مقدمة : لنفرض أن إرهابيين حاولوا لعشرات المرات تفجير محطة بنزين ، وفشلوا ، حتى جاء شخص قليل الذكاء وألقى خطأً من يده عود كبريت مشتعل سقط على أرضية المحطة فدمرها ودمر أجزاءً من المربع السكني الذي توجد المحطة فيه.. حتى لو خرب الإرهابيون المحترفون تلك المحطة فلن يكن ما فعلوه ببشاعة وعنف خطأ غير مقصود.. الأفعال غير المقصودة في أحيان كثيرة تنتج آثاراً قوية وعنيفة وغير متوقعة وقد يصعب احتواؤها..
وكتطبيق .. كان ظهور العشوائيات مجرد حلقة من مسلسل الإهمال الحكومي على مدى عقود ، ولم تكن التحولات الاجتماعية التي غيرت التوزيع الطبقي للمجتمع المصري مقصودة .. حتى نجاح هنيدي وظهور السينما الجديدة كانت برأيي الشخصي ومتابعتي لتسلسل الأحداث مجرد ضربة حظ لم يقصدها ولم يتوقعها صناع إسماعيلية رايح جاي (ورغم اختلافي على هنيدي إلا أنه يبقى ممثلاً بذل جهداً ليصل للبطولة المطلقة ، بعكس سي تامر عبد المنعم الذي تحول إلى بطل مطلق في ظروف غامضة!)..
ما هي علاقة العشوائيات بالسينما الجديدة؟
ستشهد الأيام القادمة عرض فيلم "لخمة رأس" وهو من بطولة أشرف عبد الباقي وأحمد رزق ، وسعد الصغير .. والأخير قد يكون رجل المرحلة ، مثلما كان عدوية وشعبان عبد الرحيم..سعد الذي يستحق الاختلاف على موهبته وليس معها في النهاية هو ابن للطبقة التي أفرزتها العشوائيات .. الطبقة التي يمكن تسميتها بطبقة الفقراء الجدد ، ويسميها البعض طبقة السوقة الجدد ، طبقة ظهرت على هامش التحولات الاجتماعية الحادة التي شهدتها مصر خلال الربع قرن الأخير ، جنباً إلى جنب مع الأثرياء الجدد ، والجيل الثاني من أبناء من عملوا في الخليج وكونوا ثروات وضعتهم في مكان متقدم على السلم الاجتماعي..
سعد نتاج الطبقة الجديدة بحق ، سواء في أغانيه أو في أسلوب حديثه عندما يستضاف في الفضائيات ، تلك الطبقة التي أصبح لها شخصيتها الخاصة التي تميزها عن "الفقراء التقليديين" ، ولها فنها وموسيقاها "المولد والواو واو واو".. والمدهش أن هذه الطبقة تعرضت لتجاهل غير عادي طوال السنوات السابقة ، وكان ظهورها على السينما يفتح على صناع الأفلام اتهامات بتشويه مصر ، تذكروا ما أثير حول أفلام من عينة "عفاريت الأسفلت" ، "ليه يا بنفسج" ، و "سارق الفرح"..
الآن ..بفضل التحول الاجتماعي غير المقصود.. والصعود (غير المقصود أيضاً) للسينما الجديدة (كما تسمى).. صار على منتجي السينما أن يخاطبوا الطبقتين الجديدتين النقيضتين .. الأغنياء الجدد بأفلام الحب والتسبيل التي تصور في شرم الشيخ ، وحتى في سهر الليالي (والذي كان السيناريست عاطف بشاي محقاً في وصفه إياه بأنه فيلم بوروجوازي) .. والفقراء الجدد بأفلام بلال فضل وآخرين .. ولكل نوعية من الأفلام ممثلوها ونجومها ..
توقعي الشخصي أن سعد الصغير الذي يحظى بقبول واسع من الفقراء الجدد الذين يزاحمون أبناء الطبقة الهاي في سوق تذاكر السينما ، ويحظى بقبول "غريب" من بعض الصحفيين الذين يثنون على "ما يقدم" ..وآخرها في جريدة عين قبل أيام حين وصفه صحفي بأنه يصعد سلم النجومية في الأغنية الشعبية بسرعة الصاروخ..توقعي أنه سيكون رجل المرحلة القادمة ، وسيغطي على شعبولة .. إنه "الفكر الجديد" في عالم الأغنية الشعبية .. وكان طبيعياً أن يصعد في وقت يصعد فيه الفكر الجديد في مكان آخر من المجتمع.. تعرفونه جيداً..
*الصورة نقلاً عن موقع egypty
9 comments:
علي فكرة اسلوبك في الكتابة جميل بس بتكتب كل ده امتي انا مفيش وقت اهرش
و مخك ما شاء الله مصحصح
الكذب خيبة يا نهى..شغلي المؤقت فيه نت.. وبانتهز الفرصة وباكتب.. لا أكثر ولا أقل!
الرزق بتاع ربنا
عارف والله بجد مفيش حد مرتاح
قول الحمد لله
انا بشتغل بس برضة في عيوب
قول الحمد لله ان في شغل حتي و ان كان مؤقت
كل مطرب أو مفكر أو ممثل هو نتاج مجتمعه..ففي عقد السبعينيات برز أحمد عدوية ليقدم عصر الانفتاح الاقتصادي ويمثل ذوق التجار الجدد الذين يتاجرون بأقوات وأرواح المصريين من عينة توفيق عبد الحي الذي أطعم المصريين الطيور الجارحة وهرب بالملايين إلى الخارج
وفي السبعينيات أيضا انتشرت السينما التجارية الهابطة التي قال أحد نجومها سمير غانم إن الفيلم فيها لم يكن إنتاجه يستغرق سوى أسبوعين أو ثلاثة
وقس على ذلك نماذج الثمانينيات والتسعينيات والعقد الحالي
تكتب بصدق ووعي.. أحسنت
في واحد عايز ايميلك يا فندم
http://nefsy.blogspot.com/
عايز يتعرف عليك بصفة شخصية
dostourmail@yahoo.com
فقط رجاء إرسال الاسم الحقيقي والبلد الذي تقيم فيه وبالطبع عنوان المدونة
يامسهل يارب
هو شاف شغلك يا ريت تتعاون و تبعت له إيميل و نقول يا رب
وقد أرسلت له بياناتي.. ربنا يسهل..
شخصيا ارى ان سعد الصغير صادق جدا فى شئ واحد فقط .. لقبه .. سواء كان هذا هو لقبه الحقيقى او اللقب الذى اختاره بنفسه لنفسه .. و أعجبنى جدا هذا التعليق الذى قرأته عنه فى جريدة "المصرى اليوم" و كتبه رامى عبد الرازق
"سعد الصغير مطرب غير معروف إلا من خلال أغاني الفيديو كليب التي يجتمع عليه فيها الذباب لأسباب معروفة بالطبع !"
و اخيرا .. ارى ظلما كبيرا فى مقارنة سعد الصغير .. الذى يغنّى بمؤخّرته بأحمد عدويه
سعد الصغير رغم شكي التام في موهبته وقبوله ترك لنا في أغاني الفيديو كليب ما يثير الجدل .. الذباب..
هناك مقال في صحيفة إماراتية للكاتب حامد عز الدين وهو نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار يرصد فيه ظاهرة سعد الصغير .. ويقول ببساطة شديدة عن الكليبات نفسها أنه كان يعتقد أول الأمر أن الحشرة التي تطارد سعد الصغير "ذبابة" لكنه عندما دقق النظر اكتشف أنها "نحلة"!
طيب .. النحلة حتجري وراه على إيه؟:-(
المنطق يقول أن النحلة ستجرى وراءه لتلدعه و تقتص لنا منه ..
Post a Comment