Thursday, April 28, 2011

فرجات آخر الشهر : وحنفتح ع الخامس


* ووصلنا إلى اليوم الذي نجد فيه كل فنان فاشل ، أو صانع فيلم فاشل ، يتحدث عن "الاستنصاد" الذي كان يتعرض له أيام النظام السابق ، وأن أفلامه كانت تمنع ، وأنه كان مضطهداً من وسائل الإعلام ، وأنه وأنه.. توب علينا يا رب م الأشكال دي..

* فريق "واما" فريق ظريف لطيف ، لكنه لم يتخلص بعد من عقدة الـ boy band الأجنبية ، ولا يزال يغني أغنية واحدة يقسمها على أربعة أشخاص على طريقة أوبريتات "عبد السلام أمين" التي كان يكتبها إبان النظام السابق!

* "يسري فودة" تحول إلى مجرد موظف عادي قليل الطموح عندما ترك مجال الصحافة التليفزيونية الذي تألق فيه في "الجزيرة" ليتحول إلى مجرد مذيع توك شو بليد جالس على ترابيزة ومعه ضيفين أو ثلاثة.. خسارتك في البلادة..

* مسلسل "مطلوب رجال" مسلسل سيس.. تربيع..

* "النايل تي في"..ههههههه*..

* "النيلة للأخبار"... برضه ..هههههههه..

* موسيقى بعض المسلسلات التركية هي ما يشعرني بـ"بعض التعاطف" معها..

* كل ما تذيع "MBC" برنامجاً أجنبياً نفاجأ بها تقلده.. كما حدث مع برنامج "لحظة الحقيقة" الذي يقدمه "عباس النوري" وهو تقليد لبرنامج أجنبي باسم مشابه كانت تذيعه إحدى قنوات الشبكة.. تقليد أقل ما يوصف به أنه سخيف..

* مسلسل "الدوامة" يثير فضولك لمتابعته ، رغم أنه لم يعد لدي نفس "الطقطان" الذي كان لدي قبل سنوات لمتابعة مسلسل .. صورة سينمائية وAll-Stars Crew بقيادة "محمود ياسين" و "محمود عبد العزيز".. يعرض هذه الأيام على "نايل دراما 2".. ترشيح خاص لهواة القديم وعشاقه..

* "الحياة اليوم" .. "الحياة الآن" .. وقريباً.. "الحياة امبارح"!

* كلما أشاهد "هبة الأباصيري" تقدم برنامجاً جاداً أقلب المحطة.. شبكة "إيه آر طين" صنعت مذيعات تتسم معظمهن بالضحالة الفكرية والاعتماد الزائد على البيه المعد الذي لو افتقدنه لحظة واحدة لـ"لُصنَ" لوصة الطالب البليد في امتحان الترم.. ولنا في إحداهن في "دريم" درس وعظة!

* "دريم" تحتفل بعيد ميلادها العاشر.. ربنا يجعلها آخر الأحزان..

* ليس عيباً أن يذهب أي شخص مهما كانت شهرته للطبيب النفسي لتضبيط نفسيته ، والكلام موجه بالذات للكاتبة الكويتية "فجر عثمان السعيد"..

* أخيراً ..وسط البلد بلطجت موسيقياً على الثورة .. التي لم تكن ثورة مثقفي وسط البلد وحدهم..
* جميع الضحكات في هذه التدوينة ضحكات صفراء شريرة.. أما الصورة فاستعملتها للتدليل على أن الصورة بألف شتيمة..

Thursday, April 21, 2011

الفرجة : نحن


أنشر هذه التدوينة في اليوم الذي يوافق مرور خمس سنوات على "استفتاح" هذه المدونة ، ودخولي عالم التدوين بصفة عامة.. وبما أن مرور خمس سنوات على شيء مناسبة تستحق لدى البعض احتفالاً ، كنت أتمنى أن أعد احتفالاً كبيراً يليق بها ، ولكن..

ولكني قررت هذه المرة عمل شيء مختلف ، قد يكون صادماً ومستفزاً للبعض..

هذه المرة .. لن أكتب عن فيلم أو مسلسل أو أغنية أو تصريح ، ولا عن برنامج شاهدته على فضائية ما ، ولا عن شخصية أبدعت وأقنعت وأمتعت أو العكس.. قررت هذه المرة أن أكتب عنا نحن.. كمادة للفرجة..

تذكرت ما قاله خطيب للجمعة منتقداً مقولة تنسب لـ "يوسف وهبي" "وما الدنيا إلا مسرح كبير" .. وربما لو عاش- إن كان قيد الحياة بما أن الواقعة عمرها أكثر من عقدين- لأدرك صحة مقولة "عميد المسرح العربي" كما يوصف ، بما أن الدنيا هي المكان الأنسب والأفضل لبني البشر لاشتغال بعضهم البعض طول الحياة ، من المهد إلى اللحد..أو كما يلخصها المونولوج الرائع الذي كتبه "أبو السعود الإبياري" وغناه "إسماعيل ياسين" : "دنيا تياترو"..

"دنيا تياترو.. حب تياترو.. بلف تياترو.. كل ما تمشي تلاقي تياترو"..

أقوى الممثلين على مسرح الحياة هم من لم يمثلوا-بعد- أمام كاميرا أو في استوديو إذاعي أو على خشبة المسرح ، وفي كل تلك الأماكن هناك مخرج يضبط ، وسيناريست يخطط ، عكس الحياة التي لا توجد بها إعادات ، ولا مونتاج ، ولا موسيقى تصويرية ، ولا تعدد كاميرات ، ولا ..ولا..

كمية كاراكترات لا تجدها في أي فيلم أو مسرحية ، ربما لأن العمل الفني لا يخلُ من خيال ، والخيال مختلف عن الواقع تماماً ، الفيلم -حيالله- ساعتين ، والمسرحية ثلاثة ، في الوقت الذي يمكن أن تتعرض فيه لتلك الكاراكترات على مدى من ثمانية عشر إلى عشرين ساعة في اليوم- استبعدنا هنا ساعات النوم- وفي كل محيط يحيط بك..كاراكترات قد تكون في بعضها تلقائية ، حقيقية ، قد يفرضها الشكل ، كما يحدث في الدراما أيضاً ، وقد يفرضها الموقف ، ووضع البني آدم نفسه داخل بيته ، كليته ، مدرسته ، عمله ..ومع أشخاص بعينهم ، وهؤلاء الناس "حدوتة" و"مالهمش حل" ، ويستقي كتاب الدراما منهم عدداً ليس بالهين من النماذج في أعمالهم الفنية، وقد تكون تلك الكاراكترات -على الجانب الآخر- في بعضها الآخر مفتعلاً ، أقرب إلى حالة "العيش في الدور" ، منها ما هو مبني على كاراكترات معروفة ، من يعيش في دور "عادل أدهم" ومن تعيش في دور "سعاد حسني"- وهذا النوع الأخير كارثة إذا كانت من تمارسه ثقيلة الظل بشكل بشع-، وينقسم هذا الفصيل من البشر الممثلين إلى أناس يرتدون مجرد "ماسك" أمام فئة معينة من الناس ، وأناس لديهم الافتعال عرض مستمر..27/7/365 ما داموا أحياءاً يرزقون..

كلنا بلا استثناء ممثلون ، نمارس التمثيل بحسن أو بسوء نية ، ودوافعنا للتمثيل مختلفة ومتباينة ومتشعبة ، يختلط فيها الشرعي بالمشروع ، كثير من التمثيل يدخل تحت بند النوايا الطيبة ، وكثير منه أيضاً يدخل تحت باب "الأفلمة" و"الاشتغال" و"شغل الثلاث ورقات"..

من الدوافع "المحتملة" خد عندك يا سيدي : البحث عن شكل عام أفضل وصورة أفضل ، ويدخل فيه الظهور بمظهر المتدين و/أو الوطني و/أو الغيور و/أو المحب و/أو الكبير و/أو الحكيم و/أو صاحب السلطة و/أو.... ، البحث عن تعاطف المحيطين (وبتحصل مع الأطفال عادة) ، البحث عن تواصل اجتماعي أفضل في محيطات الأسرة والعمل والدراسة والجيرة ، استدرار عاطفة أو تعاطف أو اهتمام الجنس الآخر ، الظهور بمظهر أقوى من تغيرات الزمن ، أو بمعنى أصح ظهور المرأة أو الرجل بمظهر المرغوبة دائماً أو المرغوب ، الحصول على امتيازات قد تكون من حقك ، وقد لا تكون ..

وهناك فئات تحترف التمثيل ، من بينهم الساسة ومن في حكمهم ، وعدد كبير من المشتغلين في الحقل الإعلامي والصحفي ، وهم يتصرفون بما أن الإعلام يدخل في الـ show business وبما أن المذيع يعامل كنجم ، فيجب أن يظهر أو تظهر كنجمة سينما ، وبما أن نجوم السينما والتليفزيون يمثلون فعلى المذيع أن يكون هو الآخر ممثلاً ، وأن يبحث له عن كاراكتر من "سوق الكانتو" ينطبق عليه كل ما قيل في السطور السابقة ..

وألذ ما في الدنيا أنك تخرج من تمثيلية إلى أخرى ، ومن كاراكتر إلى آخر ، ومن دور إلى آخر ، تماماً كالممثل الذي يمثل عدة أدوار في عدة أفلام في ستوديو واحد ، طيب في مكان وشرير في آخر ، مخلص في مكان ومتآمر في آخر ، وهكذا..

عالم الفرجة بالنسبة لي كما حددته لهذه المدونة منذ خمس سنوات ما هو إلا جزء من عالم كبير ، في عالم الفرجة المحدود نحن - حيالله- متفرجون ، صامتون ، لنا رأي فيما يقدم لكننا لسنا -بالضرورة- من صناعه ، أما في العالم الأكبر فنحن ضالعون ومتورطون ، أخياراً وأغياراً ، أبراراً وأشراراً..

ولو كنت قد مثلت عليكم في كلمة واحدة في هذه التدوينة لكان كل ما كتبته في السنوات الخمس الماضية تمثيلاً في تمثيل .. :)

هذه التدوينة مهداة بكل الحب إلى كل من زاروا وساندوا "فرجة" ومدونتيّ الأخرتين طوال خمس سنوات..دمتم جميعاً بألف خير .. وربنا ما يحرم حد من حد بيحبه أو حاجة بيحبها..
*تحديث وتصحيح واجب: مونولوج "دنيا تياترو" من كلمات "أبو السعود الإبياري" وألحان "عزت الجاهلي"..هذا لا يمنع أن "بيرم التونسي" عمل مع "إسماعيل ياسين" وقدم معه إنتاجاً متميزاً في مجال المونولوج..الطريف أنني اكتشفت تلك المعلومة عن "دنيا تياترو" أثناء تشييري لرابط المونولوج على الفيس بوك.. لذا لزم التنويه والاعتذار..
*تحديث 28/4: الصورة من مدونة لموقع البنك الدولي....

Friday, April 15, 2011

مصر الأخرى


كلما أحضر لسلسلة من التدوينات ، أو لتدوينة واحدة فقط ، هنا أو في المدونتين الأخرتين ، أنسى تلك الأفكار تماماً وأجد نفسي غير قادر على الكتابة .. قد يرجع ذلك لحالة من صدة النفس.. ربما ترجع إلى التخبط الذي أعيشه كشخص عادي من عامة الشعب ، تخبط سببه أنني لا أعرف أي مصر أعيش فيها بالضبط؟ إذا كنا في حصص النحو نرى أسئلة في موضوع "تمييز العدد" من عينة : "كم قرشاً في الجنيه؟" ، "كم متراً في الكيلومتر؟".. أصبح من العادي أن نسأل أنفسنا: "كم مصراً في مصر؟"..

أمصار لا مصر .. مصر المثقف غير مصر الأيديولوجي غير مصر المستقل غير مصر الفلاح غير مصر رجل الأعمال غير مصر الإعلام "المتحول" غير مصر إعلام المال السياسي غير ..غير..قد تتباين الرؤى والمصالح والأولويات.. لكن ليس إلى الدرجة التي يصبح فيها لكل فئة مصر الخاصة بها وتحاول أن تجعلنا نعتقد أنها مصر التي أعيش وتعيش ونعيش على أرضها ووسط مصريين آخرين!..

إذا كنت من أقوياء التحمل ، عرج قليلاً على برامج التوك شو ، والاستوديوهات التحليلية المنصوبة هنا وهناك ، في"الحياة" أو في "دريم" أو في "الجزيرة مباشر مصر" أو حتى في التليفزيون الحكومي "أبو من غير وزارة إعلام".. وستسمع لأمور تستغربها ، ومصطلحات غريبة وعجيبة ، وتقاليع وهتافات من عينة "سلام الثورة" لصاحبه "المسلماني"، هذا غير "الروح الثورية" و"الشرعية الثورية" و"المشيك الشوري المشترك"، وأمور لا يشاهدها البني آدم بالعين المجردة ، يحدثك بعضهم عن "الروح الجديدة التي دبت في مصر بعد الثورة" ، في الوقت الذي لم ألاحظ فيه ، ولم يلاحظ فيه كثر غيري أي تغير في السلوك الفردي والجماعي للأحسن ، إن لم يكن ذلك التغير في الاتجاه العكسي ، نفس النفعية ونفس الفردية ونفس الغش ونفس الكذب ونفس كل ما هو سيء..

يبذل هؤلاء كل جهد في إقناعك بأن مصر قد تم تنظيفها من الفساد بالديتول لمجرد أنه قد تم عكش "ليون كنج" وقبيلته وطغمته ، في الوقت الذي نجد فيه من "فلول النظام" من تم ترشيحهم لمناصب رفيعة، ومن يكتب في صحف "مستقلة" "داعمة للثورة" ، ومن يعاملون كأبطال بعد أن حصلوا على صكوك الغفران إياها بعد سب كل ما يسب للنظام السابق الذي أحضرهم لنا ليجثموا على صدورنا حينا من الدهر.. وهؤلاء الإعلامجية يتعاملون مع تلك الحقائق التي تنشرها وسائل إعلامهم بلامبالاة واستعباط كما لو كان ذلك يحدث في مصر أخرى..ومن يقتنع بأن النظام ليس فقط مجرد أشخاص ، بل هو ممارسات وتفكير ، ومعارضة وموالاة ، ونخبة بيزنس قررت ممارسة السياسة بدراع المال وبساطوره ، فليحتفظ بترهاته تلك لنفسه..ولا يخبرن بها أحداً قد لا يقال أنه التقط "الهسهس" من الجو..

يحرص هؤلاء على إيهامك بأن الثورة "ثورة ثوار" وليست "ثورة شعب" كما هلل لها من كانوا على فضائياتهم يتبارون على وصف من وفدوا إلى التحرير بكل وصف بذيء حتى "ليلة التنحي دول" لسادسة تبقى حتى منتصف ليل الجمعة الحادي عشر من فبراير ، وبالتالي فإن "البلد حتنضف" -بنفس زجاجة الديتول- إذا ما تم عكش جميع الفاسدين والمفسدين بتهمة موقعة الجمل ، وبعدها ستعود الحياة إلى طبيعتها كما لو لم يكن هناك فساد في مصر ، وسنعيش في تبات ونبات ونخلف صبيان وبنات.. المظاهرات كانت في مصر .. أما الفساد الذي سبقها على مدى عقدين وبعض العقد فقد حدث في مصر الأخرى.. أكيد فاهم..

أتكلم بتلك المرارة كشخص يكبر سناً بقليل من كانوا في "التحرير"، كثير منهم على الأقل.. وكثير ممن كانوا في ميادين أخرى لم تعرفها وسائل الإعلام التي لا ترى أبعد من حدود العاصمة.. كواحد من جيل -بالتعبير الدارج- "أخد الشتواية فوق دماغه" ، وربما أخذها الجيل الأقدم الذي عاش الثلاثين عاماً الأخيرة بشكل أعنف ، ومن أول الموجة ، بحكم أنهم عاشوا شبابهم كله في فترة الثمانينات التي كنت فيها وجيلي أطفالاً.. وتحملوا كل الأخطاء والحماقات التي وقعت في حقهم في مجالات التعليم والصحة والخدمات ودفعوا ثمنها بطالة وإحباط وأشياء أخرى كثيرة.. تلك الأجيال وجيلي تتساءل في براءة عمن يحاسب من فعل بهم ذلك طوال ثلاثة عقود ، في الوقت الذي نجد فيه بعض ممن ارتكبوا تلك الجريمة يلعنون سلسفيل النظام السابق ويعيشون دور الملاك البريء أبو قلب طيب قوي ، وبعضهم الآخر قد حصل على صك الغفران بمجرد تركه لكرسيه الوثير كما لو كنا من وضعه عليه.. وربما نجد من يطالبنا بأن نقول لهم "احنا آسفين يا توشكى"..

يبدو أن تلك الحماقات قد وقعت ، والله أعلم ، في بلد غير البلد الذي يعيش فيه كثير من الناشطين ، الذين يقصرون الحساب على خمس سنوات خلت ، وعلى قتل المتظاهرين دون الانفلات الأمني ، وعلى "فتحي سرور" رئيس مجلس الشعب دون "فتحي سرور" - برضه- الرابسو الأعظم الذي جعل تعليمنا أكثر بياضاً..وغير البلد الذي تركه صاحب محل تصليح الأحذية الذي حكى لي عن تجربته في العراق قبل العودة منها في التسعينيات لتعود معه ملايين انضمت لطوابير العاطلين لمجرد أن العباقرة هنا "ما عملوش حسابهم"..

هل من الممكن أن "نوسع الكادر" لنرى الصورة بكافة أبعادها؟ أليس من المحتمل أن نرى مصراً أخرى إذا ما وضعنا فيها حسابات فئات لا يراها المثقفون ولا الساسة ولا حتى الناشطين؟ قد لا تكون مصر الحقيقية.. لكنها قد تكون أقرب نسخة للحقيقة..
*الصورة من "الجزيرة نت"..