Friday, April 25, 2008

فرجات آخر الشهر: وانتهى العام الثاني

* انتهى العام الثاني تقريباً لـ"فرجة"..ولكن شعارها سيظل حاضراً.. برغم أن العكننة التي يتعرض لها كاتب هذه السطور خارج السايبر سبيس لا تتيح له وقتاً مناسباً للفرجة مثلما كان الحال عليه في العام الأول.. سيظل شعار المدونة حاضراً: حنخلي -قدر المستطاع- اللي ما يشتري يتفرج!

* بمناسبة قرار بعض صناع السينما النزول بكاميراتهم إلى مجتمع العشوائيات.. أتوقع ظهور نسخة "شعبية" من فيلم "بنات وموتوسيكلات" تدور أحداثها في المناطق العشوائية بموتوسيكلات "صيني" من تلك المنتشرة في الأفراح الشعبية.. وإن كنت أستبعد -تماماً- أن يفعلها.. السبكي!

* نبقى في العشوائيات.. لماذا لم يعرض فيلم "الغابة" للمخرج "أحمد عاطف" رغم عرض "حين ميسرة" وكلاهما يتناول قاع المجتمع؟ أم أن الأمر له علاقة بـ"المناظر" أكثر منه بـ"القصة"؟

* التيمة الموسيقية الجديدة لقناة المحور.. بصراحة..أكثر من مقززة..

* حلم "آل أديب" بعرض فيلم من إنتاجهم في مهرجان "كان" قد يذكر البعض بحلم إنجلترا بالفوز بكأس العالم.. ربما قد يذكرني بحلم "هولندا" بالفوز بالمونديال أكثر منه بالحلم الإنجليزي.. لغير الكرويين: هولندا وصلت لنهائي المونديال مرتين وخسرتهما!

* حديث "جومانا مراد" عن تاريخها الفني أصبح أطول من تاريخها الفني نفسه!

* لن تحتاج الحكومات إلى مسامير لتدقها في نعش برامج "التوك شو".. مذيعو تلك البرامج قاموا بأنفسهم بالواجب كله!

* ما هي حكاية "جوني ووكر" الذي سمعت أن اسمه تردد في أغنية شعبية مؤخراً؟

* قرار "الفخراني" بالعودة للعمل مع السيناريست "محمد جلال عبد القوي" قد يعني أن الأول قد وجد حلاً لجعل الناس تتخطى آثار "المرسى والبحار"!

* إصرار وسائل الإعلام على تسطيح إضراب 6 أبريل في "الفيس بوك" والتحريض عليه يؤكد أن الميديا المصرية بها أناس لا يعرفون "من" هو الفيس بوك.. وربما يعتقدون أن "الإنترنت" هو ابن عم "الانترفيرون"!

* مفاجأة الشهر: شخص يشبه جداً جداً بطل إعلانات "ميلودي تتحدى الملل" مشاركاً في إحدى حلقات برنامج "اسمعونا"!

* إلى "عمرو أديب" : ليتك لم تسأل "مفيد فوزي" عن "العندليب"!

* أخيراً.. أدهشني وجود إعلانات دعائية لمرشحي "مجلس الأمة"- البرلمان الكويتي- على قناة "فنون" التي يمتلكها الممثل الكوميدي الكويتي الشهير "عبد الحسين عبد الرضا"..وأدهشني أكثر وجود فضائية قائمة بذاتها تذيع كافة دعايات المرشحين لانتخابات نفس المجلس!

Friday, April 18, 2008

تنظيف القاعدة


لتسع سنوات كان "عمرو أديب" يصنع برنامجاً يشاهده الناس ، هذا العام قرر صنع برنامج يشاهده هو وحده ، وكأن "حمدي رزق" لم يكن كافياً ليهيل جوالاً كاملاً من التراب على نجاح صنعه "خيري رمضان" وآخرون في فقرة الصحافة حتى يكمل "أديب" الصغير نفسه على البرنامج بحلقة "غير متوازنة" عن قرار نقيب المهن التمثيلية بتقنين ظهور الممثلين غير المواطنين في أعمال فنية يتم تصويرها في مصر..

"أديب" ظهر لكي يفتح النار على القرار بشكل منظم ، كان معه في الحلقة كل من "وحيد حامد" و "خالد يوسف"- وما أدراكم ما "خالد يوسف"- و"حسن رمزي" أحد أصحاب "الائتلاف الثلاثي" الكيان الإنتاجي الاحتكاري المصري..

"أديب" قرر أن يكون الخصم والحكم في آن واحد ، وضرب عرض الحائط بالأعراف المهنية .. ونسي هو حجم الحرج الواقع فيه حتى أذنيه باعتبار أنه شقيق لصاحب أكبر كيان احتكاري سينمائي عربي هو "جود نيوز".. تلك الشركة التي لا تتضمن أموالاً مصرية خالصة هي الأخرى-حسب علمي وصححوني إن كانت المعلومة خاطئة أو غير دقيقة- والتي اعتمدت كثيراً على الممثلين العرب في ما أنتجت من أفلام- "جمال سليمان" و "سولاف فواخرجي" في "حليم" على سبيل المثال..وبالتالي فإن رأيه سيكون مجروحاً بحمايته -المشروعة في ذاتها- لمصالح الفاميليا!

احتوت الحلقة على كم لا بأس به من المغالطات من قبل الضيوف الثلاث ومن "أديب" نفسه.. وداخل "هشام سليم" عضو مجلس النقابة بهدوئه المعهود محاولاً امتصاص الضيوف الثلاثة والمذيع شارحاً وجهة نظره..لكنه نية "ولعها ولعها" كانت حاضرة لدى "أديب" الصغير الذي تعلم هذا التكنيك "على كبر" من "البريمادونا"!

القرار نفسه ، بوجهة نظر محايدة جداً ، يحتاج لقراءة عقلانية بعيداً عن المصالح والشعارات الحنجورية التي تقترن عادة بـ"خالد يوسف" و أمثاله..

بدايةً.. لنتفق على أمرين شديدي الأهمية.. الأول أنه لا توجد نقابة مهنية في العالم بمعزل عن الجمهور community-at large.. والثاني أن مهمة النقيب ومجلس الإدارة في أي نقابة مهنية في العالم هي حماية أعضاء النقابة من تجاوزات بعضهم البعض ، وحماية أعضاء النقابة من أي تجاوز يقع عليهم من المجتمع المحيط ، وحماية المجتمع المحيط من أي تجاوز يقع من جانب أعضاء النقابة.. إذن من المهم أن يعمل بالتمثيل- كمحترف- من يكون تحت سمع وبصر النقابة لتحصل للناس على حقوقهم منه إن أخطأ في حقهم ، ولتحصل له على حقه إن أخطأ أحدهم في حقه..أما من يحترف المسألة "في الضلمة" فيمكنه فعل أي شيء.. أي أي شيء وليسرح خيالكم إلى أبعد نهاية ممكنة دون حساب أو عقاب..

كانت هناك دعوات قديمة للحد من وجود دخلاء على مهنة التمثيل خاصة وأنه تحت ستار المهنة ترتكب الكثير من جرائم النصب و"الذي منه".. منها مقال أتذكره في جريدة "القاهرة" لسان حال وزارة الثقافة المصرية كتبه صحفي وقت أن كان النقيب هو "يوسف شعبان"..تاريخ مهنة التمثيل عرف الكثيرين من الدخلاء سواء من المحليين أو من الوافدين..والأمثلة أكبر من أن تحصى .. خاصةً تلك التي ارتبطت أسماؤها بـ"فضائح"..

لحل تلك المشكلة كان على النقابة أن تسير على محورين ، الأول تقنين التراخيص ، ووضع "ضوابط" لعمل "غير المحليين" ..الحق ما يزعلش..

لكن الموضوع تطور فيما بعد إلى ما يصفه تعبير زميلتنا "زمان الوصل" بـ"تيجوا نهيص في الهيصة".. الهجوم على الفن العربي ، العروبة ، هوليود الشرق، و..و......الخ..

لمن يتحدث من منتقدي القرار عن الممثلين العرب الكبار الذين عملوا في مصر في القرن الماضي وأثروا مسيرتها الفنية أقول أن الظروف كانت غير الظروف، لا يمكن مقارنة "فريد الأطرش" هذا العملاق الذي شكل السينما الغنائية في مصر بـ"جومانا مراد" التي تتحدث عن تاريخها التليفزيوني كما لو كانت "منى واصف" مثلاً..زيدوا على ذلك أن مصر كانت البلد الوحيد الذي توجد به صناعة ترفيه بكل مشتقاتها ومشتملاتها.. منتجو السينما واستوديوهاتها ودور عرضها.. كان من الطبيعي أن يتجهوا إلى هناك ، وفي مرحلة النكسة وما بعدها هجرها السينمائيون المصريون أنفسهم إلى لبنان.. وقد يهجرها الجميع إلى دول الخليج إن تكرر مع السينما ما حدث مع الأغنية في مصر ..وقت جاءت الاحتكارات من خارجها وضربت السوق المحلي واستقطبت الكبار ولم يعد يفد إلى القاهرة من المطربين إلا المغامرين فقط بينما استأثر الكيانات الخليجية بالنجوم..أمر أرى أن القرار وضعه في الحسبان..

لا أعتقد أن هذه القرارات ستضر النجوم الوافدين- الحقيقيين- في شيء.. وسيقبل النجوم المصريون - الحقيقيون- قرارات مماثلة لو اتخذت في بلدان أخرى باعتبار أن تنظيف القاعدة هو حق أصيل لأهل الدار.. عمل قوي واحد في العام هو مصلحة حقيقية للفنان أياً كانت جنسيته .. لا فرق في ذلك بين "يحيى الفخراني" و "جمال زيدان" و"هند صبري"..النجومية الحقيقية تكسب أصحابها التواضع وحسن التقدير واحترام النفس والغير.. أما الدخلاء.. فيمتنعون..

هذا الرأي ألقي به كحجر في بحيرة راكدة.. أنتظر تعقيبكم عليه.. دمتم بألف خير..
* الصورة للفنان السوري "جمال سليمان" من موقع "مقاربات".. جمال كان له تعقيب عنيف نشر على لسانه في يومية "المصري اليوم" واصفاً القرار بـ"الغباء" ثم عاد وتراجع عنه..

Friday, April 11, 2008

"دماغ" كورساكوف


الشيء المشترك بين موسيقى فرق مثل "وسط البلد" والموسيقى الكلاسيكية أنها تستخدم لـ"التعايق" بين المثقفين ولمعايرة المثقفين لغير المثقفين .. بما أن فريق "وسط البلد" وأخواته والموسيقى الكلاسيكية يعرفهم فقط من يهتم بهم فقط.. هذا لا يمنع أن لكل قاعدة شواذ ، وفي حالتنا يتعلق بالموسيقى الكلاسيكية..

نعم..هناك مقطوعة موسيقية كلاسيكية يعرفها الكثير من عامة المصريين والعرب حتى وإن لم يعرف معظمهم اسم مؤلفها.. إنها "شهرزاد" للموسيقار الروسي "ريمسكي كورساكوف"..الموسيقار الروسي الشهير الذي عاش في الفترة ما بين 1844 و 1908 ، وتمر هذه الأيام الذكرى المئوية لرحيله..

والسبب في الشعبية الجارفة لهذه المقطوعة هو الإذاعة المصرية ، وتحديداً مسلسل "ألف ليلة وليلة" الذي يعد من كلاسيكيات الإذاعة ، ويُذكَر بأسماء مثل "طاهر أبو فاشا" المحقق التراثي والشاعر ، والممثلة الكبيرة الراحلة "زوزو نبيل" ، ويتذكره الناس جيداً بمقدمته ، وبلازماته "بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد...الخ" ، وطبعاً بمقطوعة "شهرزاد" لـ"كورساكوف".. التي كانت تشكل معظم الموسيقى التصويرية التي اختارها مخرج أو مخرجو المسلسل ..و"علَّقت" مع الكثيرين وقتها وإلى الآن ، حتى عندما حولت لمسلسلات تليفزيونية استوحى واضعو موسيقاها التصويرية التترات من "كورساكوف".. أشهر مثال على ذلك تتر مسلسل "ألف ليلة وليلة" (1983) الذي كتب أشعاره "عبد الوهاب محمد" ولحنه "جمال سلامة" وكان بداية انطلاق "سميرة سعيد"!

لست عن نفسي من هواة الموسيقى الكلاسيكية ، حاولت غير مرة الاستماع لعدة مقطوعات وسيمفونيات لم يدخل جمجمتي منها إلا النذر اليسير ، ومن ضمن هذا النذر اليسير هو "شهرزاد" "كورساكوف".. والتي "بتعمل لي أحلى دماغ" بلا مبالغة..

في الوقت الذي أجد فيه جل المقطوعات الكلاسيكية أشبه بالشوارع في معظم المدن المصرية ، مطالع ومنازل و"حوادايات" وسائقي لوري "مبرشمين" لا أجد ذلك في مقطوعة "شهرزاد".. أشعر عندما أسمعها كأنني أسمع موسيقى تصويرية لفيلم ما ، وأدخل في أجوائه باستغراق شديد وأتخيل أحداثه ، تماما كما جعلت الإذاعة المصرية جيلاً بل أجيال من المستمعين المصريين يتخيلون أحداث "ألف ليلة وليلة" على إيقاعها دون أن يرونها..

لا تزال "شهرزاد" هي الأثر الباقي الذي يتذكر به "كورساكوف" أشخاص لم يروه يعيشون في بلاد لم يزرها -حسب علمي.. أشخاص بعضهم يدين له بأنه صنع المقطوعة الكلاسيكية الوحيدة التي يعرفونها تقريباً ، وترتبط بها ذكرياتهم ، و "تكيفهم"!
* الصورة من منتدى العراقي..