"حمادة أنيس" أو "أحمد أنيس" لا يختلف كثيراً عن "حمادة عزو".. كلاهما لديه إرث لا يعرف قيمته .. قد لا تستطيعون هضم القيمة التراثية المفتعلة لقصر "عزو باشا" وما رمزها بعض الصحفيون إليه في مسلسل "يتربى في عزو" ، أما قيمة الإذاعة المصرية فهي واضحة لكل ذي - وحتى غير ذي - عينين وأذنين وعقل.. ومع ذلك فهو يتعامل معها بشكل يستعصي على الفهم..
خرج علينا السيد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لا فوض فوه ، ورزئ بمشاهدة "قناة مصر الإخبارية" حاسدوه ، في جريدة الجمهورية بتاريخ اليوم بأنه "سيلغي" الحفل الغنائي الكبير المقرر يوم الأحد القادم بالعيد الماسي للإذاعة ، وأن الاحتفال بالعيد الخامس والسبعين لأول إرسال إذاعي مصري سيقتصر أولاً على بعض الحلقات النقاشية بهذه المناسبة ، فضلاً عن "خطة" "طموحة" لـ"تطوير الإذاعة" ستتكلف "130 مليون جنيه" شاملةً تطوير الاستوديوهات والبرامج!
أولاً.. أعتقد أنه يسهل على أي شخص مهما تواضع مستواه الثقافي أن يفهم أن السيد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لم يلغِ الاحتفال ضغطاً للنفقات - لا سمح الله - فالنية كانت مبيتة له ، وقرار الإلغاء جاء قبل الحفل بأربع أيام فقط أي أن كل شيء كان محجوزاً ومتفقاً عليه تمام التمام.. ولكن -كما يقول الخبثاء وأؤيدهم- مزايدةً وتزيداً في الحزن على حفيد الرئيس..وعليه يجب بعد انتهاء الحداد "الرسمي" أن يعاقب كل المهتمين بالإذاعة المصرية وتاريخها ومن كانت لهم ذكريات معها بإلغاء المظهر العلني الوحيد للاحتفال الذي سيتاح حتى لغير متابعي الإذاعة مشاهدته!
ثانياً.. يهيأ لي بعد خمسة وسبعين عاماً فقط من افتتاح الإذاعة أنها إذاعة علنية وليست سرية ، ومع ذلك فقد قرر سيادته أن يكون الاحتفال بها سرياً للغاية ، ندوات "سرية" للمثقفين لا يعلم عنها الشارع شيئاً إلا تقريراً أو اثنين على صفحات الجرائد ودمتم ، ثم "خطة" "سرية" لم يكشف عن ملامحها بعد ، وإن كان ذلك لا يمنع من أن بعض معالم التطوير العظيم قد ظهرت في الأفق كما تم التسريب لجريدة "الأخبار" القاهرية قبل أسبوعين .. دمج إذاعة الأغاني في الشرق الأوسط ، ودمج إذاعة الكبار في صوت العرب ، فضلاً عن محطة أو اثنتين سريتين على موجات الاف ام تقتصران طبعاً على سكان القاهرة الكبرى وضواحيها دون "أشقائنا المصريين" من عينة راديو مصر الذي تم استحداثه خلفاً لإذاعة الأخبار.. "السرية" أيضاً!
ثالثاً .. ربط ما يراه "التطوير" بمناسبة أمر مضحك ، فالرجل لم يتعظ أصلاً من درس التليفزيون المصري الذي نسي مسئولوه في الزحام أن التطوير حاجة مستمرة للبقاء على قيد الحياة في ظل منافسة شرسة ، فأوقف سيادته عملية التطوير على العام الخامس والسبعين للإذاعة ، وستكون مصيبة متشحة بكل درجات السواد إن كان هذا التطوير هو الآخر "سرياً" لا تشعر به أذن المستمع العادي!
أنا ضد أن أعيش على رصيد قديم وأمعن في السحب منه دون تطوير "حقيقي" ولو في الشكل كمرحلة أولى ، ولكني في المقابل ضد تهميشه وضد ضرب كل فرصة لتذكير الناس به وبقيمته عندما تحين المناسَبَة المُنَاسِبة ..
الإذاعة المصرية ملك لجميع المصريين ،وليست قصر "عزو باشا" المملوك لكل الواردة أسماؤهم في إعلام الوراثة ، وليست "دكانة أنيس" الذي يرى أن الدور الثقافي للإذاعة المصرية لا يكيل بالبتنجان.. أراكم بإذن الله في "فرجات آخر الشهر"..
*الصورة من موقع الإذاعة المصرية!
*الصورة من موقع الإذاعة المصرية!
2 comments:
هى دى يا عزه مصر !!وكل موظف يمسك وظيفه يعتبرها عزبة ابوه ويتفنن فى
العكننه على الخلق!!وتضيع المناسبه الماسيه فى 31|5|1934 اللى كانت الاذاعه
بتحتفل بيها كل سنه،ومتنساش انه لواء!!و..و
كارثة موضوع دمج إذاعة الأغاني مع الشرق الأوسط !
عليه العوض!
Post a Comment