0-يذكرني أغلب الصحفيين وكتبة الأعمدة الذين انتقدوا ما حدث في ماسبيرو ، ويستعدون لانتقاد أي تغيير من أي نوع بالزبون الذي رفض أن يختار بنفسه الطبق الذي سيأكله في المطعم تاركاً لإدارته (=المطعم) اختيار الطبق ، فلما اختارت الإدارة طبقاً لما أراده الزبون انزعج الأخير وقال "مش لاعب".. ترك الزبائن لـ"ساخب المخل" اختيار الأطباق لأنهم شعروا أنهم زبائن سوبر لهم علاقات ونفوذ قوي داخل المطعم، وبالتالي فإن الإدارة لن تقدم شيئاً يتنافر مع أذواق البهوات ، ولطالما روج سالفو الذكر لأسوأ أصناف المطعم قائلين أنها مغذية وناعمة وقوية وكلها حنية .. فلم يكن غضبهم لأن الأطباق الجديدة "مش ولا بد" ، ولكن لأن السيد "ساخب المخل" قرر تغيير الأطباق!
تقدم الصحافة الفنية - إن وجد عندنا شيء بهذا الاسم- والمتابعة للميديا نفسها على أنها "المصباح المنير" لصانع القرار في ماسبيرو ، ومع ذلك لم تقترح أي شيء قبل التطوير الذي يعلمه الجميع قبلها بسنوات ، ولم تقدم مقترحات للوزارة واتحاد الإذاعة والتليفزيون بتصحيح الأخطاء الفادحة التي رأت أن صناع "التطوير" وقعوا فيها ، بل ولم ينتبهوا لقطاعات تستحق التطوير بحق وحقيق..ومن بينها الابن العاق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون .. النايل تي في!
1-يفترض بقناة النيل الدولية أن تكون "واجهة لمصر" ، على أساس أنها موجهة للمشاهد الغربي والأفريقي بالأساس ، لكن تلك الواجهة "مغشلقة" بعض الشيء الكثير ، بدءاً من الاستوديوهات ، والبروموهات ، والديكورات ، والاختيارات الموسيقية ، ونهايةً بنشرات الأخبار ، وكلها بدائية "آخر حاجة" ..تحولت القناة "الواجهة" في بعض الفترات إلى الباب الخلفي لعرض المسلسلات التي لا تعرضها القنوات الفضائية والأرضية لتصبح تلك هي وظيفة القناة البائسة في الحياة..
وبدلاً من تلميع تلك الواجهة وصنفرتها حتى يقبل عليها جمهورها المستهدف فإن منظرها "المشبر" و"المغشلق" على قلب جنرالات ماسبيرو والصحافة "زي الـHoney"!
2-قناة النيل الدولية بلا خطة وبلا شكل وبلا هدف تقريباً ، قناة مثل الدويتش فيللة تذيع عدداً محدوداً من البرامج من ستوديوهات تبدو بسيطة ولكن بمواصفات هندسية محترمة على مستوى الصورة (مش بتفكرنا بالفضائية المصرية لحد 1998)، ويحركها هدف واحد تعكسه "رسالة" القناة وهو التعريف أكثر بالحياة في ألمانيا وأوروبا بكل جوانبها ، كما تتناوب عرض البرامج بالإنجليزية والألمانية (مترجمة إلى العربية) بشكل منظم .. ليس المطلوب من النايل تي في أن تقدم برامجاً بالعربية ، ولكن أن تكون لها خطة واضحة وأن تتحلى بالنظام في التخطيط لبرامجها ، عكس الوضع الحالي ، الذي تبدو فيه كفضائية عادية متواضعة تبث بالعربية مترجمة إلى عدة لغات أخرى!
3-شيء جيد أن تقدم القناة ساعات بث بالعبرية موجهة لـ"الرأي العام الإسرائيلي" كي يصبح لدينا ما نرد به عليهم وبنفس لغتهم.. لكن من الغريب أن تهتم القناة بالإسرائيليين أكثر مما تهتم بالألمان والإيطاليين مثلاً الذين يشكلون نسبة كبيرة من السياح الوافدين إلى مصر والذين يشكلون جمهوراً محتملاً وكبيراً للقناة ، ومن الأغرب أن تتجاهل تلك القناة أفريقيا رغم أنها تبث ساعات بالفرنسية ، علماً بأن نسبة لا يستهان بها من جمهور القناة هي من الأفارقة الذين يعيشون في مصر!
4-النايل تي في "باب خلفي" كما سلف الذكر ، واختيارات الدراما المذاعة فيها لا تخضع لقاعدة ، وبالتالي فإن أي مسلسل مهما تدنى مستواه مرشح للعرض على القناة حتى ولو كان "ضاربه السلك" والعمود معاً..
ما دام من الضروري إذاعة مسلسلات على النايل تي في ، فلماذا تختار بإهمال؟ ولماذا تذاع بالعربية؟ قد يكون من الصعب دبلجة الفيلم المصري لأن قوة السينما المصرية تكمن في ممثليها أنفسهم والذين ستهدر الدبلجة مجهوداتهم (أنا ضد دبلجة الأفلام عموماً) ، على العكس من الدراما التليفزيونية ذات الطبيعة المختلفة عن السينما، ومن المضحك أن يتمسك الإعلام المصري بإذاعة مسلسلاته -وياريتها عدلة- على قناة موجهة للغرب والأجانب باللغة العربية ، في الوقت الذي يعرض فيه التليفزيون المصري نفسه - سبحان الله- مسلسلاً تركياً مدبلجاً إلى اللغة العربية.. واللهجة الشامية كمان!
هذه الأوضاع السيئة للنايل تي في -سواء التي حضرتني وكتبت عنها في السطور السابقة أو غيرها- ليست وليدة اليوم ، بل وليدة الساعات الأولى لانطلاق القناة قبل خمسة عشر عاماً ونصف ، خمسة عشر عاماً ونصف العام من اللامبالاة في ماسبيرو والصحافة معاً .. تجعل المشاهد العادي يتعجب من أن أشكال جميع القنوات في تغير مستمر باستثناء النايل تي في .. الابن العاق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون..دمتم بألف خير..
* الصورة من موقع غير رسمي للقناة ..أتركه لكم..
* الصورة من موقع غير رسمي للقناة ..أتركه لكم..
1 comment:
لك حق جدا في اللي بتقوله ده
Post a Comment