Sunday, February 19, 2012

الإعلام دة طاهر ، وحيفضل طول عمره طاهر

من السخف المسخسخ في رأيي أن نجد من يزايد ويتزيد في انتقاد "ماسبيرو" ، لا حباً في الثورة ، ولا في أهدافها التي نسيها الكثيرون بمن فيهم بعض المتحدثين باسمها ، لا حباً في الثورة ولا إيماناً بما مات الشهداء من أجله ، ولا طمعاً في أن يكون هناك إعلاماً مصرياً مستقلاً مهنياً والعياذ بالله، ولكن للتغطية على إعلام المال السياسي باسم "تطهير الإعلام".. ولأن البعض يعشق توجيه الاتهامات من عينة "الكلام اللي بتقوله مرسل" وخلافه ، لكل من يفكر في انتقاد هذا الإعلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه من وجهة نظر ذلك "البعض" ، فإني أنصحهم بأن يحتفظوا بهذه العبارات لأنفسهم لحين استخدامها في بلد لا يعرف فيه مشاهد واحد اسم إعلامي واحد من ملائكة إعلام المال السياسي إن لم يكن تاريخه وسيرته الذاتية بالكامل..

في الإعلام الطاهر قيادات بالجملة عملت في ماسبيرو إبان العهد المباركي ، وفي فترات منه كان فيها الألحن حجة هو الأكثر تفننا في نفاق النظام السابق ، ومن تلك القيادات والكوادر من أبدعوا في هذا المجال بشكل لا تحتمله مرارة الإنسان العادي.. وصعد منهم من صعد ، وتلقوا مكافآتهم في حينه ، أما من لم يتلقَ منهم مكافأته فمنهم من صمت ، ومنهم من انتظر لحين قيام الثورة ، ليقوم ، مع الباقين ، لاعناً سلسفيل النظام السابق ، على طريقة "المتنبي" حين هجا "كافور" الإخشيدي حاكم مصر في وقته عندما أبعده عن مجلسه.. و"كله يهيص في الهيصة".. والناس في بلادي عاطفيون ، وينسون بسرعة ، وترضيهم أي كلمة ثورية رنانة براقة..

أحد مذيعي "توك شو" كان يسيطر عليه صحفيو مؤسسة مما يعرف في الوسط الصحفي بـ"مؤسسات الجنوب الصحفي" نسبة للاهتمام المتواضع الذي تتلقاه مقارنةً بالحيتان الثلاثة "الأهرام" ، "أخبار اليوم" و "دار التحرير" (إلى أن أصبحت تلك المؤسسة هي المفضلة لـ"سيمبا" بجلالة قدره) كان من أوائل من طالب الناس بطرده من ماسبيرو ، ليعود للعمل في قناة "ثورية" يمتلكها من الباطن أحد تايكونات المال السياسي ، وكله عادي ، ولم يتحدث أي من المتحدثين باسم الثورة في الموضوع ، بل إنه عاد أقوى من الأول ، خاصةً مع اكتساب القناة الثورية لسمعة لم تكتسبها فضائية عربية من قبل ولا من بعد ، سمعة "أشتاتاً أشتوت".. تجعل القناة بمذيعيها ، سواء هذا الصحفي ، أو زميلته الإعلامية الكبيرة عضو لجنة السياسات سابقاً ، أو رؤساء التحرير العاملين معهما (وأصحاب التاريخ في التطبيل لـ"مبارك") قادرةً بالتنبؤ بأي شيء يحدث في مصر قبل حدوثه!

أما الصحفي الآخر ، الذي أصبح في يوم وليلة رئيساً لتحرير مجلة أسبوعية ، وهو فل مع مرتبة ولحاف الشرف ، وطالب البعض في مجلته بتنحيه من منصبه كرئيس تحرير ، فها هو يسرح ويمرح في فضائية أخرى يمتلكها أحد كبار رجال أعمال الفلول ، ويكتب في الصحيفة التي أعلنت من نفسها المتحدث الرسمي باسم الثورة والثوار ، ولم يطالب أحد بتطهير الإعلام "الثوري" من سيادته..

وتفاجأ بأسماء أخرى طفت على فتة إعلام المال السياسي ، جنباً إلى جنب مع ما أكل السبع الجزراوي في قطر ، لم تكن تتوقع منها أن تكون لها علاقة طيبة بـ"مبارك" ولا المباركية.. مثل شخص كتب كاتب السطور عنه في مرات سابقة ، كان يبهر الناس بهجومه المتواصل في برنامجه الملاكي على أحد علب الفضاء المصرية على الحكومة وأحياناً بشكل مبطن على النظام ، لتفاجأ بأن له علاقة بمسودة خطاب كان يفترض بالمخليوع أن يلقيه ، نفى ، وتردد، واستعمل نفس أسلوب "أحسس وأعتذر أحسس وأعتذر".. ذراً للرماد في العيون بالتأكيد ، وتشتيتاً للانتباه عن فكرة أن هذا الرجل كانت تربطه علاقة وثيقة برئيس قطاع الأخبار إبان الثورة .. بالتأكيد سيكون من الحيف والإجحاف القول مجرد القول بأن علاقة فلان بعلان الشخصية قد يكون لها أثر في تصنيف مواقف الفلان ، لكن أن يكون هناك تعاون بين الفلان والعلان في السر بينما يهاجم نفس الفلان هذا العلان ضمناً في العلن ، وإيه ، في وقت كان فيه الإعلام المصري الرسمي كارثياً بامتياز ، وفي ذروة معادة هذا الأخير للثورة التي يتحدث هذا الفلان باسمها و"يبقشش" دعائياً على حسها.. دي جديدة..

وتفاجأ بعد ذلك بهذا "العلان" يعود ، هذا العلان الذي كان يتولى إدارة "قطاع الأخبار" وقت الثورة ، بكل شيء سيء يذكر به عند الثوار ، إلى المشهد الإعلامي ، كضحية ، وكمضحوك عليه ،وهو نفسه الذي كان ظهوره التليفزيوني وترقيه الصاروخي في منصب رئيس قطاع الأخبار لغزاً يستعصي على الحل ، عاد ضيفاً في برنامج على قناة العفاريت الفضائية ، وتقول أنباء بقرب رئاسته لقناة يمتلكها أحد رموز المال السياسي ، وهو الذي لطالما انتقد لفشله في قيادة قطاع الأخبار!

الفرق بسيط بين الإعلام المباركي ، أو ما تبقى منه ، أو الإعلام الرسمي من جهة ، وإعلام المال السياسي من جهة أخرى ، أن الإعلام المباركي كان متخلفاً وشمولياً ويعلم الجميع ذلك ويراه بأم عينيه ، أما الإعلام المالسياسي فيضيف إلى قائمة أكاذيبه التي تطول وتطول فكرة أنه يقدم إعلاماً مختلفاً مهنياً بنفس أدوات ،وفكر ، ماسبيرو الذي يتقرب إلى الثورة والثوار بالتشليق له ، الإعلام المباركي كان يتخذ من قربه من السلطة جُنَّة (بضم الجيم) ووقاية ومصدراً للمصداقية ، وأقصد هنا الإعلام المباركي كله ، "لوكشة" واحدة ، مرئيه ومسموعه ومقروئه على السواء، أما إعلام المال السياسي فيفعل نفس الشيء مع الثورة ، وهناك من لا يزال يصدقه ، وينخدع فيه ، ويدافع بلا هوادة عن رموزه ، رغم أنهم متلونون بشكل يفوق صفاقة تلون آخرين في قلب الإعلام الرسمي ومؤسساته الممتدة على مرمى البصر.. إعلاميو المؤسسات الحكومية يبحثون عن سيد ، إعلاميو المال السياسي وجدوا السيد ، وبئس السيد.. لمن يتشكك أقول له كفى بالزمان معلماً ، وكفى بالحياة مدرسة ، وكفى بالموت واعظاً..

ملحوظة: عدم ذكر أي أسماء في هذه التدوينة متعمد ، من أجل خواطر عيون المتحدثين عن الكلام المرسل الذي يعرفه القاصي والداني بالدليل ، ويعرف أكثر منه كل الشعب ، إلا السادة المتحدثين عن الكلام المرسل..هههههههه..
* الصورة من الفيس بوك ،و عذراً لرداءة جودتها ، لكني اخترتها لأنها من المشهد الشهير في فيلم "عسكر في المعسكر" لـ"حنان الطويل" الشهيرة بـ"كوريا" وهي تؤكد فيه أن البيت دة طاهر ، وحيفضل طوووول عمره طاهر..

No comments: