Saturday, June 17, 2006

تريلر "حليم" وأشياء أخرى..

نحن الآن بعد أسبوع من بدء مباريات كأس العالم ، ولم تشهد المباريات حتى الآن المفاجأة الجامبو المعتادة في مثل تلك البطولات ، لكن أليس إمكانية تواجد أفلام في موسم كأس العالم مفاجأة غير متوقعة؟.. برأيي الشخصي .. هناك شيء إن حدث سيكون مفاجأة تفوق فوز أنجولا على البرازيل بهدفي فلافيو : أن ينجح فيلم "حليم" نجاحاً جماهيرياً ساحقاً!

والأسباب كثيرة..

أولاً : الفيلم يصنف ضمن أفلام السيرة الذاتية biography .. أي أن بدايته ونهايته معروفتان للعيان ، وهو ما قد يفقد (بكسر القاف) الفيلم الكثير من رونقه وجاذبيته .. فما بالك لو كان الفيلم يتناول شخصية هي أشهر من النار على العلم كعبد الحليم حافظ..

ثانياً : شيء آخر .. ما قد يقف حجر عثرة في طريق الفيلم هو شخصية عبد الحليم حافظ نفسها ، كلنا نذكر أفلاماً مثل نيكسون لأوليفر ستون ، وناصر 56 لمحمد فاضل (رغم أحادية رؤية الفيلم) ، وأيام السادات لخان ، الشخصيات الثلاثة هي شخصيات خلافية لا يزال يثار الجدل حول أفعالها وتصرفاتها ، أما عبد الحليم نفسه فهو شخصية تحظى بإجماع من شرائح كبيرة في المجتمع المصري ، مما يقلل من احتمالية المفاجأة في الفيلم..

ثالثاً : الفيلم يحمل ضمن أسمائه السيناريست محفوظ عبد الرحمن ، وهو سيناريست له جمهوره وقد تتفق معه وقد تختلف ، لكن في المقابل له أسلوب غير محبب في تناول الشخصيات التاريخية ، يقوم على "رص" الشخصيات بجانب بعضها البعض في شكل هو أشبه بالاحتفالية ، وقد فعلها مثلاً في أم كلثوم المسلسل ، وفي فيلم ناصر 56 أيضاً.. واللوم ليس عليه لأنه لم ينبهه أحد فيما يبدو إلى عقم هذا الأسلوب..

رابعاً : حتى لو سلمنا أن المغري الوحيد للمتفرج هم النجوم ، أي نجوم؟ أحمد زكي مثلاً والذي يلعب صناع الفيلم على وتر التعاطف معه؟.. أي شخص يعشق هذا الفنان لن يحب رؤيته في هذه الحالة الصحية السيئة.. هيثم زكي؟ أنا شخصياً أراه شاب خفيف الدم ويشبه والده كثيراً ، لكن إن ظهر بمستوى سيء كممثل لن يرحمه أحد وأنا أولهم ، منى زكي؟ لمنى فيلم آخر هذا العام هو العشق والهوى ، والذي قد يكون دورها فيه أكبر وأهم من دورها في حليم..

وأخيراً .. التريلر..

البدعة التي خرج علينا بها صناع السينما الجديدة في مصر مماشاة للتريلرات في السينما الهوليودية.. والغرض منه كما يفترض الجذب والتشويق .. بينما تريلر حليم- مثل تريلر عمارة يعقوبيان - يكشف عن نقاط الضعف الحقيقية في الفيلم.. ونقطة الضعف المميتة في الفيلم هو الاعتماد الزائد على أسلوب عبد الحليم الذي رأيناه في الأفلام والحفلات وطريقة الحركة والكلام mannerism .. ويصعب على أي عاقل أن يصدق أن عبد الحليم كان يتكلم طوال الوقت مع أصدقائه بهذه الطريقة الغريبة .. الأمر الذي يعطي انطباعاً سيئاً للمشاهد عن الفيلم بصفة عامة ويفقده مصداقيته..

لا أنكر أن مجهوداً كبيراً قد بذل في "حليم" .. وأموالاً كثيرة أنفقت في سبيل ظهوره للناس ، لكن هل العاطفة والمال والنوايا الحسنة تكفي لإنتاج عمل فني جيد ، ولتقديم جهد تسويقي يحفز المشاهد على دخول الفيلم وليس العكس؟

تحديث: قد يعرض الفيلم في خلال شهر يوليو القادم..

* الصورة نقلاً عن جريدة الوفد المصرية

3 comments:

زمان الوصل said...

اتفق معك فى ان تريلر الفيلم يكاد يكون هزليا مضحكا !! بل هو يدفع المشاهد للاستياء و يجعله يعد نفسه انّه لن يرتكب غلطة عمره ليذهب لمشاهدة حليم !! لكن يبدو ان هذا هو الفكر الاديبى .. نسبة الى عماد اديب و شركاه .. إذ بعد نجاح دعاية يعقوبيان يسير حليم على نفس خطاها !! و اتوقع ان من سيذهب لرؤية حليم سيذهب لمشاهدة احمد زكى وهو يقلّد حليم .. لأن مشاهده فى التريلر توضح ان اداءه بالفيلم يختلف كثيرا عن ادائه فى ايام السادات التى كنت اشعر فيها انّى ارى السادات شخصيا و ليس احمد زكى .. بينما فى حليم .. ارى احمد زكى يقلد حليم و هيثم احمد زكى يقلد والده الراحل ..

قلم جاف said...

ح ألتقط الخييييييط..

من الاشياء اللي لفتت نظري لفيلم شركة أديب الأول عمارة يعقوبيان هو ضخامة حجم الدعاية اللي صاحبت الفيلم ، ودة اللي لاحظته على ما أذكر في مقال نادر عدلي في الأهرام عن الفيلم .. وقال على ما أفتكر زي ما كلنا بنقول إن الدعاية الزايدة دي سلاح ذو حدين ممكن يرفع الفيلم سابع سما وممكن يخسف به سابع سابع أرض..

كمية الفلوس اللي اتصرفت على الدعاية ليعقوبيان وحليم كبيرة ، وممكن في الخمس سنين القادمة تغير قواعد اللعبة ، وتخرج منتجين من السوق حتى ولو كانوا منتجين جادين ، والسبب هو الكم الهائل اللي بيتوزع ع التريلر والعرض الخاص والعرض غير الخاص ..رغم إن تريلر يعقوبيان في بعض جوانبه (خاصة النسخة الإنجليزي) متواضع ..وهذا يؤكد أنه من الممكن أن تصرف الملايين على فيلم ويطلع تعبان في الآخر!

بالمناسبة : شركة أديب حاجزة الصفحة الأخيرة كاملة في جرائد قومية لوضع إعلان حليم .. ودة للغرابة عادي جداً ، لما تعرفي إن منتج العيال هربت وزع إعلان فيلمه على عدة مساحات في عين!

صباح السينما بالليل يا مصر!

زمان الوصل said...

الدعايه المباشره قد تكون "مبلوعه" .. واعنى بالمباشره الدعايه الصريحه الممثله فى اعلانات الفيلم
الاخطر هو الدعايه الغير مباشره المتمثله فى تصوير اى انتقاد للفيلم على انها حرب موجهه اليه بل وفى بعض الاحيان حرب على حرية الابداع و التعبير و حرية الفكر الى آخر هذه المصطلحات التى صارت هابطه و مبتذله من طول استخدامها فى غير موضعها الصحيح