كرم حاتمي يظهره اتحاد الإذاعة والتليفزيون في الاحتفال بخمسينية الأخير ، يتناقض مع بخل كوهيني في الاحتفال بإحدى أقدم إذاعات العالم .. كرم من مظاهره حالة عارمة من الاحتفال والفرحة وصل إلى إطلاق قناة تليفزيونية بعنوان "التليفزيون العربي" تتناول مقتطفات من التراث التليفزيوني المصري في مقابل نصف قرن ..
قد يكون مرجع ذلك هو رغبة "أسامة الشيخ" في إبراء ذمته من كل الاتهامات التي وجهت له إبان عمله في الإيه آر طين هو ومسئولين سابقين في التليفزيون المصري في "شفط" الأرشيف الوثائقي للتليفزيون المصري .. وقد يكون مرجع ذلك أيضاً هو أن "أسامة" تعلم من رئيس الاتحاد السابق "أحمد أنيس" شيئاً ما..
هذا الأخير يكاد يكون نسخة طبق الأصل من "شكري سرحان" في "عودة الابن الضال" .. كما أدار "شكري" المصنع في الفيلم أدار الرجل الاتحاد ثم النايل سات (بدليل كمية قنوات التخلف الموجودة على النايل سات الآن) .. وكان من مشاريع "أنيس" السابقة فكرة قناة إذاعية للتراث الإذاعي بحسب تسريبات إعلامية ، "أسامة" رجل الإيه آر طين المتقاعد تعلم إذن فكرة "حلب الماضي" واعتبار النوستالجيا والحنين للأمس الجميل دجاجة تبيض ذهباً من كل عيار.. بدليل أنه كلما تمشي في أي شارع أو بجوار أي "كافي شوب" تجد التليفزيون مفتوحاً على قنوات الأغاني الطربية في "الوصلة" أو "الدش" ، وبالذات أغاني حفلات "أم كلثوم" ، وبدليل أنك تلاحظ أن لدى الجيل الحالي وأجيال سبقته كجيلي ميلاً للأغاني القديمة ، هرباً من الحاضر ، استكشافاً لزمن لم نعشه ، بحثاً عن جديد ..الخ..
هذا هو التأثير الذي أحدثته فيّ قناة "التليفزيون العربي" كمتفرج لم يعش بدايات التليفزيون في الستينات (حيث أنني ولدت بعد افتتاح التليفزيون بأقل من ثمانية عشر عاماً فقط).. نفس حالة الشغف بالأمس المثير بالفعل للشغف والاهتمام ، كما لو كنت من الذين تابعوا تجربة المصريين الأولى مع التليفزيون قبل خمسين عاماً ، يشاهد وجوه المرحلة التليفزيونية القديمة لأول مرة .. "سلوى حجازي" .. "أماني ناشد" .. "ليلى رستم".. وعدد ضخم من الشخصيات التي قل أن تجتمع في مكان واحد .. وشرائط وثائقية لشخصيات عظيمة ، وما سرب من تحت عقب الباب - أكيد - كان أعظم ، وربما مع الوقت يمرون ذات مرة على السبعينات ، والثمانينات التي عشتها وعاصرتها ، وهنا تبدأ مرحلة النوستالجيا لذكريات الطفولة بالنسبة لي ، "كشكول" "فهمي عبد الحميد" و منوعات "فتحي عبد الستار" ومسلسلات الثمانينات التي لن تستوعبها عدة مدونات ..والإعلانات التي حفظناها أكثر من المقررات الدراسية ، و...و...و...
أصل براق .. حلم جميل .. تفيق منه عندما تدير الريموت على القنوات التليفزيونية الرسمية الحالية .. تفيق منه على شيء آخر .. على جهاز ولد عملاقاً ولا تعرف ماذا حدث له.. عشوائية .. "بركة" .. اجتياح صحفي .. غياب فاضح لأي مذيع أو مذيعة من المستوى فوق المتوسط بعد أن كان لدينا كل نجوم الإعلام في العالم العربي ، على غياب فاضح للجمال في الصورة والصوت والاختيارات الموسيقية والديكور .. على تجارب خاضها التليفزيون في التسعينيات لم يكن لها أي داع ، مثل القنوات الإقليمية التي تمثل على أهل الأقاليم ولا تمثلهم .. على سبوبة المنتج المنفذ التي "جابت الدراما الأرض".. على أشياء من عينة "الفائز غبي" و "الهرم" و"سواريه" و"اخرس خالص حنغني" وقائمة برامج الكيتش المرتبطة بمهندس الديكور الظاهرة إياه "محمود بركة"..
يقال أن القناة التذكارية ستبث لمدة ثلاثة أسابيع ، ثم تتوقف على بداية شهر رمضان بعد تسعة عشر يوماً .. وعليه فإني أتوقع أن يكتفي المشاهدون بهذا القدر محتفظين بصورة التليفزيون المصري في سالف العصر والأوان ، بجماله وذكرياته ، قبل أن يقرروا على أي مؤشر قناة غير مصرية سيتجهون في رمضان القادم!
* الصورة من عشرينات..
* الصورة من عشرينات..
3 comments:
ايه ده بجد ؟؟؟ يعنى القناة دى مش على طول ؟؟؟
مصدر المعلومة :
http://www.alaraby.tv/aboutus.aspx
وقد تبدأ البث مرة أخرى بعد رمضان..
وأتمنى أن تتوسع لتشمل التراث السبعيني والثمانيني للتليفزيون ، وعن نفسي شايف فترة الثمانينات هي فترة فورة التليفزيون ووصوله لذروة تأثيره في الرأي العام رغم غياب أسماء كبيرة شاركت في بنائه سنة 1960..
انا معاك تماما سواء فى رأيك بالنسبة لمرحلة الثمانينات سواء فى أمنيتك للتراث السبعينى و الثمانينى .
ميرسى يا شريف ..فعلاً انت دايما سباق فى الناحية الفنية و الاعلامية دى
Post a Comment