Wednesday, March 31, 2010

فرجات آخر الشهر

* وهكذا استحدث "الممارس العام" - أو "الدكتور"- "وليد دعبس" سبوبة جديدة قرر فيها ضرب قنوات الرياضة والمحليات في الخلاط واضعاً عليها اثنين أو ثلاثاً من الأشخاص كل مؤهلاتهم أنهم صحفيين ليقدم لنا "عصير" "موردن مصر".. وهو عصير قد لا يقدم فائدة إعلامية "محددة".. لكنه قد يكون ذا آثار طبية مدهشة.. خاصةً ما يتعلق منها بالضغط ، وبمشاكل الهضم..رغم صعوبة هضم القناة نفسها!

* وأحلى ما في "مودرن مصر" هو نظرية "الاشتغال الذاتي".. بمعنى أن إدارة القناة أقنعت السيدة "سحر نوح" بتقديم برنامجٍ "ما" على القناة المذكورة ، ثم إذا بنا نجد وابلاً من الرسائل سابقة التجهيز تشيد بأداء المذيعة الفلتة بعد أقل من أسبوع واحد من عملها في القناة.. يمهل ولا يهمل!

* بعض الصحفيين الذين يشاركون في تقديم "القاهرة اليوم" لا يشكلون خطراً داهماً فقط على "عمرو أديب".. بل علينا أيضاً..

* صحيح أن برنامج "من كل بلد أكلة" كان كارثة في وجود "شريف مدكور".. لكنه بعد أن غادره حوله السيد "ممدوح علوان" إلى "من كل فندق نفسية"!

* العضلات لا تصنع مذيعاً جيداً لبرامج التوك شو.. وما دامت المسألة عضلات.. فلم لا تستعين "المحور" بـ"الشحات مبروك" خلفاً لـ"معتز الدمرداش"؟ !

* أحد أهم "التطورات" في القنوات المتخصصة في عهد رئيسها الأسبق : كتابة تنويهات عن البرامج القادمة في كل قناة أسفل الشاشة في شريط متحرك كما تفعل قناة "الحياة"..من الواضح أن الرجل "يحسن" اختيار ما يقلد ومن يقلد.. وهو ما يثير حالة "عارمة آخر حاجة" من "التفاؤل آخر حاجة" بمستقبل اتحاد الإذاعة والتليفزيون في عهده الميمون!

* آخر "قانون المراغي" هو عرضه على قناة "النيل للدراما".. لمن لا تزال تستهويهم الشعارات الزاعقة والتناول المباشر و "لوك" "غادة عبد الرازق" الذي يشبه من بعيد شخصية Big Bird في النسخة الأجنبية من برنامج "عالم سمسم"!

*"تامر أمين" يفتح النار على مذيعات ماسبيرو ويقول أن الواسطة والجمال فقط هما مؤهلات تعيينهن..كلام جميل .. فقط لو يصدر من شخص آخر!

* انتظروا إفيه "أنا مش خرونج" كشعار سياسي!

* أحلى ما في مجلة "حاحتي" هو الغلاف ، لسبب واحد ، أنه يلخص لك المجلة فلا تضر صحتك ومرارتك بقراءتها..

* العجب العجاب هو أن تتساءل في براءة عن إذاعة قناة مثل "روتانا زمان" لأفلام مصرية بالغة الندرة في الوقت الذي يضرب فيه التليفزيون المصري حاجزاً كبيراً من الطناش كما لو كان الأمر لا يهمه!

* هل يمكن أن نرى في يوم من الأيام صحفياً على أي قناة فضائية يقدم برنامجاً للطبخ؟

* أخيراً.. لا على سبيل العنصرية ولا الشر الكامن ولا إرهاصات سايكوباتي غير ناضج - مع الاعتذار لزميلنا "عبد الرحمن مصطفى" صاحب "آخر الحارة"- لدي حساسية مفرطة من منظر أي مذيعة أو صحفية تصبغ شعرها بالأصفر فور ما تبدأ في الكلام..

Sunday, March 28, 2010

أنا مش خرونج


تقتضي الأمانة احترام النجاح ، والاعتراف بأنه ترجمة لوجود شيء -واحد على الأقل - جيد فيه ، سواء جهد مبذول أو ابتكار أو توفيق .. ولكنها (=الأمانة يعني) لا تلغي حق أي متلقي في الاتفاق أو الاختلاف مع أي شيء ناجح..

بدايةً أقر وأعترف أن أغنية "أنا مش خرونج" "علقت" وحققت نجاحاً مدوياً ، وربما كانت أنجح أغاني ألبوم السيد "أبو الليف" ، بسبب عنصر "الخدعة" الذي نجح "محمد يحيى" الملحن و"توما" الموزع في توفيره لأغنية من هذا النوع.. حيث وفروا خلفية هادئة رومانسية لكلمات الأغنية التي احتفظت بإفيهها بداخلها دون إظهاره في البداية كما هو معتاد هذه الأيام..وقد تستغل هذه الأيام استغلالات أخرى في مجالات شتى أهمها السياسة ، في ظل ما يتم استكرادنا به تحت اسم "الحراك السياسي"..

ولكني أختلف تماماً مع كل المبالغات التي قرأت بعضها حول الألبوم ، وحول شاعره "أيمن بهجت قمر" والذي وصل الأمر بالكاتب "محمد عبد الخالق" في موقع "في الفن" بوصفه بأنه "بيرم التونسي العصر الحالي" ، وهو أمر أجد صعوبة كبيرة في فهمه وفي بلعه..

قيل أن الألبوم عودة إلى فن "المونولوج" الذي قدم من عشرات السنوات على أيدي "إسماعيل ياسين" و "ثريا حلمي" و "شكوكو" و "سيد الملاح".. ماشي.. جميل أن يعود المونولوج أو الأغنية الكوميدية لمن يصر - وله حجته الوجيهة- على عدم دقة إطلاق هذا المصطلح على هذا القالب الفني المميز ، كمحاولة لكسر حالة الاكتئاب التي تكسو الفن المصري على كافة ميادينه ، وكمحاولة لتقديم رسالة أو رأي أو وجهة نظر كما كان يفعل المونولوج في السابق ، كما أنني لن أفتح المندبة مترحماً على زمن الفن الجميل ولا زمن المونولوج الجميل ، لكن لي ملاحظة واحدة فقط..وهي تتلخص في أنه لا "أيمن بهجت قمر" "بيرم التونسي الألفية الجديدة" ، ولا المونولوج مناسب لإمكانياته التي لا يخفى على أحد محدوديتها..

أهم شيء في "المونولوج" ببساطة هو الكلمات ، وقوته في الزمن الماضي لم تكن -فقط- في ضخامة الأسماء التي احترفت كتابته مثل "بديع خيري" و "أبو السعود الإبياري" حتى "بخيت بيومي" في الثمانينيات ، والأسماء التي لم تحاول حسب علمي كتابته رغم قدرتها على ذلك كالراحل الرائع "عبد الرحمن شوقي" ، ولكن في امتلاكها لأمرين اثنين : ثراء حصيلة الكلمات ، والقدرة على الابتكار والمباغتة.. صحيح أن مونولوجات الأمس لم تتناول مواضيع ضخمة الأهمية من عينة "أزمة الشرق الأوسط" ولا "الشباب والرياضة" .. لكنك كنت تشعر بجاذبية الكلمات وتنوعها وسهولتها وسلاستها .. ولا عجب في أن كتاباً بهذه المهارات ، وبخاصة "بديع" و "الإبياري" ، قد حققوا نجاحاً مدوياً ككتاب للحوار ، بل يعدان من أهم عشرة كتاب حوار في تاريخ السينما المصرية ،إن لم يحجزا ترتيباً متقدماً في الخمسة الأوائل..

مع احترامي لـ"أيمن بهجت قمر" ولمحاولاته فعل كل شيء ، كتابة سيناريو هنا ، شعبي هناك ، وربما يكتب بالفصحى قريباً ، إلا أن "حوار" المونولوج أكبر بمراحل من قدراته ، وهو يعاني من "الاستسهال" ، بل لا أبالغ إن قلت أنه أحد أهم رموزه حالياً ، فقد اشتهر ، أكثر من غيره ، بتحركه بين مجموعة ضئيلة وقليلة من الكلمات يكررها من حين لآخر..تنكسر أوزانه أحياناً فيحاول "طلسأتها" بأي من "المسامير" المستعملة في مجاله من عينة "وأنا" و "طب" ..نسخة جديدة من "مصطفى كامل" ، صحيح أن سمعة هذا الأخير في "الحصول على أفكار أغانيه" "مسمعة" في كل مكان ، لكن كلاهما يشتركان في نقص الثقافة وقلة القراءة والاطلاع وضعف الابتكار .. والاستسهال طبعاً..فما بالكم عندما يفكر أي منهم وخصوصاً "أيمن" في أصعب أنواع الكتابة الغنائية : الغناء الكوميدي أو "المونولوج" أياً كان المصطلح..

وعندما أحس بحرج موقفه لجأ -مثلاً- في أغنيته "أنا مش خرونج" في محاولة منه لصنع إفيه بأي طريقة إلى استعمال ألفاظ فائقة القدم ، من عينة "خرونج" العبارة التي انتهت صلاحيتها كـ"شتيمة" منذ "عادل إمام" في "شاهد ما شافش حاجة" ، وكذلك عبارة "كاورك"* ، و "كنج كونج" الذي نسته الشريحة التي يزعم "أيمن" التحدث باسمها منذ الفيلم الذي أخرجه "بيتر جاكسون" منذ خمس سنوات ، حتى مصطلح "بنج بونج" لم يعد يستخدم بكثافة لوصف لعبة "تنس الطاولة" في السنوات العشرين الأخيرة..

ولأن الفهلوي "نصف ذكي" ، فاعتمد "أيمن" على حالة الانبهار التي يصنعها أداء "أبو الليف" -الرومانسي جداً والجاد جداً جداً- لمقطع "أنا مش خرونج" مع ارتفاع لحن "محمد يحيى" ، من أجل الغلوشة على التفكير في علاقة "البنج بونج" بـ"الفيس بوك" ، وتفاخر الحبيب بأنه "أراجوز متربي في سيرك"..و"مش عيل كاورك".. قد تجد الكثير من الحذلقة والفذلكة فيما قلت ، لكني مصر على أن "المونولوج" يضحكنا لأنه موجه "ع النافوخ عدل" مع الاعتذار لـ"أحمد زكي" في "البيضة والحجر"، أما ما يحدث فهو تكرار لما كنا نعيشه في المرحلة الثانوية مع كتب اللغة الفرنسية - المكتوبة بنفس الاستسهال- والمشيعة بإكليشيه : "ليس من المهم أن تفهم كل شيء".. "أديك عشت مع "أنا مش خرونج".. مش مهم يخش الباقي دماغك ..حننهب؟"

من حق "أيمن بهجت قمر" وغيره أن يحاول ، ومن حقنا أن نقبل ونرفض ، والأهم..من حقه أن يعلم أن الأمر يحتاج لتمرين وثقافة واطلاع.. فلكي تحلق كنسر ، يجب أن تدرس جيداً كيف تحلق النسور.. وأنه لو كانت المسألة إفيهين ثلاثة يتم استحضارهم من المتحف "ما كانش حد غلب"..ولـ"قطعت" العصافير على الجوارح في أكل عيشها..
*يقال أن أصل "كاورك" عبارة "cow-work" والتي كانت تطلق زمن الاحتلال الإنجليزي على من يعمل بلا عقل كالبقرة تماماً.. لست متأكداً تماماً من صحة هذه المعلومة بالمناسبة .. الصورة من محيط..

Thursday, March 11, 2010

المشاهد لازم يتربى


أعتقد أنه قد لفت نظركم كما لفت نظري تماماً فكرة "رفس" الجمال البصري والسمعي من شاشات الفضائيات المصرية العامة والخاصة .. كما لو كان الأمر لا يعني القائمين على تلك القنوات أو الفنيين من قريب أو بعيد .. و"أهي يالله عيشة والسلام" مع الاعتذار لـ"إليسا"..

أستغرب كمشاهد عادي كل الاختيارات السمعية والبصرية لكل تلك القنوات بلا استثناء .. بدءاً بشكل اللوجو .. وألوان القناة ..وفونتات الكتابة .. وموسيقى الفواصل .. والصوت الذي يؤدي الفواصل .. وتصميم الفواصل والبروموهات ..ونهايةً حتى بديكورات القناة وستوديوهاتها.. على الرغم من ضخامة تمويل القنوات نفسها وإمكانية "حل الكيس" بما يتناسب مع جعل "الصورة تطلع أحلى" بما لا يحرج القناة والقائمين عليها أمام المشاهد أكثر مما هو الحال عليه..

قد أتفهم ذلك بالنسبة للتليفزيون الحكومي الرسمي .. فمن الفنيين هناك من وجد نفسه في مكانه الحالي بلا أي تعب ، ومنهم مثله مثل كثير من الناس في وظيفة تقتضي أن تكون مختلفاً عنهم .. في وظيفة من مسوغاتها القدرة على انتقاء ألوان ذوقها حلو وصوت غير منفر وخطوط لا تحتاج لنظارة معظمة لقراءتها ، وطبعاً امتلاك الحد الأدنى من الحس الجمالي وهو أمر لازم لمن يقدم شيئاً موجه أصلاً لعيون وآذن بني البشر..

قد أتفهم ذلك بالنسبة للتليفزيون الحكومي الرسمي .. لكن ماذا عن القنوات الخاصة؟ ما عذرها في الإصرار على العك السمعي البصري للمشاهدين رغم أن تفادي ذلك لا يحتاج لنفقات تذكر؟

ما هو عذر قناة "الحياة" مثلاً في تعذيب الناس بتتر برنامج "الحياة اليوم" الذي يصعب أن تجد اثنين من البشر يختلفان على كونه مقرفاً؟ ..ماذا عن بروموهات "مودرن مصر" التي لا يعرف أحد ممن شاهدها في الأسبوع الأول إن كانت "مصرية مصرية" ولا "إقليمية إقليمية" ولا "سيرامايكية سيرامايكية لا بلاطية ولا قيشانية"؟ ألم يمل الناس من شكل شاشة "دريم" و"المحور" وفيهما من العك ما يستهلك مدونة كاملة لوصفه؟

طيب.. القنوات الحكومية وأمرها معروف .. مولد وصاحبه غايب .. وتكية ووسية وأبعادية وزي ما تقول قول .. ماذا عن القطاع الخاص الهادف أساساً إلى الربح؟.. الذي من مصلحته المباشرة جذب المتفرج إليه وبالتالي الإعلانات والرعاة الذين يشكلون مصدر التمويل الحقيقي لعديد القنوات؟

تفسير ذلك هو ما قرأته في صحيفة مغمورة .. قرأت فيها مقالاً يلخص القصة كلها .. إذا كان القطاع العام هو أصل الاستهبال فإن القطاع الخاص شرب الصنعة.. صحيح أن المنطق يقول أن صاحب المال ينفق منه ليربح مالاً.. لكن "أكم" من منتجين قطاع خاص ينفقون الملايين على أفلام تدر الملاليم ،وعلى مسلسلات تعرض بعد رمضان على "بانوراما دراما" قبل تشييعها إلى "عمر مكرم"..

إعلانات وموجودة ومضمونة ..فلماذا العمل؟ راعي جاهز.. "يتحرق المشاهد".. وإن كان عاجبه .. رضا الصحافة زي رضا الأم والأب.. أما المشاهد "فيتحرق بجاز نضيف".. وكما يقول "سمير غانم" في "رمضان فوق البركان" : "هنا محدش يفتح بقه".. اشرب شاشة تعبانة و "حمدي رزق" و"المسلماني" وأشباههما..وأسهل ما عندهم : "عندك الريموت كنترول ولو مش عاجبك اقلب القناة"..وإن كان هؤلاء يثقون في قدرة المواطن على الصبر الجميل والهوى غلاب .. وأنه يمكنه التنازل عن مرارته في سبيل أن يتابع "كناته المفضلة"..

نهايته.. هل ما سبق حقيقي أم مجرد تهيؤات مشاهد؟ وهل المشكلة في فنيين غير أكفاء وقيادات نصف متعلمة وثقافة استهبال ورثها القطاع الخاص عن ماسبيرو؟ أم أن للقصة بعداً آخر؟.. ما رأيكم أدام الله فضلكم؟
*الصورة من ImageShack..

Wednesday, March 10, 2010

دبلجة


لعبت الدراما دوراً كبيراً في انتشار لهجات عربية على حساب لهجات أخرى ، كما كان الحال مع اللهجة المصرية التي أسهم الفيلم المصري والمسلسل المصري والأغنية المصرية في انتشارها ورواجها ، إلى درجة دفعت العديد من النجوم العرب للعمل في مصر على فترات ، ولتسابق المطربين العرب حتى الآن (وإن كان بشكل محدود نسبياً) على الغناء باللهجة المصرية .. لنتفق على هذا ابتداءً .. ولنتفق أيضاً على أن هناك ما يشبه التنافس الثقافي بين أجزاء مختلفة من العالم العربي لكل منها هويته الثقافية ولهجته .. وضعوا تحت اللهجة مائة خط..

كان تباين اللهجات عائقاً وراء عرض العديد من المسلسلات الدرامية السورية أو الخليجية أو المغاربية في مصر ، وحتى مع الانتشار المبهر - من وجهة نظر النخبة فقط - للدراما السورية داخل مصر فإن اللهجة تظل معوقاً بين المشاهد المصري وبين تلك المسلسلات..

هكذا كان الوضع قبل أقل من عامين..

بدأ الخليجيون بنفوذهم وأموالهم ، والسوريون واللبنانيون بحضورهم وتواجدهم ، بالفطنة لما يحدث ، وعلى هذا الأساس قاموا بخطوة أعتبرها إيجابية للغاية، وهي دبلجة المسلسلات التركية باللهجات المحلية لا بالعربية الفصحى كما كان الحال مع المسلسلات المكسيكية التي "راحت عليها" ..

نجحت المسلسلات التركية جماهيرياً - بغض النظر عن رأيي ورأيكم في مستواها الفني- وأقبل عليها الجمهور المصري الذي هرب من قنواته إلى القنوات الخليجية ، وعندما لاحظ مسئولو التليفزيون ، ذوي العلاقات "الخاصة" مع تلك القنوات ، الأمر قرروا عرض تلك المسلسلات على القنوات المصرية ، الأرضية منها والفضائية ، وهكذا انتشرت اللهجة الشامية في السوق الدرامي المصري - إذا كان هناك سوق درامي مصري وآخر سوري في عالم السماوات المفتوحة- على مسلسلات الغير أكثر مما انتشرت بمسلسلاتهم هم!

MBC قامت بخطوة أخرى .. حيث دبلجت الأفلام الهندية والأجنبية إلى اللهجة الخليجية .. ورغم اعتراضي على فكرة دبلجة الأفلام في ذاتها إلا أن جمهور "الهندي الجديد" هو الآخر بدأ يعتاد اللهجة الخليجية .. وبين هذا الجمهور مصريون أيضاً..

خطوة صغيرة نعم.. نختلف عليها من حيث هي نعم..لكنها حققت تأثيراً.. ليس بالتأثير الضخم لكنه على الأقل أكبر من حجم الخطوة نفسها .. ومن فعلوها لا يكتفون بها..بل يقومون بخطوة بجانب خطوة بجانب خطوة ..نشر اللهجات بالمسلسلات المدبلجة إلى جانب الملايين التي تنفق على شراء صحف وصحفيين واحتكارات لمطربين ومبدعين ثم وضعهم في الثلاجة ثم..ثم.. .. ماذا فعلنا نحن؟..

نحن أشبه بمن ورث تركة كبيرة ، ينفق منها كيف يشاء وبالطريقة التي يريد .. ولا يفعل أي شيء لكي ينمي تلك الثروة .. ثم ينظر في استغراب إلى ثروته وهي تتناقص..

سيقال أنه كلنا عرب وكلنا نتكامل ولا نتنافس وكلنا .. وكلنا .. ماشي.. لكن ما أعرفه أن العملة القوية تطرد العملة الضعيفة .. النمط الثقافي الأقوى هو الذي يسود .. وللثقافة فن يحميها وأدب يسندها ونفوذ يفرضها.. و"المتكاملون" معنا لا يملون من حين لآخر من الحديث عن "الغزو" "المصري" و "الخطر" "المصري" .. ومن حقنا أن نقلق على المدى الطويل لأسباب أبديت بعضها بشكل ضمني في تدوينة "جدداء المصريين"..إذا كان هؤلاء لا يرضون أن يكونوا تابعين لأحد حتى ولو كان مصر .. فلماذا نرضى نحن؟

هناك حلول وأوراق لدى صناع الفن والدراما والإعلام في مصر.. يبقى أن يستغلوها ..إن كان لدى هؤلاء غيرة حقيقية على مصر.. وليسوا من "جدداء المصريين" سالفي الذكر..
*الصورة من "ع الفرات" دوت كوم..

Tuesday, March 02, 2010

أنا الحكومة!


لست من الهائمين حباً بالسيد "أحمد شوبير" بل إني لا أحترمه.. وفي نفس الوقت لا يختلف رأيي -بعيداً عن كوني أهلاوياً وأفتخر- عن رأي صديقي العزيز "بشرى محمد" -صاحب مدونة "بحب السيما" والزمالكاوي المتعصب- في السيد "مرتضى منصور"..وأرجو -بالله عليكم- ألا تتحول التعليقات على هذه التدوينة إلى حرب أهلاوية زمالكاوية أو إلى اتهامات لي بأنني أهلاوي .. فلا تشجيع الأهلي تهمة كي أتبرأ منها.. ولا الموضوع له علاقة بانتمائي الكروي أو برأيي في الشخصين الذي قلته بصراحة في هذه الفقرة..

أنا فقط أريد التركيز على شيء واحد.. موقف الإعلاميين "البارد جداً" من شيء قد يتعرضون له في أي وقت .. في ظل معايير يخالفونها هم ثم يتهمون الغير بمخالفتها ويشمتون فيه إن اتخذ ضده أي إجراء..هم هاجموا استعمال القضاء في دعاوى الحسبة والتكفير وفي منع رواية أو مصنف أدبي بينما ترى الموقف يتغير مائة وثمانين درجة على الأقل حين يتعلق الأمر بفيلم ثقيل الظل لمخرج ثقيل الظل مثلاً..

هؤلاء الذين هشوا للسيد "مرتضى منصور" لمجرد تطبيقه لمعايير ترجع له هو ، وقعوا في نفس الأخطاء التي وقع فيها "شوبير" وربما أبشع .. فقنوات "بهجت" تلعب على كل الأوتار لمصلحة "بهجت" ، و"روزا اليوسف" من خلال صحفييها تحارب بعض الوزراء لمصالح شخصية لكبار قادتها صباحاً ، ثم تكرر تلك الحرب مساءً عن طريق صحفييها الذين ينفذون تعليمات "الناس الكبار" ، كما لو كان مقرراً علينا جرعتين من التعاليم الروزجية مرتين في اليوم .. قبل الأكل وبعده..والشيء نفسه بالنسبة لقنوات "ساويرس" وصحفييه المعروفين بالاسم..هم يرون أن الحرب من أجل المصالح عمل أخلاقي بالنسبة لهم وغير أخلاقي بالنسبة لغيرهم.. رغم أن حرب المصالح ليست أمراً غير أخلاقي إلا إذا استعمل فيها الغش والتدليس أو الخداع أو فرض أصحاب المصالح نفسهم على المجتمع وتحدثوا بلسانه وأعلنوا الوصاية عليه..

هؤلاء الذين هشوا للسيد "مرتضى منصور" لمجرد تطبيقه لمعايير ترجع له هو هم من رفضوا أن تكون المعايير خاضعة لجهة ما أو أن تكون خاضعة لجهة مستقلة حرفية أو تخضع لقواعد قانونية واضحة يرتضيها الجميع..

هؤلاء ببساطة هم أبناء الفوضى بل صناعها الذين يلعنونها صبحاً وعشية.. الذين يرفضون فكرة القانون في ذاتها ، بما تحمله من التزام بقواعد اتفق عليها وتم ارتضاؤها.. الذين يعشقون فكرة الفي آي بي ويصنعون قانوناً خاصاً بهم ، كأي شخص يرى نفسه مهماً في قلب الشارع ولا يقبل أن يوقفه عسكري المرور في الشارع ويريد أن يستقبل في صالة كبار الزوار في أي مطار..هؤلاء ذهبوا إلى مدى أبعد بالترويج لها ، وبنشيدها الشهير في فيلم "الجزيرة" : أنا الحكومة..

استغل شخص ما ، ضد شخص ما ، وجود ثغرة ما في قانون ما فرفع دعوى ما فقرر قاضِ ما اتخاذ قرار ما.. وغداً سنرى شخصاً ما (هو أو غيره) يستغل ضد شخص ما (برضه هو أو غيره) وجود ثغرة في قانون ما ويكرر نفس الشيء .. والكوميدي أنه يصدق نفسه عندما يقول أنه يتحاج إلى القانون .. في الوقت الذي من الممكن فيه جداً أن يستغل الشخص الآخر نفس الثغرة ليعود مرة أخرى عن طريق الطعن أو الاستئناف -ليصححني القانونيون- إلى ما كان عليه وكأنك يا أبو زيد ما غزيت..

شريط "مرتضى" أو غيره ضرب ونجح في السوق .. وسيشرطن غيره نفس الشريط ، وسنرى برامج أخرى وقد منعت لنفس الاعتبارات ولنفس وجهات النظر .. وعلاقات كل طرف بالصحفيين ستحدد لنا صحة ذلك التصرف أو غيره.. هم الحكومة .. ولا صوت يعلو فوق صوت الحكومة .. منذ أيام أن كانت لا صحافة في مصر سوى صحافة الحكومة .. وإلى مدى يعلمه الله عز وجل وحده دون غيره..

رجاء حار كطقس اليوم : ركزوا في المعادلة ، وليس في المتغيرات ، في التصرف وليس الأشخاص.. وانسوا أن المسألة "شوبير" و "مرتضى" أو "أهلي" و "زمالك" أو حتى "سيد سمكة" و "زكي جمعة".. دمتم بألف خير..
*الصورة من ahly egy..