Wednesday, December 31, 2008

فرجات آخر العام

* شيء جميل أن يدون المرء في أول أيام العام مستقبلاً إياه بفرحة وأمل ..وأن يدون في نهايته كاسراً وراءه - وعن جدارة - كل القلل!

* عفواً.. ليس "بوش" وحده هو من يستحق "الجزمة".. قراءة في متابعات الإعلام وتغطياته لملفات "سوزان تميم" و "مجازر الطريق" و "مقتل ابنة ليلى غفران" ستوضح لك من ستقاضي "الجزمة" لو اصطدمت بوجوههم..

* يكتب "تامر حبيب" عن الطبقة الوسطى تماماً كما تكتب عنها "منى نور الدين"!

* رغم تأجيل انطلاقها ، فكرة أن يكون للحكومة المصرية قناة لـ"الكوميديا".. مسخرة!

* "أعجب" ما في "محسن جابر" هو أن يكون لديه "دوللي" و "هيفاء" و "روبي" ثم يهاجم "صحفيوه" الآخرين!

* أرى أن ما سمعته من ألبوم "سميرة سعيد" شديد السخف ..إصرار النجمة الكبيرة على الأغاني الإيقاعية التي لا تناسب اسمها ولا تاريخها أمر كافٍ جداً لتحويلها إلى النسخة الغنائية من "نبيلة عبيد" و "نادية الجندي".. هي في الأخير ضحية نفسها قبل أن تكون ضحية صاحب شركة "عالم الفن" لذبح النجوم..

* عجبت جداً لكتبة الأعمدة المهللين للنموذج السوري في الدراما والكاميرا الواحدة والعقلية السينمائية والمش عارف إيه .. العقلية السينمائية تعتمد على التكثيف والتركيز لأن الشريط السينمائي مدته حوالي الساعتين ، ما فائدة الكاميرا الواحدة إذن مع دراما مترهلة تشعرك بأنك تشاهد فيلماً سينمائياً طويلاً قاتل الملل؟ ولنا في الشيء الدرامي المسمى "عرب لندن" دروس وعظات!

* وعجبت أكثر من بعض الناشطين الذين بدأوا بدورهم بتصنيف الأفلام إلى "فيلم ثوري" و "فيلم داخلية" على طريقة "من ليس معنا فهو علينا".. ماذا تركوا إذن لكتبة أعمدة صحف الحزبوطني الذين قرروا في لحظة غتاتة الكتابة في الفن بما يناسب أيديولوجية حزبهم؟

* أحترم في "إيه آر طين" "حكايات زمان" أنها تقدم مسلسلات قديمة شاهدناها في طفولاتنا (من طفولات جمع طفولة) وتستحق رؤيتها بعين أنضج ، ولكن يعيب تلك القناة سوء التخطيط .. تفاجأ مثلاً بمسلسلين متتاليين لنفس المؤلف ، أو لنفس البطل ، أو لنفس المخرج ، وربما من نفس النوع.. عدوى التليفزيون الرسمي المصري انتقلت إلى هؤلاء!

* من الظلم أن نعتبر "كلمة حق" هو الجزء الثاني من مسلسل "قضية رأي عام".. ليته كان كذلك!

* يورط "أسامة أنور عكاشة" نفسه في مشاريع طويلة الأجل لا يعلم مداها إلا الله ، فينتهي به الأمر بمسلسل يتغير فيه نصف أبطاله .. الكاتب الكبير لم يستوعب درس "زيزينيا" وكيف سقط المسلسل في جزئه الثاني في هوة الفشل التي ابتعد عنها في أول أجزائه.. الكبار لا يتعلمون أحياناً.. إلا تكرار أخطائهم!

* "محمد حماقي" يضع أسماء "أيمن بهجت قمر" و "محمد يحيى" و "تميم" و "توما" على الألبوم ثم يبدأ في التفكير فيه.. صحيح أن "اللي تغلب به العب به" .. لكن تلك القاعدة مع الوقت تصبح "اللي غلبت به تخسر به"..

* "محمود طلعت" يستحق - ونستحق منه- أن يأخذ العام القادم أجازة!

* أتوقع أن يبتعد المنتجون في 2009 عن الدفع بأفلام "الصف الثاني" خلال فترات التوقف بين المواسم بعد أن حقق معظمها فشلاً ساحقاً.. مشرحة شباك التذاكر بقى فيها "قُتَلا" كتير..

* تراجعت "نانسي عجرم" خطوتين للخلف ، ولكني أتوقع أن تتراجع "إليسا" -إذا بقيت على ما هو عليه - أربعاً!

* والدة "منة عرفة" تطلب من مخرج "عمر وسلمى"-بارت تو- زيادة مساحة دور ابنتها في الفيلم.. لا تعليق!

* ضحك السبكيون على الجميع وقدموا فيلم "كباريه" .. نتمنى أن يعاودوا الكرة مرة أخرى!

* أثبتت التجربة أن استقطاب "جود نيوز" للأسماء الكبرى سيريحها من عناء المراهنة على مشاريع فاشلة من عينة "حليم" و"البيبي دول"..

* بما أن البشر لا يتذكرون بشريتهم إلا عند ذكر الخطأ ، أتمنى أن يتذكر "النقاد" و كتبة الأعمدة أنهم بشر مثل صناع الأفلام والمسلسلات التي ينقدونها..

* نجاح "رمضان مبروك أبو العلمين" كان تعويضاً كافياً للمخرج "وائل إحسان" عن ضياع "حلم العمر"!

* أتوقع أن يجمع فيلم في العام القادم بين المخرج "محمد علي" والسيناريست "ناصر عبد الرحمن".. لقاء النحيتة!

* كما انتظرنا "آسر ياسين" وكان عند "الوعد" به في 2008 ، انتظروا "حسن الرداد" و"أحمد صفوت" و "نسرين الإمام" في 2009..

* "شرف فتح الباب" خالف توقعات الناس عنه في حلقاته العشر الأوائل ، جذب انتباه الناس وأثار جدلاً في الشارع ، واجتهد ممثلوه وفنيوه ، ثم عاد "محمد جلال عبد القوي" ليفسد كل ذلك بدفاعه وتبريره لتصرفات السيد "شرف".. عيييني عليك يا "شرف"!

* إعلانات 2008 من أكثر ما أثار الجدل فيه..

* "أحمد مكي" وصناع "اتش دبور" دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه عن قصد أو عن غير قصد بسبب إحدى لزمات الفيلم ، أتمنى أن يدخلوا التاريخ من أي باب آخر .. إلا هذا الباب!

* أتمنى أن يشهد 2009 بداية فك "النحس" الذي يصادف الموهوب "أشرف عبد الباقي" في السينما..

* "مي عز الدين" علامة استفهام كبيرة..

* سيبقى الجدل الذي تركه لنا "يوسف شاهين" أطول من الأفلام التي يقدمها من يقولون أنهم تلامذته..

* نقاط مضيئة في 2008 : ألبوم "منير" ، اجتهاد "محيي" ، نجاح "تامر عاشور" ، تألق "سولاف فواخرجي" في "أسمهان" و"هالة فاخر" في الأمتار الأخيرة من "شرف فتح الباب"، مفاجأة "أحمد عبد الله" في "كباريه"، صورة "شوقي الماجري" و"محمد عزيزية" و"زهير قنوع"، أشعار "إبراهيم عبد الفتاح" في التترات وأغاني الأفلام ، نضوج "وائل جسار" ، نشاط "زياد الطويل" ، بزوغ نجم "آسر ياسين" ، وميلاد "المفتش كورومبو" واختفاء قرد "شومبونجو" في ظروف غامضة.. كل عام أنتم جميعاً أفضل..

Friday, December 26, 2008

عصيصي المشاهض


أنهي هذا العام بنفس ما بدأته به.. السليق والحريق..

في الماضي كانت "المعايير" تطبق بفظاظة ، تخيلوا أن يحرم "إبراهيم الحجار" من أن يكون مغنياً معتمداً بالإذاعة فقط لأن اسمه "الحجار".. وكم من موهوبين حرموا من فرص أمام الميكروفون والشاشة لاعتبارات شكلية شديدة التفاهة ونجحوا هنا وهناك..

والآن .. صارت الميديا بكل ألوانها وملكياتها تفتح الباب لأي شخص .. أي شخص .. لأن يكون مذيعاً.. مرسخةً بذلك لظاهرة "المذيع بصفته".. أي طبيب وأي صحفي بل وأي شخص من الممكن أن يعمل مذيعاً ما دام الكارنيه في جيبه و"مرضي عليه" من "أسخاب المخل".. وإذا كان ذلك يحدث بشكل طبيعي في الإعلام الحكومي والرسمي باعتبار أن المحسوبية ترتع فيه منذ سنوات طويلة ، فإن الجديد هو أن تعج الميديا الخاصة بمثل هؤلاء وهي مؤسسات تسعى إلى النجاح وإلى الربح كما هو يفترض وتدعي أنها تقدم خدمات إعلامية احترافية.. ولدينا "محمد حسن الألفي" و "كرم جبر" و"المسلماني" (سبق ذكره) ورابعهم "حمدي رزق".. كأمثلة فقط!

وتستطيع أن تتذوق بعينيك طعم السليق في طبخة لا تستلزمه وأنت تشاهد وتسمع السيد "حمدي رزق"..

برغم الشكلية الشديدة في تطبيق المعايير في الأمس .. إلا أن مذيعي الأمس "قماشة تانية يا جماعة"- مع الاعتذار لمعلق رياضي- كانت لهم "شمخة" و "كاريزما" على الشاشة .. صوتاً وصورةً .. شكلاً وموضوعاً .. وتخرج الحروف من الفم "بفخامة" وعظمة كما لو كان المذيع يغني.. هي صورة براقة ينسفها ظهور "حمدي رزق" في "القاهرة اليوم"..

لم يكتفي الرجل بحضوره "الظالم" على الشاشة الذي يحاول التخفيف عنه باصطناع المرح والفكاهة منذ أول حرف في تقديمته "صباح البهجة والسعادة" والتي يقولها عادةً قبل أي خبر غير بهيج وغير سعيد .. ولا باختياراته "الغريبة" لضيوفهم ومحاولاته توجيه الضيف في أحيان وفرضه لصحف بعينها في أحيان أخرى.. بل أسس لنفسه أبجدية جديدة موجزة يتم فيها الاستغناء عن الحروف غير ذات الفائدة .. ما فائدة "الدال" و"الضاد" موجودة؟ ما فائدة "السين" و"الصاد" موجودة؟ ما فائدة "التاء" و"الطاء" شغالة كويس؟ إذا كان هناك من آبائنا من رأى أن عربية "شويكار" في أفلامها مع "فؤاد المهندس" خطر على اللغة ، فماذا يكون ما نسمعه في فقرة التعذيب الشهيرة بفقرة الصحافة في "القاهرة اليوم"؟

صحيح أنه من الوارد أن يكون المذيع ألدغاً في حرف أو اثنين وقد ولد بهذه المشكلة ولا يتحمل الكثير من المسئولية عن ذلك ، إلا أن "سوء الإلقاء" خاصةً فيما يمكن تحسينه والتغلب عليه مصيبة ، فهو يعكس أحد أمرين بالنسبة لحالة المذيع بصفته الصحفية .. الأول أنه لا يأبه بسوء إلقائه الذي يشتت المشاهد ويجعله يخصص وقتاً من مشاهدة الفقرة أو البرنامج للتهكم على "العربية" "البيجو" التي ينطقها .. والثاني وهو الأخطر أنه بصفته الصحفية لديه أنا متورمة لا تعترف لصاحبها بإمكانية وقوعه في الخطأ ، وبالتالي فإن الناس ستتقبل - وغصب عن اللي يتشدد لها - ما سيقول أو على أقل تقدير لن تلتفت إليه ، وهو عيب مترسخ في الذهنية الصحفية التي تعاني منه في أطواره المتأخرة!

الكارنيه أصدق إنباءً من الموهبة ، والكاريزما ، والثقافة ، وكل هذه الاعتبارات .. حملة الكارنيهات يقدمون الطبخة وعلى الناس أن تأكل.. ليس إلا.. صحيح أن الناس في ميديا المال السياسي يتشدقون بالريموت كنترول ، لكن منظرهم حيبقى "وحششش" عندما يشيح المشاهدون بريموتاتهم عن قنواتهم ، خاصة وأن أصحاب وصحفيي تلك القنوات لن يجدوا أي اتهام يلصقونه بمن تنتفقع مرارته مما يقدمون.. ألتقيكم في فرجات آخر العام بإذن الله..
* الصورة من موقع جريدة "الوحدة" الإلكترونية السودانية..

Thursday, December 18, 2008

في قلة الأدب: الشعب لازم يعرف!


تصادف أن يكون أول ما أكتب بعد فترة توقف سببها إحباط و"صدة نِفس" غير عاديين في ديسمبر .. نهاية العام .. حيث يحلو للكثيرين أن يستفتي بعضهم بعضاً عن أحوال العام بشكل عام ، وعن أفضل وأسوأ ما في العام ، ومن غرق ومن عام على سطح الأحداث على مدى العام.. لفت نظري شيء أراه مهماً بما أننا في الشهر الأخير من عام يستحق أن تكسر وراءه أكثر من قلة قناوي..شيء له علاقة بـ"قلة الأدب"..

انشغل "الذهن العام" في هذا العام -إلى جانب الفضائح العامة- بمحاولة حل عدد من الألغاز والفوازير التي لا علاقة لها بالمفتش "كورومبو".. من بينها محاولة تفسير أغنية "تامر حسني" "أكتر حاجة...الخ".. ولقيت التفاسير الجنسية لتلك الأغنية رواجاً غريباً بين الناس ، رغم أن الأغنية قد لا تحتمل أي من تلك المعاني بالمرة..

والشيء نفسه ينطبق على كليب السيدة الفاضلة "دوللي شاهين" "لازم يقف"..والذي يصدعنا به "الحاج" "محسن جابر" على قناته ليل نهار .. مستفيداً مما أثير عن تفاسير جنسية لنفس الأغنية (والراجل بيستفيد من كل شيء وأي شيء الصراحة).. ليس فقط على مستوى "الجلسات الخاصة الشبابية" ولكن حتى على مستوى المقالات في صحف ومواقع ذات مصداقية عالية وبرامج "توك شو" شهيرة.. رغم أن بعضاً ممن سمع تلك الأغنية لم يرَ في كلماتها أدنى إيحاء..

السؤال هنا : لماذا يغضب الناس ويصرخون "دي قلة أدب" عندما تكون قلة الأدب ضمنية وليست صريحة؟

كان هناك كليب لمطربة لبنانية مغمورة قد نراها قريباً تمثل في مصر تحركت فيه الكاميرا بشكل أكثر من فاضح وفي سياق غير مبرر على الإطلاق كما لو كان استعراضاً لجمال سيادتها ، ولم يعترض أحد ، كان هناك إعلان لإحدى السيارات لم يخل من مشهد ركز فيه المخرج وبشكل شديد الريبة" و "غير مفهوم" على حركة من الممكن أن تفهم على أنها إيحاء جنسي -بل تجعل من لا يشك يشك- وأيضاً" لم يعترض أحد*.. بينما هاج الناس وماجوا إلى ما "قد" يظن أنه إيحاءات جنسية أم لا!

والسؤال الأهم الذي يفرضه التفكير المجرد: هل صناع تلك "الأشياء" يقصدون تقديم "قلة أدب" من عدمه؟ بمعنى أصح: هل قدموا أشياء فُهِمت في الشارع على أنها إيحاءات جنسية وألفاظ بذيئة إلى آخر ما تضم قائمة ما تعارفنا على كونه "قلة أدب"؟ .. أم هم عمدوا إلى تقديم "قلة أدب" ضمناً وليس صراحةً ليس خوفاً من أجهزة الرقابة والتيارات المذهبية والسياسية القافزة على السطح وشرائح من المحافظين ..قدر ما هو "طعم" لاصطياد انتباه الناس ، أو شرائح من الناس؟

يبدو الاحتمال الأخير هو الأقوى.. فرغم صعود "تيارات دينية مذهبية بعينها" واتساع تواجدها في الشارع .. لا يزال هناك الكثير من الناس بكل أسف يميل إلى التفسير الـ(***) للأشياء.. ليس فقط فيما يتعلق بالفن والميديا والشوبيزنس ، بل حتى فيما يتعلق بآحاد الناس .. ويحلو اللعب أكثر -على سبيل المثال-عندما تكون الضحية في نوع معين من الجرائم امرأة .. لا فرق كبير في ذلك بين "سوزان تميم" و "هبة العقاد" وبين أي فتاة في حي شعبي فقير تتعرض لجريمة مماثلة.. متناسين كل الطنطنة عن القيم والمثل والعادات والتقاليد والأخلاق الحميدة التي نتباكى عليها ليل نهار.. والتي تقتضي بألا نلوك في أعراض أناس لا نعرف عنهم شيئاً.. والظريف والمسلي واللذيذ في كل ذلك أنني عندما أسمع لحوارات من هذا النوع أجدها تنتهي بعبارات من عينة "ربنا يستر على ولايانا" و "دع الخلق للخالق".. جلسة نميمة وخوض في الأعراض تنتهي بذكر الله .. أستغفر الله العظيم..

من المنطقي أن تعمل "الصحف الصفراء" على إشباع هذا الجوع لدى الكثيرين سالفي الذكر بحكم أنها تعيش وتموت على تقديم أي شيء جنسي ، ولا مانع لدى تلك الصحف بالطبع من سب ولعن قلة الأدب .. لكن الجديد واللافت أننا نجد الصحف "القومية" "العريقة" "المؤدبة" تلعب على نفس الوتر من حين لآخر.. صحيح أن مؤسسة مثل "دار التحرير" - التي تصدر "الجمهورية" وأخواتها- "ليها في اللون" منذ فترة طويلة في مجلاتها ومقالات كتاب أعمدتها ، لكن الجديد أن تنحط مؤسسة صحفية عريقة مثل "أخبار اليوم" إلى هذا المستوى وبهذا الشكل ، وهي "تقزقز" لقرائها تفاصيل محاكمة المتهمين بقتل "سوزان تميم" .. متمسكةً بنقل "كل التفاصيل" - قلبهم علينا ومش عايزين يحرمونا من أي حاجة- خاصةً التفاصيل "إياها".. تصادف أن كان كاتب هذه السطور في مصلحة حكومية جالساً مع موظفين يقرأون -وبتلذذ- تلك التفاصيل خاصةً في تقرير الطبيب الشرعي الذي لا أعتقد أن تفاصيله ذات قيمة خبرية أو معرفية ويمكن وبسهولة التغاضي عنها.. ثم تنشر "مطبوعة" "أخبار الحوادث" صورة لجثة "هبة العقاد" مقتولة في عددها 3/12/2008.. إذا كان "القاهرة اليوم" قد رفض نشر صورة "سوزان تميم" ميتة فـ"نحن نختلف عن الآخرين" - مع الاعتذار لـ"كريم عبد العزيز" في فيلم "محطة مصر"- ما بنخبيش حاجة عن الشعب.. ولا ننسَ ما يكتب في تلك الصحف صراحةً وضمناً عن "قيمنا" و "مجتمعنا" .. مع فاصل من "مصمصة الشفايف" هنا .. وهناك..

دائرة مفرغة .. عرض وطلب أشبه بذلك في النماذج الاقتصادية الخيالية التي درستها في الكلية .. حيث العرض بلا نهاية والطلب بلا نهاية .. والسمك مقلي كل وبرق لي .. صنف زي الـ(#$#).. الصنف فعلاً زي الـ(#$#).. ولكن هناك دائماً من يطلبه رغم علمه بأنه كذلك..يقابله على الضفة الأخرى من لديه هذا الصنف "عز الطلب".. عذراً لحدة اللهجة..
* تم سحب الإعلان المذكور في هدوء وبلا أدنى ضجة إعلامية وقد أذيع لأول مرة في أواخر التسعينات أو بداية الألفية.. الصورة من أحد المنتديات..اخترتها لـ"تامر حسني" الذي يمكنه أن يخبرنا - أكثر- عن أغنية "هوة دة" وعن قصده من كلماتها إن كان بريئاً أم لا..

Monday, December 01, 2008

مسلماني اكتئاب


الله يجازي اللي كان السبب.. "حمدي قنديل"..

1-لم "أوعَ" على برنامج "قنديل" الشهير "أقوال الصحف" الذي كان يقدمه في التليفزيون المصري الحكومي إبان العهد الناصري.. لكن معظمنا يعرف برنامج "رئيس التحرير" الذي عاد به إلى التليفزيون المصري "الحكومي" أيضاً قبل عشر سنوات أو أكثر.. وكان -كسابقه- ذا صلة بالصحافة .. كان الرجل يستهل برنامجه الأسبوعي بافتتاحية طويلة يمر فيها بين عناوين صحفية من مجمل مطالعات الأسبوع على مستوى صحافة الوطن العربي والعالم ، ولا تخلُ إما من شهادات أو تعليقات مسجلة لشخصيات أخذ رأيها في مواضيع ذات صلة ، أو لقاءات بشخصيات عامة في أمور تشغل الرأي العام .. وينهيها بـ"الأقوال المأثورة"..

واجه "قنديل" بعض المشاكل الرقابية ، فتلقفته "دريم" الفضائية التي يتمتع صاحبها "أحمد بهجت" بعلاقات "متقلبة" مع النظام .. آملين أن يجذب وجود "قنديل" الذي اشتهرت حلقاته إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية 2000 أعين الناس إلى تلك القناة ، ومنها يستغل "قنديل" كرأس حربة في حرب "دريم" وصاحبها مع الحكومة وإعلامها.. وكان مستغرباً أن يعمل "قنديل" في نفس القناة التي يعمل فيها "الإبراشي" عطفاً على حقيقة أنه كان هناك نزاع قضائي عنيف بين الاثنين في 2002 وقت أن كان "الإبراشي" على قوة "روزا اليوسف"..

لسبب لا أعلمه قرر "قنديل" الاستجابة لعرض مغرٍ من تليفزيون "دبي" ليقدم نفس برنامجه بنفس طاقم إعداده تحت اسم "قلم رصاص" .. ولم يكن أمام "دريم" سوى البحث عن بديل..

ووجدت البديل في "أحمد المسلماني"..

2-لم يعرف المشاهد المصري "أحمد المسلماني" ولم يعلم له ثقلاً إعلامياً ولا فكرياً ولا تاريخاً مهنياً عريقاً.. بل إن المرة الأولى التي رأى فيها المشاهد المصري هذا الصحفي كانت في برنامج "القاهرة اليوم" في فقرة الصحافة التي "كان" يقدمها في ذلك الوقت "خيري رمضان" ، كان في بعض الأحيان ضيفاً على "رمضان" وفي أخرى "بديلاً له".. أشعر أنه "كانت" لديه قناعات تجاه اتجاهات سياسية بعينها في مصر قام بتغييرها ليس بناءً على "مراجعة فكرية" ولكن لـ"أسباب أخرى".."دريم" كانت تحاول أن تستنسخ من خلاله نجاح "حمدي قنديل".. متناسيةً أن هذا النجاح مبني وبنسبة كبيرة على "الكاريزما" التي يتمتع بها "مخضرم" مثل "قنديل" ، والكاريزما مثل الموهبة ، قد تتوافر لشخص ، ولا تتوافر لآخرين بمن فيهم "المسلماني".. وتغطي على نقاط ضعف تشعر بها بشكل صارخ مع من لا يمتلكونها..

3-ابتذل "المسلماني" فكرة "قنديل".. فقرر أن يقدم "مسخة" من "رئيس التحرير" على طريقة فقرة الصحافة في "القاهرة اليوم".. يقرأ عناوين الصحف بشكل مستقل كما كان يفعل "خيري رمضان" ومن بعده "حمدي رزق".. ثم يتفرغ للتعليق على الأخبار على طريقة نفس البرنامج كما لو كان في برنامج "حمدي قنديل".. على الأقل في "القاهرة اليوم" هناك حوار وهناك أكثر من صوت في الحوار .. هنا .. لاااا يا بابا لااااا.. "المسلماني" هنا هو المذيع ، وهو الضيف ، تماماً على طريقة فيلم "عودة الندل" .. على الأقل لم أسمع أن "عبد الحميد الترزي" ألف وأخرج ومثل وصور فيلماً بمفرده.. هذا لا يمنع أن "المسلماني" يرحمنا من هذا الفاصل في حلقة "الخميس" التي يستضيف فيها شخصاً آخر.. وحلقة الخميس تتوقف في متابعتها على قوة احتمال المشاهد لمستوى حضور "المسلماني".. أتحسر فعلاً على أيام "جيزيل خوري" و "زاهي وهبي" و"طارق حبيب" في جبروتهم!

3-ما هي القيمة التي ستعود عليك كمشاهد من برنامج يقتضي أن يكون "بوزك" في "بوز" شخص واحد في مكان واحد لمدة نصف الساعة من الدَّش الكلامي المتواصل؟..هل "يخبرنا" المذيع بمعلومة ، أو يسمعنا موعظة ، أو حتى "يقول لنا نكت"؟ مش عارف.. الجزء "المفيد" الوحيد الذي يمكن تحمل البرنامج من أجله هو سرده لعناوين صحف الغد على طريقة "محمود سلطان" في "الصحافة تقول"- للي حضره- بعدها يبدأ سيادته في فاصل في طول طابور العيش في يونية من الدردشة ،والتعليق، والاستظراف ، بحيث لا تعرف إن كان شخصاً يجلس "ع القهوة" مثل هؤلاء في الأفلام ليحلل لك عناوين الصحف ، أم أنه يقوم بنفس دور "عبد البديع قمحاوي"- رحمه الله- في برامج محو الأمية ، الفرق أن مشاهد "الطبعة الأولى" ليس أمياً بالضرورة (إلا إذا كان المذيع أو صاحب القناة يتعامل معه على أنه كذلك)، أم أنه يعبئنا لمظاهرة ، أم أنه يحاول أن يكون stan-up-comedian.. وإن كان في حالتنا هذه sitting-down!

4-كتب "المسلماني" ذات مرة عن "سينما اليسار" واصفاً إياها بأنها عجينة كآبة ، ودفع -غالياً- ثمن رأيه فيها عندما تعرض لحفلة غسيل على يد "خالد يوسف" و "سمية الخشاب" و "سحر الجعارة" بتواطؤ من "منى الشاذلي".. ومن ساعتها وقد تغيرت قناعاته.. إما بفعل "الغسيل" أو للتماشي مع خطاب "بهجت" المشارك في صحف مستقلة.. والمشكلة أن برنامجه أكثر كآبة من أفلام "نحت" "ناصر عبد الرحمن" .. سوداوي كموعظة لشيخ متشدد يعد فيها كل مستمعيه بدخول جهنم خالدين فيها وبلا حساب.. ويزيد عليه الصحفي المبجل "رشة" افتعال خاصةً فيما يتعلق بالحكومة طبقاً لتعليمات-ومصالح- "ساخب المخل".. ويبدو أنه نسي أن الافتعال -حكومي أو معارض- لا يبدئ ولا يعيد ، بل قد ينتج تأثيراً عكسياً مع الناس .. خصوصاً من لديهم علم- ولو قليل- عن القناة وصاحبها..

5-"دخلة" "المسلماني" في الحلقة لا يقدر عليها إلا مخرج في "ثقل" "إبراهيم عفيفي" .. كاميرا من أعلى مصوبة على "المسلماني" الداخل من باب دائري يشبه أنفاق سفن الفضاء في أفلام "حرب النجوم".. وهذه حركة يريد المخرج منها أن يبرهن لنا على إنه "صاحب رؤية فنية".. ومن يدري .. ربما "تلعب معه" ويتجه كعدد من مخرجي الفضائيات إلى الإخراج السيماتوغرافي و "يخبطنا فيلمين في وشنا"..

قد يقول قائل - وله الحق- أن البرنامج الإخباري لا ينبغي أن يكون بهيجاً.. وأرد: ولا ينبغي أن يكون قاتماً.. هناك برامج إخبارية في قنوات فضائية أخرى أكثر جذباً وتشويقاً وإمتاعاً وإفادة .. الصنعة هي آخر ما يأتي على تفكير صناع الإعلام في مصر ، ويتعالون عليها ، ويعتبرونها من نافلة القول ، ولذلك فلا مانع من استحضار أي شخص- وبالذات أي صحفي.. مذيع بالكارنيه يعني- ليقدم أي برنامج- بغض النظر عن مستوى ثقافته وحضوره ولباقته وكل السخف الذي ينبغي لمذيع ناجح- مع مخرج يجيد "سنترة" الكاميرا على "وش الضيف" ..وآدي "وش الضيف".. هذه ليست أول سقطة لـ"دريم" في هذا المجال .. وتجربة "وائل الإبراشي" و"مجدي مهنا" حاضرة في الأذهان.. وكلاهما - مع احترامي لذكرى الأخير- ضعيف كمذيع ..

وسقطات "دريم" ليست نتيجة "فقر مال" .. بل نتيجة "فقر فكر".. بعيد عنك.. ولو كان أصحابها يعتقدون أن "الطبعة الأولى" و"الحقيقة" سيزيدان من سخط الناس على الحكومة الحالية فهم مخطئون.. فأغلب الناس ساخطون على الحكومة الحالية ، وعلى حكومات "الملائكة" السابقين التي يدافع عنها السيد "المسلماني".. ومن الناس من هم ساخط أيضاً على فكرة "الحكومة " في حد ذاتها.. أتمنى أن توفر إدارة "دريم" نفقات البرنامج وسفريات "السملماني" لعاصمة النور لتقدم بها برنامج يحترم عقولنا أكثر دون أن يرفع لنا الضغط ، والسكر ، و"يجعلنا "نجيب جاز"..
* الصورة من الفيس بوك..