Sunday, June 28, 2009

فرجات آخر الشهر

*أعتذر لكل من تأخرت عليهم في الرد لتعرضي لمشكلة تقنية شديدة السخافة تجعل من المتعذر علىّ ادخال أو تعديل أي تدوينة من جهازي.. وهكذا عدنا إلى السايبرات من جديد.. :)

* المسلي جداً "طارق الشناوي" في معرض نقده لفيلم "بدل فاقد" قال لا فوض فوه أن الفيلم كاد ليكون أفضل لو تم تضمينه بقضايا ما .. كما لو كان صنع فيلم بوليسي صرف أو كوميدي صرف جريمة إلا إذا تم حشر القضايا فيه حشراً .. كيف نتعجب من تخلف السينما في بلادنا إذا كان النقاد يفكرون بهذه الطريقة؟

* ما هو المبرر الذي يمكن تصوره للسيد "فضل شاكر" لأن يغني على لسان امرأة؟.. هذا السؤال يفرض نفسه كلما قفزت إلى الذهن أغنية "نسيت أنساك"..

* كنت أتمنى أن يكون حصول "وحيد حامد" على جائزة الدولة التقديرية تكريماً له عن مجمل إنتاجه الفني بحق وحقيق ، وليس لأنه يكتب في "روزا اليوسف".. عندما يكون التكريم مبنياً على منطق "المصلحة الفكرية" فإنه يصبح نوعاً من الغبن والاستخفاف بكل عمل السنين..

* لكن "وحيد حامد" نفسه هو من يستخف بجمهوره الذي أسهم في صنع نجوميته تلك عندما يحاوره بأسلوب تفوح منه رائحة العجرفة والصلف.. قال سيادته : "أي شخص يصدر رأي مسبق فهو إنسان مغرض ".. ماشي .. لكن "ويستحق العقاب"؟.. لم يعد يبقى سوى أن يسألنا قبل بدء أي فيلم : "هل أنت من الموالين لي ، ولآرائي ، ولسيناريوهاتي ، وللمؤسسة الصحفية التي أكتب فيها أحياناً ، أم أنت لا قدر الله من المعارضين"؟ .. ربما تنتظر "الخيرزانة" هؤلاء الأخيرين!

* محاولة "عمرو الليثي" للعب دور "مفيد فوزي" عقيمة بكل المقاييس!

* ممارسات قناة "الحياة" تثير بضع تساؤلات مزعجة ، منها على سبيل المثال : هل يعد احترافياً "لصق" "ستيكر" "حصرياً" قرين اسم كل برنامج وكل فيلم حتى ولو كان يعرض لعشرات المرات على الفضائيات؟ وهل يعد احترافياً أن تعلن القناة عن مسلسلات رمضان وبرامجه قبل الشهر بما يزيد قليلاً عن السبعين يوماً؟.. مش عارف!

* مشاهدو التليفزيون القدامى نسبياً يتذكرون مسلسلاً ألمانياً كان يعرض في "اخترنا لك" - الله يرحمه - اسمه "Der Alte" أو "The Old Fox"، المدبلج إلى إنجليزية بريطانية مفتعلة بشكل مضحك.. كلما أشاهد برومو "حوار على نار هادئة" على قناة "الدائري" - "المحور" يعني - أنتظر نفس الشخص الذي كان يقول بنفس الإنجليزية المفتعلة الركيكة : The Old Fox!

* الذين يستغربون من "هيفاء وهبي" في دور فتاة شعبية في "دكان شحاتة" لم يستغربوا إطلاقاً من اختيار "رزان مغربي" ذات الملامح السويدية لأداء دور بنت بلد في مسلسل "عدى النهار".. ربما لاقتناع بعضهم بأن الشخصية التي لعبتها "رزان" هي بنت بلد من إحدى حواري "ستوكهولم"!

* أقدر مشاعر "عمرو واكد" الذي خرج علينا بكلام كبير جداً عن سبب غيابه عن العرض الخاص لفيلم "المشتبه" من عينة "حتى لا أخون جمهوري".. ليس من السهل على "عمرو واكد" -ولا غيره بصراحة - أن يتقبل وبسهولة أن يأتي اسم "بشرى" في الفيلم قبل اسمه!

* ما هي اللعبة الدعائية السمجة القادمة للسيد "كامل أبو علي" لفيلم "أحمد حلمي" الجديد؟

* ينسب لـ"تامر حسني" القول بأن هناك من يغار منه لأنه لا يصدق أن ما فعله في ثلاثين سنة فعله هو (=تامر) في ثلاث سنوات.. أنا أعرف جيداً جداً ما فعله الشخص الآخر في ثلاثين سنة ، لكني لا أعرف ما هو الذي فعله "تامر حسني" في ثلاث سنوات!

* "سمية الخشاب" مطربة .. أحسن برضه!

* سمعت أن "سميرة سعيد" قررت الهجرة إلى "روتانا".. نهارك "مزيكا" يا "محسن" بيه!

* كوميديا الشهر : إعلان مسابقة "كنوز" الذي يظهر فيه ثلاثة يشبهون تماماً شلة "جيم تيم" في قناة "مزيكا"!

* أخيراً .. لماذا اشتهرت المسلسلات التركية والمكسيكية المدبلجة إلى اللهجة الشامية أكثر من شهرة المسلسلات اللبنانية والأردنية نفسها ، عطفاً على أن جل العاملين بدبلجة تلك المسلسلات ممثلون لبنانيون وأردنيون؟.. الله أعلم..

Wednesday, June 24, 2009

في الهيافة والاستهياف


أكتب هذه السطور قبل يوم واحد من اليوم الذي حدد رسمياً لعرض فيلم "احكي يا شهرزاد" .. والذي ثارت حوله أزمة كبيرة قبل عرضه بفترة ما بين معارضين له يطالبون بمقاطعته وبين مؤيدين متحمسين له على طول الخط ، وموقف الأخيرين أغرب..خاصةً أن منهم من "يطالب بعدم التسرع في الحكم على الفيلم قبل صدوره".. رغم أنهم فعلوا نفس الشيء!

حتى مع تسليمنا بأنه لا يجب الحكم على فيلم قبل مشاهدته ، لكن يبدو للتوجس قبل أي فيلم ما يبرره بحكم أن الإنسان دائماً عدو ما يجهل ، سواء أكان ما يجهله صفر على اليمين أو ثلاثة على اليسار ، لكن ما يصعب فهمه وتفهمه هذا التهليل الشديد للفيلم قبل عرضه..

لا يعرف المؤيدون عن الفيلم سوى المقالات والتسريبات والتريلر فقط ، تماماً شأنهم شأن من سنوا سكاكينهم له ، ومن المؤيدين صنف لا يمكن إنكاره بين مشاهدي الدراما في مصر ربته وسائل الإعلام على أن "مناقشة القضية" هي غاية المراد من رب العباد ، ويا سلام لو كان التناول يخدم "المصلحة الفكرية" لدى هؤلاء ، ساعتها تنهار كل المواعظ التي يصدعون بها آذاننا عن السينما ومستوى الأفلام و ..و... و...وبصراحة هذا النوع-خاصةً بعض أفراده القريبين والضالعين في الميديا- يجعلنا نستحق وعن جدارة ما وصلنا إليه من هيافة ، طالما أن الأفلام يتم الحكم عليها بمعيار سطحي وتافه ، وقدم لنا بالفعل أنماطاً من أنصاف الموهوبين ، إما أن تحاول افتعال أي شيء ليظهر بمظهر الجدية ، كلقطة دخيلة لمظاهرات الاعتصاميين أو أي ذقن من الباب للطاق (مع عبارتين بالفصحى من عينة "عليك اللحمة" ..آل يعني بيعادي التطرف) ، أو أي شخص "مكرش" تبدو عليه آثار النعمة ليقوم بدور رجل الأعمال الفاسد ، أو أي شخص يقوم بدور الصحفي المقاوم للفساد الذي يواظب على المظاهرات والاعتصامات ويسمِعنا "البقين" المعتادين من عبيط القرية في الدراما العربية على مدى ثلاثة عقود ، أو أنه يتستر وراء "القضايا" لتبرير قزامته الفنية ونقص موهبته ، ومن هذه الأمثلة لدينا كثر كثرة الهم على القلب..

ولا أستطيع أن أناقش هذه الهيافة بشكل أراه غير هايف دون أن أتحدث عن الحملة الدعائية المصاحبة للفيلم..ودون أن أتحدث بالتبعية عن منتج الفيلم "كامل أبو علي"..

"كامل أبو علي" منتج "صنايعي"أكثر منه فنان - عكس "حسين القلا" مثلاً- وهذا ليس عيباً في ذاته أن يكون ضمن المنتجين منتج حريص على الربح كهدف "مشروع" -هو بالمناسبة منتج "خيانة مشروعة" :)- ولكن تحت أسلوبه في الدعاية ضعوا مائة خط..

قبل عرض "حين ميسرة" فوجئ جمهور السينما ومتابعوها بلقطات تم تسريبها إلى صحيفة مستقلة معروفة ، وفي الوقت الذي يضج فيه أي فنان بتسرب أي لقطة من فيلمه ، لم يحرك السيد المنتج ساكناً ، فكل ذلك تم برضائه ،بل بتعليماته..

كان هدف "كامل أبو علي" هو ضرب عصفورين بحجر واحد ، العصفور الأول هو عمل bruit للفيلم ، ضجة مصاحبة وعنصر إثارة وتشويق ، والعصفور الثاني تسويقي على المدى الطويل، يشبه استراتيجية فرق المصارعة الحرة .. ففي المصارعة الحرة لا يعتمد المنظمون فقط على المصارع المحبوب كي يدفع فيه الناس التذاكر وتصبح العروض مثيرة من أجل البيع لشبكات التليفزيون ، بل تعتمد أيضاً على المصارع المكروه الذي يحترمه الناس لقوته ويستعدون لدفع المزيد من المال ليروه "مضحضحاً".. الشيء نفسه ينطبق على الممثلات تحديداً في مجتمع يعلم "كامل أبو علي" تماماً تركيبته، قد لا يحب في معظمه "سمية الخشاب" - غير مقنعة كممثلة في رأيي الشخصي - بسبب نوعية الأدوار التي تقوم بها ،ولكن لديه "فضول" لمشاهدة المذكورة في الفيلم ، مهما كانت نوعية الدور أو المشكلة المثارة حوله..

في الواقع ، لا يهم "كامل أبو علي" أن ينشغل الناس بالمشكلة المثارة حول أي دور عن الفيلم نفسه ،كما حدث مع "مشهد الشذوذ" في "حين ميسرة" وتكرر في "احكي يا شهرزاد" ..فالمحصلة في جميع الحالات واحدة: تذكرة تضاف إلى التذاكر وأرباح وإيرادات .. لا قضايا ولا حرية ولا أي حنجوري من الصنف الذي يحاول الصحفيون الموالون لسيادته إقناعنا به..

جديد البروباجاندا عند السيد "كامل أبو علي" هو محاولته نفاق "المثقفين الجدد" والناشطين ، الذين أصبحوا رقماً صعباً في التكوين الجديد للسوق في مصر ، ولذا فقد اعتنى بهم جداً نفس عنايته بالمراهقين في التريلر والصور واللقاءات والبرامج والمقالات.. وأنا على ثقة بأن هناك من المنتجين الآخرين من ستعجبه اللعبة ، وسيسعى سعياً لحشر أي إشارات عن التطرف الديني والاعتصامات والمظاهرات في سياقات لا تحتمله درامياً ولا فنياً..

باختصار ، أجد نفسي أمام "شيء مش راكب على بعضه" .. دعاية تتملق المراهقين والمثقفين في نفس ذات الوقت ، على الرغم من المواقف المعلنة للعديد من صناعه وبينهم "وحيد حامد" نفسه الرافض لـ"سينما اللعب على الغرائز" .. دغاية تهدف إلى إثارة الفضول وأيضاً الاستفزاز قبل عرض الفيلم وبالمرة العيش في دور الشهيد ضحية التزمت والتطرف وبلدي وحبايبي والمجتمع والناس.. وكنتيجة لذلك ستنطلق المظاهرات، مع أو ضد ، وسنسمع الحنجوري ، وستشرق شمس الهيافة من جديد.. خاصةً بعد أن نكون صدقنا الشبورة الدعائية ، وبعد أن نكون قد "فقعنا في الوخ"!

ويبدو والله أعلم أن مسألة الهيافة تحولت إلى "البيضة والفرخة" .. لا تعرف أيهما يأتي أولاً.. هيافة بعض صناع السينما أم هيافة بعض الجمهور ..وما أقبح الهيافة عندما تتستر وراء قضايا يتاجر بها أولئك أو هؤلاء..


المدون: كتبت هذه السطور قبل صدور الفيلم تجارياً والمقرر له حسب وسائل الإعلام الرابع والعشرون من الشهر ،ونظراً لبعض السخافات التقنية فقد تأجل نشره إلى اليوم..
* الصورة من "أخبار اليوم".. وبالمناسبة اللقطات التي تم تسريبها "عاملة شغل" .. وطاردني بعضها أثناء البحث عن الصورة المناسبة للتدوينة..

Friday, June 19, 2009

الأشرار الأبرار!


قد تأتي السطور القادمة على هوى من يؤمنون بـ"أخلقة" الفن ، وقد لا تأتي!

قبل الكلام : يوجد مثل فرنسي يقول ما معناه : إن الأشرار في العالم أقلية ، وإن الأخيار في العالم أقلية ، وإن الباقين -الذين هم أغلبنا - في منطقة البين بين .. ولأننا في عالم غير مثالي على الإطلاق فإن احتمالية "العنقلة" في واحد من صنف الأشرار أكبر بكثير من أن "تتكعبل" في أحد الطيبين..

صحيح أنه لا يوجد في الواقع- الذي يرى بعض "المؤخلقين" أن الفن يجب أن يكون مرآته- شر مطلق أو خير مطلق ، وأنه -يفترض- أنه في أكثر الشخصيات شراً هناك جوانب إنسانية.. لكن تبقى التقسيمة على حالها ، ويبقى في حياتنا طيبون وأشرار ، وبين بين ، يمكنهم التنقل بين المعسكرين سالفي الذكر!

لماذا هذه المقدمة السخيفة؟

لأن في واقع أي مجتمع -الذي يرى بعض "المؤخلقين" أن الفن يجب أن يكون مرآته.. تذكروا- توجد توزيعة للخير والشر ، دعكم الآن من الخيرين -أو المجموعات التي اصطلح المجتمع على احترامها مع اعتبار "بشريتها" وقابليتها لارتكاب الأخطاء كالعلماء والأطباء ورجال القانون ورجال الدين والشخصيات العامة والتاريخية "الإيجابية"-ولنبقَ قليلاً مع العيال الوحشين ، والذين يتضمنون مجموعة من الخارجين على القانون ، قتلة أو تجار مخدرات أو قوادين أو داعرين/ داعرات ، أو معتادي الإجرام كالبلطجية والمجرمين وطبعاً تجار السلاح ، ومعهم الفاسدين وناهبي المال العام ومراكز القوى، وحتى رموز الشر التاريخية في المجتمعات على اختلافها..يبقى لدي سؤالان كمتفرج سئيل..

الأول موجه لصناع الدراما أنفسهم.. لماذا عودتمونا باستمرار على جعلنا نتعاطف مع الأشرار؟ أقصد هنا الأشرار بالتعريف سالف الذكر ، الاجتماعي والمجتمعي والقانوني والأخلاقي ، مَن هم خارج دائرة البين بين .. لأننا على مدى سنوات طويلة وجدنا في عشرات الأفلام والأعمال الدرامية إشارات شديدة الإيجابية لأناس محسوبين على فريق الأشرار ، بل يقع بعضهم في أقصى أطرافه، كلمة الشرف لدى تجار السلاح ، و"جدعنة" تجار المخدرات ، ومبررات جاهزة لـ"الانحراف" -بكافة أشكاله بما فيها الشكل "اللي بالي بالكم"- كما لو كان كل فقير(ة) أو محتاج(ـة) لديه(ـا) رخصة انحراف وهذا ظلم وإهانة فادحة للفقراء .. بل وإضفاء صفة البطولة على عدد من هؤلاء كما حدث في فيلم "الجزيرة" ومن قبله في فيلم "أنا اللي قتلت الحنش".. بطل في مواجهة فساد السلطة التي صنعت أمثاله في الأول وفي مواجهة رأسمالية الانفتاح في الثاني (وصححوني إن أخطأت)..

والثاني موجه لبعض المؤخلقين أنفسهم من كتاب الأعمدة الذين نصب بعضهم من نفسه نقاداً على سبيل الرخامة المفرطة ، لماذا أجد هَبَّة شديدة وعنيفة في جانب بعض الممارسات المذكورة في الفقرة السابقة عندما يأتي الفيلم عكس الهوى السياسي والفني والفكري ، وأجد نوماً عمييييقاً إذا ما جاء الفيلم ع الكيف؟

ولأنني لا أضمن أن يجيبني هؤلاء أو أولئك عن السؤالين السابقين فكرت في إلقاء الكرة في ملعبكم!
* الصورة لـ"أحمد السقا" في "الجزيرة" من موقع "صوت الوطن" الفلسطيني..

Thursday, June 11, 2009

على الطريقة السلحدارية


تخلى "سليم باشا البدري" عن أرستقراطيته لمرة واحدة لحساب جذوره الصعيدية الريفية- بنظرتها الخاصة بشكل عام إلى "العزوة"، و خاصةً إلى "الولد" حامل اللقب وامتداد العصب - خاصةً عندما تأخر إنجابه من زوجته الأرستقراطية "نازك السلحدار" وقرر الزواج من إحدى فتيات الحلمية لينجب منها ولداً له ، فلم تكتفِ "نازك" بطلب الطلاق منه -ونالته بالفعل - بل قررت -بالعند في الباشا- الزواج من أعدى أعداء "البدري" "سليمان غانم" القادم من بيئة غير بيئتها رغم كونه هو الآخر من أصحاب الأملاك وباشوات ما بعد الحرب العالمية الثانية .. ولما لاحظت الفارق الضخم كانت الفأس قد ضربت الرأس ووقع المحظور وأنجبت منه ابنتها الوحيدة..وانفصلت عن "العمدة" بعد فوات الأوان..

وعنداً في الاثنين قررت "نازك السلحدار" مواصلة الرحلة ، من نصاب إلى نصاب ، ومن "جوكولو" إلى آخر .. ولو كان السيد "أسامة أنور عكاشة" قرر فتح صنبور الكرم الحاتمي قليلاً وأضاف جزئين أو ثلاثة لحطمت مسز "سلحدار" رقم "الصبوحة" القياسي وربما تزوجت من موديل في أغنية "فيتيوكليييب"..

هذا النوع من العند هو الذي دفع إعلامية في ثقل واحترام "درية شرف الدين" بأن تنتحر -في رأيي- بالتصوير البطيء Slow motion على طريقة بنت "السلحدار" الأسامية الأنورية العكاشية بانتقالها إلى "دريم" .. إذا كانت ترى أن التليفزيون الرسمي لم يقدر مكانتها وتاريخها .. فإنها قد ذهبت وبمحض إرادتها الحرة إلى آخر مكان في العالم يمكنه أن يحترم إعلامياً يحترم نفسه..

1-لست في حاجة إلى تكرار ما قلته في وقت سابق عن صعوبة مشاهدة "نادي السينما" على الفضائيات .. سواء لعوامل ترجع إلى طبيعة التنافس بين الفضائيات التي تتخصص في عرض السينما الأجنبية (MBC2 و Fox Movies).. وما فرضته من عادات مشاهدة .. أو لعوامل ترجع لخريطة المشاهدة ومواعيد الذروة ومواعيد الانسحاب (لاحظوا وضع المحتوى الأجنبي على "دريم" وقارنوه بقنوات مثل "OTV") .. ومن الآخر .. من الصعب أن يجامل "بهجت" و "عمرو خفاجي" إعلامية بثقل "درية شرف الدين" على حساب الشخصيات التي تدر الإعلانات على برامج القناة.. وإلا لفعل الأول قبل سنوات مع "حمدي قنديل"..

2-"نادي السينما" ليس "ابن امبارح لسة" .. نعرفه تمام المعرفة بما أنه عرض لأول مرة بعد ميلاد معظم أبناء هذا الجيل .. ومما عرفناه عن البرنامج أنه برنامج يتناول السينما بمنظور فني وثقافي ، أي أنه يخاطب العقل ، الذي تزدريه "دريم" وأخواتها.. فمن الصعب أن تجد برنامجاً عقلانياً وسط برامج التهييج السياسي-"الحقيقة"- و الديني -برنامج "خالد منتصر" مع "جمال البنا"- والاجتماعي- "واحد من الناس" -ولا ننسى طبعاً "وش القفص" "العاشرة مساءً" لصاحبته البريمادونا.. برامج التهييج تلعب على العاطفة ، وتوصلك إلى الخلاصات من أسرع الطرق ، ولها جمهور ومريدون ، منهم -ولا أقول الكل- من لن يتحملوا طويلاً مشاهدة برنامج بشكل "نادي السينما" يتعامل مع السينما كفكر وكفرجة.. الأمر الذي سيتسبب مع العامل سالف الذكر في قتل البرنامج ، وجعله يلحق بمسلسل "The Bold and The Beautiful" الذي يعرض في موعد "ميت" على "دريم 1"..

3-ربما لا يكون لمقترحي أي قيمة فالسهم قد نفذ، لكني كنت كمشاهد وكمحب للبرنامج أفضل ذهابه ابتداءً لـ"النيل الثقافية" التي لا تحركها حسابات الربح والخسارة واعتبارات الفضائيات الخاصة ، وليس فيها مسرح المابيت شو المنصوب (علينا) في "دريم" ، خاصةً وأن القناة ينقصها الاهتمام بالسينما كفن وثقافة .. وإن كان ولابد من الذهاب إلى قناة خاصة .. فكنت أقترح أن تقبل أي عرض من "OTV" إن تقدمت به الأخيرة .. السبب في رأيي أن تلك القناة تتمتع برؤية تقترب من رؤية البرنامج ، وهي القناة الوحيدة -مهما اختلفنا معها بشدة- التي تتمتع بكل سعة الصدر الكافية لعرض أفلام غير هوليودية على شاشتها وفعلتها غير مرة..

ربما أكون على خطأ ، وربما أكون متحاملاً ، وربما يكون العكس صحيحاً ، لكني على أي حال حزين على انتقال "درية شرف الدين" إلى "دريم" أكثر من حزني على نهاية "نادي السينما" على التليفزيون المصري ، ففي "دريم" التي لا تخفى على أحد سيتحول البرنامج إلى جثة هامدة .. وربما يكون ذلك درساً أوقع في النفس مما رويته في بداية التدوينة من أحداث "ليالي الحلمية" فيما يمكن للعناد أن يفعل بصاحبه إن قرر الاستسلام له..
* الصورة من أخبار اليوم وسبق نشرها في تدوينة سابقة..اللي عرفنا نجيبها:)

Saturday, June 06, 2009

برج الفلس


صحيح أن نفساً لن تموت حتى تستوفي أجلها ورزقها ، وأنه "محدش بياخد رزق حد" .. لكن هل يبرر ذلك فتح ثلاث صيدليات مثلاً في شارع يقل طوله عن الخمسين متراً؟

من الوارد أنه إذا نجحت فكرة أو أغنية أو طريقة في كتابة الأفلام أو المسلسلات أن تجد ألف شخص يطبقونها ، ومن هؤلاء الألف شخص تسعمائة على الأقل ينقلونها نقل مسطرة بلا أدنى شكل من أشكال الإبداع.. والشيء نفسه ينطبق على برامج الفضائيات هذه الأيام.. عمليات استنساخ واسعة النطاق لأي فكرة ، والجديد أنه لا يشترط استنساخ فكرة ناجحة ، حتى الفشل يمكن استنساخه!

يجب أن نفرق أولاً بين نوعية البرامج العادية التي تظهر وتختفي ومن الممكن أن يغير فيها المعدون حيثما شاءوا ، وبين "مستقرات الصناعة" و "قواعد اللعبة" أي ما استقر عليه عرف الممارسة في وسائل الإعلام .. مثال على النوعية الأولى برامج المسابقات التي يمكن للقنوات أن تدرجها أو لا تدرجها على جدول بثها ، وإن أدرجتها فهناك مساحات شاسعة للتغيير والتنوع فيما بينها لأن التقليد الأعمى في هذه النوعية من البرامج غير مستساغ على الإطلاق ، بينما تمثل نشرات الأخبار مثالاً صارخاً على النوعية الثانية ، فمن المستقر عليه أن تبدأ النشرة بالأخبار السياسية مروراً على الاقتصاد فالأخبار الرياضية فالأخبار الخفيفة فحالة الطقس ، وعليه فإن أي قناة عندما تقرر وضع نشرة أخبار فإنها تسير حسب السوق والعرف وبالتالي حسب نفس الترتيب .. وإن كان هذا طبعاً لا يمنع من بعض التجديد والتغيير في الشكل في حدود "العرف" بما يكفل تميز القناة عن غيرها..

كل ما سبق بمناسبة "شوطة" برامج الصحافة التي حطت على الفضائيات المصرية هذه الأيام.. ولأننا رغم تباهينا بأن صحفيينا وإعلاميينا "يخدمون" على الفضائيات العربية نعيش حالة من الطفولة لا تجعلنا نفرق بين النوعية الأولى سالفة الذكر وبين النوعية الثانية .. أي أننا نتعامل مع برامج يمكن تحويرها وتطويرها وتحتمل المزيد من الابتكار على أنها من مستقرات السوق التي لا تحتمل مزيداً من التباديل والتوافيق و"اللِعب"..

ويمكنك أن تلعب لعبة "اكتشف الاختلافات" بين برنامجي "الطبعة الأولى" و "الصفحة الأخيرة" على فضائيتي "دريم" و"المحور" على الترتيب ، لتشاهد وبأم عينك المعايير الجديدة التي وضعها الفضائيون المصريون لهذه النوعية من البرامج ..

يبدأ كل منهما بـ"كر" أهم محتويات الصحف المصرية الصادرة صبيحة اليوم ، أو حتى صبيحة اليوم التالي - مبقتش تفرق سينا من سونيا- ثم يبدأ في التعليق عليها على طريقة الاستاند أب كوميدي .. وطبعاً من ضمن الثوابت في هذه النوعية أن يكون المذيع رغاياً كالشخصية التي لعبها الراحل "أحمد الحداد" في "ساعة لقلبك" .. ولا تنسى الظرافة ، واللطافة ، والترررم ، ثم يبدأ كل منهما قبل النهاية في استعراض الأقوال المأثورة ، ثم الصور الصحفية ..

ولكي يوهمنا أصحاب "الصفحة الأخيرة" بشعار "نحن نختلف عن الآخرين" "استحدث" -هه!-البرنامج أمرين ، الأول هو سؤال رجل الشارع العادي في ريبورتاجات تذكرنا ببرنامج "أكيد في مصر" على "أو تي في" ولكن طبعاً بشكل مقحم ، حيث يسأل مراسلوه الناس في أمور قد تكون تقنية صرفة لمجرد الحصول على "نبض الشارع" من الباب للطاق ، ولكي يثبت "ساخب المخيل" قربه من الناس العاديين "كسباً" لتعاطفهم ، والثاني هو استعراض ما تنشره صحافة الغد بشكل يعيد إلى الأذهان برنامج "غداً تقول الصحافة" الذي كان يذاع على القناة الثالثة .. ربنا يحسن ختامها وختامنا..

العجلة من الندامة ، عما قريب سنرى برنامجاً يجمع بين البرنامجين السابقين على فضائية ثالثة ، فتغار الرابعة منها لتستنسخ منه نسختها الخاصة ، وهكذا.. والحجة جاهزة : كل الأفكار تم تنفيذها .. حنعمل إيه يعني؟.. مبرر يراه أصحابه منطقياً لنقل ديكور الصيدلية بالتمام والكمال على طريقة الكوبي والبيست لباقي الصيدليات التي لا يفصل بينها سوى بضعة أمتار.. رغم أن هذه البرامج في رأيي تحتمل الكثير والكثير من التغيير ، لكن ماذا تقول في من اختاروا السكنى في برج الفلس بمحض إرادتهم ، علماً بأنه قد ينهار في أي لحظة على ساكنيه .. ليتهم يتعظون..
* الصورة من مصراوي لمذيع "الصفحة الأخيرة"..