Sunday, October 21, 2007

فرجات آخر الشهر

* ما دامت الميديا تصر على أن المسلسل الفلاني ناجح نجاحاً مبرماً غصب عن "عين التخين" التي شاهدته ولم تره كذلك.. فلماذا نشاهد المسلسلات أصلاً؟

* لا زلت مصراً على رأيي في "يسرا" في "قضية رأي عام".. لكن نار "يسرا" ولا جنة "إلهام شاهين"!

* هناك أدوية معينة "تسد النفس" تملأ المعدة فلا تجعل الشخص يرغب كثيراً في تناول الطعام .. وهناك مسلسلات معينة "تسد النفس" عن الفرجة عليها فلا تجعل الشخص يرغب كثيراً في مشاهدة أي مسلسل .. "حق مشروع" على سبيل المثال!..

* "يحيى الفخراني" ممثل كبير وأنا شخصياً من محبيه .. وأرى أنه لا يحتاج مجاملة من البرنامج الفلاني أو الصحافة العلانية له بتوزيع فاصل من المديح المبالغ فيه على مسلسل أداه حتى ولو كان مسلسلاً مهلهلاً وضعيفاً.. بل إنني أشعر أن بعض من يحاولون ربط أنفسهم فنياً بـ "الفخراني" هم المستفيدون من ذلك المديح على أساس أنهم يجدون فرصة لإخفاء عيوبهم وراءه.. هكذا أرى..

* هناك مثل مصري دارج يقول "اللي ما يعجبكش وشه يحوجك الزمن لقفاه".. إن كنا قد تململنا من أن يكون لـ "سميرة أحمد" مساعدة مخرج خاصة بها ، وأن يكون لفلان الفلاني أو لعلان العلاني فريق عمل خاص به .. ها قد رأينا "إلهام شاهين" بصورة مرسومة بألوان الفحم بركاكة تأكل كل الكادر في تتر ختام مهلهل "قلب امرأة"..الاسم الأصح لهذا المسلسل في ضوء هذا التقليد الغريب هو "جبروت امرأة" وهو لن يثير غضب "إلهام" لأنها تعرف أنها "جبارة" فعلاً.. ولكن لأنه يذكرها بفيلمٍ "ما" لشخصة تعرفها جيداً!

* أتمنى أن أرى في الدراما ريفاً بلا "عمدة" وصعيداً بلا "مطاريد" ولا "غازية" ..والأهم مسلسلات لا تتحول إلى منشورات سياسية وتنويهات دعائية..

* في "مسألة مبدأ" كانت البطلة دارسة للقانون .. اثنان من الشخصيات الرئيسة في "حق مشروع" من دارسي القانون .. في "الضوء الشارد" كان "وهبي السوالمي" يغار من "العزايزة" ويصارعهم على السلطة .. في حق مشروع يفعل "زناتي" نفس الشيء مع شقيقه.. تكراراً ربما لما حدث من قبل في "ذئاب الجبل"..وطبعاً تناول مسلسلا "حق مشروع" ومن قبله "مسألة مبدأ" الثأر ولا العار يا جبيصي.. يبقى التذكير بأن كل تلك المسلسلات قد كتبها شخص واحد فقط!

* تخيلوا معي رد فعل الصحفيين لو أن شاعراً غنائياً "آخر" كتب في تتر مسلسل نصف ما كتبه "أيمن بهجت قمر" - والذي قاول بمفرده على نصف تترات مسلسلات رمضان تقريباً!

* "مي كساب" وصلت إلى مرحلة تستحق أن ننصحها فيها بالكف عن التمثيل .. وإن استمرت على هذا فستصل إلى مرحلة تستحق أن ننصحها فيها بالكف عن الغناء .. وإن استمرت على ذلك فستصل إلى مرحلة "نادية الجندي" و"إلهام شاهين"!

* أداء بعض الوجوه الجديدة ..وموسيقى "زياد الطويل" ..وغناء "وائل جسار" ..وأداء "صلاح عبد الله" هي تقريباً معظم حسنات "الدالي"..

* سؤال ساذج من شخص مستقل ساذج : لماذا لم يظهر من يظهر ليتهم صناع مسلسل ما يجعل من ثوار يوليو أشباه أنبياء بتزييف التاريخ مثل ما اتهمت الصحف الناصرية صناع "الملك فاروق"؟ فعلاً .. من الناصريين إلى الحزبوطني إلى اليسار.. غطوني وصوتوا!

* "جمال سليمان" قام بدور بورسعيدي .. و"حسين فهمي" قام بدور صعيدي.. وقريباً قد نرى "فيفي عبده" تمثل مسلسلاً تاريخياً وبالفصحى!.. مع "تايد" للغسيل .. مفيش مستحيل!

* كيف نام "علاء الأسواني" هانئاً في منزله بعد أن عرف أن "أحمد صقر" سيخرج مسلسل "عمارة يعقوبيان"؟

* شخص طيب لكنه يرتكب أخطاءاً كبيرة في حق من يحبونه ويثقون به.. صورة مبتكرة للبطل قدمها "محمد أشرف" وجسدها "خالد صالح" الذي أصلح خطأ قبوله لدور "فرج خنزيرة" في "أحلام عادية"..صورة فشلت في تشويهها كلمات "أيمن بهجت قمر" ووجود "مايا نصري"!

* أكثر من سيت كوم ومسلسل كوميدي ولم نشعر بأي وجود للفكاهة في دراما رمضان.. ملاحظة..

* أخيراً.. كان عيد الفطر موسماً رهيباً للتنافس بين كبار السينما التجارية على العيديات.. وإذا بالعيد هذا العام يخلو تماماً من نجوم الصف الأول ..بل فرصة لمنتجي بعض الأفلام المغضوب عليها لـ"تسريبها" في هذا الوقت.. غريبة!

Monday, October 15, 2007

مسلسل من حلقة واحدة!


لولا "يحيى الفخراني" و "كريمة مختار" لما نجح مسلسل "يتربى في عزو".. ولا زلت على قناعتي التامة بأن المدعو "يوسف معاطي" يفتقد للكثير من أسس الذكاء الدرامي .. وما حدث في "السفارة في العمارة" تكرر في "يتربى في عزو"..

يقول "يحيى الفخراني" أن الحلقات الثماني والعشرين كانت "ضرورية" لكي نصل إلى الحلقة التاسعة والعشرين - أهم حلقات المسلسل.. وهو كلام صحيح من حيث المبدأ وإن كان يفتقد إلى الدقة بعض الشيء.. فثمان وعشرون حلقة "كتير أوي" خاصة إذا كُنَّ ماركة "يوسف معاطي"..

فـ"معاطي" قليل الحيلة كان أمامه فرصة تركيز المسلسل على "حمادة عزو" وعلاقته الوثيقة بـ "ماما نونة"..والمتوترة بزوجتيه السابقتين وأبنائه وما يجره عليهم من مشاكل..كل ذلك كان كافياً لخلق دراما قوية ومقنعة يمكن استخراج كمية ضحك كبيرة منها.. لكن إيه .. البيه يكتب للصحفيين كما أرى .. ولاستدرار تعاطف الصحفيين مع المسلسل قرر التشعب وتناول عشرات القضايا ، بدءاً من التمرد السياسي ، مروراً بالتعذيب في أقسام الشرطة ، والإرهاب في جنوب سيناء ، وإدمان المخدرات ، والتطرف الديني (أي واحد بجلابية بيضا ودقن بقى متطرف وإرهابي.. مش حيبطلوا القرف دة؟)..وأؤكد لكم أنه لو كان أمام "يوسف معاطي" و "مجدي أبو عميرة" بعض الوقت لأضافوا قضايا الزواج العرفي والخصخصة والأداء المخيب للمنتخب المصري.. ثم انتهى بـ"ضرورة مصر ركوب أتوبيس النووي" (لذلك طبعاً علاقة بالتصريح الرئاسي الشهير في هذا الشأن وما صاحبه من مقالات في الصحافة الحزبوطنية).. وفي سبيل ذلك اختلق سيادته خطاً درامياً كاملاً بطلته "نوال عزو" القادمة من الغرب بحضارته لإعادة التوازن لعائلة "حمادة عزو" وبعث الدماء في شرايين المشروع النووي المصري (تيمة مكررة ومنقولة وملعوب عليها وملعوب فيها)..

رموز وإسقاطات موضوعة بسذاجة .. وبشكل مسرحي .. يجرك إلى أن التدليل الزائد قد يقود صاحبه لخيانة العائلة ولخيانة "الوطن"!

كل ما سبق لا يكفي - وبيني وبينكم : لا يصلح-لإقناع ولا لإمتاع ولا لتسلية .. لكن لتعبئة ثمان وعشرين حلقة ولـ"كروتة" المسلسل كالعادة في الحلقة الأخيرة - طبع متأصل في الدراما المصرية!

ويبدو أن المؤلف استشعر تبرم الناس مما سيحدث .. فقرر فقط تلخيص المسلسل في حلقة واحدة .. أن "المستهتر" "حمادة عزو" قد جاءه اليوم الذي سيفتقد فيه للمساند التقليدي والأوحد "ماما نونة" التي تسببت بتدليلها له في عدد لا ينتهي من المشاكل .. فكتب -لأول مرة منذ فترة طويلة - سلسلة من المواقف في الحلقة التاسعة والعشرين بشكل "مقنع" وليس ملفقاً كما فعل كثيراً في "عباس الأبيض" .. وقدم تلك المواقف بشكل عاطفي وباعتناء غير معتاد بالنسبة لكتاباته السابقة فخرجت الحلقة مؤثرة على حق..وساعده في ذلك أداء "الفخراني" و "كريمة مختار" .. كان حرياً بـ"يوسف معاطي" تقديم الشكر للممثلين المخضرمين اللذين أنقذاه من ورطة حقيقية..فمشكلة هذا النوع من كتاب السيناريو أنه يضع نفسه ومجهوده رهناً لحالة الممثل وموهبته واسمه أحياناً أكثر من اهتمامه بكتابة سيناريو منظم وصياغته لدراما محبوكة!

وإن كانت البطلة في "قضية رأي عام" "خارج الفورمة" فإن "الفخراني" أجاد خاصةً في الحلقة التاسعة والعشرين .. وكذلك "كريمة مختار" في أفضل أدوارها منذ فترة طويلة.. وتغير أداء "ياسر جلال" للأفضل ، واحتفظ "عزمي" بمستواه .. وكان اختيار الثلاثة موفقاً بالنسبة لشخصياتهم شكلاً وتمثيلاً..

بالنسبة للإخراج.. جاء تقليدياً بشكل عام وبالنسبة لأسلوب "مجدي أبو عميرة" نفسه.. يبدو أن "أبو عميرة" كمعظم ممثلي المسلسل.. بعيداً عن مستواه..

نقطة أخيرة :تعمَّق لدي إحساس بأن صناع المسلسل كانت لديهم "حسابات أخرى".. على سبيل المثال لم ألمس -لولا أكسسوارات "مجدي أبو عميرة" وبالأخص رنة المحمول "حمادة .. قوم يا حلوة ..قوم ياطعمة"- أن "حمادة عزو" كان مستهتراً بالقدر الكافي والمتوقع (قد يكون مزواجاً ومدللاً لكن تبدو كلمة "مستهتر" "واسعة شوية") .. ربما خوفاً على تأثير ذلك على شعبية "الفخراني" وخوف هذا الأخير من أن تخرج من المتفرجين العاديين تعليقات من عينة "الراجل دة بيضيع رصيده الفني في أدوار مش هية".. كذلك طريقة وضع اسم "رانيا فريد شوقي" رغم قصر دورها وانتهائه "مبكراً نسبياً" وتواضعه.. أضف لذلك حرص "معاطي" على الـ happy ending.. بأي طريقة وبأي حيلة وبأي منظر.. نفس غلطة "السفارة في العمارة"!

باختصار.. وبعيداً عن حفلة المجاملة الكبيرة التي تعرض لها "يتربى في عزو" في البرنامج الفاشل "البيت بيتك".. شاهدنا مسلسلاً أهم منعطفاته حلقة واحدة وكان من الممكن أن يختصر إلى سبع عشرة حلقة على الأقل بدون التشعب واللف والدوران وتملق مديح الصحفيين..

السطور السابقة كانت وجهة نظر شخصية صرفة لكاتب هذه السطور.. كيف رأيتم "حمادة عزو"؟
*الصورة من "جود نيوز"..

Sunday, October 14, 2007

فيما يخص "قضية رأي عام"..


كل عام أنتم بخير..

انتهت أول من أمس حلقات مسلسل "قضية رأي عام" .. وانتهت أمس حلقات مسلسل "يتربى في عزو".. وسأكتب في هذه التدوينة والتدوينة التي تليها بإذن الله عن المسلسلين .. بما لهما وبما عليهما أيضاً..وإن كنت أرى أن هناك نقطة تشابه قوية بين المسلسلين ألا وهي العاطفية..

إن أجاد "محسن الجلاد" -وهو كاتب تحظى أعماله بقبول حسن من قبل متابعي الدراما المصرية ومنها "لدواع أمنية" و "للثروة حسابات أخرى"- في شيء فقد كان ذلك في اللعب على الوتر العاطفي.. فلم يكن من الممكن متابعة قصة قد يسهل توقع نهايتها بدون توليد رغبة حقيقية لدى المشاهد في الانتظار للنهاية.. وقد فعل ذلك بالفعل عن طريق إحداث أكبر حالة ممكنة من التعاطف مع الضحايا الثلاث ، وقد نجح في ذلك - طبعاً بمساعدة "محمد عزيزية" في تجربته الأولى مع الدراما التليفزيونية في مصر وفريق التمثيل والفنيين..

سار "محسن" وشركاه على خطين.. خط التعاطف -المستحق- مع الضحايا الثلاث ، وخط السخط - المستحق أيضاً - على الفريق الآخر ويمثله الفاعلون ومن يقف وراءهم.. بالنسبة للخط الأول بان ذلك واضحاً في الطريقة التي كتبت بها مشاهد الاغتصاب ، والطريقة التي كتبت بها الشخصيات الثلاث بما يحيط كل منهن من ملابسات.. بدايةً من الطبيبة الناجحة المثالية - كعادة شخصيات "يسرا" في مسلسلاتها - والتي تعيش حياة مستقرة مع زوجها الطبيب سيء السمعة -أحد أفضل أدوار "إبراهيم يسري" التي شاهدتها- مروراً بشخصية زميلتها "حنان" -لعبتها "لقاء الخميسي"-المنتمية لعائلة صعيدية محافظة بكل ما يعكسه مفهوم الشرف لديها، ونهايةً بشخصية "سميحة" الممرضة التي تعيش بعيداً عن زوجها المحامي الذي يعمل في بلد عربي نفطي .. وهي الحلقة الأضعف ضمن الشخصيات الثلاث.. وساعد في زيادة حجم التعاطف معها الطريقة التي قُتِلَت بها على يد أتباع "شكري جلال".. أما عن الخط الثاني فعمل "محسن" فيه على خلق جبهة للصراع يقودها وزير فاسد يتمتع بالسطوة والقوة - "شكري جلال" الذي لعبه بروعة "رياض الخولي"- وشخصية المحامي الفاسد -"مرسي خليل" ولعبه "سمير صبري"-والأخير على استعداد لفعل أي شيء .. أي أي شيء من أجل الفوز بقضية .. ويدخل في ذلك الوسائل غير المشروعة وغير الأخلاقية..أي من الآخر لعبة الصراع ضد النفوذ والمال .. لعبة اعتادتها الدراما المصرية وأدمنتها..خاصةً عندما مارسها "أسامة أنور عكاشة"..

لكن.. هل تبقى تلك القضية قضية رأي عام فقط لمجرد أن أحد المتورطين فيها بشكل غير مباشر هو "وزير" لشخصيته أصل في الواقع؟

بعبارة أخرى.. أرى أنه كان أمام "محسن الجلاد" عدة اختيارات أخرى.. من بينها أن تكون الضحايا من آحاد الناس ..ويكون الفاعلون أيضاً من آحاد الناس الذين "لا ظهر لهم".. بل كان أمامه العكس .. أن تكون الضحايا من وسط يمنحهن "مركز قوة أكبر" والفاعلون من وسط اجتماعي أفقر وأضعف.. في كل الحالات كان من الممكن أن تكون القضية قضية رأي عام..

حتى في اختيار النهاية كان أمامه خيار آخر هو النهاية العكسية كي تكون "صرخة" كما في أفلام السبعينيات التي تناولت مرحلة مراكز القوى.. وإن كانت وجهة نظر المؤلف كما أراها هو تعزيز فكرة أن الإبلاغ والمواجهة يؤديان حتماً لنتائج لا يوصل إليها الكتمان والسكوت الذي يضيع حقوق الضحايا ويترك المغتصبين يعيثون في الأرض فساداً..لكن الرجل أخفق في توصيل تلك وجهة النظر بالقدر الكافي.. فقد جاءت معظم مشاهد الحلقات الأخيرة ما بين مفتعلة ومباشرة لدرجة المدرسية مثل تنويهات "الراجل مش بس بكلمته"!

كما وقع الرجل في خطأ مكرر ومعاد وسخيف .. وهو رغبته في مناقشة أكبر عدد ممكن من القضايا داخل المسلسل .. وإن لم يكن ذلك بالبشاعة التي يمارسها المدعو "مجدي صابر" في جُلِّ أعماله ، وكذلك كما حدث في "يتربى في عزو" كما سيتقدم بإذن الله.. توسمت في "محسن الجلاد" أن يكون أذكى من ذلك ، ومن أن يحاول "تبييض" وجه الجميع شرطةً وصحافةً وحزبوطني!

أنا شخصياً كنت مرتاحاً لصورة "عزيزية" رغم العيوب التي أشرت إليها في التدوينة قبل السابقة ، ورغم ضعف الإضاءة وبعض الفلاتر التي يخيل لي أنه استخدمها-ولو أن صحفيونا ضعاف جداً أمام أي شخص يستخدم كاميرا واحدة وإضاءة ضعيفة.. "السوريزم" يعني-إلا أنني أشعر أنه بذل جهداً طيباً..

أجاد في المسلسل أكثر من ممثل ليس من بينهم "يسرا".. فـ"يسرا" حامت حول الشخصية المعادة المكررة التي تؤديها وحول نفس الأداء.. على العكس من "رياض الخولي" أفضل ممثلي المسلسل والذي أدى دوره بذكاء وبفهم للشخصية .. والشيء نفسه ينطبق على "إبراهيم يسري" ..و "عمرو عبد الجليل" رغم قصر دوره..ولا ننسَ المغتصبين الثلاثة "فلوكس" و "عمرو سمير" و "أشرف مصيلحي" الذي قد يكون الدور بداية انطلاق له بعد مشاركته في عدة أفلام بأدوار قصيرة.. أما "لقاء الخميسي" فقد تباين أداؤها في بداية المسلسل عن نهايته.. حيث كان مقنعاً في الحلقات الأولى ..غريباً في الحلقات الأخيرة حيث تكتفي بجعل حواجبها "سبعة مقلوبة" مع الاعتذار لاسكتش الثلاثي!.. أمَّا "سمير صبري" فقد يكون دوره مقدمة لتجربته في أدوار جديدة عليه تماماً .. خاصة وأن أداؤه قد تحسن عما كان عليه في "حضرة المتهم أبي"..

هذا كان بعضاً مما يخص مسلسل "قضية رأي عام".. ولنا بإذن الله عن "حمادة عزو" كلام!
* الصورة من "مصراوي"..

Wednesday, October 03, 2007

سيتكوم مع سبق الإصرار!


قد تثير السطور القادمة استياء الكثيرين من الزملاء والأصدقاء عشاق السيتكوم التقفيل المحلي ، لكن العبد لله يكتب كمتفرج يفترض أن ما يقدم هو موجه إليه بالأساس .. قد يقول البعض أنه يوجد "بتاع" في الريموت كنترول يجعلك تغير المحطة التي لا تريد أن ترى ، لكن من حقي أن أذكر حيثياتي التي تجعلني أضغط على هذا "البتاع" بضمير مرتاح!

أثبتت التجربة أننا نجيد "التقليد" ولا نجيد "التقفيل".. وهذا هو الفرق بيننا وبين التايوانيين!

صحيح أنه كان لدينا مبررات قوية ومقنعة لتقليد الغرب في أول الأمر خاصةً مع بداية السينما والتليفزيون في مصر وتأثرنا بنجاح السينما والدراما التليفزيونية الأمريكيتين..لكن ما أراه فيما يبدو-وفي السيتكوم بالذات- يؤكد أننا كَلُ على هوليود .. بنفس الطريقة التي نرى "حمادة عزو" كَلاَّ على "ماما نونة"!

في أمريكا السيت كوم ينقل جزءاً من المجتمع الأمريكي ، يناقش قضايا أحياناً ، ويسلي ويضحك في أغلب الأحيان، وسَلوا عن "ساينفيلد" و "بيكر" و "friends"..وغيرهم.. أما هنا فمجرد تقليد كربوني أعمى لا لون له ولا طعم ولا رائحة..ترى فيه شخصيات هابطة على رأسك بالباراشوت من كوكب آخر!

تصادف في رمضان هذا العام أن عرضت "الشاشة" سيتكوم أمريكي مدبلج -بكل رداءة-إلى العامية المصرية اسمه till death.. في الوقت الذي عرضت فيه قنوات عدة "تامر وشوقية"..ورغم أن الدبلجة المصرية للمسلسل الأجنبي المذكور مبنية على استسهال وجهل الفارق الفظيع بين الفكاهة الأمريكية والفكاهة المصرية.. إلا أن تامر وشوقية تفوق- بامتياز- على المدبلج..فهو أفشل منه بكثير!

أول ما يصدم عينيك عندما ترى "تامر وشوقية" هو كم التشابه البصري الشنيع بين ذلك المهلهل وعدة مسلسلات مناظرة.. فبعض الديكورات شديدة الشبه بديكور المقهى في friends.. وكذلك ديكور البيت الداخلي..بل ويتخطى الديكور إلى طريقة تحريك الممثلين في "تامر وشوقية" والمسلسلات الأمريكية "الأصلية".. بل حتى في طريقة الإلقاء وتوزيع الجمل الحوارية هنا وهناك وحركة الكاميرا.. لقد كان "شريف شعبان" في كل أفاعيله في الأفلام الهوليودية ملاكاً مقارنةً بما يحدث!

أما فكرة المسلسل نفسه فهي تمصير هزيل للغاية لـDharma and Greg..أترك لكم المقارنة بين المسلسلين على طريقة "اكتشف الاختلافات" اللعبة التي يعرفها من يتذكر مجلات الأطفال!

استحضرت ذاكرة كاتب السطور تصريحاً للبيه الفيشاوي الصغير قبل "الموضوع إياه" بفترة ، يقول فيه لا فوض فوه أننا أول من اخترع السيت كوم وطبقه في الستينات ، وأننا سنعيده بما يتناسب مع مجتمعنا وخصوصيته.. ومن يسمع هذا الكلام ويصدقه لم يشاهد فيما يبدو "شباب أون لاين".. والذي بدا "تامر وشوقية" تطوراً طبيعياً له..كما أرى على الأقل..

هذا التناقض الشديد نراه في أداء الفيشاوي نفسه داخل "تامر وشوقية"..فالممثل الذي أشاد به النقاد بشدة في فيلم "45 يوماً" في أداء شخصية مركبة شديدة التعقيد ظهر جزءاً من حالة الافتعال والاستظراف التي تغلف المسلسل ككل أداءً وإلقاءً.. ويبدو أن الرجل فهم هذه النوعية من الدراما خطأً.. فليس معنى أن السيتكوم هو صنف خفيف من الدراما أنه يتطلب "كروتة" الأداء التمثيلي على النحو الذي رأيته..

ولا داع للحديث عن "مي كساب".. فأنا أشعر أنها تؤدي ما هو أقرب لدورها في الحقيقة.. هذا ليس تمثيلاً يا قوم!

أما المقلب الكبير الذي شربته حتى الثمالة فكان "هيثم دبور" الشهير بـ"أحمد مكي"..لقد طلعت الصحافة الممثل والشخصية التي نقلت بحذافيرها إلى فيلم "مرجان أحمد مرجان" (والذي تشوبه شبهات نقل و"اقتباس"..محدش أحسن كتير من حد) القمر والمريخ (مش السوداني) .. وإذا بالرجل يقدم وصلات من الاستظراف والأداء شديد الافتعال و"الأفورة" بما لا يتحقق به الحد الأدنى من الإضحاك..صحيح أن الإضحاك مسألة نسبية تختلف من شخص لآخر وباختلاف الظروف.. لكن هاتوا لي من لا يزال يضحك على نكتة "مرة واحد راح لبقال قال له عايز بشلن حلاوة قال له معنديش وهو عنده جوة"!..فعلاً كان "أحمد حلمي" و"محمد سعد" رحمة.. فبالرغم من استعمال الأخيرين لنظرية "الطاحونة الهولندية" في "رزع" الإفيهات .. إلا أن بعض إفيهاتهم يمكن أن تثير الضحك في بعض الأحيان..حتى الشخصية نفسها التي يتحرك فيها "مكي" كفارس روماني يتحرك في بدلته الحديدية عليها علامات استفهام تتصل بموقعها من الإعراب في دراما المسلسل.. وسيرد الحديث عنها تفصيلاً بإذن الله عندما أكتب عن شخصية "أنيمال" في مسلسل the muppet show..

الدبلجة على ركاكتها تبدو أشرف وأنظف بكثير من محاولة التقليد والتقليد ثم التقليد.. ونحن في انتظار أن يثوب صناع -عفواً مقلدو ومجمعو- هذه النوعية من الدراما في بلادنا إلى رشدهم ويقدمون أشياء لا تشوبها شبهة كوبي وبيست وافتعال واستظراف..وربنا يهدي الجميع!
*الصورة من ويكيبيديا..