ألقي بالكرة في ملعبكم للإجابة عن سؤال هام : هل عدنا إلى زمن الأغاني "الفرط"-على غرار السجائر الفرط - وانتهى زمن الألبوم إلى غير رجعة؟ هل الأصل في الأشياء أن نكون في زمن الأغنية أم في زمن الألبوم؟
هشام عباس قبل أسابيع أكد لموقع في البلد أن ألبومه القادم هو الأخير ، وأنه سيقدم شكلاً جديداً للإنتاج يقدم فيه أغنية كل شهر ، فيديو كليب كل ثلاثة شهور ، ثم تجميع الأغاني السابقة في ألبوم واحد في نهاية العام!
شيء يعيد للذهن ما كان يحدث منذ القرن ، حينما كان تركيز المطرب أو المطربة على تقديم أغنية يحكي بها الناس ويتحاكون لشهور ، تذكرون ما كان يسمى بالأسطوانات التي كانت تعمل على "الجراموفون" ، والتي كانت لا تتحمل إلا أغنية واحدة ،وتذكرون أيضاً حفلات أم كلثوم ، والتي كانت لتغني في كل حفلة أغنية أو اثنتين على أقصى أقصى تقدير ..
مع الوقت قصر زمن الأغنية ، وفي وجود الكاسيت أصبح من الممكن تقديم أكثر من أغنية في ألبوم واحد .. ولم يكن قصر زمن الأغنية برأيي أمراً سلبياً كما يراه كثيرون ، بالعكس ، أتاح ذلك تحدياً للشعراء لتركيز كلماتهم وتعبيراتهم في أقصر زمن ممكن.. كما أتاح لهم فرصة للكسب ، فتقديم أربع أغانٍ غير تقديم ثمانية مثلاً..
لكن مع الاستسهال خرجت المسائل عن حيز السيطرة .. هناك ألبومات بها اثنتي عشرة أغنية ، كلها مكتوبة حسب القوالب إياها (فالأغاني هذه الأيام تكتب مثل مسلسلات المنتج "المنفس").. فواصل من الردح والسباب للحبيب الغدار والاعتزاز بالقدرة على التنفس دون رؤية خلقته.. أضف لذلك أن هناك أغنية واحدة هي التي تنجح بينما يتناسى الجمهور باقي الأغاني حتى وإن كان مستواها عالٍ كتابةً ولحناً وتوزيعاً..
هنا ظهر الـ، single..اختراع جديد .. أغنية يتم تسريبها على النت كبالونة اختبار ربما ، ثم يتم تصويرها فيديو كليب ، وتباع للمحطات التي تقررها ليل نهار على الجماهير ، ناهيك عن لعبة نغمات المحمول التي صار لها دور كبير في سوق الأغنية المصرية إن لم يكن في طريقة تلحينها .. الـsingle أرخص ، ولا يتكلف تكلفة ألبوم ، ومع ذلك يمكنه توفير "سيولة مالية" للمطرب يحتاجها من حين لآخر ، وبالمرة "يبقيه بالجو" وعلى اتصال بأذواق جمهوره..
سؤالي لكم : أي الأمرين أفضل : حزمة أغاني في ألبوم أم الأغاني الفرط؟
* الصورة من موقع egypty
4 comments:
سوق الأأغاني الآن لا يفرق كثيرا عما قدمه محمود عبد العزيز في فيلم الكيف ، لكن بجوار ه كانهناك أيضا يحيي الفخراني ، أقصد أن الأإاني الفرط ستستمر ،والأغاني المعلية ستستمر ، ولكل جمهوره ، تماما مثلما للراديو جمهموره حتى الان ، سائقوالتاكسي والميكروباص ، والعساكر والطلبة المغتربين والساهرين ، وهؤلاء هم جمهور الأغاني المعلبة ، وجمهور الأغاني الفرط هو جمهور التليفزيون ، ولن يتوقف كلا الطرفين عن إتعاسنا بما يقدمه . ولا تنتظر أن يأتي اليوم الذي نلتف فيه حول مطرب جيد لأننا نسير ناحية الأسوأ
أولاً مرحباً بك في الفرجة وأرجو أن تكون وجدت هنا ما يسر عينيك وقلبك ويستفز قلمك للكتابة..
ثانياً لما تقول وجاهته .. لكن ضع بالاعتبار عوامل اقتصادية أخرى ، فسعر الألبوم ارتفع بشكل يجعله غير عادل (10 ج على الأقل)، وسيخسر منتجه الجلد والسقط عندما يجده بالكامل على موقع يحمل منه الجميع كيفما يشاء وبدون أن يقول لهم أحد ثلث الثلاثة كم!
ثالثاً أصبت كبد الحقيقة عندما قلت أن جمهور الأغنية الفرط هو جمهور التليفزيون ، وهو جمهور "خلقه ضيق" قدرته على الاحتمال لا تتعدى الأربع دقائق ، عايز ينشن على أغنية بعينها بدلاً من البحث في 12 (ألبوم هشام عباس الأخير كما في متن الخبر تضمن 14 )أغنية.. وعليه فهو عبد لتنشينة المطرب الذي يقرر طرح أغنية ما من الألبوم على النت و/أو تصويرها فيديو كليب.. زائد أن جمهور التليفزيون نفسه هو جمهور المحمول الذي لعب دوراً كما ذكرت في التدوينة..واللي عايز كلمات ومواضيع معينة وشكل موسيقي معين..
أخيراً .. ميزة في الأغاني الفرط أحياناً إنها بتبقى منقذ للمطرب لو "جنح" السوق تجنيحة معينة ، مثلاً لو طلعت في دماغ الوسط إنه يغني ديني أو وطني ، مش حيحط أغنية دينية ولا وطنية في شريط (خوفاً على الألبوم من الفشل).. بس في المقابل حيغنيها single ويصورها فيديو كليب ويخلص نفسه..
أتمنّى أن تكون عودة الأغانى الفرط مقدّمه لعودة الاغنيه السبارس أو الأغنيه العقب ..
Post a Comment