Sunday, July 01, 2007

شعبولا المفترى عليه!


قفز اسم "شعبان عبد الرحيم" إلى شريط الأخبار من جديد عندما كان من ضمن من صوتوا في انتخابات نقابة الموسيقيين والتي خلا فيها منصب النقيب برحيل "حسن أبو السعود" النقيب السابق.. في الوقت الذي تغيب فيه عدد من الأسماء الكبيرة عن تلك الانتخابات .. الأمر الذي أخرج منه بأن هناك داخل تلك النقابة من يحتاجونها وتلزمهم ويرون فيها ظهراً وظهيراً في ظل تقلبات الحياة ، وهم صغار المطربين والملحنين والعازفين في شارع محمد علي ، وآخرون لا تلزمهم في شيء بعد أن حققوا الشهرة والنجومية!

من تلك الواقعة ، أردت فقط أن أدلي بوجهة نظر مختلفة تماماً عن "شعبولا".. صحيح أن هذه السطور جاءت بعدما أفل نجم المغني الشعبي المعروف ، وظهور "سعد الصغير" و "بعرور".. إلا أن شيئاً ما بين السطور يهمني توضيحه فيما يتعلق بشعبولا..

من ناحية الفن وقواعد الفن الموسيقي والتلحين (والتي لست فيهاب متخصص على الإطلاق) فإنه يمكن القول في الأغنية "الشعبوللية" ما لم يقله الإمام مالك في الخمر ..أما من ناحية مواضيع أغانيه .. فهو آخر من يُسئل عنها وينتقد بسببها..

"شعبان" مثله مثل أي شخص عادي ، فكما أنه يتساوى في الصوت مع أغلب المصريين (يعني مفيش في صوته علامة مميزة تخليه مطرب "سوبر" أو حتى "عادة" في بعض الآراء) ، فهو يتساوى معهم أيضاً في كونه شخصاً تضخ الميديا في رأسه تفاسير ونظريات وآراء سياسية على أنها حقائق مطلقة نؤمن بها ونصدقها دون أن نجهد عقولنا في تحليلها وعرضها على العقل ..

"شعبولا" مثل مطربي البروباجاندا السياسية والدعاية والأوبريتات ، يقوم بـ"تسميع" الحصة التي تقوم ميديا ختم النسر بتعليمها لنا كما لو كنا قطيعاً من التلامذة الخايبين ..شعبولا" يقوم بتسميع المقرر كما هو ، أما الآخرون فيقومون بتسميع نصائح "أبانا الحبيب" على طريقة تذكرني بطريقة "نانسي عجرم" في بعض أغاني ألبوم الأطفال الخاص بها "اللي بيسمع كلمة أهله شو بنقُِّله؟ شاطر شاطر"!..

ما الفرق بين المباشرة الشديدة في كلمات "وطنيات" شعبان عبد الرحيم والتهييس العلني والإفلاس في كلمات أغاني الآخرين من عينة "لو بتحبوا البلدي .. خلي عيونكم عليها"؟ " لا شيء.. بل إن التعامل مع المباشرة في كلمات أغاني "شعبولا" كتهمة وسبة يعد مضحكاً جداً خاصة عندما يأتي من قبل أقلام تهلل للأعمال المباشرة والفجة والتعليمية ما دامت تصادف هوىً لديها سياسياً أو فكرياً.. والأمثلة كثيرة!

هذا شيء ، الشيء الآخر فيما يخص من علت أصواتهم باتهام "شعبولا" بإفساد الذوق العام ، مهما كان كلام هؤلاء صحيحاً ، أدع هؤلاء لإلقاء نظرة على نظريات "أيمن بهجت قمر" وشركاه الغنائية وفواصل العبارات الغريبة التي أحدثت تغييراً في استخدام الأغنية (بحيث أمكن استخدامها في الردح).. أظن من يفسد الذوق العام قد انكشف..

قبل أن نلوم على "شعبولا" ، أرى أنه علينا أولاً أن نلوم من يفعل نفس فعله ، وأن نعمل العقل قليلاً في مسألة علاقة وسائل الإعلام ، خاصة الرسمية منها ، بنا .. وتمسكها بدور المعلم والملقن حتى في وقت ظهر فيه الإعلام غير الحكومي ونافس بقوة ، وفي ظروف لا تستلزم ذلك النهج المدرسي المنتهية صلاحيته!

وإييييييييييييييه!
* الصورة من إيجيبتي..

7 comments:

قبل الطوفان said...

إنهم يصنعون آلهة من التمر ثم يأكلونها

شعبان عبد الرحيم لم يظهر وينتشر من فراغ..وها هو الإعلام الذي يمارس الزيف والخداع يبحث عن صيد جديد

قلم جاف said...

عزيزي الدكتور ياسر :

سر شعبية شعبولا هي الهجوم المتواصل عليه في وسائل الإعلام من قبل أشخاص يباركون ما هو أسوأ مما يفعل!

أعرف أنه لا إبداع في النقل والبخ والتسميع الذي يقوم به شعبان عبد الرحيم ، لكن المساواة في نقد اللاإبداع عدل.. بل إنني أشعر أن ما يفعله "الآخرون المبتعون" أسوأ لأنه ينطوي على محاولة لتزويق المباشرة الفجة وتصويرها لي ولك وللجميع على أنها فن .. يعني من الآخر محاولة للضحك على الذقون!

وعن سبب تراجع شعبولا وظهور سعد وشركاه (سعد ينوي ترشيح نفسه لمجلس الشعب طبقاً لصحيفة مصرية) .. لنا بإذن الله كلام..

boshra mohamed said...

والله ياقلم
انا عندى ايام شعبان وهيهههههههههه احسن ميت الف مرة من الايام السودة ديه وسعد الزفت اللى بقى عامل زى الخابور طلعلى فى كل حتة
اى اعلان سعد الزفت
اى افتتاح سعد الزفت
اى فرح سعد الزفت
حتى الاهلى سعد الزفت
ياريت تكتب تدوينة عن اللى مايتسماش ده وسر الانتشار الرهيب ده اللى مش لاقيلوا اى مبرر غير اننا بجد اللى صغيرين مش هو

خليك فى البيت said...

ندعوكم لزيارة مدونة خليك فى البيت والمشاركة فى الحملة

abderrahman said...

في إحدى جلسات السخرية مع أحد الأصدقاء في الوقت اللي ظهر فيه شعبان بأغنيته عن عمرو موسى واسرائيل وما بعدها من أغاني تحمل رسائل مباشرة.. جلسنا نتفكه، وقلت انه كاتب كلمات أغاني شعبان يكتب بتوجيهات أمنية..
:D
ورغم انها طرفة الا انه صديقي لم يستبعد وتحدث بجدية انه ممكن في يوم من الأيام تطلع ظاهرة شعبان اللي بيغني من التمانينات والتسعينات وظهر فجأة مع الـ 2000 هو ظاهرة استغلتها الدولة في عهد مبارك، ليكون مطرب الشعب في عصره.
استبعد هذا الرأي المصحوب بنظرية المؤامرة وعقد الوسواس القهري :)
لكن سيظل ظاهرة سياسية إلى جانب كونه ظاهرة فنية

قلم جاف said...

العزيز عبده باشا :

الحزب البيروقراطي وميدياه استفادا من شعبولا بطريقة أو بأخرى ، لكن مش حتوصل لدرجة افتراض إنهم يستعينوا بيه يغنيلهم ..

هو يشبه لمطربي البروباجاندا في التسميع ، هو بيسمع من نفسه ، متطوعاً يعني ، وهو مش بالغباء اللي بيحاول يصور لنا نفسه بيه ، هو - في مجده - كان عارف إيه الغريب وإيه اللي غير متوقع و"المطرقع" وبينزل بيه في توقيته ، ودي ميزة مش موجودة في مطربين كتير..

أما التانيين فبيسمعوا بالأمر ، أو بيسمعوا متطوعين ، في ثوب "كلاس" بيحمل الجاذبية الشكلية والطبقية المسيطرة على "الفكر الجديد" وبروموهاته وإعلاناته..بمعنى آخر.. سيمبا بيستهدف الشباب ، والشباب ليهم حلم طبقي ونظرة للوجاهة الطبقية ، يجيبلهم لؤي وتامر وهيثم على صورة شريف صبري وشركاه ، مش شعبولا "البيئة" في تصنيف أغلب صناع الفكر الجديد!

قلم جاف said...

بحب السيما :

أنا شخصياً أرى أن نار شعبولا ولا جنة سعد الصغير .. ورغم ميولي الكروية الحمراء التي لا تخفى على أحد فإنني لست سعيداً ولا منشكحاً بغناء المدعو سعد الصغير للأهلي!

أما عن تدوينة خاصة بيه وبانتشاره ، دوره جاي إن شاء الله .. ما تقلقش..