لم أشاهد "حين ميسرة" .. أو الأفلام التي يتم تصنيفها تحت "سينما اليسار" .. لكن "العيار اللي ما يصيبش ..يدوش".. كان لصدى هذه الأفلام أثر وحيد إيجابي وهام أسعدني جداً في الأيام الأخيرة .. وهي أن نقاد الحزبوطني واليسار وقعوا في بعض!
سعدت عندما رأيت "حمقة" "خالد يوسف" على اتهامات "عمرو أديب" في الحلقة الشهيرة من "القاهرة اليوم" قبل أيام.. "حمقة" قد يفسرها البعض لكون "خالد يوسف" من النوعية الغالبة في اليسار والناصري ممن لا تحب النقد إلا في اتجاه واحد وطبقاً لمعايير سياسية أيديولوجية أضيق من حذائي القديم ، وأفسرها لكونه شرب من نفس الكأس "الحمضان" الذي سقاها نقاد ينتمون لنفس فانلته السياسية لمبدعين آخرين كل مشكلتهم أنهم مختلفين سياسياً مع التيارين المذكورين..ربما عرف أن الشعارات الحنجورية حول حرية الفن بلا قيود وبلا رقابة وبلا حبس في معايير سياسية ودينية هي مجرد كلام يسهل انصهاره في درجة حرارة الغرفة العادية ، بل والغرفة مكيفة الهواء أيضاً.. وأن الضربة جاءت هذه المرة ممن وقفوا معه -أو هكذا ظنهم عن حسن نية مفرط حبتين- وقت أن اصطنع سيادته أزمة حول اسم فيلمه السابق "خيانة شرعية" والذي عدَّله - مقهوراً وتحت ضغط كما قيل وقتئذ - إلى "خيانة مشروعة"..و"الأكادة" أنهم كانوا يرددون نفس تلك الشعارات!
التكفير السياسي للأعمال الفنية صار طبعاً في أناس يدعون حمايتهم لحرية الفن والفنان ، ويلصقون على صدورهم "ستيكرات" لا يملكون ترف قراءتها أو عرضها على عقولهم.. وهم نموذج للتفكير "الزراري" وازدواجية المعايير .. فبكبسة زر نسمع شعارات "لا قيود على حرية الفن والفنان ، ولا يجب تفسير الفن أي تفسير ديني أو أخلاقي" ، وبكبسة أخرى نسمع "لو كان سيفي معي ما احتجت للقلمِ .. يا ميت ندامة ع الأخلاق والقيمِ!"..
"خالد" لم يكد يلتقط أنفاسه من هجوم جوقة الحزبوطني حتى وجد نفسه مدعواً إلى "خناقة" عند "عمرو أديب" في "القاهرة اليوم".. وهذه هي أول مرة في تاريخ "عمرو أديب" الإعلامي التي يخطئ فيها الحساب ، فقد نسي الرجل "حساسية موقفه" الذي لم يختاره ، فهو لم يختر أن يكون شقيق "عماد أديب" الرجل الذي يقف خلف كيان إنتاجي هو الأضخم في السينما العربية حالياً "جود نيوز" .. والذي أنتج فيلماً أثار جدلاً أخلاقياً يفوق قوةً الجدل الفني .. أول حرف من اسمه "عمارة يعقوبيان"..
لم يكن الموضوع ليحتاج أكثر من شرارة حتى نجد الطوبة فوق الطوبة و"العركة" منصوبة .. شرارة أطلقها "أديب" الصغير فانفتح على أثرها "خالد يوسف" كـ"ميتريليوز" يوجه فيه اتهامات محرجة بازدواجية المعايير لمذيع "القاهرة اليوم" الوحيد.. منها ما يخص أسلوب "أديب" .. ومنها ما يخص "عمارة يعقوبيان" وشخصية "حاتم رشيد" تحديداً.. وسط تأكيدات لاهثة من "أديب" أنه لا يطلب منع عرض الفيلم ولكن وضعه تحت لائحة "للكبار فقط"..ويبدو أن "أديب" الإعلامي الكبير وابن السيناريست الكبير نسي في الزحام أن مسألة "للكبار فقط" هي مسألة من اختصاص الرقابة على المصنفات الفنية وليس صناع الأفلام .. وأن هذا هو ما حدث مع "يعقوبيان" في وقت سابق..
لم أشاهد "حين ميسرة" - أو "حين مسخرة" كما سماه صديق - لكن كان يفترض أن يكون هناك جهاز للرقابة على المصنفات الفنية ، وغرفة لصناعة السينما ومنتجيها تحدد ما للكبار وما للصغار كما يحدث في بقاع كثيرة من عالم اليوم ، دون النظر لإرهاب المستنورين والأتاتورك الذين يتحدثون عن عالم غير الذي نعيش فيه..
لم أشاهد "حين ميسرة" .. لكن باعتقادي أن الخناقة التي تثور على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات أكثر أهميةً وإمتاعاً.. فقد رأينا كل الأقنعة وهي تسقط دفعة واحدة ، ورأينا الوعاظ المتشدقين بحرية الفن في صحفهم ومواقعهم وبرامجهم على حقيقتهم بلا رتوش أو "زواق"..وأرى أنه من الممكن أن يكون لتلك "العركة" part two.. كأن يصطاد طاقم "العاشرة مساءً" في أعكر أنواع المياه ويستضيف "خالد يوسف" وطاقم عمل فيلمه وهات يا مدح ماركة البحتري وأبو تمام والفرزدق وجرير ، مع عدة اتصالات سريعة التجهيز تدخل في هذا الإطار..الرأي والرأي الآخر.. نياهاهاهاهاها!
تحديث: وقد حدث ذلك بالفعل ، للحق كانت حلقة "العاشرة مساءً" "مزيكا" في كل شيء ودرس رائع في كيفية تصنع الحياد وادعاء الموضوعية بشكل "محبوك" درامياً، وكانت فرصة لمشاهدة "خالد يوسف" و"سحر الجعارة" و"أحمد المسلماني" و"سمية الخشاب" ومعهم "منى الشاذلي" على حقيقتهم.. لهذا أنام مرتاح الضمير لأنني لا أشعر بأنني قسوت على "العاشرة مساءً" أو تجنيت على صناعه .. أو قسوت على عيني وأهنت عقلي عندما اتخذت قراراً بمقاطعته ما استطعت إلى ذلك سبيلاً!
* أذكر فقط بأنني لست متفقاً مع "خالد يوسف" لا في الرأي السياسي ولا كمتفرج على أفلامه..أما سينما اليسار والشعبوية في السينما سواء كانت حكومية أو غير لنا عنها كلام بإذن الله.. الصورة من "الرياض" السعودية..
* أذكر فقط بأنني لست متفقاً مع "خالد يوسف" لا في الرأي السياسي ولا كمتفرج على أفلامه..أما سينما اليسار والشعبوية في السينما سواء كانت حكومية أو غير لنا عنها كلام بإذن الله.. الصورة من "الرياض" السعودية..
6 comments:
انا بردو سميت الفيلم حين مسخرة ( غريب توارد الحواطر ده ) بس انا شايف ان الفيلم مش مستاهل كل الضجة و المعارك دى لانه اخف من الواقع بكتير بس اهى فرصة للت و العجن فى الفضائيات
عموما عمرو أديب معروف انه متحيز لأرائه و الشو بتاعه ليه هو و بس
و اتفق معاك فى ان العاشرة مساءا -ليس فى تلك الحلقة فقط- لكن فى الاغلب الحلقات تصنع بنفس المقادير يسار + يمين + منى فى الوسط
منى في الوسط؟
بأمارة إيه؟
1-التمثيل النسبي للرأي والرأي الآخر .. نسبة واحد إلى أربعة..
2-في برنامج أديب كان فيه في المكالمات مكالمات مع وضد .. إنما - شوف إزااااااي - كل المكالمات مع الفيلم بضراوة..
3-منى الشاذلي حاولت تبقى في النص وحاولت تعمل فيها فيصل القاسم لما جت تواجه الناس بعكس رأيهم وما طلعتش حلوة ولا ملعوبة ..
بمناسبة عمرو أديب ..غلطة عمرو إنه طاح رغم إن على راسه بطحة كبيرة اسمها عمارة يعقوبيان ، زائد إن التقسيمة اللي عاملها لفقرات برنامجه أضرت بيه لأن فترة المناقشة كانت قصيرة للغاية ..لكن حلقته كان "يمكن تحملها" على العكس من حلقة منى الشاذلي الذي كانت مباراة في الحذلقة الفكرية بين خالد والصحفيين الاثنين معه وسط حضور طاغي وظالم ومفتري للبريمادونا.. وسمعني سلام : طفي المروحة.. الدنيا مروَّحة! :)
عزيزى القلم الجاف
والله وما ليك عليا حلفان
نفس البوقين اللى كانوا حازقيننى
نفس المغرز اللى عملته منى الشاذلى مع طلعت السادات واستغلت خلافه ومعاركه مع الأوربتيين وبخاصة اديب الصغير
واللى جعل من العاشرة مساءا" برنامج فاقد للثقة على الأقل بالنسبة لى انا
لكن خلينى أرجع وأقولك ان الحكم على نوعية لافيلم الأخلاقية حكم جائر وبشع فعلا
لحد امتا حنفضل خانقين روحنا فى قمقم أفلام تدعى الشرف والفضيلة وهم ولاد ستين كلب
لامؤاخذة فى الانفعال
المجتمع قذر فعلا وغارق فى الوحل لحد أطراف شعره
يبقا لية منظهرش الوحل دة على الوش ونكون موضوعيين ومنطقيين وندور على حلول و طرق للتعديل؟
انا مشوفتش الفيلم لكن قرأت عنه مثل ما قال مالك فى الخمر
لكن لم أحترم السادة النقاد اللى بيمثلوا علينا الفضيلة وهم أول الشواذ فى مجتماعتنا
كل الوساخة اللى فى الفيلم حقيقة موجودة فى الواقع بتاعنا
لية بقا بنعمل فيها خضرة الشريفة ونقعد نقول اننا مية فل وتسعتاشر وكل دة مبيحصلش والدنيا بمبى؟؟
وهى فى الواقع ضاربة على اسود مخطط بكحلى غامق كمان
علشان نفوق وننضف نفسنا
لام نعرف الوساخة لازقة فين على توبنا
ولا يمكن حلال على جودنيوز وحرام على غيرها
ابن أديب
مبقاش أديب هو التانى
بقا معارض لمجرد التسخين والشعللة وبس
وأهى حركات تلم الزباين
خالد يوسف
لم يسمح له بأن يرسم نفسه ويعمل الشو عليه ودة حقه انه يمنع اى حد يعمل بطل عليه خصوصا انهم لجأوا لنفس الحيلة لسحب المهور لفيلم يعقوبيان
ربما القصة ككل
لكن العامل المثير فيها مكانش نور ولا امام ولا هند صبرى المزة
لاء
كان حاتم رشيد
الكل رايح يتفرج على شاذ بيتعرض على شاشاتنا لأول مرة
وللأسف يعج بهم المجتمع لكن من سكــات
بأختلف مع الآخرين
خالد يوسف مخرج جيد وأدواته جيدة جدا
كلنا عارفين ان لعبة المكالمات التليفونية دى لعبة مفبركة ومحدش اصلا بيستمع ليها وهى شغالة
هههههههه
جمهور مفتح بعيد عنك
تحيااااتــى العميقـــة
العزيزة شهروزة:
1-الفرق بين "خالد يوسف"و "شريف عرفة" أنه على الرغم من كون الاثنين مخرجين "شطار" يستطيعان تقديم صورة جيدة ، إلا أن "خالد يوسف" لا يجيد توصيل أفكاره عن طريق السينما (أما "عرفة" فليس لديه إلا أفكار غيره وتصوراته ليوصلها لنا)!
سبق أن كتبت عن "خالد يوسف" وعن فيلمه السابق "خيانة مشروعة" منذ عام تقريباً ..
2-أوضح فكرة التدوينة مرة أخرى:
المسألة مسألة شِلل- بكسر الشين..
شلتين كل واحدة مش شايفة إلا أيديولوجيتها وبس وكل واحدة عندها معايير جاهز وتفصيل للنقد بتمشي حسب النظرية الزرارية..
والنكتة هنا إن "خالد يوسف" تبع شلة فيهم!
و"حين ميسرة" أول صدام مباشر بينهم.. وفرصة لمعرفتهم على حقيقتهم..
3-أنا عن نفسي ما اتخذتش أي موقف من الفيلم لحد دلوقت لإني ما شفتهوش لغاية دلوقت..جايز يطلع حلو وجايز يطلع مقلب زي أفلام كتير قبله .. خصوصاً لو واصل تحويل أفلامه لمانفيستوهات سياسية ودة أمر باستثقل دمه وبأرفضه (ولسة فيه إن شاء الله كلام عنه)..أو لو كان الفيلم فيه عيوب درامياً وفنياً من وجهة نظر متلقي مستقل عادي الثقافة السينمائية زي العبد لله(وإلا كان يديها تسجيلي ووثائقي م الأول ولتذهب السينما في ستين ألف داهية)!
عمرو أديب مش سهل و ثقته في نفسه مالهاش حدود،ما فيش بطحة و لا حاجة و بالمناسبة لست من مجاذيبه و لا من مجاذيب غيره ..بس الراجل بيطالب بتعديل التحذير الرقابي و ثانياً مش عاجبه الفيلم ..(يعقوبيان كان للكبار فقط ).
عموماً العنف و السحاق هي توابل سينمائية تعجب الجمهور المصري ..لكن خالد الصاوي و باسم سمرة ؟ ..ما أظنش : )
عمرو أديب ما قالش أكتر من كده ،كان بيعتب على خالد يوسف ..زي ما قالوا قبل كده لهاني خليفة في سهر الليلي و قال أنا موافق إن فيلمي يبقى للكبار فقط لو حد صغير شافه مش هيفهم حاجة ، وزي ما بلال فضل تملص بذكاءه المعهود من بذاءة حاحا و تفاحة و قال "للأسف ما عندناش تصنفيات رقابية زي برة و أنا بأنصح إن أي حد أصغر من 13 سنة ما يدخلش الفيلم" .
ده الإعتراض اللي قاله عمروأديب لخالد يوسف ،بس خالد يوسف بخلفيته الساذجة و جعجعته و عصبيته المبالغ فيها فاهم إن من يرفض فيلمه يبقى حزبوطني ...خالد يوسف لا يفهم إلا في تجييش الجيوش حتى من الأطفال ، إذن
فكلمة للكبار فقط على فيلمه ما هي إلا مؤامرة كونية على الفيلم.
أنا ماشفتش الفيلم لأن من المعلوم في الفن بالضرورة إن خالد يوسف ما بيعرفش يخرج ،يكفي ما عانيته في "هي فوضى" و هو أحد أسوأ المخرجين اللي عرفتهم مصر ..زويل و إبراهيم المعلم و طارق الغزالي حرب و خيري رمضان و 100 واحد كمان عجبهم الفيلم و ايه يعني ؟ حد ممن سبقوا بيفهم شئ في السينما و حتى لو سمير فريد عجبه الفيلم ما هو عجبه "هي فوضى" ..إحنا مع خالد يوسف لا نتكلم على مسألة تذوق و لكن نتكلم على بديهيات سينمائية..فلا تكلمني عن ناس من فلول اليسار و ناس واخدة السينما كأنها منشور سياسي و ناس منفسنة من جيل السينما النظيفة .. خالد يوسف أنا آسف ،هاتلي حد طبيعي أكلمه .
الناس عايزة تعيط؟ مش جديد ...الناس بتشوف افلام فيها سياسة؟ ما هي الناس دي هي هي اللي كانت بتسقف في صعيدي و أصحاب و لا بيزنس أيام الشحن الإعلامي ضد إسرائيل ...و دلوقتي أصبح الفرجة على برامج المساء موضة و أصبح الكلام في السياسة الداخلية -لأول مرة- موضة .
لذلك أرجو الا يفرح خالد يوسف بتسقيف ناس هي هي اللي سقفت على أفلام هو أكتر واحد شتم فيها ..و في الآخر لا حد هيفتكر حين ميسرة و لا أصحاب و لا بيزنس .
سلام
أبو حميد :
أتفق معك في إن "خالد يوسف" حيرفض يحط مسمى "للكبار فقط" من حيث هو ، سواء من الرقابة أو من جمعية منتجي الفيلم مثلاً لو عملت معايير وتصنيف للأفلام .. لسبب واحد فقط هو "الأزعرينة" اللي افتعلها أيام "خيانة مشروعة" و "خيانة شرعية"..
والعبد لله من أنصار التصنيف وسبق لي الكتابة في الموضوع دة إبان أزمة فيلم أذيع على أو تي في..
http://foorga.blogspot.com/2007/05/blog-post.html
لكن خطأ "أديب" الصغير هو إنه نسي في اندفاعه دة موضوع "مين اللي بيحط المعايير" ودة اللي خلا "خالد يوسف" ياخد عليه بُنط بالمنطق مش بالحبشتكانات المسرحية المعروفة عن هذا المخرج وعن التيار السياسي الذي يعتنقه!
هذا أولاً..
ثانياً.. أتفق معك أيضاً في أن المود اليومين دول سياسة ، وأزيدك أن الخطاب الزاعق الذي يسود بدليل وجود برامج كـ"العاشرة مساءً" ..هذا المود الكئيب الذي سيسود الفن المصري على مدى العقد القادم بكل أسف .. خصوصاً لو كان الزعيق لمجرد الزعيق واستدرار تعاطف الجمهور الساخط دون أن يدع له مساحة للمتعة المنتظرة من عمل "فني" أو فرصة للتفكير في الرسالة التي "يفترض أن" يوجهها الفيلم..
بالمناسبة ، مع كل جعجعة "خالد يوسف" في الكلام وفشله في توصيل أفكاره بالأفلام .. فإن نار "خالد يوسف" ولا جنة "هشام أبو النصر" أو "محمد كامل القليوبي".. وفيلم الأول "العصابة" وفيلم الثاني "أحلام مشروعة" يحتلان مكانين رفيعين في قائمتي لأسوأ مائة فيلم مصري على الإطلاق.. الحمد لله إن الاتنين مبطلين إخراج وإلا كنا حنشوف ما يعتبر "خيانة مشروعة" بالنسبة له "ذهب مع الريح"!
Post a Comment