Sunday, May 19, 2013

هل أنا الوحيد؟

هل أنا الوحيد الذي يشعر بحساسية إن لم يكن بتقزز من برامج التوك شو المصرية الحالية دون استثناء؟

هل أنا الوحيد الذي يعتبر "عمرو أديب" "أكيل عيش" وليس مناضلاً كما يحاول أن يصور لنا؟ هل يبدو كنسخة محسنة من "توفيق عكاشة"؟ هل أنا الوحيد الذي يعتبر "محمد مصطفى شردي" مذيعاً بالدراع؟ ووجود "خالد أبو بكر" كمذيع مجرد "مجاملة" - لا أريد استعمال التوصيف الأدق- للتيار الشعبي كما كان فرض "شردي" علينا بالنسبة لحزب الوفد؟ بما أنه على مشاهد التليفزيون أن يدفع ثمناً غالياً لمجاملات أصحاب القنوات لهذا وذاك .. الذين يفرضون علينا المذيع والموضوع بالذوق والعافية ، ولنا في البومة "وائل الإبراشي" درس وعظة..

هل أنا الوحيد الذي أرى "لميس الحديدي" كائناً شرشوحاً كما اشتغلنا "باسم يوسف" في أول حلقات "البرنامج"؟ تلك المذيعة التي تتكلم من طبقة عالية من صوتها تضاف إلى العل الذي تخاطبنا سيادتها منه.. ولا ينافسها في ذلك سوى المناضل "جابر القرموطي" أو "جاعر القرموطي" كما تصفه الزميلة "زمان الوصل"؟

هل أنا الوحيد الذي ينقبض قلبه بمجرد مشاهدته للسيدة "ليليان داوود"؟ هل يهيسأ لي أنها لا تملك كفاءة تبرر استيرادها من لبنان لتقديم برنامج في مصر؟

هل أنا الوحيد الذي يرى "منى الشاذلي" مذيعة متواضعة إن لم تكن أقل من العادي أبقتها مهارتها في البهللة في مكانتها تلك؟

هل أنا الوحيد الذي يرى في "باسم يوسف" موظفاً عند "الأمين" شأنه شأن "أحمد شوبير" و "مدحت شلبي" أكثر منه ساخر حقيقي؟ بما أن صورة الساخر الحقيقي عندي هي أقرب لصورة "سامح سمير" الرجل الذي يملأ الفيس بوك بهجة بصواريخ سخريته التي يطلقها في كل اتجاه بذكاء شديد؟ هل الفرق بين "الموظف" و "الفنان" بهذا الاتساع الذي أراه عن نفسي ، أم "أنا محبكها شوية"؟

هل أنا الوحيد الذي يرى Cartoon Network أفضل من MBC3؟ هل أنا الوحيد الذي ينفر من العنف الشديد الذي تقدمه MBC2 في أفلامها ، بما أن العنف ليس محذوراً رقابياً لدى تلك القناة؟ هل أنا الوحيد الذي لا يهش لقنوات MBC عموماً ويرى أن دمها ثقيل على قلبه؟

هل أنا الوحيد الذي ينظر بكل قرف لإعلانات التلي شوب ، سواء ما يذاع في القنوات الدينية بموسيقاه البشرية المفتعلة أو ما يذاع في فنوات بئر السلم من عينة "توكتوك سينما" وأخواتها ، أو حتى إعلان مضاد الصلع الصيني السمج الذي يذاع - للأسف - على "ناشيونال جيوجرافيك أبو ظبي" وهي قناة جادة محترمة ليست بحاجة اقتصادية لإذاعة قيء كهذا؟ ما هو الممتع في الدعاية لدجل كهذا أساسه الفهلوة لا العلم؟

هل أنا الوحيد في مصر الذي لا "يبلع" قنوات "الحياة" ولا احساس "ابن بارم ديله" الذي تحاول نقله إلينا بفجاجة؟

هل أنا الوحيد الذي لا يعجبه "يسري فودة" ولا ينزل له من زور؟

هل أنا الوحيد الذي يرى the X factor برنامجاً فقيراً لاكتشاف المواهب لا يقارن بـ Arab Idol الذي هو مسخة من برنامج Super Star الذي كانت تذيعه فضائية "المستقبل" اللبنانية في العقد الماضي؟ هل "أبلة" "إليسا" تصلح لأن تكون عضوة لجنة تحكيم؟ وما هو تاريخ "حسين الجسمي" الرهيب الذي يؤهله لعضوية لجنة؟ وكيف يتنافس فريق غنائي مع مطربين فرديين؟

هل أنا الوحيد الذي يأخذ على محمل سلبي كل تلك الأشياء والشخصيات الـ WOW من وجهة نظر أناس كثيرين؟ هل أنا معترض لمجرد الاعتراض أم أن تلك الأشياء والشخصيات لا تعجبني فعلاً ولا أستريح نفسياً ولا بصرياً لها؟

ربما أكون الوحيد ، ربما تشاركونني وجهة النظر في بعض أو كل ما كتبته في السطور السابقة ، لكن الشيء المؤكد أنها قناعاتي الشخصية التي لا ألزم بها أحداً .. ومن العادي جداً أن تجد أشخاصاً لا يستحسنون قنوات ومذيعين وفنانين يراهم السواد الأعظم من الناس the best there are, were, and ever will be.. ولكلٍ حق التعبير عن رأيه بلا تسفيه أو تتفيه.. دمتم بود..
* الصورة من موقع الصور 123rf..

Friday, May 03, 2013

"سمير أبو النيل" : الصح بالطريقة الغلط!

ببساطة شديدة ، حاول "مكي" أن ينفذ نصيحة "غسان مطر" في فيلمه قبل السابق "لا تراجع ولا استسلام" والتي تتلخص في كلمتين اثنتين : "اعمل الصح".. قدم فيلماً كان في الأخير "تجربة وعدت" وليس "المشاغبون في نويبع" ولقي عليه هجوماً نقدياً عنيفاً جداً ومبالغاً فيه ، وحينما حاول إصلاح الخطأ أصلحه بمجموعة أخطاء تمثلت في هجره التام والفجائي لمجموعته التي نجح معها في "طير انت" و "الكبير قوي" و "لا تراجع ولا استسلام" إلى مجموعة أقل في إمكانياتها وقدراتها بكثير ، ممثلةً في سيناريست متواضع كـ"أيمن بهجت قمر" ومخرج لم يظهر كرامة في المجال الكوميدي كـ"عمرو عرفة" .. وفي تهافته على محاولة استرضاء النقاد والجماهير بتناول أكبر عدد ممكن من القضايا والإسقاطات في فيلم كان من الممكن - جداً - أن يكون أفضل بكثير..

"سمير أبو النيل" كان بمثابة حلقة كرتونية طويلة من The Simpsons كتبت على طريقة "يوسف معاطي".. كان كرتونياً في نقلاته بين المشاهد وطريقة كتابة وتوزيع المواقف التي تبدأ بها الحلقة وظهور شخصيات أخرى من الفيلم معه في كل لوحة كالمساجين في لوحة "الجيم" وابن خالته في الدعاية لحزب "البلبل" وحتى من تستأجر شقته عقب تجربته الفاشلة الأولى في صناعة الكريمات ، وفي طريقة رسم الشخصية الرئيسية وحتى في موعظته الختامية التي لم تبدد إحساسك بكرتونية كل ما يحدث في الفيلم.. و"يوسف معاطي" في طريقة كتابته نفسها التي لا يخطئها من تعرض كثيراً لأعماله في السينما والتليفزيون ، طريقة فيها "شغل السوق" من حيث تنجيم النجم وحشر أكبر قدر من المواضيع وخلافه.. "أيمن بهجت قمر" استسهل الأمر فتمثل أسلوب "يوسف معاطي" في الكتابة على أساس أن ذلك قد يجعله محبوباً من قبل نجوم الشباك الباحثين عن التلميع..

"سمير أبو النيل" البخيل - كلازمة في الشخصية - الغبي - لزوم الكوميديا - في رأي البعض يفعل الكثير من أجل تعظيم ثروته ، يحرك بخله غباءه طوال الفيلم خاصةً في بداية إنشاء القناة ، يقدم اسكتشات قصيرة لا يقلد فيها - خلاف عادته - آخرين ، بل يقدم فيها "سمير أبو النيل" في هيئة مذيع سياسي ورياضي وشيف (في لوحة اعتقدتها تهكماً مستحقاً على الشيف "الشربيني").. ربما كجزء من رغبة "مكي" في عمل كل شيء في الفيلم والتي انعكست في مبالغته الشديدة في الأداء لدرجة تتخطى أحياناً حدود "الأفورة".. مروراً بمشروع حزبه السياسي الذي يرى كثيرون أنه لا يتناسب مع هدف زيادة الربح الذي يسعى إليه (بما إن الحزب السياسي مش مشروع مربح) نهايةً بطريقة تعامله مع إحدى نقاط ضعف الفيلم الشخصية شبه المثالية للصحفية التي أدتها "دينا الشربيني" والتي تسهم في تغييره لمساره الذي اختاره منذ امتلاكه للقنوات .. كان في يد "أيمن بهجت قمر" لو كان أحرف ألا يجعل وجوداً لهداية "سمير" وتحسن سيره وسلوكه إلا بعد ما "يقع على جدور رقبته" أو يصل السيناريو لحافة الهاوية بخسارته ثروته كلها بشكل فجائي ، محتفظاً بكل سماته السلبية للنهاية ، لكنه اختار أسلوبه التقليدي من أجل إرضاء النقاد والجمهور والرقابة بتحول إيجابي لا موقع له من الإعراب طال كل شيء إلا البخل .. والغباء!

إلا أنه إحقاقاً للحق أرى أن بعض ما كتبه "رامي عبد الرازق" في هجومه على الشخصية أكثر إضحاكاً من الفيلم نفسه ، لم تكن شخصية في فيلم كرتوني الهيئة لتحتمل إضافة "أبعاد" على شخصية لا نرى من تعاملها الخارجي إلا البخل والغباء دون محاولة اﻹغراق في معرفة أسباب بخلها وغبائها ، فالفيلم ليس Anger Management حتى نقول أنه يتمحور حول شفاء "سمير" من البخل على غرار سيطرة بطل الفيلم الأجنبي على غضبه مثلاً.. الفيلم يدور "عما يفعله" شخص بخيل وغبي أكثر منه عن البخل والغباء في ذاتهما..

ولأن "أيمن بهجت قمر" يكتب على طريقة "معاطي" فلا تجد شخصية موازية أو منافسة لشخصية "سمير أبو النيل" ، فقط شخصية رئيسة وشخصيات فرعية فقط "بتخدم عليه" داخل أحداث الفيلم ، سواء في الاسكتشات التي لم يأت معظمها موفقاً ومدراً للضحك ، أو في مراحل تطور الحبكة الدرامية داخل الفيلم ، لذلك لم يكن هناك مجال للكتابة عن شخصيات أخرى داخل الفيلم نفسه بنفس الاستغراق في الكتابة عن البطل .. بالمناسبة .. تحولت الاسكتشات بفعل محدودية الكتابة والإخراج إلى نقطة ضعف في الفيلم بدلاً من أن تكون قوة ضاربة..

نخرج من الفيلم بعدة علامات استفهام فضلاً عن "جدوى" حزب سياسي إذا ما فصلنا أصل الفكرة عن غباء صاحبها ، ما هي -مثلاً- نوعية "المعلومات الغلط" بلسان الصحفية والتي كان "سمير أبو النيل" يضخها في عقول مشاهديه ولم تظهر كثيراً في الفيلم سوى في تركيزه على مصطلح "الماسونية" في محاولة للإشارة إلى "توفيق عكاشة"؟ ما جدوى ظهور "منة شلبي" سوى الإضافة إلى مشاهد الوعظ في الفيلم؟ هل لتعويض غياب "بطلة" واضحة المعالم داخل الفيلم؟ أضف لذلك سؤال طرحه العديد من مشاهدي الفيلم عن "لثغة" منة في الفيلم ، وللمشاهد "الإعلانية" عن "جبنة جرين لاند" و "إندومي" على غرار "جريدة الشروق" في فيلم "عسل أسود" لـ"حلمي" وغيرها..

حاول "مكي" عمل "الصح" ولكن بالطريقة "الغلط" .. ربما يعود إلى مجموعته السابقة أو ما يعادلها مهارةً وروحاً .. ربما ينجح مع مجموعة جديدة .. ربما يعوض في "الكبير 3" إخفاق "سمير أبو النيل" .. لكن عل "سمير أبو النيل" يكون درساً له في مراحل قادمة..

سطر ختامي : "السبكي" بريء من تواضع مستوى هذا الفيلم بالمرة.. صدقوا أو لا تصدقوا..

ذو صلة: "رامي عبد الرازق" يفتح النار على "سمير أبو النيل" ، و "أيمن بهجت قمر" يبرر..
* الصورة من 4.bp.blogspot.com