هو" ، لكنه في الأخيرة حاول ، ونجح ، في أن يقدم "المونولوج القصة" بشكل جيد ويحسب له.. واستفاد من خطأ سابق له بتفادي بعض الصور "الديموديه" التي تقادمت ولم يعد الجيل الحالي الذي هو جمهور "أبو الريش" يستسيغها أو يستخدمها..

2-من الملاحظات على الألبوم ككل قصر زمن أغنياته بشكل عام ..

3-تجد نفسك مع التحفظ التقليدي الذي أطلقه ويطلقه آخرون على الأعمال الفنية الحالية بشكل عام : أنا شفت الكلام دة فين قبل كدة.. مثلاً.. تشعر بأن بعض أغاني الألبوم الحالي تشبه بعض أغاني الألبوم السابق بشكل يوحي أننا نتحدث عن "جزء ثاني"، بشكل ضمني (كما في "جدو" التي تذكرني بـ"قبل ما أنام") أو بشكل صريح كما في "تاكسي 2" (التي تذكرنا بأغنية قديمة لحنها "حتجن ياريت ياخوانا مارحتش لندن ولا باريس" التي كتبها "بيرم التونسي" و لحنها "سيد درويش")..وهي أضعف أغاني الألبوم على الإطلاق (بالتساوي مع "هتفرج علينا" التي تقمص فيها "أيمن بهجت قمر" دور "نبيل خلف").. بصراحة "قلشت منه" خارج الملعب تماماً!

ومع ذلك كان لـ"أنا شفت الكلام دة فين قبل كدة" جوانب إيجابية وإيجابية للغاية في بعض الأغاني ، جرأة تصل إلى درجة الجنون تحسب جداً جداً جداً للموزع "علي فتح الله" وهو يقلد ببراعة التوزيع الموسيقي في فترة السبعينيات في أغاني الحفلات ، فقط كان ينقصه الجيتار المستخدم في تلك الفترة لكي تصبح "ملعوبة آخر حاجة".. لمسات قليلة كانت تنقص أذكى لعبة موسيقية هذا العام.. كما كان التوزيع الخمسيني لـ"خليك في النور يا أمور" أيضاً لـ"محمود طلعت" -والذي يعود لأول مرة للأغنية التجارية منذ عام 1995 تقريباً- والذي جاء أيضاً مبتكراً في سياق الألبوم ، كذلك "طقطوقة الفن" ، رغم أنه كانت له سابق تجربة مع "محمد عطية" في فيلم "درس خصوصي" عندما حاول تقليد ألحان الأغاني الأربعينية في "نهارك سعيد" .. بدأت الآن فقط أشعر أن "محمود طلعت" بدأ يتغير للأفضل..

4-لم تغب السياسة عن جديد "أبو الريش" ، سواء في "الطاووس" أو "بقينا بزمبلك" ، أو "طقطوقة الفن" التي يرد فيها على انتقادات بعض المتطرفين للفن وتحريمهم له..

5-التنوع مطلوب ، وكان من الأفضل أن يشارك شاعر غنائي آخر إلى جانب "أيمن بهجت قمر" في كتابة أغاني الألبوم ، كما حدث في المرة السابقة حين كتب "حسن عطية" "قبل ما أنام" ، في المقابل قلت سيطرة "محمد يحيى" على ألحان الألبوم ليفسح المجال لأسماء أجادت مثل "محمود طلعت" و "وليد سعد" الذي عاد لمستواه الحقيقي وأضاف لمود الألبوم أيما إضافة في "عاش الملك".. ملحن موهوب مهما اختلفنا معه وبشدة ، ونغضب منه عندما يبتعد ولو لقليل عن مستواه أو عندما يستسلم للتكرار الذي لا ينفع الشطار..

6-من الأشياء الغريبة في "أبو الريش" أنه يقنع في الأغاني غير الكوميدية ، "الطاووس" وهي أفضل أغاني الألبوم على الإطلاق ، وأبسطها توزيعاً ، يجيدها "أبو الريش" بنفس مستوى أغانيه المعتادة إن لم يكن أفضل ، تعيد إلى الأذهان مع فارق كبير "مبقاش عندي ثقة في حد".. هذه المرة "الطاووس" أفضل!

7-"علي فتح الله" و "محمود طلعت" أفضل مكاسب التوزيع الموسيقي في الألبوم ومفاجأتاه السارتان ، أما "توما" (باستثناء "الطاووس") فظل بعيداً كل البعد عن "توما" الذي نعرفه ، حتى "الريمكس" لم يكن له داع ، بما أن لعبة "الريمكس" تتطلب أشياءً غابت عن "توما" الذي عودنا على إيقاعات مبتكرة قدم بعضها في "كنج كونج" ونراها حاضرة مع "محمد حماقي".. "محمد يحيى" بالتعبير الدارج "ماشي على سطر وسايب سطر" ،يترك "محمد يحيى" السطر يخنق لحنه في "تاكسي 2" موزعاً بخبرة "طارق مدكور" الذي ابتعد هو الآخر عن مستواه القوي جداً الذي قدمه مع "شيرين" في "بتحكي في إيه" ثم مع الكبير "عمار الشريعي" عندما أعاد بروح تحدٍ عالية توزيع أغنية "ماهر العطار" "عيون" لحساب "محمد منير" ، ثم يسير "محمد يحيى" على السطر في "طقطوقة الفن" ، وبوجه عام كان "يحيى" أفضل في "أنا مش خرونج" حيث كان فاكهة الألبوم بحق من "خليك في النور"..

في ظل الظروف الحالية قدم "أبو الريش" ومعه "أيمن بهجت قمر" بالاشتراك مع مجموعة الملحنين والموزعين ألبوماً جاء أفضل من السابق في أشياء وأقل منه في أخرى ، تعلموا من أخطاء سابقة ووقعوا في أخطاء جديدة ، سيعجب الكثيرين ، وسيغضب كثيرين ، لكنه بالنسبة لي في مجمله : شغال..
* قمت بإجراء تصحيح لاسم في الفقرة قبل الأخيرة.. لذا لزم التنويه .. الصورة من موقع "جريدة الجمعة"..

Sunday, July 08, 2012

بريمادونا أفلام .. تقدر تغمض عينيك وتستريح

يكرر السادة "الإعلاميون" ما يفعله لاعبو كرة القدم عادةً قبل بداية أي موسم وحين يفتعل بعضهم أي مشكلة من لاشيء مع إدارة النادي وحين يسرب أخباراً عن عروض من الداخل والخارج ومن الفضاء الخارجي ، ثم يهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم يحصل على مستحقاته ، لنجده في اليوم التالي يوقع على عقد مع ناديه .. الفرق أن ما يفعله اللاعبون أوضح بكثير ، ولا يخبئونه تحت شعارات سياسية ووطنية وثورية وأخلاقية.. كما أن الدافع الداخلي لدى اللاعب أقوى لأن عمره المهني أقصر ، كما أنه ليس كل لاعبي كرة القدم ، بل ليس معظمهم ، "شطار" في "البيزنس" ، أما الإعلامي من إياهم فيستطيع في ظل التباديل والتوافيق السياسية والاقتصادية أن يقعد على قلبنا لطالون.. ولن يؤثر فيه اعتراضك عليه ولا على المعلنين لأنه مفروض بقوتهم لا أكثر ولا أقل..هم يريدونه في المكان الفلاني فسيبقى فيه إلى أن يريدوا شيئاً آخر..

ومتابعو كرة القدم يعرفون لاعبيهم جيداً ، ولا ينجرون لمتابعة أفلام لاعبيهم مع أنديتهم بسهولة ، وعند مرحلة معينة ينظرون للموضوع بلا اكتراث - يا عم اقلب حفظنا شوية الحركات بتاعة فلان الفلاني .. كلها يومين وحيمضي زي الناس - أما نحن فنتصور أن أي إعلامي سيترك مكانه في أي وقت ، ونتصعب عليه ، ونتشحتف ، ونتأثر ، ونلعن سلسفيل قمع الحريات و..و.. تماماً كالرعاة في النصف الأول من حكاية الراعي الكذاب ، حين يكذب عليهم في كل مرة ، ويصدقونه!

ولأن كلمة "البريمادونا" اقترنت في الذاكرة المصرية بالمسرح ، وقت لم تظهر بعد "أفلام" حتى نقول أن س "بيأفلم علينا" ، فكان من الطبيعي ألا تخل صفحة الأفلامانات من تاريخ الإعلام المصري المعاصر من البريمادونا واشتغالاتها ، وآخرها كان قبل ساعات حين نشرت عدة مواقع من بينها "البديل" و"جريدة الجمهورية" ومواقع أخرى نقلت عنهما أنها ستترك "دريم" إلى "إم بي سي مصر" التي ستبث قريباً من مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة..ومن قبل تسربت أخبار عن قرب انتقالها -بضغط من شركة "بيبسي" (ومن الواضح إن اسم "بيبسي" شغال زي الطبل في الإشاعات من النوع دة..برضه سر "الحاجة الساقعة" باتع في الجو اللي زي دة .. هههههه (صفراء)) -لتكون برفقة زوجها المنتج "سمير يوسف" في قناة "النهار" إلا أن الأخيرة نفت ذلك الخبر بعد أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة فقط!

تخميني الشخصي ، وقد يحتمل كثيراً من الخطأ ، أن البريمادونا ستبقى لفترة في "دريم" ، ولكن لن تتركها الآن على الأقل ، ستجدد عقدها عاماً أو اثنين ، إلى أن تستقر الأمور ، وتعرف قدرة المستر "بهجت" على دفع نصف مليون جنيه راتب للدجاجة التي (يظن أنها) تبيض لقناتيه ذهباً ، خاصةً وأنه لن يستطيع تعويضها بسهولة في الوقت الحالي بنجم أو بنجمة بسعر "مهاود" ، كما أن مستقبل السياسة في مصر ، ونفوذ تيار المال السياسي الذي يعد من أهم وأشهر رموزه ، قد يحدد الحالة المالية للقناة ، ومن يبقى في السفينة ، ومن سيقفز منها في أسرع وقت ممكن.. وعصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة ، حتى ولو كانت شجرة نفط "مزهزهة" وارفة الظلال ، لدى "الوليد بن طلال" أو لدى "وليد الإبراهيم" الذي يحلم هو الآخر بامتلاك قنوات "السي بي سي" طبقاً لشائعات منتشرة على مواقع الإنترنت..صحيح أن استبن "منصور عامر" يرفض ويتمنع ويقاوم ، لكنه سيستسلم إن عاجلاً وإن آجلاً..

إن صح ما ذكرت ، فسيتكرر نفس ما حدث حين أشيع ، أو أشاعت ، أنها ستترك "دريم" إلى التليفزيون المصري في أواخر 2010 ، وستجدد عقدها ، وسينتهي الفيلم الهابط بتاع كل مرة بنفس النهاية السعيدة ، التي تعلن فيها عن تمسكها بالقناة التي عاشت فيها أزهى سنوات مسيرتها المهنية (في قناة ما بيضايقهاش فيها حد أو فيها أنثى تغطي عليها أو معد برامج نفوذه قوي أو ..أو..) ..

لا داعي إذن للشحتفة ، إن تركت القناة فسيكون الأمر عادياً لو صح أنها تلقت عرضاً مغرياً من ملاك "ام بي سي" ، وإن انتهى الفيلم النهاية السعيدة فستعرف أنك كنت تشاهد حلقة من حلقات الكاميرا الخفية على بريمادونا أفلام ، ومهما كانت أفلام "يسري فودة" و "محمود سعد" مشوقة فلأفلامانات البريمادونا نكهة خاصة جداً ، خاصةً وأنها تؤفلم علينا كل يوم في العاشرة مساءً..

وعلى كل ، من يريد أن يعمل بحق وحقيق ، فسيتعامل مع جمهوره وقنواته بشكل أوضح وأكثر شفافية ، ولن يلجأ لاشتغال الناس أو تسول تعاطفهم والظهور بمظهر الضحية ، هم اختاروا طريقهم ، وسيملهم الناس كما يملون اشتغالاتهم ، إن عاجلاً ، وإن آجلاً..دمتم بكل خير..
* وبالمناسبة ، بعض الحذر مطلوب في التعامل مع هذا الخبر خاصةً وأنه منشور على موقع "جود نيوز فور مي" ، والحدق يفهم .. الصورة من "في الفن"..

Saturday, July 07, 2012

مبروك علينا الإعدام يا رجالة

إدوني عقلكم يا حضرات..

"س" من الناس ارتكب جريمة بشعة ، بشعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، هذا الـ"س" قد اعترف ، ضبط متلبساً ، أياً كان ، وتنتظره محاكمة "قد" يدان بعدها رسمياً ، إن لم يتوصل أحد المحسوبين على مهنة المحاماة إلى تخريجة تكفل له الخروج من حبل المشنقة حتى ولو كان مرتكباً لجريمته مع سبق الإصرار والترصد ، ماشي .. لماذا نرى وسائل الإعلام وقد تهافتت إذ فجأة على أن تقوم بعمل تحقيق صحفي في بيت السيد "س" الذي أصبح مجرماً كبيراً وقد الدنيا دية وقد عينيا دية وقد حياتي .. مع الاعتذار لـ"هشام عباس"..

والتحقيقات التي تجريها الصحف والفضائيات في ذلك الشأن لا تخرج أبداً عن نماذج الوزارة ، وتستطيع توقع نتيجتها وفحواها قبل أن تقرأها أصلاً.. ولن تخرج عن الاحتمالات الآتية:

1-"س" طيب وابن حلال وعلاقته ممتازة باللي حواليه ومضرب الأمثال في الخلق والأدب وعايش في حاله وماشي جنب الحيط..

ماشي ، لماذا ارتكب الجريمة إذن؟

2-"س" خمورجي وفلاتي وحشاش وبيضرب الكلة بالجزمة ومعلم على المنطقة بحالها ولا إبراهيم الأبيض..

لا.. الصراحة نورتوا المحكمة.. ما هو المشوق والاستثنائي وغير الطبيعي في أن أعرف أن شخصاً بهذه السيرة يرتكب جريمة شنيعة كتلك؟

3-"س" مختل عقلياً ، عمل حادثة يا عيني ، ومن ساعتها وهو بيشرب ترامادوكس وبيعمل حاجات غريبة..

وفي الغالب يطلق هذا الإكليشيه في أعقاب جريمة مدبرة بحرفية بالغة لا تخرج من شخص "مونون" أو "مسطول" أو "ضريب" ، جريمة تحتاج لعقل منظم للغاية قد لا يتمتع به أشخاص يصنفون طبقاً لاختبارات ومقاييس الذكاء المعترف بها علمياً بأنهم عباقرة..

ما هو الغرض إذن من تلك النوعية من التقارير؟ هل..

1-للتعاطف مع المجرم المعترف دون أي ضغط أو ترهيب أو إكراه مادي أو معنوي ، والتصديق بأنه بريء ، وبأن التهمة قد تم تلفيقها لسيادته خصوصاً عندما يضاف إلى ما سبق أنه تم ضبطه متلبساً؟

2-للتأثير على المحكمة والرأي العام ، خاصةً أن حيلة "المختل عقلياً" دائماً ما تستعمل في دول كثيرة لتبرئة مجرمين من جرائم قتل..

3-لمحاولة إلباس المتهم أشياءً أخرى بجانب جريمته الأصلية التي سيعاقب عليها؟

أياً كان ، دعوني أزيدكم من الشعر بيتين ، الأول أن إدارة تلك النوعية من التغطيات غير المجدية وغير المفهومة لها علاقة بـ 1)علاقة النظام السياسي السائد بطرفي الجريمة ، 2)علاقة وسائل الإعلام - ومموليها طبعاً- بالنظام السياسي السائد وطرفي الجريمة ، 3)كون الجاني و/أو المجني عليه ذا طبيعة خاصة ، كأن يكون معتنقاً لدين مختلف عن الآخر ، أو أن يكون أحدهما شخصية مشهورة أو أن يكون أحدهما منتمياً لمؤسسة "ذات حيثية" داخل المجتمع..

والبيت الثاني ببساطة أنه في العديد من تلك التقارير نشاهد هذا الإكليشيه "وقد ذهبنا إلى منزل عائلة س بالمكان الفلاني ولكنهم رفضوا التصوير".. وهذا له أكثر من سبب محتمل : 1)أن يكون "س" سيء السمعة فعلاً ،2)أن يكون أهله أضعف وأهون من أن يواجهوا مجتمعاً بأكمله ، 3)أن يسعى صناع التقرير لتوصيل رسالة ما عن "س" و عن عائلته.. بما أنهم قد رفضوا بشكل مبطن لقاء عائلة "س" أصلاً..وفي بعض الحالات تجد رد الفعل على قمة النقيض ، أن يصر أهل "س" على الظهور في التليفزيون وبشكل مكثف ، سواء في الفضائيات المصرية أو العربية ، ويتحدثون باستفاضة ، إما لمحاولة التأثير أيضاً على المحكمة والرأي العام ، كما سبق الذكر ، أو لاستدرار التعاطف "وبتحصل لما يكون ارتكب الجريمة فعلاً بدم بارد" ، أو عندما يريد ممولو فضائيات وصحف بعينها (باعتبار إن الصحف والفضائيات بيكبوا على بعض) منهم فعل ذلك..

تماماً ككلاسيكيات الفيلم الهندي ، الشرير يتسبب في عمى والد أو والدة البطل ودخول البطل السجن فيخرج البطل من السجن لينتقم من الشرير وتحدث المعجزة ، فاصل من الإكليشيهات والحوارات والتثبيتات والحبشتكانات ، ودمتم.. ولأجل مزيد من الـ suspense قد نشاهد المجرم الموقر وجهاً لوجه على طريقة فيلم "سفاح النساء" أو "وش إجرام".. إعلامنا لا يحرمنا من أي شيء ، ويعرف أنه يهمنا أن نعرف العلاقة بين "طه المجرم" و "طه الإنسان".. كما كان الحال في سنوات الحراك السياسي إياها..

والكلام ليس فقط عن التغطيات التي أعقبت جريمة السويس الأخيرة ، بل وأيضاً مجزرة "بني مزار" وجريمة مقتل ابنة "ليلى غفران" ، وخلي القوس مفتوح.. الإعلام دة طاهر وحيفضل طول عمره طاهر ، وسيظل يلمع ساسة ، وفنانين ، ومثقفين ، ومجرمين أيضاً..
* كنت أعتزم تسمية هذه التدوينة بعنوان بذيء ، بالمناسبة.. الصورة حملتها بشكل غير مباشر من Arabfilms forum..

Thursday, July 05, 2012

علي الزيبق .. يتحدى الزمن

قصر السلطان ، عالي البنيان ، حجرات فضة وحجرات مرجان ، وأراضي بتاع ألفين فدان اسمها بستان ..

ربع قرن من الزمان مر على مسلسل يعد من كلاسيكيات الدراما المصرية والعربية على السواء ، تنسى حين تشاهده أشخاص نجومه وأسماء ممثليه وعلاقتك بهم ، من ستشاهدهم فقط هم "علي الزيبق" و "زينب" و "دليلة" و "سنقر الكلبي" وآخرين ، وليسوا "فاروق الفيشاوي" و "هدى رمزي" و "ليلى فوزي" و "أبو بكر عزت" على الترتيب..

لا أزعم أنه لم يظهر فريق لهواة المسرح أو في مسارح الجامعات في مصر إلا وقام بأداء تلك المسرحية يوماً ما ، هي ومسرحية أخرى لا أذكر اسمها لكاتب مسرحي كبير آخر هو "لينين الرملي" .. وعرضت تجارياً ضمن مسرح التليفزيون في تسعينيات القرن الماضي ، وعندما تتخيلها أو تحاول مشاهدتها يفرض المسلسل نفسه عليك..

قدم "يسري الجندي" الكثير للمسرح ، ولكن مسلسلاً كهذا حقق له في رأيي مجداً تليفزيونياً مستحقاً ، وهو يقدم فانتازيا تاريخية بديعة يستمدها من التراث الشعبي المصري ، لبطل أو منقذ أو .. أو .. أو أياً كان لطالما حاول البحث عنه في معظم أعماله ، ولكني أشعر أن واحداً من كل أبطاله ومخلصيه هو من نجح مع الناس وأحبوه : "علي الزيبق"!

بطل السينما الحلم انتقل إلى التليفزيون ، مبهر ، داهية ، خفيف الحركة ، شجاع ، يقع ، ولكنه يقف على قدميه من جديد ، ويعود أقوى .. لم يرتبط جمهور التليفزيون بشخصية بطل به هذه الصفات إلا مرة واحدة بعدها بعامين مع "رأفت الهجان" ، ذي الأصول الحقيقية هذه المرة ، حتى وإن كانت قصته حولت لرواية لـ"صالح مرسي" قبل أن يتم تقديمها كمسلسل..و"الزيبق" في المسرحية والمسلسل هو ابن لعالم خاص له لغة خاصة ومصطلحات خاصة ، كلها كانت جديدة على المشاهد ، بشكل يختلف حتى عن "ألف ليلة وليلة" التي كانت في عصرها الذهبي في عهد "فهمي عبد الحميد" ، لغة تستند على ركنين ، ركن الخيال وركن الواقع ، لغة وعالم تتذكرهما بأسماء ورموز (بنتكلم على مسرحية طبيعي يبقى فيها رموز كتير ، ويبقى الكلام عنها منطقي مش من باب "تسبيب ما لا سبب له") .. "علي الزيبق" ، "العياق" ، "حسن راس الغول" ، "الوالي" ، "دليلة" ، "سنقر الكلبي" ، "شميعة" ، وما يربطها من علاقات تشبه الواقع وقت كتبت المسرحية ، ووقت عرضت كمسلسل تليفزيوني ، ووقت تكتب هذه السطور.. بعبارة أخرى يمكن القول ببساطة أن الواقع هو "سنقر" و "دليلة" و "الوالي" و"القاضي حلاوة" (السلطة والتبعية للخارج والقهر الأمني ومثقفي السلطة وشيوخها وفسادها الاقتصادي و...و...)، أما الحلم والخيال فهو البطل المنتظر الذي يحقق حلم الضعفاء والمقهورين في هزيمة كل هؤلاء بعلاقاتهم بما يرمزون له ، فيم يمكن للناس أنفسهم أن يكونوا منقذي أنفسهم دون انتظار منقذ يعيش في أحلامهم وخيالهم .. بطل حاول "يسري الجندي" نفسه في تجارب ومغامرات أخرى تقليده ، لكنه لم يوفق .. كتب "ألف ليلة" و "السيرة الهلالية" ولم تكن في مستوى نجاح وجاذبية "علي الزيبق" .. ربما أغرمنا بالماكر الألعبان "علي الزيبق" أكثر من الفارس المغوار "أبو زيد الهلالي".. الله أعلم..

تجاوز جمهور المسلسل عن كل آثار المسرحة التي فرضت نفسها على المسلسل ، ربما بسبب "إبراهيم الشقنقيري" ، مخرج لطالما ينساه من يكتب عن الدراما المصرية رغم أنه من كبار مخرجي الدراما التليفزيونية المصريين والعرب ، قرأ النص المسرحي بعقلية مخرج تليفزيوني يريد أن يحول مشاهد مسرحية تقليدية إلى دراما تليفزيونية حية ومتحركة تشعر بسرعة إيقاعها ومطارداتها وتلاحق أحداثها ، بإمكانات 1987 .. التي لا تقارن بإمكانيات الآن.. وكان معه ممثلون كانوا جزءاً لا يتجزأ من نجاح "علي الزيبق" .. وكان أداء الراحلين "أبو بكر عزت" و "ليلى فوزي" لا ينسى .. لكن ممثلاً ثالثاً يبقى دون غيره علامة فارقة ، "حمدي أحمد" وهو يؤدي دور "القاضي حلاوة" ، أسوأ أشرار المسلسل عن جدارة واستحقاق ، قاض ورجل دين في خدمة الاستبداد ، لعبه بأسلوب أراه مذهلاً ، الشرير الوغد الرقيع في نفس الوقت ، نموذج الشر الثعباني الذي يحمل في طياته لمسات من مهرج قد يكون أكثر فعالية بكثير من نموذج الذئب الشرير التقليدي وهو يوصل حالة من أخس وأحط الحالات في أي مجتمع.. رد "القاضي حلاوة" اعتبار "حمدي أحمد" كممثل كبير بدأ حياته ببطولة فيلم من أهم أفلام السينما المصرية قبل أن تدير له السينما ظهرها ليفتح التليفزيون له أبوابه مع ممثلين كثر ظلمتهم الشاشة الكبيرة ليحفروا أماكنهم في ذاكرة أجيال بأكملها..

لا يمكن الكلام عن "علي الزيبق" بدون تتراته ، التي كتبها "عبد الرحمن الأبنودي" ولحنها "إبراهيم رجب" المتأثر كثيراً بـ"سيد مكاوي" في العادة ، لكنه ظهر بشخصية مميزة كملحن وواضع للموسيقى التصويرية ، لم يخل تتر المقدمة من تمهيد أراه بارعاً لدراما المسلسل ، ولعالم المسلسل ، ما بين السلطان ..

قصر السلطان عالي البنيان..حَجَرة بفضة و حَجَرة بمرجان..و أراضي بتاع ..ألفين فدان..اسمها بستان ..مليان أجراس .. مليان حراس..بقلوب ملهاش شبابيك و بيبان..جدران تولد في الليل جدران..و ده كله واقف على عمدان..أمال ازاي يبقى السلطان

والوالي :

قصر الوالي طبعا عالي..مليان حتى لو الكون خالي..بدهب و فاروز .. و كنوز في كنوز..و ان شبعت بطنه اليد تعوز..و ان عازت يده السرقة تجوز..يضحك نبكي إحنا ..طوالي..أمال ازاي يبقى الوالي

وعامة الناس :

و بيوت الناس .. لا حيطان ولا ساس..ولا ليها لون و لا ليها مقاس..و .حيطانها طين .. أصواتها أنين..و غناها حزين

الذين ينتظرون مخلصهم المنتظر :

وفي وسط الضلمة تهل انت..ولا نعرف من فين أو إمتى..ترفع بنيان الغلبان..وتطاطي بنيان الوالي..و ترَقص قصر السلطان

ولم يحتج "إبراهيم الشقنقيري" أن يحرق لك المسلسل في التتر ، اكتفى بلوحات بديعة هي للفنان الكبير "حلمي التوني" على ما أذكر ، هي جو المسلسل وما يحمله من صور وإشارات في ذهن المشاهد.. ولم يحتج أن يفرض - على غير العادة - مطرباً واحداً لغناء تتري المسلسل ، فالأغنية لسان حال الضعفاء الذين عانوا من السلطان والوالي وتوابعهما.. هكذا رآها "الأبنودي" و "رجب" وبالطبع "الشقنقيري"..

"علي الزيبق" مسلسل يستعصي على النسيان رغم مرور ربع قرن أو أكثر ، تختلف مع منطقه وتقع في حبه ، صحيح أن العديد من المواقع كتبت أن المسلسل عرض عام 1985 ، لكني أذكر جيداً جداً أنه عرض لأول مرة في التليفزيون المصري في أعقاب عيد الأضحى عام 1987.. أرقام السنوات كانت رنانة وتذكر سامعيها بأزهى عصور الدراما التليفزيونية المصرية ، التي تحتاج إلى ما هو أكثر بكثير من ألاعيب "علي الزيبق" وشجاعة "أبو زيد الهلالي" وربما قوة "مازنجر" وآلييه مجتمعين.. لكي تفيق..
* تتر ختام المسلسل من "اليوتيوب".. قدري إني أجيب لينك من اليوتيوب قبل رمضان كل سنة.. :)

Wednesday, July 04, 2012

استقبل السيد الرئيس

لا تتناقض هذه السطور عما كتبته في مقدمة التدوينة السابقة ، لذا لزم التنويه..

عشت لفترة طويلة وأنا أسمع أخبار النشاط الرئاسي في صدارة نشرات الأخبار ، منذ أن كان كل ما له علاقة بالتليفزيون المصري لا يخرج عن قناتين لا تبثان معظم ساعات اليوم ، ومنذ أن كان مخرجو النشرات في ذلك الوقت حاتميي الكرم فيما يتعلق بتفاصيل لقاءات السيد الرئيس ، التي كانوا يملأونها بمقطوعات موسيقية كما يحدث حالياً في بعض دول الخليج.. قبل أن يغيروا طباعهم بإذاعة تلك اللقاءات والحوارات بالتفصيل الممل بعد النشرة ، في طلب ضمني ومهذب من التليفزيون المصري للمشاهد للبحث عن أي شيء آخر يفعله ، لا زال الكلام عن مرحلة القناة الأولى والثانية والإيريال ذي السلك.. وكان المرء يسمع مبرراً ليس فقط لهذا السلوك ، بل لقائمة طويلة من التصرفات الغريبة التي كان يقوم بها الإعلام المصري على مدى ثلاث عقود.. بدأ بعضها يذوي ، وبدأ بعضها الآخر تخف حدته مع "الرخرخة" التي أصابت مؤسسات الدولة في سنيّ "مبارك" الأخيرة لحساب قوة المال السياسي وإعلامه وجبروته وبلطجته..

لكن وبعد الثورة أصبحت على يقين بأن تلك السلوكيات الغريبة تبقى سلوكيات حكم ، مرتبطة بالسلطة ، كانت السلطة في يد الحزبوطني صارت بموجب الظروف الآن عرضةً لأن تكون في يد أي تيار كان ، ولو من الناحية النظرية ، يستوي في ذلك التيار الديني والتيار اليساري وتيار عصابة علي بابا المعروف اختصاراً بالمال السياسي المتلبرل ، تسمع من أولئك وهؤلاء انتقادات عنيفة للإعلام الرسمي الذي صنع الفرعون ولا يعرف غير استقبالات السيد الرئيس ونشاطات السيد الرئيس وحكمة السيد الرئيس ، إلى جانب الكلام المعسول إياه عن الديمقراطية وحرية الإعلام وحرية النقد وحرية الحرية ، لكن عندما تكون السلطة في اليد تختلف الأمور..

تذكرت مقالاً للكاتب "محمد القدوسي" نشر في أعقاب تولي حكومة "عصام شرف" يصف فيه بعض الصحف "المستقلة" بأنها تبادلت الأدوار مع الصحف "القومية" ، "عصام شرف" الذي عول عليه المالسياسيون طويلاً إلى أن انتهى دوره فانقلبوا عليه (كما ينقلبون دائماً على من تنتهي صلاحيته لديهم) ، لم يعر البعض التفاتاً كبيراً لما قاله الكاتب ، لكنه تحول إلى أمر واقع ، بل وذهب بعض الكتاب ورؤساء التحرير في مديح ونفاق زعمائهم ما لم يذهب إليه "سمير رجب" في نفاق المخليوع ، ولو تغيرت الظروف بعض الشيء لرأينا ذلك رأي العين على شاشات التليفزيون ، بما أن السياسات على الشاشة تأخذ وقتاً أطول كي تطبق بالمقارنة بصفحات الجرائد..

سلوكيات المحكومين لا تختلف كثيراً عن سلوكيات الحاكم ، خاصةً عندما يكون لدى أولي الطول من المحكومين ميديا يلعبون بها كيف يشاءون ، منهم من يجاري الموجة ، ويتعامل بنفس عقلية "استقبل السيد الرئيس" ، ومنهم من يستثمر في معارضة السيد الرئيس إلى أن يتحول إلى نهج "استقبل السيد الرئيس" عندما يصل مرشحه ، أو "برافانه" إلى السلطة ، ويصبح هو الزعيم الملهم الكبير قوي..

نقترب من ستمائة يوم منذ تنحي المخليوع ، وثقافة "بالروح بالدم" باقية على حالها ، وبدلاً من أن كان لدينا فرعون واحد أصبح لدينا فراعين ، ولكل فرعون من الفراعين أنصار وميديا ومجموعة منتفعين ، ستنتهز فرصة السلطة لتتحول قنواتهم كلها إلى القناة الأولى ، ويتحول كل مذيعيها إلى "أحمد سمير" و "زينب سويدان" و "صلاح الدين مصطفى" في سنوات الحكم المباركي الأولى ، وتستهل النشرات باستقبالات السيد الرئيس.. عاش الملك ، مات الملك ، وبالروح بالدم.. هاهاهاها.. (*$#@^#%#%)..
* الصورة من conniemah.com