Tuesday, July 30, 2013

فرجات آخر الشهر : ما بعد ثلثي رمضان

* منظر الإرهابيين وهم جالسون معاً في نفس المكان يتحدثون بالفصحى ويزغرون بأعينهم على طريقة الكفار على النحو الذي يذكرنا بصورة جوز المساطيل وبينهما الجوزة في الكاريكاتير الصحفي ، هذه العينة من عجائب مسلسل "الداعية" تؤكد خطأ المثل الشهير "الهبلة ما بتجيبش دكتور"!

* كيف تعرف أنك تشاهد مسلسلاً لـ"مدحت العدل"؟ من الإجابات الشافية في هذا الصدد : أن تشاهد الشباب الحلو يميل للناصرية ، أن تشاهد قصة حب بين البطل والبطلة ، أن تشاهد "سامي العدل" و "صفاء الطوخي" ، وطبعاً أن يكتب "مدحت العدل" تترات المسلسل وتغنيه السيدة الفاضلة "آمال ماهر"!

* "مدحت العدل" و "يوسف معاطي" يتنافسان على تكرار نفسيهما بشكل فج..

* "عمرو عبد الجليل" السبب الوحيد لتحمل عبء مشاهدة "الزوجة الثانية"..

* كلما شاهدت إعلاناً لأفندينا تحسست مسدسي ، الرجل صار الآن خبرة نادرة في سرقة الإعلانات من الغرب واستغفال الزبون - المشاهد يعني - وتقديمها له على أنها أصلي ونمرة واحد..

* "مصر الخير" أولى من "رسالة" بأن تقدم disclaimer بعدم تبعيتها لأي اتجاه سياسي أو ديني.. هذا رأيي.. فيه حاجة؟

* إعلان "بيبسي" الأخير كريه للغاية.. وينافسه بشدة إعلان المصرية للاتصالات..

* لأجل المال حشر "محمد منير" اسمه في حملة دعائية سمجة.. اخص..

* "ألف سلامة" النسخة المحسنة من "أزمة سكر"..

* "مكسيم خليل" المكسب الوحيد من مسلسل "الشك"..

* "مكي" يحتاج لمسلسل آخر يختلف عن "الكبير قوي" ، وللبعد عن "سي بي سي"..

* فوازير "مسلسليكو".. هههههههههههههههههه (صفراء)..

* الهبو الذي كتبه ولحنه "مصطفى كامل" في وصلة مسح جوخ للمؤسسة العسكرية يتحدى صيام أي شخص .. الأغنية تخلو من جملة واحدة "حلوة" ككلمة أو لحن ، ولا يوجد لها لحن جذاب أو إفيه موسيقي يجعل منها أغنية "معلقة" مع الناس ، فقط مجموعة من الأصوات تم حشرها في الأتوبيس تغني بشكل عشوائي والسلام ، محاولة استمساخ لأسلوب موسيقار معروف هو "جمال سلامة" الذي كان يتقن تلك اللعبة جيداً ولا يلعبها بغباء منقطع الخلف كما فعل عديم الموهبة صاحب التاريخ العريق في السرقات الفنية "مصطفى كامل"..

* "إيه آر تي" عنونت "حكاية حياة" تحت بند "للكبار فقط" ، "سي بي سي" اكتفت بالقول بأن بعض العبارات يعتبرها البعض غير لائقة ، وهو نفس ما كتبته "إيه آر تي" عن "نيران صديقة"!

* ستمر الأيام وسيستقر البلد وسنفوز بكأس العالم و"ليلى علوي" لا تزال تعيش دور المرغوبة التي يحبها الجميع ويتنافس عليها.. اكس هاز نو إند!

* "طوني خليفة" له رأي سلبي جداً في "عمرو أديب".. وعنده حق بصراحة..

* "طارق نور" أفلس لدرجة أنه لم يجد اسماً بعد لبرنامج "سمر يسري" الجديد ، فاكتفى بـ"سمر والرجال ولكن" ، وربما نسمع العام القادم عن "سمر والرجال ونص" ، "سمر والرجال بشرطة" ، أي حاجة في كيس..

* وأخيراً ، أعجبني تتر "نيران صديقة" و"الشك" وتتر ختام "الصقر شاهين".. لم أحظ بمتابعة مسلسلات أكثر في رمضان هذا العام لكني رأيت أن العينة بينة .. العام طويل وربما أتابع بعضاً ممن لم تتح لي فرصة مشاهدته في رمضان بفرجة أروق وأهدأ.. دمتم بكل خير..
* الصورة من جروب مسلسل "الشك" على فيس بوك..

Friday, July 19, 2013

ثلث رمضان الأول : انطباعات وملاحظات

1-لا تذع مسلسلاً عن الدعاة وعلى قناتك اثنان منهم!: موقف بايخ لقناة سيس بي سي وضعت نفسها فيه بإذاعتها مسلسل "الداعية" الذي يهاجم الدعاة الجدد في وقت يتواجد فيه على شاشتها ليس داعية واحد بل اثنان ، فـ"معتز مسعود" ليس من ناشئي إنبي وهو داعية من نفس مدرسة "عمرو خالد" ، وتتعجب كيف رضيت عنه السيس بي سي لكي يصبح ممثلاً لخطاب الإسلام "الشبابي" الخاص بها بعد أن احترقت ورقة الدعي "مظهر شاهين" وانتهت صلاحيته .. أما الآخر فحكايته حكاية ، ولعل رئيس القناة "محمد هاني" يعرف جيداً جداً "الحبيب علي الجفري" بل كان شريكاً في حملة الغسيل والمكواة التي قامت بها "روزا اليوسف" ضد الداعية اليمني قبل عشر سنوات انتهت بترحيله من مصر ، وإذا بالموضوع يصبح "بيس يا مان" وبـ"الجفري" يعمل في قناة يقودها أحد أنشط أفراد خلايا التنظيم الروزجي .. وكلا الرجلان بصراحة لا يختلف كثيراً عن الداعية الذي يمثله "هاني سلامة" في المسلسل.. المعنى الوحيد الذي يصلنا من هذا الموقف السمج الذي وضعت فيه القناة نفسها هو هتاف "أحمد مكي" في بطولته المطلقة الأولى "اتش دبور" - بتصرف - : يا أهل ناسنا الشعبيين ، سيبكم من الدعاة التانيين ، و come baby come baby come!

2-الباهت قوي : صدق توقعي عندما قلت أن الجزء الثالث من "الكبير قوي" سيكون أبهت الأجزاء الثلاثة ، "أحمد مكي" "كتير قوي" في المسلسل حيث يقوم بلعب ثلاث شخصيات فعلياً ، بشكل يؤثر حتى على مساحات ظهور الممثلين الآخرين وأدوارهم داخل المسلسل ، أمر يعطي وجاهة لانتقاد يوجه لـ"مكي" بأنه "جايب كل الشخصيات اللي عملها قبل كدة ومجمعهم في الكبير قوي علشان ما عندهوش حاجة تانية يعملها".. وإن كانت درايته بالشخصيات الثلاثة وأدائه لهم قد تشعر المشاهد في بعض الفترات أنه أمام ثلاث شخصيات وليس أمام "مكي" مكرراً ثلاث مرات كما كان يحدث في الغالب..

جزء "حزلقوم" في "الكبير قوي" والذي يوشك على نهايته - خمس عشرة حلقة فقط - حاول فيه صناعه ترك مساحة لـ"الكبير" و "جوني" بـ"ركن" "حزلقوم" على الرف لفترة تتاح فيها للثنائي مساحة تمثيل أوسع ومواقف كوميدية أكثر قد تلاحظونها بدءاً من الحلقة العاشرة إلى أن يعود "حزلقوم" أو يظهر "سمير أبو النيل" أو أياً كان الأمر..

3-وإن اعتبرها "البعض" غير لائقة؟ : تحذير ظريف جداً كتبته سيس بي سي قبل حلقات مسلسل "حكاية حياة" عن بعض العبارات المكتوبة في السياق الدرامي ، أظرف ما فيه عبارة " والتي قد يعتبرها البعض غير لائقة ".. لا أعتقد أن "البعض" يعتبرونها غير لائقة ، بل إن أي مشاهد عادي للتليفزيون يعتبر الدرر التي كتبها "أيمن سلامة" في المسلسل غير لائقة على الإطلاق .. حوار المسلسل صادم في العديد من ألفاظه ، ولم يعد ينقصه فعلاً إلا عبارات لغة الشوارع التي خاف "أيمن" من كتابتها لأسباب فنية ، بما أنه لو كتبها بشكل "مشفر" لظهر الأمر وكأن الممثلين يمثلون على الناس وهو أمر قد يكون مستحباً في الكوميديا وغير مقبول في سايكودراما كـ"حكاية حياة".. الكلام ليس تقليلاً من "أيمن" ككاتب قدم مسلسلاً يبدو مقنعاً إلى الآن ويحظى بنسبة متابعة لا بأس بها ..

4-العراف : مسلسل ماركة "يوسف معاطي" فيه عدد لا بأس به من مكرراته في تجارب سابقة ، مساعد أحضره من "عباس الأبيض" وزيجات سابقة من "يتربى في عزو" ، وأشياء أخرى تناسب الزعيم الذي يقدم دور نصاب محترف انتحل عشرات الشخصيات في عشرات المدن وتزوج مرات كثيرة أنجب فيها أبناءً كثر يحاول التعرف عليهم والتقرب إليهم .. بدأت الدراما تظهر في المسلسل مع ظهور ابنه الأول الذي تصادف أنه الضابط الذي عمل في قضية نصب قام بها والده ، والصدف الغريبة غير المبررة هي لعبة "معاطي" المفضلة ، لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله ، وتستمر مع ظهور ابنه الثاني الذي يحاول أن يكون مناضلاً دون أن يخسر مكتسبات طبقته.. عن نفسي في انتظار المشاهد التي تجمع "حسين فهمي" بـ"عادل إمام" عطفاً على حقيقة أن علاقة الممثلين الكبيرين في الحقيقة سيئة للغاية..

5- المشرحة : قناة "دريم" بمثابة المشرحة التي تعرض فيها المسلسلات المتوفاة تمهيداً لدفنها ، لا أحد يسمع أو يتحدث عن "ذات" ولا "نكدب لو قلنا ما بنحبش" ولا "ميراث الريح" ولا عشرات المسلسلات التي كانت قناة "أحمد بهجت" تتفضل علينا بأنها تذيعها حصرياً.. وظلمت مشرحة "دريم" مسلسلات تستحق متابعة أفضل مثل "الرجل العناب" والذي قد يكون منافساً قوياً جداً لـ"الكبير قوي" .. هناك قنوات "بومة" تعد وش النحس على المسلسلات التي تذاع بها..

في فرجات آخر الشهر نستكمل بإذن الله..
* الصورة لطاقم "حكاية حياة" من "في الفن" دوت كوم..

Sunday, May 19, 2013

هل أنا الوحيد؟

هل أنا الوحيد الذي يشعر بحساسية إن لم يكن بتقزز من برامج التوك شو المصرية الحالية دون استثناء؟

هل أنا الوحيد الذي يعتبر "عمرو أديب" "أكيل عيش" وليس مناضلاً كما يحاول أن يصور لنا؟ هل يبدو كنسخة محسنة من "توفيق عكاشة"؟ هل أنا الوحيد الذي يعتبر "محمد مصطفى شردي" مذيعاً بالدراع؟ ووجود "خالد أبو بكر" كمذيع مجرد "مجاملة" - لا أريد استعمال التوصيف الأدق- للتيار الشعبي كما كان فرض "شردي" علينا بالنسبة لحزب الوفد؟ بما أنه على مشاهد التليفزيون أن يدفع ثمناً غالياً لمجاملات أصحاب القنوات لهذا وذاك .. الذين يفرضون علينا المذيع والموضوع بالذوق والعافية ، ولنا في البومة "وائل الإبراشي" درس وعظة..

هل أنا الوحيد الذي أرى "لميس الحديدي" كائناً شرشوحاً كما اشتغلنا "باسم يوسف" في أول حلقات "البرنامج"؟ تلك المذيعة التي تتكلم من طبقة عالية من صوتها تضاف إلى العل الذي تخاطبنا سيادتها منه.. ولا ينافسها في ذلك سوى المناضل "جابر القرموطي" أو "جاعر القرموطي" كما تصفه الزميلة "زمان الوصل"؟

هل أنا الوحيد الذي ينقبض قلبه بمجرد مشاهدته للسيدة "ليليان داوود"؟ هل يهيسأ لي أنها لا تملك كفاءة تبرر استيرادها من لبنان لتقديم برنامج في مصر؟

هل أنا الوحيد الذي يرى "منى الشاذلي" مذيعة متواضعة إن لم تكن أقل من العادي أبقتها مهارتها في البهللة في مكانتها تلك؟

هل أنا الوحيد الذي يرى في "باسم يوسف" موظفاً عند "الأمين" شأنه شأن "أحمد شوبير" و "مدحت شلبي" أكثر منه ساخر حقيقي؟ بما أن صورة الساخر الحقيقي عندي هي أقرب لصورة "سامح سمير" الرجل الذي يملأ الفيس بوك بهجة بصواريخ سخريته التي يطلقها في كل اتجاه بذكاء شديد؟ هل الفرق بين "الموظف" و "الفنان" بهذا الاتساع الذي أراه عن نفسي ، أم "أنا محبكها شوية"؟

هل أنا الوحيد الذي يرى Cartoon Network أفضل من MBC3؟ هل أنا الوحيد الذي ينفر من العنف الشديد الذي تقدمه MBC2 في أفلامها ، بما أن العنف ليس محذوراً رقابياً لدى تلك القناة؟ هل أنا الوحيد الذي لا يهش لقنوات MBC عموماً ويرى أن دمها ثقيل على قلبه؟

هل أنا الوحيد الذي ينظر بكل قرف لإعلانات التلي شوب ، سواء ما يذاع في القنوات الدينية بموسيقاه البشرية المفتعلة أو ما يذاع في فنوات بئر السلم من عينة "توكتوك سينما" وأخواتها ، أو حتى إعلان مضاد الصلع الصيني السمج الذي يذاع - للأسف - على "ناشيونال جيوجرافيك أبو ظبي" وهي قناة جادة محترمة ليست بحاجة اقتصادية لإذاعة قيء كهذا؟ ما هو الممتع في الدعاية لدجل كهذا أساسه الفهلوة لا العلم؟

هل أنا الوحيد في مصر الذي لا "يبلع" قنوات "الحياة" ولا احساس "ابن بارم ديله" الذي تحاول نقله إلينا بفجاجة؟

هل أنا الوحيد الذي لا يعجبه "يسري فودة" ولا ينزل له من زور؟

هل أنا الوحيد الذي يرى the X factor برنامجاً فقيراً لاكتشاف المواهب لا يقارن بـ Arab Idol الذي هو مسخة من برنامج Super Star الذي كانت تذيعه فضائية "المستقبل" اللبنانية في العقد الماضي؟ هل "أبلة" "إليسا" تصلح لأن تكون عضوة لجنة تحكيم؟ وما هو تاريخ "حسين الجسمي" الرهيب الذي يؤهله لعضوية لجنة؟ وكيف يتنافس فريق غنائي مع مطربين فرديين؟

هل أنا الوحيد الذي يأخذ على محمل سلبي كل تلك الأشياء والشخصيات الـ WOW من وجهة نظر أناس كثيرين؟ هل أنا معترض لمجرد الاعتراض أم أن تلك الأشياء والشخصيات لا تعجبني فعلاً ولا أستريح نفسياً ولا بصرياً لها؟

ربما أكون الوحيد ، ربما تشاركونني وجهة النظر في بعض أو كل ما كتبته في السطور السابقة ، لكن الشيء المؤكد أنها قناعاتي الشخصية التي لا ألزم بها أحداً .. ومن العادي جداً أن تجد أشخاصاً لا يستحسنون قنوات ومذيعين وفنانين يراهم السواد الأعظم من الناس the best there are, were, and ever will be.. ولكلٍ حق التعبير عن رأيه بلا تسفيه أو تتفيه.. دمتم بود..
* الصورة من موقع الصور 123rf..

Friday, May 03, 2013

"سمير أبو النيل" : الصح بالطريقة الغلط!

ببساطة شديدة ، حاول "مكي" أن ينفذ نصيحة "غسان مطر" في فيلمه قبل السابق "لا تراجع ولا استسلام" والتي تتلخص في كلمتين اثنتين : "اعمل الصح".. قدم فيلماً كان في الأخير "تجربة وعدت" وليس "المشاغبون في نويبع" ولقي عليه هجوماً نقدياً عنيفاً جداً ومبالغاً فيه ، وحينما حاول إصلاح الخطأ أصلحه بمجموعة أخطاء تمثلت في هجره التام والفجائي لمجموعته التي نجح معها في "طير انت" و "الكبير قوي" و "لا تراجع ولا استسلام" إلى مجموعة أقل في إمكانياتها وقدراتها بكثير ، ممثلةً في سيناريست متواضع كـ"أيمن بهجت قمر" ومخرج لم يظهر كرامة في المجال الكوميدي كـ"عمرو عرفة" .. وفي تهافته على محاولة استرضاء النقاد والجماهير بتناول أكبر عدد ممكن من القضايا والإسقاطات في فيلم كان من الممكن - جداً - أن يكون أفضل بكثير..

"سمير أبو النيل" كان بمثابة حلقة كرتونية طويلة من The Simpsons كتبت على طريقة "يوسف معاطي".. كان كرتونياً في نقلاته بين المشاهد وطريقة كتابة وتوزيع المواقف التي تبدأ بها الحلقة وظهور شخصيات أخرى من الفيلم معه في كل لوحة كالمساجين في لوحة "الجيم" وابن خالته في الدعاية لحزب "البلبل" وحتى من تستأجر شقته عقب تجربته الفاشلة الأولى في صناعة الكريمات ، وفي طريقة رسم الشخصية الرئيسية وحتى في موعظته الختامية التي لم تبدد إحساسك بكرتونية كل ما يحدث في الفيلم.. و"يوسف معاطي" في طريقة كتابته نفسها التي لا يخطئها من تعرض كثيراً لأعماله في السينما والتليفزيون ، طريقة فيها "شغل السوق" من حيث تنجيم النجم وحشر أكبر قدر من المواضيع وخلافه.. "أيمن بهجت قمر" استسهل الأمر فتمثل أسلوب "يوسف معاطي" في الكتابة على أساس أن ذلك قد يجعله محبوباً من قبل نجوم الشباك الباحثين عن التلميع..

"سمير أبو النيل" البخيل - كلازمة في الشخصية - الغبي - لزوم الكوميديا - في رأي البعض يفعل الكثير من أجل تعظيم ثروته ، يحرك بخله غباءه طوال الفيلم خاصةً في بداية إنشاء القناة ، يقدم اسكتشات قصيرة لا يقلد فيها - خلاف عادته - آخرين ، بل يقدم فيها "سمير أبو النيل" في هيئة مذيع سياسي ورياضي وشيف (في لوحة اعتقدتها تهكماً مستحقاً على الشيف "الشربيني").. ربما كجزء من رغبة "مكي" في عمل كل شيء في الفيلم والتي انعكست في مبالغته الشديدة في الأداء لدرجة تتخطى أحياناً حدود "الأفورة".. مروراً بمشروع حزبه السياسي الذي يرى كثيرون أنه لا يتناسب مع هدف زيادة الربح الذي يسعى إليه (بما إن الحزب السياسي مش مشروع مربح) نهايةً بطريقة تعامله مع إحدى نقاط ضعف الفيلم الشخصية شبه المثالية للصحفية التي أدتها "دينا الشربيني" والتي تسهم في تغييره لمساره الذي اختاره منذ امتلاكه للقنوات .. كان في يد "أيمن بهجت قمر" لو كان أحرف ألا يجعل وجوداً لهداية "سمير" وتحسن سيره وسلوكه إلا بعد ما "يقع على جدور رقبته" أو يصل السيناريو لحافة الهاوية بخسارته ثروته كلها بشكل فجائي ، محتفظاً بكل سماته السلبية للنهاية ، لكنه اختار أسلوبه التقليدي من أجل إرضاء النقاد والجمهور والرقابة بتحول إيجابي لا موقع له من الإعراب طال كل شيء إلا البخل .. والغباء!

إلا أنه إحقاقاً للحق أرى أن بعض ما كتبه "رامي عبد الرازق" في هجومه على الشخصية أكثر إضحاكاً من الفيلم نفسه ، لم تكن شخصية في فيلم كرتوني الهيئة لتحتمل إضافة "أبعاد" على شخصية لا نرى من تعاملها الخارجي إلا البخل والغباء دون محاولة اﻹغراق في معرفة أسباب بخلها وغبائها ، فالفيلم ليس Anger Management حتى نقول أنه يتمحور حول شفاء "سمير" من البخل على غرار سيطرة بطل الفيلم الأجنبي على غضبه مثلاً.. الفيلم يدور "عما يفعله" شخص بخيل وغبي أكثر منه عن البخل والغباء في ذاتهما..

ولأن "أيمن بهجت قمر" يكتب على طريقة "معاطي" فلا تجد شخصية موازية أو منافسة لشخصية "سمير أبو النيل" ، فقط شخصية رئيسة وشخصيات فرعية فقط "بتخدم عليه" داخل أحداث الفيلم ، سواء في الاسكتشات التي لم يأت معظمها موفقاً ومدراً للضحك ، أو في مراحل تطور الحبكة الدرامية داخل الفيلم ، لذلك لم يكن هناك مجال للكتابة عن شخصيات أخرى داخل الفيلم نفسه بنفس الاستغراق في الكتابة عن البطل .. بالمناسبة .. تحولت الاسكتشات بفعل محدودية الكتابة والإخراج إلى نقطة ضعف في الفيلم بدلاً من أن تكون قوة ضاربة..

نخرج من الفيلم بعدة علامات استفهام فضلاً عن "جدوى" حزب سياسي إذا ما فصلنا أصل الفكرة عن غباء صاحبها ، ما هي -مثلاً- نوعية "المعلومات الغلط" بلسان الصحفية والتي كان "سمير أبو النيل" يضخها في عقول مشاهديه ولم تظهر كثيراً في الفيلم سوى في تركيزه على مصطلح "الماسونية" في محاولة للإشارة إلى "توفيق عكاشة"؟ ما جدوى ظهور "منة شلبي" سوى الإضافة إلى مشاهد الوعظ في الفيلم؟ هل لتعويض غياب "بطلة" واضحة المعالم داخل الفيلم؟ أضف لذلك سؤال طرحه العديد من مشاهدي الفيلم عن "لثغة" منة في الفيلم ، وللمشاهد "الإعلانية" عن "جبنة جرين لاند" و "إندومي" على غرار "جريدة الشروق" في فيلم "عسل أسود" لـ"حلمي" وغيرها..

حاول "مكي" عمل "الصح" ولكن بالطريقة "الغلط" .. ربما يعود إلى مجموعته السابقة أو ما يعادلها مهارةً وروحاً .. ربما ينجح مع مجموعة جديدة .. ربما يعوض في "الكبير 3" إخفاق "سمير أبو النيل" .. لكن عل "سمير أبو النيل" يكون درساً له في مراحل قادمة..

سطر ختامي : "السبكي" بريء من تواضع مستوى هذا الفيلم بالمرة.. صدقوا أو لا تصدقوا..

ذو صلة: "رامي عبد الرازق" يفتح النار على "سمير أبو النيل" ، و "أيمن بهجت قمر" يبرر..
* الصورة من 4.bp.blogspot.com

Sunday, April 07, 2013

قنوات الحياة .. وكرتونة البيض

تعيش قنوات "الحياة" حالة شديدة من تضخم الذات ليس لها شبيه ولا مثيل ، حالة هي محرض جيد على الكتابة بأسود أساليبها خاصةً وأن تلك الحالة تستهدف مرارة الإنسان المعاصر قبل أي شيء آخر.. حالة من الصفار والبياض ترتبط في جذورها بكرتونة البيض.. شكلاً وموضوعاً..

قنوات تحدثك بين الحين والآخر عن آخر استطلاعات الرأي التي تجعل منها القناة الأولى في العالم العربي ، على غرار "نجمة الجماهير" و "نجمة مصر الأولى" طيب الله ثراهما ، وتذكرك بذلك في إعلاناتها الصحفية المكتوبة من باب "لو كنت نسيت أفكرك حبيبي" ، أنت تتحدث عن القناة ذات أعلى نسبة مشاهدة في استفتاء ABC واستفتاء XYZ ، وما يفقعك فعلاً أنك لا تجد أمارة واضحة للعين ولا للمخ لتلك اللكنة المقيتة في الدعاية..

قنوات لا تعرف لها هدفاً واضحاً ، هل هي قنوات "السيد البدوي" أم قنوات "حزب الوفد" ، الأخير كانت له قناة على "النايل سات" اسمها قناة "المصري" ، وعن نفسي كنت سأكون سعيداً لو كانت تلك القناة تتكلم باسم هذا الحزب الذي مرغه "البدوي" في أوحل وحل ، لكنه آثر أن تكون "الحياة" هي قناة "الوفد" من تحت لتحت ، دكاكيني يعني ، يحاول تقليد "رفيق الحريري" حين جعل من "المستقبل" رأس حربة إعلامي في معارك حزبه وتياره ، ولكنه تقليد فاشل ، "المستقبل" كانت من أكثر القنوات لفتاً للنظر في مجال الترفيه وكان لها نجومها من أمثال "زاهي وهبي" و "ميشال قزي" وشخصيات أخرى ، أما "الحياة" قسم تاني حارسها وصاينها فلم تقدم للناس سوى مجموعة برامج تحمل اسمها، بما أن لدى إدارة القنوات هوس بإطلاق اسم "الحياة" على أي شيء يذاع عليها على طريقة "لمبة حبنا" : "لعبة الحياة" ، "دائرة الحياة" ، "صوت الحياة" ، "الحياة الآن" ، "الحياة اليوم" ، "الحياة تركي"..الخ....

ولأنها القنوات الأولى في مصر والشرق الأوسط والشباب والرياضة فجميع ما عليها حصري ، ولولا بقية من حياء لعلقت "يافطة" "حصري" حتى على الآذان، ولا يستوعب عقلك ولا عقلي مبرراً لتذكيرنا بذلك من حين لآخر ، برنامج سمج مثل "بني آدم شو" تجد في نهاية البرومو الخاص به "حصرياً على الحياة" ، يا سلام ، كما لو كانت "السي بي سي" تذيعه من الباطن مثلاً ، فقط مجرد عينة من تضخم الذات المخلوط بإحداث النعمة ، لا يتناسب مع تصرفات أخرى من عينة إذاعة البرامج والمسلسلات التي تذيعها قنوات أخرى ، أو التي لفظتها - للدقة - قنوات أخرى كما لو كانت القناة - تذكروا : الأولى - تحولت إلى مكب نفايات لتليفزيونات دول ومشيخات النفط في الخليج العربي.. ورصة البرامج المشتركة مع "الام بي سي" اللي مالهاش ستين سبعين لازمة.. "الحياة" بجلالة قدرها صدعتنا ببرنامجها "صوت الحياة" وأنفقت عليه الشيء الفلاني لتذيع بعد ذلك Arab Idol بالاشتراك مع أسيادها في الإم بي سي ، ليه؟ مش عارف .. وبما أنها - زي ما احنا عارفين- الأولى فتعتبر أنه من الواجب عليها تحضير المشاهد نفسياً لقائمة الأشياء التي ستعرضها القناة في رمضان كل عام عن طريق سلسلة من الإعلانات تذيعها منذ منتصف جمادى الأول ، صحيح أن القناة قطعت تلك العادة هذا العام مضطرة وعاصرة على نفسها ليمون أضاليا ، لكن الطبع غلاب ، وأهو نسمع "رمضان جانا" في جمادى وربيع وليس كما تعتاد الأذن المصرية في أواخر شعبان.. ناس طيبين قوي يا خال..

ولأنها الأولى والفريدة من نوعها فهي تقدم "يخني" متكامل من ثقل الظل تعذر تواجده في أي مجموعة فضائيات مصرية أخرى ، بالمرة ، "معتز الدمرداش" الجاحظ والمفتعل -انتي فييين يا حكووووووومة - الذي يقدم برنامج توك شو يومي وبرنامج مسابقات في نفس ذات الوقت - مدرس تاريخ وفرنساوي لحد ما يجيبوا مدرس فرنساوي - "شريف عامر" الذي صدق نفسه كنجم فضائي ، والبوز اللي عامله في برومو برنامجه الأسطوري اللي ما اتهرشش ألفين مرة في الفضائيات مش أي بوز، شيفات "ممدوح علوان" الذين أطلقهم علينا من قناة "النيل للأسرة والطفل" ، يا جمالو يا جمالو ، وأهو يمشي مع طقم إعلانات "الحسن والحسين" وألوان المطبخ ومكالمات "بأشكرك على كل اللي بتقدمهولنا" ماركة "ممدوح علوان" ، "هبة الأباصيري" خريجة قهوة معاشات الإيه آر طين ، اكسبايرد ، "سالي شاهين" التي "آخرها" تقديم برنامج عن الأزياء والموضة وهي تقدم برنامجاً مدبلجاً مع أنصاف الممثلين الأتراك ، "أحمد آدم" منتهي الصلاحية ككوميديان وهو يفرض نفسه "بالدراع" ممثلاً لـ "استاند أب كوميدي" بنفس الحركات التي عرفه بها الناس منذ بدايته ، يهاجم الإسلاميين -الآن- بضراوة وهو الذي روج في وقت سابق للنموذج التركي الذين يستشهدون به للترويج لأنفسهم ، ما دمت تهاجمهم لماذا روجت إذن للنموذج التركي؟ ولماذا لم تتراجع وتعتذر لجماهيرك عن الترويج للنموذج التركي؟ مش عارف ، دليل غياب كامل للوعي والثقافة والفهم ، ما هو مش فاضي بقى ، أضف لهؤلاء مذيعة تقدم "الحياة الآن" في فترة الظهيرة لا يحضرني اسمها ولكن أسلوبها أمام الكاميرا يذكرني جداً بالقطة الشيرازي .. ولا ننسى المذيع الذي يقرأ بروموهات القناة والذي لا أستطيع الإفاضة فيما يخصه احتراماً لزوار المدونة .. وموسيقى وتصميمات الفواصل التي تغلف كل هذا القرف .. والقائمة تطول..

على إيه يا "سيد" يا "بدوي"؟ العظمة لله وحده ، ليت هذه السمعة التي تصطنعها قنواتك على حق ، ليتها تقدم شاشة لا تصدم عين المشاهد ولا تفقع له مرارة وتحترم عقله وتحترمه ، لكن ليييييييييييييه؟ الأولى الأولى الأولى .. العنب العنب العنب .. احترموا أنفسكم يحترمكم الناس..

عذراً لحدة الأسلوب ، لكني أكتب تلك السطور وقد طفح الكيل تماماً بعد أن أصبحت مضطراً لمشاهدة ما يسمى بـ"قنوات الحياة" عقب عودتي من العمل كل يوم ، وما أشاهده يتحدى قدرة الإنسان الطبيعي على التحمل .. وما أحلم به هو أن تختفي تلك القنوات نهائياً من على النايل سات ، وأن يركز صاحبها في الحزب الذي قاده إلى الحضيض ، بدلاً من أن يجرب - فينا - لعبة لا يجيدها .. آه صحيح : لعععععبة الحياااااااااة .. دمتم بود..
* الصورة للفاموليا الكريمة من موقع "قنا توداي"..

Monday, March 25, 2013

فرجات آخر الشهر : الكائن اللميس

* يمكنك أن تشعر أن ثورة ما قامت في مصر إذا ما عومل كل ضحايا الطرق نفس المعاملة التي عومل بها المواطن "يسري فودة" الذي لا يزيد اصبعاً ولا ينقص عن هؤلاء..

* شاهدت كليباً لـ "إيمان السيد" تقلد فيه "يسرا" صبغت فيه شعرها بالأصفر ، حقيقة عندما دققت في وجهها وجدتها بالصبغة صورة طبق الأصل من "لميس الحديدي"!

* الكتابة عن الشخصة التي غنت أغنية "ومين يهمه" في "دكان شحاتة" تحتاج لمهارة خاصة ، فقلة الأدب صنعة خصوصاً عندما تُمارَس مع من يستحقها..

* قناة "الحياة" أذاعت بضع حلقات من المسلسل التركي المدبلج "أحببت طفلة" ، لحد كدة طبيعي ، إذا بها تعيد بعض الحلقات التي أذاعتها ، وإذا بها اليوم تعيد المسلسل تقريباً من بدايته.. سلامات يا أولى..

* بين الممثل والمهرج عمود سميك من الرصاص ، يراه "هاني رمزي" شعرة صغيرة يسهل قطعها بموس ثلم.. العتب ليس على النظر..

* يبذل "زلطة" مجهوداً في تكلف الإضحاك يفوق الجهد المبذول في خلع ضرس موجود بالفك العلوي!

* مدبلجو "فاطمة" استهواهم نموذج "كابتن ماجد" حين كانت المباراة تلعب على أربع حلقات ، حتشوفوا الذل في حلقات المحاكمة!

* بعد مشاهدتي لـ "إليسا" في "ذا اخص فاكتور" ، تيقنت أن البرنامج - فعلاً - "لا يقارن" بأي وسيلة تعذيب أخرى..

* .. "كارول سماحة" نفسها وسيلة تعذيب في حد ذاتها!

* سمعت أن "وائل الإبراشي" سيترك "دريم".. غراب النحس يستعد للرحيل..

* و "كريم السبكي" حيخرج كمان!

* "سما المصري" فييكة فيك السنين ، من fake يعني.. ولا ينافسها في ذلك إلا "رغدة"..

* الكائن اللميس هو الحالة الوسطى بين الكائن الدرديري وأنثى الشمبانزي..

* سؤال محير : لماذا يهمس "عماد أديب" بهدوء مفرط بينما يصرخ أخوه "عمرو أديب" بشكل هستيري؟

* البحث عن اختلاف بين "عبلة كامل" في "خالتي فرنسا" و "لميس الحديدي" أشبه بالبحث عن بوذي في الفاتيكان.. أو عن برنامج يصلح للاستهلاك الآدمي على "الحياة"!

* دور الفيلسوف الذي يعيشه "حسين الجسمي" لا يناسبه ، بل يجعل منه مضحكة..

* أخيراً.. مخرج "الألماني" قرر نزول السوق بفيلم "بوسي كات".. الأمر يوحي بأن "بوسي كات" هي أنثى الألماني!
* الصورة من "محيط"..

Wednesday, March 06, 2013

في الغسيل القذر

مقدمة: في كل أنحاء العالم توجد أفلام يجمع عليها النقاد والجمهور ، وأفلام يجمع عليها النقاد ولا يجمع عليها الجمهور ، والتي نسميها نحن بـ"سينما المهرجانات" رغم أن بعضها سيء بحق وحقيق ، وأفلام يجمع عليها الجمهور ولا تحظى بترحاب نقدي ، الأفلام التجارية التقليدية والتي قد نختلف على مستواها لكنها مهمة لصناعة السينما في أي بلد في العالم ، وطبعاً توجد أفلام لا يرحب بها الجمهور ولا النقاد ولا أي مخلوق..

النوعية الأخيرة هي جزء من غسيلنا القذر الذي جعل سمعة هذا البلد داخله وخارجه "زفت" ، صحيح أن هذا الغسيل أكبر بكثير من مجموعة أفلام هابطة ، سلوكيات وثقافة وإعلام ورجال أعمال وساسة منتفعين ، لكن كما كان الفن نقطة انتشار للثقافة المصرية -عن غير قصد وليس كما يعتقد "البعض" - في محيطها العربي والإقليمي ، كان جزءاً من غسيلها القذر الذي جعلها أمثولة في محيطها العربي والإقليمي..

ولدينا داخل تلك النوعية من الأفلام نوعين رئيسيين : الأول هو مجموعة الأفلام التي تم تعليبها وتمثيلها في غفلة من الزمن في لبنان بعيد نكسة 1967 مضافاً إليه أفلام B تم إنتاجها في السبعينيات ، والثاني هو ما نسميه نحن بأفلام المقاولات ، مجموعة من الأفلام صممت للفيديو وللتسويق في دول الخليج ، ولها مخرجوها من أمثال "ناصر حسين" و "صلاح سري" و "سيد سيف" و "إسماعيل حسن"..

تثير أفلام النوع الأول جدلاً أينما ظهرت ، خاصةً وأن عليها ، للأسف ، أسماء نجوم كبار معروفين في العالم العربي كـ"حسين فهمي" و "عزت العلايلي" و "نور الشريف" وغيرها ، والتبرير جاهز "أصل دي كانت مرحلة انتشار وكان الفنان مننا بيقبلها في أول مشواره الفني" ، وبرغم المنع الرقابي إلا أن تلك الأفلام عرفت طريقها للفضائيات ، خاصةً الفضائيات الجديدة التي تتباهى بإذاعة "أشياء" من عينة "سيدة الأقمار السوداء" وغيرها.. وكما تعرف تلك الأفلام طريقها للفضائيات تعرف زبونها أيضاً من المراهقين داخل مصر وخارجها ، وفي الخليج بالذات.. تلبي تلك الأفلام شهوة "الممنوع مرغوب" لدى الكثيرين ، خاصةً وأنها كانت ممنوعة رقابياً بسبب الهوس الجنسي لدرجة الجنون الذي سيطر على صناعها ،وإن كان بعضها عرض في سينمات الترسو منذ ردح من الزمان مع بعض الأفلام التركية التي أنتجت في نفس الفترة ولا تقل في "مستواها" في شيء عن أفلام الهبوط السبعيني المصري، والممنوع المرغوب بيجيب إعلانات.. حتى ولو كانت "تلي شوب" من عينة "شاي الدكتور مينج" وأخواته.. وبيع يا صبري..

أما طريق أفلام النوع الثاني للفضائيات فهو سالك سالك سالك يا ولدي ، والبركة في فضائيات دول النفط التي تسعى لفرض ثقافة وذوق على العالم العربي بأكمله ، وهناك معزة خفية بين تلك الفضائيات وتلك الأفلام ، ما يقال للسذج هو أن تلك الأفلام تذاع لتملأ وقتاً ، بما أن فضائيات الأفلام أربع وعشرون ساعة بث متواصل ، لكن يصعب تفهم ذلك في الوقت الذي تلح فيه تلك الفضائيات على عرض أفلام المقاولات بشكل مزمن من باب "هي دي مصر يا عبلة" ، لولا "روتانا سينما" و "أوربت سينما 1 ، 2" ما عرفنا "معجزات سينمائية" من عينة "المشاغبون في نويبع" و "الغشيم" و "أبناء الشيطان" وغيرها .. إلا أن تفسيراً أكثر خبثاً يربط ما يحدث بنكتة الشخص القصير الذي وقف على كرسي ليصبح أطول من زوجته الطويلة ، بمعنى أصح تقديم كل ما هو زاه وأنيق في ثقافتهم ، وتقديم كل ما هو منحط وسافل في ثقافتك .. "شايف المصريين وأفلام المصريين؟" .. والشيء نفسه في الفيديو ، بل إنهم ينتجون مسلسلات هابطة مصرية من عينة "المنتقم" المرصع باسم "حاتم علي" البراق ، بالاشتراك مع مخرجين مصريين من مخرجي الصف الثالث.. يعزز تلك الفرضية أمر آخر ، تكالب تلك الفضائيات في فترات زمنية سابقة على شراء أرشيف السينما المصرية بكافة أفلامه خاصةً تلك التي تفوق أهمية وقدراً ومقداراً "الهجص" الذي تذكرنا به تلك القنوات ليل نهار.. وإصرارها على عرضها..

وبين تجار الممنوع المرغوب ، وتجار المسموح المرفوض ، يكثر الغسيل إياه ، ويسقط مياهاً غير نظيفة "تطرطش" في وجوهنا ، دافعين ثمناً لأفلام حمقاء ارتكب المشاركة فيها نجوم وأنصاف نجوم ، ولنزعات نفسية في بعض أماكن الوطن العربي تستثمر في تلك الأفلام سياسياً وثقافياً وتسعى في نفس الوقت لاحتكار صناعة السينما في مصر إنتاجاً وتوزيعاً..
* الصورة من منتدى mixology..