Sunday, November 29, 2009

فرجات آخر الشهر

* شوية شر صغيرين : تعاطفت فقط مع المصريين الذين آذاهم هووليجانز الجزائر بشكل عام ، ولم أتعاطف قط مع "ساويرس" الذي تعاطف إعلامه مع قراصنة الصومال ضد الصيادين المصريين.. وهذا يحقق المثل الشعبي العصري الجديد الذي يقول : اللي "يكشكش" للحرامي ، "يعَرَّض" له البلطجي!

* مع التعرض المكثف لموسيقى "تامر كروان" في قناة "دريم" وبعض الأفلام .. بدأ الرجل يسقط من أذني ونظري تدريجياً..

* هل أكون قاسياً بعض الشيء إن قلت أن أداء "غادة عبد الرازق" في مسلسل "الباطنية" كان يحوم حول أداء "نادية الجندي" في نفس الفيلم.. إن لم يكن ينقصه إفيهات ماركة "شريف المنيباوي" من عينة "أنا براوية ومحدش يقدر عليا"؟

* مع احترامي لمن أعجبتهم أغنية "أيمن بهجت قمر" التي كتبها لـ"عدوية" و "رامي عياش".. هذه المحاولة من "أيمن" أشبه بمعلقة جبنة بارميزان منتهية الصلاحية على رغيف شامي خرج للتو من الفريزر!

* ما دام التمثيل يروق للسيدة "ريم ماجد" مذيعة برنامج "بالمصري الفصيح"- "بالمصري" سابقاً لتقاطع الاسم مع عنوان مقال "عبد الله كمال" - فلماذا لا تجربه وتريحنا من طلتها غير البهية ، أقله نكون قد كسبنا ممثلة بدخولها عالم التمثيل ، وكسبنا مذيعة باعتزالها العمل الإعلامي؟

* في البداية كان لكل قناة برنامج توك شو واحد ، والآن أصبح لبعض القنوات مثل On Tv أكثر من برنامج توك شو في اليوم الواحد يتشابهون جميعاً في الأسلوب وفي الخطة وفي الطريقة.. سلامات يا احتراف!

* وهذا أمر يبين للناس أنهم يعيشون هذه الأيام نعمة لا يشعرون بها ، كوننا كلنا في عيد هذه الأيام ، وفي راحة من برامج التوك شو التي تركنا أصحابها نلتقط أنفاسنا قليلاً.. الرحمة حلوة..

* القوة الناعمة في مصر.. هأ أو!

* ما هو سبب منع عرض مسرحية "على الرصيف" التي تعرضها "موجة كوميدي" هذه الأيام بمناسبة مرور عشرين عاماً على رحيل بطلها الكبير "حسن عابدين"؟..

* كيف أعجب الناس يوماً ما بمسلسل "الضوء الشارد"؟ حقيقة كلما أشاهده أسأل هذا السؤال!

* منتهى الوطنية : "كرومبو" "بانوراما الدراما" "المسروق" يعلن الحرب على الجزائر بإلغاء رقمها من مسابقته!

* يعجبني جداً وش "وبراءة الأطفال في عينيه" على وجه جميع مذيعي برامج التوك شو من أي مسئولية تجاه ما حدث في الجزائر.. أقصد هنا بـ"الأطفال" "أطفال التماسيح"!

* رأي شخصي : "منى الشاذلي" ما كان لها أن تستطيع النطق بحرف واحد في حق مؤسسة "الأهرام" لو كان "إبراهيم نافع" على رأسها ، ويبدو أن مفعول "بلابيع الشجاعة" التي تعاطتها قاصر فقط على أي مؤسسة صحفية لا يرأسها عضو في مجلس الشورى كما هو الحال بالنسبة لـ"دار التحرير" أو "روزا اليوسف" وكلاهما له أخطاء تكبر بكثير كل قصور لـ"الأهرام" العريق.. العبي غيرها..

* كنت أحب أغنية "مروة نصر" "نفسي" إلى أن صد كليب الأغنية "نِفسي"!

* كل عام أنتم جميعاً بخير..

Friday, November 20, 2009

بيت الأشباح


تخيلوا معي .. قرية ما وقت أن كان الريف المصري يعيش في ظلمة وتخلف وجهل قبل قرن أو يزيد ، كان فيها رجل إقطاعي يشتري كل بيت وقطعة أرض ، فتفتق ذهن بعض أصحاب البيوت والأراضي الصغيرة عن فكرة عبقرية .. استغلال بعض الأشياء الغريبة وتضخيمها تمهيداً لإشاعة أن تلك الأراضي تعوم على بركة من العفاريت.. ولأننا نتحدث عن الجهل والخرافة السائدتين في ذلك التوقيت فمن الطبيعي أن يصل كل سكان القرية ، والقرى المجاورة ، إلى قناعة تامة بأن الأرض ، وبيوتها ، بل والقرية بأكملها "مسكونة".. وانطلى الأمر على الجميع بمن فيهم سكان القرية وجيرانها الذين بادروا إلى حزم الأمتعة فارين بجلودهم ..واللذيذ في الموضوع أن أصحاب البيت أنفسهم صدقوا الإشاعة ، واعتقدوا فعلاً بوجود العفاريت ، وورثوا ذلك لأبنائهم وأبناء أبنائهم..وهكذا صارت القرية قرية أشباح ، ترتع فيها العفاريت حيث تشاء وتريد..

وكما "تحاذق" هؤلاء من الطبيعي أن يستغل ذلك شخص "أذكى" لتحقيق مصالحه الشخصية ، وتتحول إشاعة سكن القرية بالعفاريت إلى لعنة مقيمة على أصحابه..

هذا ما فعله معنا الجزائريون ، وما قد يفعله معنا غيرهم .. إعلامنا سكَّن العفاريت فعمل الآخرون أحلى بيزنس معهم ..

قد يغضب الجميع من السطور القادمة ، لكن فكروا فيها معي..

أصبحنا مجتمعاً فضائياً مفتوحاً ، "فضائياً" بمعنى أن لدينا عشرمية فضائية مفتوحة على الوجه البحري والقاهرة ، ومفتوحاً بمعنى أن كل مشاكله وأدوائه تناقش بقدر كبير من الحرية ، وهي ميزة كبيرة يمكنها أن تتحول إلى نقمة..

هناك محترمون في الإعلام يناقشون تلك المشاكل بحكمة واحترافية مهنية واحترام لعقل المتلقي ، وتجرد بعيداً عن حسابات المصالح موالاة ومعارضة، وصوتهم ضائع وسط صحف من عينة "روزا" و "البديل" و "المصري اليوم" و "الدستور" و "الجمهورية" ، وبرامج من عينة "العاشرة" و "البيت" و"القاهرة اليوم" و "90 دقيقة".. والكل يملكه ، أو يسيطر عليه ، أو يديره رجال أعمال ، أو صحفيون تابعون لاتجاهات سياسية معينة ، يقدمون حملات تتناول - في ظاهرها - مشاكل حقيقية ملحة ، وأزمات تحتاج إلى مواجهة ، ولكنها من الباطن تحمل رائحة تصفية الحسابات السياسية مع الحكومة أحياناً ، ومع المعارضة أحياناً أخرى ، ومع رجال أعمال آخرين في أحيان ثالثة .. لا أعترض على تناول المشاكل ، بل أؤيده في ذاته وبشدة ، فأنا عن نفسي ضد دفن الرأس في الرمال ، لكني ضد التناول المغرض الذي يستبدل دفن العقل بدفن الرأس.. والوسيلة مرآة الغاية .. وكل لبيب بالإشارة يفهم ، ويستطيع التمييز بين تناولات لمواضيع بعينها مثل التجاوزات الأمنية والتحرش الجنسي و ...... تحترم العقل وتحض على التفكير ،وبين تناولات لنفس تلك المواضيع تحول كل هذه المشاكل المصنوعة بشرياً إلى عفاريت ..

وتعالوا أزدكم من الشعر بيتاً ، ببعض التذكير عن "العفاريت" في تراثنا ، فالعفاريت تتميز (1)بالقوة والقدرة على إلحاق الأذى بأيِ كان ، إلى درجة يطلق فيها بعض البسطاء ومحدودي التعليم عليهم وصف "الأسياد" ، وتتميز أيضاً بكونها (2) غير مرئية ، وبالتالي فأي شخص يجد نفسه في صدام وشيك معها لا يستطيع الإعداد لمواجهتها أو حتى الدفاع عن نفسه في وجهها في الأحوال العادية ..وأمام خصم لا تتوقع ظهوره ولا تعرفه ويستطيع أن يؤذيك ، ينتهي بك الأمر مشلول التفكير ، لا تملك إلا أن تسلم نفسك لأقرب دجال يبيع لك الأمل في الحل ،أو في ما في حكمه ، وتشتري أحجبته وتعاويذه ، أو تقوم بالزعيق والتظاهر في وجه "الأرواح الشريرة" كما يحدث في العديد من الثقافات البدائية ..

نعم ، نجح أصحاب المصلحة في ميديا المال السياسي وفي "الميديا الرسمية" في تصنيع أكبر قدر ممكن من العفاريت ، ليسوق كل فريق نفسه كمنقذ ، كحامل للتعاويذ والتمائم ، ومُصَنِّع لكافة الطقوس المستخدمة لطرد الأرواح الشريرة بعيداً عن جعلنا نفكر ونتعقل في مواجهة كل ظاهرة .. ليوصلونا إلى مدى بمقتضاه أصبح كثير من أبناء البلد يفكرون في فعل ما فعله أهل وجيران القرية "المسكونة" سالفة الذكر..

الغريب أن المثل المصري يقول "اللي يحضر العفريت لازم يصرفه" ، وللأسف فإن محضري العفاريت ، من ساسة وصحفيين وإعلاميين قد فشلوا في صرف العفريت ، ليجد في مكان ما بالعالم من يستطيع التحكم فيه واستخدامه ضد الكل كليلة ، بمن فيهم صانعو العفاريت..

اقرأوا وحللوا تفاصيل الحرب الإعلامية الجزائرية ضد مصر قبل وأثناء المباراتين وبعدهما ، ستخرجون بنتائج وخلاصات قد توافق أو تخالف ما وصلت إليه ، لكني عن نفسي كلما أحملق في التفاصيل أشاهد أشياءً أقول حين ألمحها "هوة أنا شفت الكلام دة فين قبل كدة؟"..من أول التجاوزات الأمنية رغم الوداعة الفائقة التي أبداها الأمنيون مع الهووليجانز الجزائريين ، إلى عفريت التحرش رغم أنه لم يتم التحرش بأي "دجاجة" جزائرية ، والتعتيم الإعلامي رغم أن "صلاح فؤاد"-عفواً : المخرج- "خلاني أشوف كوووول عاااااجة*" بما فيها الإشارة فائقة البذاءة التي قامت بعملها مشجعة جزائرية.. أمر جعلني أسأل، وقد يجعلك تسأل :"هية العفاريت دي طول النهار عمالة تخض فينا؟ اشمعنى ما طلعتش ليهم؟"

يقول التعبير المصري الدارج "ما عفريت إلا بني آدم".. العفاريت لا تخيف ، والأسياد لا يرعبون ، حضرها بشر ، ويمكن للبشر أن يعيدوها إلى قماقمها حيث كانت ، لتصحو عقولنا في وجه كل من يحضر عفريتاً يخيفنا به ، ليسخره شخص آخر في مكان ما من العالم ضدنا جميعاً ، سواء نحن معشر "المعفرَتين" ، أو" "المعفرِتين" المستفيدين من تحويل بلادنا إلى بيت تسكنه الأشباح..دمتم بخير ، وعذراً للإطالة الشديدة في تدوينة تبدو ثقيلة الظل..
*العبارة للممثل الكبير الراحل "علي الشريف" من فيلم "واحدة بواحدة" والصورة من الدويتشة فيللة..