Monday, February 27, 2012

فرجات آخر الشهر : عاتشيف وفاتشين

*أنا لا أتعجب لمن تجاهلوا "حافظ المرازي" إبان مشكلته مع "دريم" ثم وقفوا ، هم أيضاً ، بكل قوتهم مع "دينا عبد الرحمن" ثم "معتز مطر".. ما أتعجب له فعلاً هو أن يتحدث هؤلاء بعد ذلك عن النفاق وازدواجية المعايير..

* حتى أكتب في الموضوع في مناسبة قريبة بإذن الله : إلى أي مدى يمكن للإعلام ، بمن فيه من يدعي أن يتحدث باسم الثورة ، أن يصور لنا أشياء نراها في الواقع بأمهات أعيننا على أنها هلاوس وضلالات؟

* يبدو أن حفل التهليل للسينما الإيرانية سيبدأ أقرب مما نتصور ، جميعاً..

* قالتها "شويكار" على لسان الراحل الكبير "بهجت قمر" في مسرحية "إنها حقاً عائلة محترمة" : "الزبون اللي ما يعجبهوش المحل يخلع".. ماشي.. إعلامي أو اثنان على الأقل كان لا يعجبهما المحل ، فقرر صاحب المحل استبعادهما ، فاكتشفا فجأة أن المحل "وحش" .. مادام المحل بهذه البشاعة فلماذا بقوا فيه واستحلوا لحاليحه.. ما تعملش ناصح ، وانت "زبون" .. يا "زبون"..هههههههه..

* ليست المشكلة في أن يقرر السيد "تامر حسني" تجربة دخول الأغنية الشعبية الجديدة ، وهو يرتدي زي شبيه بزي "إيمينيم" ويشير بطريقته ، وهو يغني شعبي "برايز" و "سكسكة" بطريقة أداء أبناء الهاي كلاس ، المشكلة في أن يفعل ذلك وينتظر منا مثلاً أن نضحك..

* يبدو أن هذا العام سيكون عام "آل العدل".. تراهنوا؟

* ستستغربون عندما أقول أنه توجد ميزة مهمة في صوت وأداء "عبد الباسط حمودة" ، ألا وهي أنه يباغت المستمع بتعلية التون والطبقة في أوقات لا تتوقع فيها منه ذلك ، أحياناً قد يكون ذلك في صالح اللحن الذي يغنيه..

* سبحان الله .. مسلسل "بائعة القرد" عفواً "بائعة الورد" التركي المدبلج على قناة ام بي سي "طلع له" عطر يباع باسمه يعلن عنه في نهاية كل حلقة ، كما لو كانت القناة اشترت العطر وأخذت معه المسلسل هدية.. ماشي.. القريبون من المحلات لديهم فرصة لشراء العطر ، نشيل احنا المسلسل ليه؟

* سؤال حيرني : لماذا عندما أراد الأمريكان غزونا ثقافياً لم يدبلجوا فيلماً أو مسلسلاً واكتفوا بأفلامهم كما هي بلغتها هي مكتفين بالسماح لنا بترجمتها subtitle (من أيام "أنيس عبيد" حتى الآن) ، وعندما أراد الهنود نشر سينماهم في العالم العربي نشروها أيضاً باللغة الهندية مع ترجمة مكتوبة بالعربية ، في الوقت الذي نرى فيه الإيرانيين والأتراك يدبلجون كل شيء إلى العربية دون أن نسمع كلمة إيرانية أو تركية؟.. إذا كان السبب هو شيوع اللغة الإنجليزية (ولولا هوليود وعوامل أخرى ما انتشرت الإنجليزية بهذا الشكل) ، فهل اللغة الهندية شائعة إلى هذه الدرجة؟

* أشعر أن خفة دم موسيقى "سيد مكاوي" تختلط بشعور عارم بالمرارة من عدم التقدير والتجاهل طوال مشواره الفني الكبير.. قد يكون إحساسي في محله..

* انطباعي الأول عن "ركلام" أنه مجرد محاولة فاشلة لتحويل حلقة من برنامج "هالة شو" إلى فيلم سينمائي!

* قد يغضبكم السطر القادم : لست مقتنعاً بأن "ثوار ماسبيرو" لهم علاقة بالثورة ، تكوين المبنى ، وشلله ، وعلاقاته ، وخريطة مصالحه توحي بأي شيء آخر ، إلا الثورة ومبادئها..

* بعض الكتاب والمخرجين المذعورين من المستقبل كشفوا ضعفهم بنفسهم ، فمن قبلهم كان لدينا عدد من أعظم المؤلفين والمخرجين المصريين والعرب ، عملوا في ظل نظم حكم شمولية ، وفي ظل رقابة "غبية" بكل المعاني المحتملة للكلمة تحاسب الكاتب والمخرج على ما توسوس به أنفسهم ، واستطاعوا رغم كل المعوقات توصيل آرائهم ووجهات نظرهم ، لكنهم اعتادوا على سلاح الخايب ، المباشرة لدرجة الفجاجة ، ثم الصراخ مع أول احتكاك "مؤكد" مع الرقابة "آه يا عيني.. آه يا عيني" على طريقة "سعيد صالح" في "مدرسة المشاغبين".. أقولها ..ومع غضبي الشديد من كل المشروعات السياسية المطروحة ، دينيها وليبراليها على السواء ، إلا أن هذه النوعية من الفنانين "تستاهل تاخد على دماغها".. الفكس يا حبيبي .. بيضله فكس..واللي ماشي في سكته .. أكيد حيتنكس.. مع الاعتذار لأغنية "جورج وسوف" الشهيرة..

* "بشرى" في أدوار الكوميديا ، والزمن ، علينا..

* من الإعلانات ما قتل.. همسة في أذن "الكنج" "محمد منير"..

* حاولت فهم ما يحدث بين "إيمان البحر درويش" بعد أن أصبح نقيباً للموسيقيين وبين بعض المطربين وفشلت ، هل النقيب لا يكون نقيباً إلا إذا جر الشكل مع هذا مرة وتلك مرة أخرى ، أم أن النقيب هذه المرة على حق ، وأن الصورة من مكانه تختلف عن الصورة من أماكن هؤلاء المطربين وأماكننا؟

* قيمة "إيناس الدغيدي" في الإخراج تعادل قيمة "مروى" في التمثيل..

* وأخيراً.. تصريحات "مروى" عن فيلم "أحاسيس" حققت نجاحاً دعائياً يفوق نجاح الفيلم نفسه..
* الصورة من "الموجز" ، لعدم عثوري على صورة مقنعة لاثنين من الإعلاميين أدعياء الثورة المصابين بحمى الاضطهاد ظهرا على شريط الأخبار هذا الشهر ، وقصدت بهما "عاتشيف وفاتشين"..

Saturday, February 25, 2012

وداعاً يا كرومبو

يطالعك ذلك الرجل الخمسيني ، بصوته المميز ، وأكسسواراته الغريبة التي تذكرك بالصورة التقليدية عن مخبري الأمس في الأفلام القديمة ، مع بعض اختلافات ، معطف أصفر وصديري قصير وكاسكيت ، وطبعاً لا يحمل معه جريدة "مخرومة" ، ولا ننسى الكرش، يطالعك بنظرة واثقة ، بـ"وش" "وجدتها"..

وجدها "هيثم حمدي" مخترع الشخصية ، نجح إلى حد كبير في إنجاز ما فشل فيه غيره ، أن تكون هناك شخصية كرتونية مصرية "تعلق" مع الناس ، الكبار وأيضاً الصغار ، وضع تحت الأخيرين كأصعب جمهور يمكن إرضاؤه في عالم اليوم ألف خط.. هؤلاء اختاروا "كرومبو" وفضلوه على "بكار" الذي أضرته تفاصيل حركته غير الواقعية ، فضلاً عن ضعف نصوص حلقاته وافتقادها للامتاع ، ويبدو أن براءة الأطفال الظاهرة على وجوههم فقط قد أعطت لمن يقولون أنهم صناع كتب ومسلسلات الأطفال صورة مخالفة للواقع ، طفل اليوم له عين أخرى و"دماغ" أخرى تختلف ، اختار أن "يشب" لينظر لأعلى ليجد في مغامرات "كرومبو" وشركاه ، المصممة لسن أكبر ، شيئاً أكثر تسلية ، ويعقد علاقة ممتازة مع شخصية "كرومبو" نفسها والشخصيات المساعدة له ، علاقة كان لها أثر في أن يغزو "كرومبو" ومن معه محلات بيع لعب وهدايا الأطفال ، دون أن ينافسه أحد تقريباً سوى معشوق هذا الجيل من الأطفال والكبار "سبونج بوب".. ثم دخل الكبار على الخط لإشباع الطفل الساكن بداخلهم .. لينطلق إلى عالم الفيس بوك ويصبح من مصادر الإفيهات الضاحكة على السايبر سبيس..

أضاف "ماجد صبري" الرجل الذي قام بالأداء الصوتي لشخصيات "كرومبو" بعداً جديداً لها ، بشكل يذكرك بالدور الخطير الذي يلعبه الصوت في عالم الكرتون وأفلام التحريك ، يصعب أن نتحدث عن "دونالد داك" أو "بطوط" كما نعرفه في النسخة العربية بدون أن نذكر "كلارش نيلش" الممثل البريطاني الذي أدى صوت تلك الشخصية وحقق معها شهرة عالمية ، أكمل "صبري" عمل "هيثم" وشاركه سواء في الحلقات الأولى التي أذيعت على فضائيات عدة ، أو في مسلسل "كرومبو الأصلي" الذي عرض قبل سنوات على "نايل كوميدي" في العام 2009 .. بنى "صبري" مع "هيثم حمدي" "عالم كرومبو" بشخصياته وكاراكتراتها وإفيهاتها أيضاً.. لتظهر بالشكل الذي عرفناه وأحببناه..

لكن "هيثم" ومعه "ماجد" ومنتجو "كرومبو الأصلي وجدوا أيضاً أن للنجاح وجه آخر ، وثمن يجب أن يدفعه ، ولا يوجد ثمن أفدح من أن ترى عملك يتم تشويهه ، وأن يدعي شخص آخر أنه يمتلكه ، ويتربح به حتى لحظة كتابة هذه التدوينة ، ويتحول إلى أعلى سبوبة متاحة ، وعليه ، دخل "هيثم حمدي" معركة قضائية انتهت بانتصاره بعد جهد جهيد ، ليحضر معها لمشروع جديد ، مسلسل كان من المقرر عرضه رمضان القادم باسم "فلول بالزيت الحار" ، ويقال أنه كانت هناك نية من المنتج المنفذ لفيلم "سمير وشهير وبهير" لإنتاج فيلم تحريك مبني على شخصياته..

لم يمهله القدر كثيراً ، رحل عن عالمنا بالأمس ، لن نسمع "كرومبو" "يقفل" الحلقة بعبارة "ويبقوا قابلوني في الحلقة اللي جاية" .. سنفتقد "كرومبو" و "سحس بومب" و "حمبوزو" و "عزيزة اللذيذة" في كل لحظة تطالعنا فيها النسخة المشوهة على "بانوراما الدراما".. رحم الله هذا الفنان الموهوب..
* الصورة من "بلوجر" مع معالجة بسيطة من العبد لله..

Wednesday, February 22, 2012

"إيناس الدغيدي" : التطور الطبيعي للحاجة "الساقعة"


من الممكن - جداً - أن أفهم وأتفهم أي فنان يقرر التلون بناء على ظرف سياسي معين ، ثورة ، انقلاب ، وصول مجموعة "ما" إلى السلطة ، أي شيء من هذا القبيل ، والتاريخ المصري مليء رغم أنه لم يشهد ثورات كثيرة بالمعنى المفهوم إلا في القرن الماضي الذي شهد ثورتين ، والحالي الذي شهد واحدة .. أستطيع أن أفهم وأتفهم لماذا كان البعض يهتف "اخترناه اخترناه" قبل الثورة بعشرين عاماً ليهتف الآن ولنفس الشخص "هيلا هيلا وهيلا هيلا هووووه...الخ".. لكن كدة ما شفتش ، ولا عايز أشوف..

لأول مرة في تاريخ حياتي أشاهد شخصاً ، أي شخص ، يدلي بتصريحات متناقضة ومتضاربة لوسائل الإعلام ، ثلاثة تصريحات عكس بعضها.. ومش أي شخص ، أو للدقة مش أي شخصة ، إنها المخرجة "الكبيرة" ، أو التي جعلها بعض الصحفيين والرعيل الأول من الناشطين كذلك ، رغم أنه لا خلاف على فكسها وتواضعها ، إلى درجة تجعلني أقول كمشاهد أفلام سينمائية أن "خالد يوسف" - الفكس ذاته - هو النسخة الذكورية منها ، والتي تغطي على ضعفها السينمائي بتصريحات تعكس رغبة عارمة في الشهرة ، دخل فيها محاولتها العمل بالعافية مذيعة في برنامج كبد التليفزيون خسائر فادحة ، وكتب المدون عنه في حينه تدوينة اسمها "شي فاشل" .. هذه التدوينة هي جزءها الثاني..

ادوني عقلكم بالله عليكم :

(1)السيدة "إيناس الدغيدي" تؤيد السيد "عبد المنعم أبو الفتوح" لرئاسة الجمهورية ، ومستعدة للمشاركة في حملته الانتخابية!- "روزا اليوسف" اليومية ، عدد السادس من فبراير 2012..

- "أعتقد أن عبدالمنعم أبو الفتوح هو الأنسب لهذه الفترة فقد يتعجب البعض من هذا الاختيار فهذا الرجل يتميز بالعقلانية والذكاء الشديد والاعتدال في الفكر بجانب أنه ليس لديه أجندة يترشح من أجلها وهذا مناسب جدًا لهذه المرحلة بل أنا مستعدة أن أكون ضمن حملته الانتخابية مع العلم أنني لا أعلم كيف سيدير مصر.." !

(2)السيدة "إيناس الدغيدي" - هية هية مش واحدة تانية - لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" الرسمية تتنفي دعمها لـ"أبو الفتوح".. بتاريخ أول من أمس 20/2/2012!

"هذا الكلام عار تماما عن الصحة وسأنتخب شخصية ليبرالية هدفها الأول والأخير خدمة الشعب المصري والتحرر منقيود الذل والعبودية التي كنا نعيش فيها طوال هذه الفترة ولاتعنيني انتماءاته السياسية أو الدينية بقدر ما يعنيني نوع الإصلاح الاقتصادي والتعليمي والسياحي وأن يكون من الشعب المصري الذي عاني الحرمان من لقمة العيش وأتمنى ألا يسكن الرئيس القادم برجا عاليا ولا يري عامة المواطنين" !

(3)والآن ، السيدة "إيناس الدغيدي" - هية هية على فكرة مش فوتوشوب- تعود لتؤيد نفس المرشح التي قالت "بعضمة لسانها" أنها "لا" تدعمه!

"حيث جرت اتصالات بينهما أكد لها فيها ابو الفتوح على دعمه للفن ورغبته في ان يستعيد مكانته، مشيرة الى ان القيادي الاخواني السابق يشبه والدها ويمثل الوسطية في الدين"!

أذكر - فقط - أولاً بأن مشاكل السيدة "إيناس الدغيدي" كبيرة مع التيار الديني بكافة ألوانه - وبصراحة مش معاه بس - وعليه بما أن المنطق يقول أن الحزبوطني "بح" ، فالمتوقع أن تتجه مثلاً إلى المجموعة الليبرالية كما فُهِمَ من تصريحها الثاني الذي تبدو فيه - والعياذ بالله - متسقة مع نفسها وما تؤمن به وتعتقده (وهي حرة فيه)، الذي تنفي فيه تصريحها الأول ، تذكروا أنها احتاجت لأسبوعين - فقط - لكي تنفي فيه ما قالته لـ"روزا اليوسف"، والمذهل أن المخرجة المثقفة ، طبقاً للتصريح الأول ستنتخب شخصاً "لا" تعرف هي كيف سيدير البلد ، المخرجة المثقفة التي يراها البعض ثورية لا تعرف ، إذا كانت هي لا تعرف ، فلماذا يهاجم البعض بالمناسبة عامة الناس بحجة أنهم سيصوتون لأشخاص "لا" يعرفون كيف سيديرون هذا البلد!

هذه المرة ، وإحقاقاً للحق ، أبرئ كقارئ ومتلقي الصحف ووكالات الأنباء ، عندما يخطئ الإعلام أقول أنه مخطئ وأطيح فيه ، أما إذا لم يخطئ فأرى أنه لا إثم عليه ، وناقل الكفر ليس بكافر، وسائل الإعلام نقلت فقط هذه المرة تصريحات ، لم تفبركها ، ولم "تحبشها" بتوابل تجذب القراء ، ولو طلب أي إعلامي من صحفية "روزا اليوسف" "سهير عبد الحميد" التي أجرت الحوار مع "المخرجة الكبيرة" فأبسط شيء لديها لتقوله أن معها تسجيل بذلك ، وهو نفس ما سيفعله الصحفي أو المراسل الذي سجل معها من وكالة "أنباء الشرق الأوسط" ، أما التصريح الثالث ففيديو ،فيديو يا معلم.. وموجود على "اليوتيوب" وسيفرح به كثييراً أنصار "أبو الفتوح".. للصحفيين هذه المرة كل العذر فهناك شخصة تلعب بهم وتتلاعب ، تُضفَى عليها من الهالات ما أثبتت هي (="إيناس") أنها ليست أهلاً لأي منها بالمرة..

وبالمناسبة..(1) لن أنتخب "أبو الفتوح" أو أي مرشح إسلامي ، وأسبابي قلتها علناً وبوضوح في المدوَّنَة الشقيقة "الدين والديناميت".. و"لن" أكررها إلا إذا تم استفزازي لذلك ، (2) لا يعنيني في شيء أن تختار لي "المخرجة الكبيرة" مرشحاً للرئاسة ولا يهمني رأيها في أي شيء ، لا هي ، ولا أمثالها ، ولا غيرها، أنا الذي سأحدد حيثيات مرشحي كمواطن ودوري في المشاركة في العملية الانتخابية للرئيس القادم من عدمه ، وهذا حقي طبعاً (3) حتى لو تصرفت السيدة "إيناس الدغيدي" بنفس الطريقة مع المرشح الذي كنت سأرشحه كنت سأكتب هذه التدوينة وبنفس الطريقة وبنفس الأسلوب..

قبل الثورة كنا نعرف من هم فصيلة "عباس العرسة" ، ونعرف من الذي ينافقونه ، وقوائم المنافقين معروفة لكل من ليس له علاقة بالوسط الفني قبل من لهم علاقة به ، أما الآن فأصبح لدينا أكثر من مرشح لأن يكون السيد الجديد ، وبالتالي سيتوزع على كل منهم وفد من المنافقين عديمي المبدأ على استعداد لأن "يحشوا له" كما يقول المثل الذي أعتذر عن ذكره مكتفياً بمعرفتكم إياه.. وعلى ذلك سنشهد تعدداً وتنوعاً في ماركات النفاق ومسح الجوخ ، بل إنني أتوقع عن نفسي ، ولا أمزح ، أن يحضر بعض هؤلاء من الآن أغاني لكل مرشح رئاسي ليصدعنا بها التليفزيون والإذاعة والبوتاجاز على غرار "اخترناه اخترناه" و "هلت أنوارك يا مبارك" ..

إلى هؤلاء : نافقوا كيف شئتم ، وامسحوا الجوخ لمن شئتم ، وتزيدوا في "*****"ـكم له بالطريقة التي تريدون ، كما فعل "المتنبي" مع "كافور الإخشيدي" حاكم مصر في فترة من الفترات وقت أن كان يسبغ عليه العطاء ، لكن لا تمثلوا علينا بعد الآن دور صاحب الرأي والقضية والمبدأ ، وسننتظركم بعد ثماني سنوات تكون فيها فترة مرشحينكم قد انتهت في حال وصول أحدهم للسلطة ، وسنرى كيف تفعلون ، مش برضه تمانية يا وديع، ولا العدد حيزيد في الدستور الجديد؟

وأكتفي بهذا القدر قبل أن أجد نفسي بحكم ضعفي الإنساني أتوسع في قلة الأدب..

ذو صلة: كما هي العادة في أي جزء ثاني من أي تدوينة ، هذا هو رابط الجزء الأول..
* والصورة أيضاً هي صورة الجزء الأول من موقع "شبيك لبيك"..

Sunday, February 19, 2012

الإعلام دة طاهر ، وحيفضل طول عمره طاهر

من السخف المسخسخ في رأيي أن نجد من يزايد ويتزيد في انتقاد "ماسبيرو" ، لا حباً في الثورة ، ولا في أهدافها التي نسيها الكثيرون بمن فيهم بعض المتحدثين باسمها ، لا حباً في الثورة ولا إيماناً بما مات الشهداء من أجله ، ولا طمعاً في أن يكون هناك إعلاماً مصرياً مستقلاً مهنياً والعياذ بالله، ولكن للتغطية على إعلام المال السياسي باسم "تطهير الإعلام".. ولأن البعض يعشق توجيه الاتهامات من عينة "الكلام اللي بتقوله مرسل" وخلافه ، لكل من يفكر في انتقاد هذا الإعلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه من وجهة نظر ذلك "البعض" ، فإني أنصحهم بأن يحتفظوا بهذه العبارات لأنفسهم لحين استخدامها في بلد لا يعرف فيه مشاهد واحد اسم إعلامي واحد من ملائكة إعلام المال السياسي إن لم يكن تاريخه وسيرته الذاتية بالكامل..

في الإعلام الطاهر قيادات بالجملة عملت في ماسبيرو إبان العهد المباركي ، وفي فترات منه كان فيها الألحن حجة هو الأكثر تفننا في نفاق النظام السابق ، ومن تلك القيادات والكوادر من أبدعوا في هذا المجال بشكل لا تحتمله مرارة الإنسان العادي.. وصعد منهم من صعد ، وتلقوا مكافآتهم في حينه ، أما من لم يتلقَ منهم مكافأته فمنهم من صمت ، ومنهم من انتظر لحين قيام الثورة ، ليقوم ، مع الباقين ، لاعناً سلسفيل النظام السابق ، على طريقة "المتنبي" حين هجا "كافور" الإخشيدي حاكم مصر في وقته عندما أبعده عن مجلسه.. و"كله يهيص في الهيصة".. والناس في بلادي عاطفيون ، وينسون بسرعة ، وترضيهم أي كلمة ثورية رنانة براقة..

أحد مذيعي "توك شو" كان يسيطر عليه صحفيو مؤسسة مما يعرف في الوسط الصحفي بـ"مؤسسات الجنوب الصحفي" نسبة للاهتمام المتواضع الذي تتلقاه مقارنةً بالحيتان الثلاثة "الأهرام" ، "أخبار اليوم" و "دار التحرير" (إلى أن أصبحت تلك المؤسسة هي المفضلة لـ"سيمبا" بجلالة قدره) كان من أوائل من طالب الناس بطرده من ماسبيرو ، ليعود للعمل في قناة "ثورية" يمتلكها من الباطن أحد تايكونات المال السياسي ، وكله عادي ، ولم يتحدث أي من المتحدثين باسم الثورة في الموضوع ، بل إنه عاد أقوى من الأول ، خاصةً مع اكتساب القناة الثورية لسمعة لم تكتسبها فضائية عربية من قبل ولا من بعد ، سمعة "أشتاتاً أشتوت".. تجعل القناة بمذيعيها ، سواء هذا الصحفي ، أو زميلته الإعلامية الكبيرة عضو لجنة السياسات سابقاً ، أو رؤساء التحرير العاملين معهما (وأصحاب التاريخ في التطبيل لـ"مبارك") قادرةً بالتنبؤ بأي شيء يحدث في مصر قبل حدوثه!

أما الصحفي الآخر ، الذي أصبح في يوم وليلة رئيساً لتحرير مجلة أسبوعية ، وهو فل مع مرتبة ولحاف الشرف ، وطالب البعض في مجلته بتنحيه من منصبه كرئيس تحرير ، فها هو يسرح ويمرح في فضائية أخرى يمتلكها أحد كبار رجال أعمال الفلول ، ويكتب في الصحيفة التي أعلنت من نفسها المتحدث الرسمي باسم الثورة والثوار ، ولم يطالب أحد بتطهير الإعلام "الثوري" من سيادته..

وتفاجأ بأسماء أخرى طفت على فتة إعلام المال السياسي ، جنباً إلى جنب مع ما أكل السبع الجزراوي في قطر ، لم تكن تتوقع منها أن تكون لها علاقة طيبة بـ"مبارك" ولا المباركية.. مثل شخص كتب كاتب السطور عنه في مرات سابقة ، كان يبهر الناس بهجومه المتواصل في برنامجه الملاكي على أحد علب الفضاء المصرية على الحكومة وأحياناً بشكل مبطن على النظام ، لتفاجأ بأن له علاقة بمسودة خطاب كان يفترض بالمخليوع أن يلقيه ، نفى ، وتردد، واستعمل نفس أسلوب "أحسس وأعتذر أحسس وأعتذر".. ذراً للرماد في العيون بالتأكيد ، وتشتيتاً للانتباه عن فكرة أن هذا الرجل كانت تربطه علاقة وثيقة برئيس قطاع الأخبار إبان الثورة .. بالتأكيد سيكون من الحيف والإجحاف القول مجرد القول بأن علاقة فلان بعلان الشخصية قد يكون لها أثر في تصنيف مواقف الفلان ، لكن أن يكون هناك تعاون بين الفلان والعلان في السر بينما يهاجم نفس الفلان هذا العلان ضمناً في العلن ، وإيه ، في وقت كان فيه الإعلام المصري الرسمي كارثياً بامتياز ، وفي ذروة معادة هذا الأخير للثورة التي يتحدث هذا الفلان باسمها و"يبقشش" دعائياً على حسها.. دي جديدة..

وتفاجأ بعد ذلك بهذا "العلان" يعود ، هذا العلان الذي كان يتولى إدارة "قطاع الأخبار" وقت الثورة ، بكل شيء سيء يذكر به عند الثوار ، إلى المشهد الإعلامي ، كضحية ، وكمضحوك عليه ،وهو نفسه الذي كان ظهوره التليفزيوني وترقيه الصاروخي في منصب رئيس قطاع الأخبار لغزاً يستعصي على الحل ، عاد ضيفاً في برنامج على قناة العفاريت الفضائية ، وتقول أنباء بقرب رئاسته لقناة يمتلكها أحد رموز المال السياسي ، وهو الذي لطالما انتقد لفشله في قيادة قطاع الأخبار!

الفرق بسيط بين الإعلام المباركي ، أو ما تبقى منه ، أو الإعلام الرسمي من جهة ، وإعلام المال السياسي من جهة أخرى ، أن الإعلام المباركي كان متخلفاً وشمولياً ويعلم الجميع ذلك ويراه بأم عينيه ، أما الإعلام المالسياسي فيضيف إلى قائمة أكاذيبه التي تطول وتطول فكرة أنه يقدم إعلاماً مختلفاً مهنياً بنفس أدوات ،وفكر ، ماسبيرو الذي يتقرب إلى الثورة والثوار بالتشليق له ، الإعلام المباركي كان يتخذ من قربه من السلطة جُنَّة (بضم الجيم) ووقاية ومصدراً للمصداقية ، وأقصد هنا الإعلام المباركي كله ، "لوكشة" واحدة ، مرئيه ومسموعه ومقروئه على السواء، أما إعلام المال السياسي فيفعل نفس الشيء مع الثورة ، وهناك من لا يزال يصدقه ، وينخدع فيه ، ويدافع بلا هوادة عن رموزه ، رغم أنهم متلونون بشكل يفوق صفاقة تلون آخرين في قلب الإعلام الرسمي ومؤسساته الممتدة على مرمى البصر.. إعلاميو المؤسسات الحكومية يبحثون عن سيد ، إعلاميو المال السياسي وجدوا السيد ، وبئس السيد.. لمن يتشكك أقول له كفى بالزمان معلماً ، وكفى بالحياة مدرسة ، وكفى بالموت واعظاً..

ملحوظة: عدم ذكر أي أسماء في هذه التدوينة متعمد ، من أجل خواطر عيون المتحدثين عن الكلام المرسل الذي يعرفه القاصي والداني بالدليل ، ويعرف أكثر منه كل الشعب ، إلا السادة المتحدثين عن الكلام المرسل..هههههههه..
* الصورة من الفيس بوك ،و عذراً لرداءة جودتها ، لكني اخترتها لأنها من المشهد الشهير في فيلم "عسكر في المعسكر" لـ"حنان الطويل" الشهيرة بـ"كوريا" وهي تؤكد فيه أن البيت دة طاهر ، وحيفضل طوووول عمره طاهر..