Thursday, February 26, 2009

فرجات آخر الشهر

* "لو رئيس المجلس الشعبي المحلي في الإسكندرية قال للأعضاء يرموا نفسهم في البحر.. (أ)حيرموا نفسهم ، (ب)حيصوموا تلات أيام ، (ج)حينزلوا البحر بالمايوهات ويعوموا كام متر ويرجعوا.. يسرنا تلقي إجاباتكم على تليفون البرنامج.."

ما سبق ليس جزءاً من إحدى حلقات "سرحان ونفيسة" ولا "مع المفتش كورومبو".. إنه يا حضرات جزء من حلقة حقيقية أذيعت قبل أسبوع من برنامج "حمبوزو لاوي بوزو".. "الطبعة الأولى" سابقاً!

* سئل "جحا" عن عمره ، فقال :أربعين سنة ، وبعد عشر سنوات سئل عن عمره فأجاب : أربعين سنة ، فتعجب الناس ، فرد عليهم : هكذا الرجل الشريف لا يغير كلمته أبداً.. ربما يكون ذلك تفسيراً منطقياً لإصرار "علا غانم" على أداء دور طالبة في جامعة خاصة رغم سنها الحالي ، ومبرراً لأدائها لنفس الدور بعد عشرة أعوام ، عشرين عاماً ، ...

* العيب الوحيد في أغنية "نص حالة" هو "أصالة نصري".. التي جعلت منها - رغم إبداع "نزيه" وطبعاً "مدحت الخولي" - "نص" أغنية!

* ملحن واحد حول شبه المستحيل لحقيقة ، جعلني "أتحمل" "أصالة نصري" و "أقتنع" بـ"روبي" في أغنية واحدة وبشكل مؤقت .. إنه "خالد عز"..

* آه لو تمكن "يحيى الفخراني" من اختيار نص مسلسل تليفزيوني وتصويره وإنهائه وعرضه قبل نهاية رمضان القادم .. حمادة يا جاااااامد!

* قناة جديدة شعارها "خليك في النور" ..ولا تجد فيها بصرياً ما يمت للنور بصلة ، بل تفاجأ بأن معظم ديكوراتها واستوديوهاتها يغلب عليها اللون الأسود ، وشعارها باللون الأصفر الذي يرمز في عدة ثقافات - ومن بينها ثقافتنا- للموت ، أسود وأصفر كسيارة نقل الموتى في قناة تليفزيونية.. لا يا عم.. "الضلمة" أحسن!

* تخيل .."هيفاء وهبي" و"سامي يوسف" و"حمزة نمرة" يغنون لشركة واحدة!

* "اللوك" الجديد لـ"إيهاب توفيق" وكليبه الجديد يؤكدان انتقاله من مرحلة ثلاجة الخضار في "روتانا" إلى ثلاجة المشرحة في شركة "محسن جابر"!

* أخيراً.. تقليعة سخيفة كالمعتاد من فضائية "دريم" بوضع شاشة برنامجي "العاشرة" و"الطبعة الأولى" في كادر كما لو كان فيلماً سينمائياً أو فيديو كليب.. لا ينقص البرنامجين إلا أن يخرجهما "جميل جميل المغازي"!

Tuesday, February 17, 2009

بطل الأوسكار الحقيقي


0-عندما يحقق الفيلم "الأوسكار" كأحسن فيلم أو أي جائزة أوسكار أخرى فإن الفيلم يصبح محط نظر دور العرض ، والنقاد ، وفضائيات الأفلام التي تعرضه بعد عرضه التجاري .. هذه كانت القاعدة ، ولكل قاعدة شواذ تصبح مع الوقت قاعدة جديدة..

فكل الأضواء ذهبت إلى Lord of the Rings: The Return of the King الذي فاز بالأوسكار في العام 2003 على حساب منافسه الأقوى والأجدر Mystic River.. الذي استقبل على استحياء على كافة الأصعدة حتى تكرمت بعض الفضائيات بعرضه .. وشاهدته على MBC2 قبل أيام.. صحيح أن عائلة "سيد الخواتم" فيها الكثير من "الفرجة" و "الإبهار".. لكن يبقى للدراما عشاقها ومحبوها واعتبارها لدى هؤلاء العشاق والمحبين.. الآتي بعد هو مجرد خواطر غير مرتبة بدقة عن الفيلم الذي كان يستحق الأوسكار قبل ست سنوات..

1-ثلاثة أصدقاء عاشوا تجربة مؤلمة في طفولتهم، وماضياً مؤلماً في شبابهم ، وتفرقوا بعد النضج ، شرطي (شون ديفاين -كيفين بيكون) ، شخص من الطبقة العاملة (ديف بويل-تيم روبينز) ، ومجرم سابق (جيمي ماركورم- شون بين).. متعايشين كل مع حياته ومتناسين جراح الأمس ، حتى ينكأها مقتل ابنة الأخير .. الذي يعيد تجميع الأصدقاء الثلاثة من جديد.. ويضعهم في مواجهة عنيفة أمام بعضهم البعض..

يتباين الثلاثة في علاقتهم بالماضي ، بدا "بويل" أكثرهم تأثراً بحكم أنه الذي مر بأقسى مراحل التجربة حيث أنه الوحيد من الثلاثة الذي اعتدي عليه جنسياً ، يؤثر ذلك بشدة في علاقته بمن حوله وفي مقدمتهم زوجته .. بل إنه يقتل شخصاً يعتدي جنسياً على الأطفال بالتزامن مع الوقت الذي قُتِلَت فيه ابنة صديق عمره "ماركورم" .. مما يدفع هذا الأخير للشك فيه.. "ماركورم" نفسه لم يتحرر من ماضيه الذي جمعه بمجرم سمي حركياً "راي فقط" "Just Ray" والذي يرتبط ابنه بعلاقة عاطفية مع ابنة "ماركورم".. لكن شك "ماركورم" في "بويل" كان أقوى ، وتزيده الأحداث قوة..أما "شون" فيوضع في الاختبار الأصعب ، حيث يحقق في جريمة قتل لابنة أعز أصدقائه الذي يشك في شخص آخر من أعز أصدقائه.. وفي الوقت الذي يقبض فيه على القاتل الحقيقي يكون "ماركورم" قد قتل الشخص الخطأ..

2-تشعر أنك أمام سيناريو قوي ، ومخرج أقوى..

ينسف الفيلم كل توقع محتمل للمشاهد أولاً بأول، ففي الوقت الذي يتوقع فيه مشاهد الفيلم أن يتأثر "شون" كثيراً بعلاقته بصديقيه يؤدي عمله بكل احترافية ، على الأقل إلى أن قبض على القاتل قبيل نهاية الفيلم ، وعندما تتوقع أن يستمر على تلك الوتيرة ويقبض على "ماركورم" ينحاز لعاطفته على حساب الواجب ، وبينما تتوقع أن يكون ابن "راي" هو القاتل يدفعك الشك أكثر لأن يكون "بويل" هو القاتل ، وعندما تتيقن من ذلك فعلاً تجد أن شقيقي ابن "راي" هما الفاعلان الحقيقيان.. وفي غمرة ذلك يكون "ماركورم" قد قتل "بويل" البريء فعلاً من جريمة قتل ابنته على عكس المتوقع في أي فيلم عربي تقليدي يصل فيه ضابط الشرطة ويفجر القنبلة.. أضف إلى ذلك توازي صعود الأحداث في خطين متوازيين بين خط "شون" الذي يتحرك فيه نحو القاتل الحقيقي ، وخط "ماركورم" الذي يحاكم فيه "بويل" على طريقته وهو على يقين تام بأنه القاتل.. بل ينتهي خط "شون" تاركاً الأمور تصل إلى نقطة الانفجار على مسار "ماركورم-بويل".. كل هذه أمور تنم عن كتابة "متكلفة".. لكن من شاهد الفيلم سيلاحظ حضوراً طاغياً لـ"إيستوود" في كل ما سبق ، ولو أخرج الفيلم بنفس السيناريو مخرج غيره لجاء الفيلم أقل إمتاعاً..

يكفي مثلاً الدور الذي لعبه الجندي المجهول في هذا الفيلم -التصوير والإضاءة- في نقل المود الحزين الذي تعيشه عائلتا "ماركورم" و"بويل".. التي تكاد تكون قاصرة على شبه إظلام يتخلله ضوء النوافذ خاصةً في الثلث الأخير من الفيلم.. وحركات الكاميرا المصممة بعناية على شخصيات الفيلم الرئيسة.. وماستر سين الفيلم الذي يجمع "ماركورم" بـ"بويل" المصور في شبه إظلام تام على حافة النهر ، ولم يعبه سوى تكرار جملة "اعترف بالذي قمت به" أكثر من اللازم.. ولا ينافسه في ذلك إلا المشهد الذي يعرف فيه "ماركورم" ضخامة خطئه ، ومشهد الفينال الذي يلتقي فيه "ماركورم" و "شون" وسط الكرنفال.. ويقرر فيه إغلاق الملف ، ولو مؤقتاً..

3-نعم جاء "Lord of the Rings" مبهراً كفرجة ، والفرجة مهمة بالتأكيد في فن كالسينما ، لكن عنصر الفرجة في "Mystic River" جاء أقوى ، وأعتقد أن التمثيل في "Mystic River" أشبع حاجة من لا يزال الأداء التمثيلي يسترعي انتباههم أكثر من التقنية والمؤثرات والحبشتكانات .. صحيح أن كل انتباهي أول الأمر جاء مركزاً نحو "شون بين" -الحائز على الأوسكار بجدارة عن دوره - وهو يؤدي ببراعة شخصية تحمل على عاتقها كل هذا الحمل الرهيب ، من مقتل ابنته إلى قتله لأعز أصدقائه ، لكن من الصعب أن تقول أن في الفيلم ممثل ضعيف ، فثاني أفضل ممثل في الفيلم هو الذي نال أوسكار أفضل دور ثاني - الغول "تيم روبنز"- أضف إلى ذلك أدوار الشخصيات الأخرى كزوجة "بويل" - لعبتها "مارشيا جاي هاردن" - وحتى عائلة "راي هاريس" أو "Just Ray" كما سمي حركياً في الفيلم وبالأخص ابنيه "بريندن"- لعبه "توم جويري" و"السُهُن" مدعي البكم "راي هاريس الابن" والذي أداه بامتياز "سبنسر تريت كلارك"..

نوع ونوعية الفيلم حالت دون أن ينال اهتماماً نقدياً وإعلامياً كبيراً حتى هنا .. نجد أن الفيلم عرض على الفضائيات بعد أن عرضت كل الأفلام المتاحة لسيد بيه الخواتم بسنوات .. وعرضته MBC2 ومن قبلها Dubai 1 في توقيتات "صعبة" نسبياً داخل اليوم.. لكن على أي حال استمتعت بفيلم طغى فيه الإبداع على سوداوية قصته..
* الصورة من movicitynews.com

Thursday, February 12, 2009

هات قفص للباشا!


"الرقابة على المصنفات الفنية".. جهاز يراه كل منا بطريقته ، البعض يراه شراً لا بد منه ، والبعض الآخر يراه شراً فقط .. لكن المؤكد أنه أحد "ظلال" و"ترمومترات" الدولة في مصر ، شئنا نحن ، وشاء صناع الأعمال الفنية ، وشاء مؤيدوه ، ومعارضوه ، وموظفوه ، أم أبى كل من سبق.. ومن يعرف أكثر عن تاريخ هذا الجهاز سيرى فيه مرآة تلخص كثيراً من التوجهات السياسية التي يعاصرها أكثر ربما من شخوص وتوجهات وأفكار القائمين عليه..

ولأننا نتحدث عن "الرقابة" فبالتأكيد سنتحدث عن "الخطوط الحمراء".. وإذا نحينا التوجهات السياسية جانباً (النظام والشخصيات المقربة له والقوى السياسية والمذهبية الدينية المتحالفة معه ...الخ) بما أنها "فضفاضة" تتغير من عهد إلى عهد ومن فترة إلى أخرى في نفس العهد ، تبقى هناك خطوط حمراء أخرى تتعلق بالسلم العام ، والوحدة الوطنية ، والجنس ، والدين.. وهي خطوط واضحة يعرفها جيداً عامة الناس وليس مؤلفو ومنتجو الأغاني والمسلسلات والأفلام..

وينقسم صناع الأعمال الفنية أمام هذه الحقائق إلى عدة فرق ..فريق من أصحاب قضايا يهمهم أن تصل لأكبر عدد من الناس ، ولكي تصل هذه الأعمال فعليها تخطي حاجز الرقابة ، وبالتالي فإنه لو تخطت أفكارهم تلك الخطوط الحمراء فإنهم يبدون قدراً من المرونة أثناء تعاملهم مع الرقابة حتى وإن تصادموا معها أحياناً ، وهؤلاء يحترمهم أغلب الناس وإن اختلفوا معهم ، وفريق آخر "محترف" يتقن تمرير ما يريد من محظورات تتعلق بالجنس واللغة البذيئة والتلميحات الطائفية فوق رءوس موظفي جهاز الرقابة ، يحترم الناس ذكاء هؤلاء ولا يحترمهم ، وفريق ثالث يسمى فريق "لا تصالح".. يبحث عن المحظورات من أجل المحظورات ، ويلفقها في أعماله تلفيقاً كي يظهر بمظهر الجرأة السياسية والفنية، وعندما ترفض الرقابة يهم بتمثيل دور الشهيد ويبدأ في الصراخ لكي يستدر عطف المثقفين.. وهذا الصنف لا يحترمه السواء الأعظم من الجمهور خاصة الذين لا يحترمون من يستغبيهم!

ولكن يبقى فريق رابع هو الأذكى بين هؤلاء جميعاً.. الفريق القادم من أسفل درجات السلم الطبقي.. مهما اختلف كاتب السطور واختلفنا جميعاً حول ما يقدم إلا أنه يبقى الوحيد الذي يحقق هدفه بلا خسائر..

جاء مطربو الميكروباص و"الشعبي الجديد" من القسم الأدنى من الطبقة الفقيرة ، ومن طبقة "الفقراء الجدد" - ساكني العشوائيات- وهم الأكثر تعاملاً وتصادماً مع "الدولة" بدايةً من صغار ضباط المرور إلى صغار المخبرين إلى صغار ضباط الشرطة والموظفين.. هذا التعامل جعلهم ينتهجون سياسة عبقرية تتيح لهم التعايش مع الدولة في صراغ "غير متكافئ" يجمعهم بها كل يوم.. سياسة تجعل الكل يربح .. أو ما يوصف لدى "المثقفين" بالـwin-win situation..

النظرية ببساطة : عندما تفعل ما تشاء رغم أنف الباشا فإنك قد انتصرت واسترحت ، وعندما تعطي الباشا "برستيجه" فإنك تعطيه شعوراً وهمياً بالانتصار يريحه .. وبهذا يخرج الجميع مسروراً في النهاية.. شيء يشبه من بعيد نظام (هات "قفص" للباشا)!

إبان تولي "حمدي سرور" الرقابة في التسعينيات أزعجته أغاني "شعبان عبد الرحيم" وقام بمصادرة شريط "كداب يا خيشة" في ذلك الوقت فأرسل له "شعبولاً" -بحسب صحيفة- برقية اعتذار عن تلك الأغنية ، وأغنية أخرى مطلعها "صادق يا خيشة وكلك طيابة.. زعلت منك حتى الرقابة".. وإن كنت أشك أحياناً في مصداقية هذه الواقعة..

ما أنا متأكد منه ، أن "بعرور" صاحب "العنب" أبدى مرونة كبيرة جداً عندما طُلِب إليه -من "السبكيين"- تعديل مطلع الأغنية خاصةً ما يخص "الحشيش" (أكل العسل حلو بس النحل بيقرص..شرب الحشيش مزاجه عالي والراجل اللي يكرس) لكي يمكن استخدامها في فيلم "أيظن" للمخرج "أكرم فريد".. ونجحت النسخة الأخرى - المعدلة رقابياً- نجاحاً كبيراً -أكثر من الفيلم- وإن كان لا يقترب طبعاً من النسخة الحقيقية التي قال فيها ما يريد!

وحتى عندما اكتشف جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وجود أغنية "العبد والشيطان" ضمن مسرحية "ترالملم" للممثل "سمير غانم"-بعد أكثر من عام على انتشارها الكاسح في الأسواق- والتي -كما يراها الجهاز الرقابي- "تحرض على المعصية" و"شرب الخمر" لم تأخذ العزة "محمود الحسيني" ولم يتقمص دور "خالد يوسف" وقبل التعديلات لكي تستمر الأمور بشكل طبيعي..

قد يرى بعض من سيقرأ تلك السطور التحليل السابق على أنه يدخل في "تسبيب ما لا سبب له".. وإن كنت أرى أنه يصعب جداً فصل علاقة مطربي الميكروباص بالرقابة عن علاقة من يعيش حولهم هؤلاء المطربون بكل مظاهر الدولة.. جهاز الرقابة وعسكري المرور والمخبر والصول والموظف كلهم وجوه لـ"الباشا" الذي يصعب جداً عض يده ، ولكن يمكن جداً تقبيلها..
* الصورة من موقع حريف دوت نت..