Sunday, May 30, 2010

فرجات آخر الشهر

*إديني عقلك: كيف أمكن لمنتج كبير أن يقوم بإنتاج مسلسل عن قضية "سوزان تميم" خلال أشهر قليلة جداً من بدء المحاكمة التي لم تنته بعد ، ويصرح بإذاعته ، في الوقت الذي أنتجت فيه شركة "صوت القاهرة" قبل عشر سنوات مسلسلاً يفضح تاجر مخدرات أدين بحكم نهائي بسنوات ولا يزال ذلك المسلسل شبه ممنوع من العرض في مصر؟

* من حق كل معجبي - وحتى غير معجبي- "أحمد حلمي" أن يبدوا قلقهم البالغ من ما قد يطرأ عليه بعد أن شوهد يكتب مؤخراً في "الدستور".. غلطة "عادل إمام" أنه سلم ذقنه للصحفيين بعد ثلاثة عقود من التمثيل.. ويوشك "حلمي" أن يقع في نفس الخطأ الذي سيكلفه الكثير..

* تصريحات "أيمن بهجت قمر" عن فوز "إليسا" بالميوزيك أوورد .. نفسنة عالية..

* رحل "أسامة أنور عكاشة" تاركاً جدلاً عنيفاً بين مؤيديه - الأغلبية- الذين يرونه أعظم كاتب دراما في تاريخ مصر ، وبين معارضيه - الأقلية- الذين لا يشاركونهم نفس الرأي.. بالنسبة لي فإني أرى أنه ترك صورة باهتة لأصل واعد.. قال في تصريح تليفزيوني "أنا إن اكتفيت انتهيت".. وهو ما فعله حرفياً!

* توقعات : إن تمت دبلجة مسلسل Lost في مصر فسيتم الاستعانة بتتر يكتبه "أيمن بهجت قمر" ويلحنه "محمود طلعت" يحتوي على عبارات من عينة "ناس شبعانة ومليانة عالم شقيانة تعبانة .. قام الزمن واخدنا على خوانة .. وياااانا يانا" .. ولعلمكم فستكون هذه ضربة معلم بصحيح ، إذ أنه سيتسرب للمشاهد شعور بأن المسلسل تجري أحداثه في العشوائيات!

* الحمد لله أن قنوات الجاز لم تدبلج كلاسيكيات الفيلم الهندي إلى اللكنة الخليجي .. وإلا لأصبح ذلك موت وخراب ديار!

* ما هو المهرجان الذي يمكن أن تفوز فيه قنوات مثل "الفراعين" و "بانوراما دراما" بجوائز؟

* إن استقال "عزت أبو عوف" من رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ، "قد" يلجأ "ساويرس" لعمل تصويت بالمحمول على الرئيس الجديد.. ديمقراطية يعني!

* "وفاء الكيلاني" : "تربية" إيه آر طين بصحيح.. :(

* بمناسبة استمرار السيدة "ريم ماجد" في التقمص المفتعل لدور "فلاح كفر الهنادوة".. أفكر في تحضير تدوينة تليق بمقامها..

* شعار المرحلة القادمة في الفضائيات : "صحفي والكارنيه أهه"..على غرار "دكتور.. والشنطة أهِه"!

* دويتو "نانسي عجرم" و "إيكون" خصم من رصيد الاثنين..

* لم أشاهد "الديلر" .. لكن تبقى حسنته الوحيدة حتى الآن هو إعادة "أحمد الحجار" للتلحين..

* أخيراً.. من الصعب أن تتخيل أن يصل الأمر بـ"يسري فودة" و"ماريا معلوف" بأن ينتهي بهما المطاف في "أون تي في" و "المحور" بشكل لا يتناسب بالمرة مع تاريخهما الإعلامي الكبير.. خسارة..

Sunday, May 23, 2010

The Algerian Bacon!


لم يعرف أحد في العالم العربي "مايكل مور" قبل "فهرنهايت 911" إلا قليل.. بل وكان البعض يعتقد ، وأنا منهم ، أنه مجرد مخرج أفلام وثائقية .. إلى أن شاهدت فيلمه "The Canadian Bacon"..

الفيلم "مسخرة" ، ساعتان من الضحك المتواصل والتهريج المتقن الصناعة ، المختبئ وراء وجهة نظر ، ودعوة للتفكير العميق ، يبين عن وجه غير معروف لنا لهذا المخرج الكبير كمخرج أفلام روائية ، بل مخرج مؤلف متميز في مجال بصعوبة الكوميديا ،وبصعوبة الكوميديا التي يقدمها .. كوميديا ساخرة لاذعة تعتمد الخيال وسيلة لبناء خطوطها وإحكام خيوطها ، لا تطلب من المشاهد فقط أن يتابعها من الوضع جالساً ويضحك ما استطاع ، بل وأن يسرح بخياله معها.. ميزة تراها أحياناً في كوميديا هوليوود التي تعد من أقوى أدوات صناع الأفلام لتوصيل وجهات نظر .. أو رسائل من نوع ما..

وتقوم فكرة الفيلم ببساطة على أن الرئيس الأمريكي (لعب دوره "آلان أولدا") رأى أن شيئاً ما ليس على ما يرام ، سواء فيما يتعلق بالاقتصاد أو بشعبيته التي هي في تدهور مستمر ، فنصحه مستشاروه بالدخول في حرب ، أي حرب ، مع أي دولة ، فكر في الاتحاد السوفييتي فوجد الحرب الباردة فقد انتهت ، ولم يجد قيمة تذكر لمواجهة الشيوعيين ، فتفتق ذهنه عن فكرة "جهنمية" من وجهة نظره : إعلان الحرب على كندا!

قوة الكوميديا في هذا الفيلم تكمن في الطريقة التي تتصاعد بها الأحداث ، قوة يعرفها متابع "The Simpsons" جيداً ، بدءاً من "الخناقة" التي بدأت في ملاعب الهوكي ، التي بدأت من سباب "عابر" في ظاهره للبيرة الكندية ، إلى الحملة الإعلامية التي يشنها الأمريكان ضد "العدو" الكندي ، إلى "العمليات الفدائية" ..

لكنك ، مثلي ، قد تجد صعوبة كبيرة في طرد هواجس شريرة تنتاب متابعي الفيلم الذي عرض قبل أيام على MBC 2 ..هواجس لها علاقة بقصة الجزائر ، والأتوبيس الذي "اتضح" أنه قد تم ضربه بالحجارة ، أشبه بلعبة "اكتشف الاختلافات" بين الفيلم والواقع .. فيلم قد تكون دارت أحداثه - أو بعضها- في الجزائر لكن أغلب مشاهده دارت في مصر ، على نحو يشبه ما كتبه "مايكل مور" وأخرجه قبل خمسة عشر عاماً..

نعم .. كثير من الأشياء التي رأيناها في الفيلم هي التي عشناها "بالكربون" إبان مباراة مصر والجزائر وما بعدها حتى الآن .. الفرق أنك تضحك على فيلم "The Canadian Bacon" الكوميدي أثناء مشاهدتك إياه.. بينما تضحك - من الألم والغيظ والسخرية المريرة- على واقع اتضح أنه صورة طبق الأصل من فيلم كوميدي ، واتضح أنه قد تم استغفالك واستغفالي واستغفاله واستغفالها واستغفالنا جميعاً ، وليد شعور ضحية الكاميرا الخفية بعد اكتشافه تعرضه لمقلب سخيف..

من المؤكد أن منكم من شاهد "The Canadian Bacon".. ويستطيع تحليله أفضل مني ألف مرة .. وقد تكون له وجهة نظر مغايرة.. لكن أيهما ترون أفضل: "The Canadian Movie" -الفيلم- أم "The Algerian Bacon" الحقيقة؟
*الصورة من av club..

Thursday, May 20, 2010

سيد الملاحظة


لمن يصعرون خدهم للكوميديا ، أرد بالقول بأن سبعة على الأقل من أفضل عشرة كتاب سيناريو وحوار في تاريخ السينما في مصر ذوي ميول كوميدية .. وأن هؤلاء قد أسهموا وبشكل كبير في شعبية الفن السابع في مصر ليس فقط في نجاحهم في كتابة أفلام الكوميديا .. بل في نجاحهم في الكتابة لأكثر من قالب سينمائي .. فالتجربة تثبت في كل مرة أن من ينجح في الكوميديا ينجح في كل ما سواها .. والعكس بالعكس..وبالتالي يصعب بل يستحيل تخيل تاريخ الفن السابع في مصر بدون أسماء مثل "بديع خيري" ، "علي الزرقاني" ، "السيد بدير" ، "بهجت قمر" ، "صلاح جاهين" ، وبالطبع "أبو السعود الإبياري"..

مائة عام تمر على ميلاد هذا الراحل العبقري ، بكل المقاييس ، هذا الرجل الذي ظهرت موهبته صغيراً كزجال نشر بعض أعماله في مجلة "الأولاد" قبل أن يتعرف على أستاذه ، والأب الروحي لكتابة الحوار في السينما المصرية "بديع خيري" والذي عده مثله الأعلى ، وتعلم منه الكثير ، وأسهم "بديع" في وضع قدم "أبو السعود" على أول الطريق ككاتب ومؤلف ذي شخصية خاصة وقبول عال وموهبة متميزة..

كانت الكوميديا هي ملعب "الإبياري" بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، ولذلك أبدع فيها فكتب قائمة طويلة من الأفلام الكوميدية والغنائية واللايت كوميدي كقصة وكسيناريو وحوار .. فضلاً عن عدد كبير من أغاني واستعراضات ومونولوجات تلك الأفلام ، وارتبط في مشواره الفني بأسماء "فريد الأطرش" و "محمد فوزي" و "شادية" ورفيق كفاحه "إسماعيل ياسين".. والذي كتب له عدداً كبيراً من الأفلام والمسرحيات والمونولوجات ، ربما كان من أميزها على قلة عرضه فيلم "إنسان غلبان" الذي أخرجه صديقهما المشترك الموهوب الراحل "فطين عبد الوهاب"..

وكأي ممن يتفوق في الكوميديا ، فقد تألق خارج مجاله المفضل ، سواء في السينما التي كتب لها أفلاماً درامية مثل "اليتمتين" - لـ"فاتن حمامة" ، أو في الأغنية.. في قائمة مؤلفاته الغنائية أغانِ مثل "قلبي دليلي" ، "البوسطجية اشتكوا"، وحتى أغنية "يا رايحين للنبي الغالي" التي تعد من أشهر أغاني الحج!

صحيح أنه كان واسع الثقافة كجل شعراء عصره وفنانيه ، إلا أن جزءاً كبيراً من قوته يكمن في قوة ملاحظته.. كان يدرك ببساطة شديدة أن من يريد تقديم فن عن مجتمع وإليه يجب أن يعرف عنه أكثر ، ويلاحظ ما يدور في جنباته من أحداث وتغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى التغيرات التي تطرأ على سلوكيات الأفراد ، والألفاظ والمصطلحات التي يستخدمونها ..

هذا الرجل الذي كان يجلس على مقعد في كازينو الكورسال ، ومعه ورقة وقلم ، يلتقط كلمة من هنا ، مصطلح من هناك ، فكرة من هنا وأخرى من هناك.. يجمع أطرافها ويضعها في مكانها الصحيح.. ولعل قرب مفردات الحوار في أفلامه ،وإيقاع جمله من ما يمارسه الناس العاديون في حياتهم من أقوى أسباب القبول التي تحظى به الأفلام والأغاني التي يكتبها حتى لحظة كتابة هذه السطور ، أي بعد واحد وأربعين عاماً من رحيله..

قد تتفق أو تختلف معه .. لكنه يبقى واحداً من أكثر زملائه موهبةً وحضوراً وقبولاً وذكاءاً وأقواهم ملاحظة.. وضعوا تحت الأخيرة مائة خط..
*الصورة لـ"أبو السعود الإبياري" (1910-1969) من ويكيبيديا..

Saturday, May 15, 2010

عنتر يا حاميها


أقل شيء يوصف به هذا الخبر بأنه خبر "يموت من الضحك".. وليس داعياً للانبهار كما يعتقد كثيرون..

أول المساخر أن الإعلام المصري وقياداته احتاجوا جميعاً إلى ست سنوات فقط لكي يتذكروا أن شيئاً ما تم تسريبه بطريقة أو بأخرى إلى "روتانا".. وربما اكتفوا بالتذكير بما تم "بيعه" منذ ست سنوات فقط ، من باب حمرة الخجل لا أكثر .. وكم سيكون موقفهم سيئاً "آخر حاجة" إذا ما تذكروا ، أو أجبرهم شخص ما على تذكر ما تم بيعه منذ عشر سنوات للشيخ "صالح كامل" وقنواته مقابل "تشبيط" قناتين متوفيتين إكلينيكياً إلى باقة "الأوائل"..

والمسخرة الثانية أن الإعلام المصري وقياداته احتاجوا لكل هذه الفترة ليكتشفوا أنه "آه صحيح.. دة ممكن الأفلام والحاجات دي تروح إسرائيل؟ يا عيييب إلشووووم".. كما لو كان ما بيع في الصفقة "إياها" بعيد عن متناول "تل أبيب".. وكما لو كان تحالف "الوليد" و "ميردوخ" هو الطريق الوحيد لوصول كل هذه الأشياء إلى الكيان الصهيوني .. وكما لو لم تكن للإسرائيليين شبكة تحالفات مع قنوات عربية أخرى منها ما هو صديق و"حليف" للإعلام المصري..ولنا فيما نشرته "الدستور" قبل أربع سنوات عن تسريب أفلام سينمائية مصرية حديثة لإسرائيل عن طريق "روتانا" و "إيه آر تي".. إذا كان هذا ما حدث لـ"الحديث".. تستطيعون استنتاج مصير "القديم"!

والمسخرة الثالثة أنه في الوقت الذي رأينا فيه روح "عنترة بن شداد" تظهر على "روتانا" وجدناها تختفي تماماً فيما يتعلق بـ"إيه آر طين".. إذا كانت حبوب الشجاعة قد ظهر مفعولها على "روتانا" بنفوذها وجبروتها وكاتشابها وصلصاتها .. فإن "إيه آر طين" تتحدى تأثير مصنع الحبوب بالكامل.. وفي ذلك درس لكيفية "التظبيط" وحماية المصالح ، لعل السذج والأغبياء من عينة "مرسيدس" تستوعب الدرس بدلاً من أن نراها تتحول إلى مضحكة معولمة بسبب تقديمها مبلغ رشوة تافه لمسئول مصري.. مضحكة تحول اسمها في عيون المصريين من "مرسيدس".. إلى "حمارسيدس"!

أما المسخرة الرابعة والأخيرة فهي في شكل "الحمشنة" التي ظهر بها هؤلاء .. فرصة لكي يذكرونا فيها أنهم "حماة الحمى" و"وحوش المينا" و "رصيف نمرة 5".. وللأمانة فقد "تأنثرت" وأوشكت الدمعة على أن تفر من عيني على طريقة مسلسل "Prison Break".. لولا أنني تذكرت حقيقة أن تأثير حبوب الشجاعة مهما طال تأثير مؤقت.. تعود بعده ريما لعادتها القديمة.. وتوتة توتة..
*الصورة من اليوم "الساقع"..