Tuesday, September 01, 2009

بين أبو حفيظة ، وزكي جمعة


بمقاييس عدة ، لنعترف أن "كابوس" "سيد أبو حفيظة" قد نجح ، أو حقق أثراً ، أو "دَوَش"-كما يقول المثل المصري الدارج "العيار اللي ما يصيبش يدوش"..ليس إطلاقاً لعلاقته التي افترضها الصحفيون المحسوبون على "تامر حسني" ببرنامج "الحلم" الذي يروي مسيرة "عمرو دياب" الفنية بالمرة ، ولكن لعلاقة البرنامج بنظرية "زكي جمعة"..

دعوني أوضح لكم أولاً فكرة "زكي جمعة"..

بعد أن جمعهم الكتاب الناصريون الذين عملوا في الخليج "إكوام إكوام"- مع الاعتذار لـ"محمد صبحي"- عادوا إلى القاهرة في بداية العهد المباركي بسلسلة طويلة عريضة من كتب المذكرات ، كلها طبعاً كانت لشخصيات محسوبة على ثورة يوليو 1952.. وبعض هؤلاء لم نعرف له اسماً ، ولا دوراً تاريخياً ، ولا ثقلاً سياسياً ، كل ما أرادوه من خلال تلك الكتب التي نشرت هنا وهناك البحث عن دور لم يلعبوه في الحقيقة ، وعن بطولة لم يقوموا بها طوال فترات جلوسهم على كراسيهم..

من يشاهد برنامج "أبو حفيظة" ويقرأ تلك النوعية من الكتب خاصةً كتب تلك الشخصيات المغمورة سيلاحظ تشابهاً يصل إلى درجة التطابق ، كلاهما يفشر من الآخر ، بل ستجد في تلك الكتب ما يفوق فشر "أبو حفيظة" بل وفشر "أبي لمعة" نفسه.. إذا كان "سيد أبو حفيظة" صاحب كل هذه المواقف القومية والعروبية والسياسية والاقتصادية ففي الكتب سالفة الذكر ما قد يصل إلى درجة ادعاء صاحبها - لولا بقية من دم- بأنه كان الساعد الأيمن لقائد الثورة العرابية "محمد عرابي" - ودة طبعاً غير "أحمد عرابي" اللي احنا عارفينه .. الراجل بيصححنا تاريخ أمتنا- وبأنه هو الذي كان وراء تسمية ثورة 19 بهذا الاسم ، وأنه كان لاعباً احتياطياً في "الضباط الأحرار" ، وأن "عبد الناصر" لم يقطع أمراً صغيراً ولا كبيراً إلا بمشورته ، وأن "السادات" خاف من شعبيته فوضعه في المعتقل ، وأن "عبد الحليم حافظ" لم يكن يطيقه!

يبدأ الفشار من هؤلاء كـ"أبو حفيظة" ، ثم ينتهي بـ"زكي جمعة" .. قبة وولي ومولد ، ويا ويله ويا سواد ليله من لا يعرف "زكي جمعة" و "منجزات" "زكي جمعة" ، والتي لا ينكرها إلا الجيل "المارق" "الناكر للجميل" "المتنكر لهويته" كما يقول علينا دراويش كل "زكي جمعة" ممن هم على نفس تياره ويعومون على نفس موجته..

هذه معاملتنا لبعض الأفراد ، في ثقافة لا تزال تعيش على الفرد السوبر ، وتحقر من الفرد لحساب "الأمة" و "الوطن" و "العروبة" رغم أنه لا وجود لـ"الأمة" ولا "الوطن" ولا "العروبة" بدون مواطنين ولا أفراد..

ملحوظة: أعتقد أنه يجب طي صفحة "أبو حفيظة" بهذا البرنامج بعد أن استهلكت الشخصية أكثر من اللازم ، نجاح الكاراكتر دائماً ما يكون نعمة إلى نقطة معينة تتحول بعدها تلك النعمة إلى نقمة كبيرة ..
* الصورة من my egy..

No comments: