Saturday, October 21, 2006

الحديت الماسخ!


استغربت التصريحات العنيفة جداً للكاتب محمد صفاء عامر ، والتي وصلت لدرجة من التشنج يهدد فيها بعدم بيع مسلسلاته للتليفزيون المصري وقصر حق بيعها على الفضائيات ، فقط لأن التليفزيون رفض عرض مسلسله الأخير "حدائق الشيطان".. واستغربت أكثر الحملة الدفاعية العنيفة عن جمال سليمان بطل المسلسل ، واتهام التليفزيون المصري بالعنصرية لرفضه مسلسلاً يقوم ببطولته ممثل سوري ، ولا مانع بالتشدق بأيام زمان وقلب الأمة العربية وتحيا الوحدة العربية!

لنناقش بهدوء هذه الحالة من التشنج ..بدون تشنج..

أولاً .. ما سر غضب محمد صفاء عامر من عدم إذاعة أعماله على التليفزيون المصري الذي لم يعد يشاهده أحد في ظل وجود الوصلات التي تجعل رؤية القنوات المشفرة وغير المشفرة أسهل من شكة الدبوس؟.. "وصل بؤس حال القناتين الكبيرتين المحتضرتين حالياً لدرجة أن أوقات إذاعة المسلسل الرئيسي على القناتين في غير رمضان بل وفي رمضان لم تعد مغرية بما يكفي لا للمشاهدين ولا للمعلنين"..

ثانياً .. بدلاً من استعمال لغة التهديد والوعيد ، آمل أن يراجع الكاتب الكبير نفسه وأعماله الأخيرة ، وتكراره الممل لنفسه في مسلسلاته الأخيرة التي اتسمت بالمط والتطويل ، وأن يقرأ بتجرد وعقلانية ما كتب عنها ..أما أن يتحول المبدع إلى ديكتاتور لا يرينا إلا ما يرى وما يهدينا إلا ما يراه هو سبيل الرشاد.. اسمح لي!

ثالثاً.. التليفزيون المصري فيه كل العبر ، إلا العنصرية ، ولا أقول ذلك عشقاً في سواد عينيه ولكن إحقاقاً للحق ،ولكم أن تتذكروا كيف تم فرض مادلين طبر والباهتة جومانا مراد على الدراما المصرية في السنوات العشر الأخيرة!..

بل إن الجهات الإنتاجية ستتهافت على نجوم الدراما السورية لا حباً في موهبتهم.. بل لأن هؤلاء هم الدجاجة التي ستبيض ذهباً للجهات الإنتاجية ، وستسهل بيع مسلسلاتهم في تليفزيونات الخليج العربي؟ ليه؟

لأنه يوجد نجمان محليان فقط تباع على اسمهما المسلسلات في كافة أصقاع العالم العربي ، نور الشريف ويحيى الفخراني ، وكلاهما في العقد السادس أو السابع من العمر .. ويحصل كل منهما على ما يفوق المليوني جنيه مصري أجراً عن دوره ، أجر يمثل نسبة من ميزانية المسلسل كله..أما إلهام شاهين فصلاحيتها انتهت وهي في العقد الخامس من العمر ، ولن تستطيع الصمود والمنافسة في مواجهة مسلسلات الخليج العربي الذي نعرف بطلاتها أكثر مما نعرف أبطالها ، من أمثال سعاد العبد الله وحياة الفهد..

في المقابل ، لا يحصل النجوم السوريون الكبار من أمثال جمال سليمان وأيمن زيدان ومنى واصف وغيرهم من نجوم الفئة الأولى على هذه المبالغ الخرافية ، ويتمتعون بقبول ممتاز في أجزاء متفرقة من العالم العربي بما فيها مصر.. كما أن الشيء المهم الذي قاله جمال سليمان نفسه لجريدة الشرق الأوسط اللندنية قبل شهور أنه من أسباب تفوق الدراما السورية عدم وجود صناعة للسينما في سوريا ، أمر أتفق معه فيه ، لأن ذلك جعل النجوم هناك يصبون كل تركيزهم على المسلسلات التي تصل للعالم العربي كله بسهولة ويسر ، أما عندنا ، فنجوم السينما الحاليون يتعاملون بتعالٍ مستفز مع التليفزيون الذي صنع جزءاً كبيراً من نجوميتهم، وتحول التليفزيون نفسه إلى قهوة للمعاشات لنجوم الثمانينيات وأوائل التسعينيات ممن فاتهم قطار الشاشة الفضية يتفرغون فيها لفرد عضلاتهم على المبتدئين والوجوه الجديدة في ماسبيرو!

خلاصة القول : كما أنه من حق محمد صفاء عامر أن يقول ما يريد ، ومن حق الصحفيين الولولة على الوحدة العربية ، فإنه من حقي كمتفرج أن أصف ما قالوه بأنه هراء ، آخره يستحق الوضع في سلة "الحديت الماسخ"..
* الصورة للنجم السوري جمال سليمان في دوره في "حدائق الشيطان" نقلاً عن مجلة سيدتي السعودية

11 comments:

زمان الوصل said...
This comment has been removed by a blog administrator.
زمان الوصل said...

محمد صفاء عامر حين سئل عن رأيه فى دور لجنة تقييم الأعمال المرشّحه للعرض التليفزيونى فى رمضان قال شئ لطيف جدا :) قال سأحكم عليهم بناء على قرارهم بعرض مسلسلى أو عدم عرضه !! يعنى نظام معايا ولاّ مع الناس التانيين و طريقة اونكل بوش اللى مش معانا يبجى علينا !!

ولا أدرى لماذا صار البعض يكذب الكذبه و يصدّقها !! حتى أن عامر يعتقد أن مسلسله يستحق كل هذه الحدّه فى التعامل مع منتقديه !! مسلسل حدائق الشيطان حاز إعجاب المشاهدين ليس بسبب القصه المستهلكه او الأحداث البايته التى لا تقنع طفلا و إنّما بسبب وجود دم جديد تمثّل فى جمال سليمان و ادائه البعيد بعض الشئ عن أداء ممثلينا المحفوظ للأدوار الصعيديه !!

بالمناسبه عاوزه اكتب تعليق عن مسلسل "حضرة المتهم أبى" بمناسبة سهرات صفاء ابو السعود و بوزى سمير عن اعمال رمضان .. أكتبه فين؟

قلم جاف said...

قريباً جداً بإذن الله سأكتب عن حضرة المتهم أبي بشكل مستقل..

Anonymous said...

نعم.. يعاني التليفزيون المصري من أزمة عنيفة بعد عقود من سيطرة الوزير صفوت الشريف وأتباعه ممدوح الليثي والوكيل وعبد الرحمن حافظ وغيرهم من شجعوا على هذا الانحدار واكتفوا بالطنطنة عن "الريادة"

أما نجوم المسلسلات فهم بحاجة إلى دماء جديدة ووجوه متمكنة من فنها.. لعل وعسى تتحرك المياه الراكدة ويبحث صانعو الدراما التليفزيونية عن أعمال تجمع بين جودة المضمون ورقي الشكل

قلم جاف said...

النجوم بس ؟

والمؤلفين والمخرجين كمان..

وجهة نظري إن أهم سبب في تقدم الدراما السورية على الدراما المصرية هي المخرجين ، الفروق الفردية بين المخرجين هي اللي بتعمل الفرق كله ، يعني العملية ما هياش سحر ولا شعوذة ولا بلي باه!

دورة حياة المخرج عندنا بطيئة "طحن" .. مين الصف الأول من مخرجي الدراما عندنا دلوقت : الكبار اللي تعدوا الستين بزمن (محمد فاضل - الشقنقيري - إسماعيل عبد الحافظ وآخرين) ، وراهم مباشرة ناس كانوا مساعدين مخرج لفترات طويلة جداً جداً زي هاني إسماعيل وإبراهيم الشوادي ، أكن الواحد لازم يقعد عشرين تلاتين أربعين سنة مساعد علشان يورينا شغله ، وياريته نافع!

فيه ناس كسرت القاعدة دي زي جمال عبد الحميد اللي ما قعدش ردح من الزمن مساعد مخرج ، اللي عمل شغل في مجمله كويس وله شكل إذا ما قورن بأحمد بيه صقر أو هاني باشا إسماعيل...بس اللي كسروا القاعدة برضه قليلين..

بالنظام اللي ماشي ، المخرج بيبقى كبير في السن وفي مخزون الخبرة ، لكن حماسه قل ، وابتكاره قل .. وبيميل للتقليد أكثر من تقديم بصمته الخاصة..

فكرتني بالليثي ، بتاع "الخطة" ، لما كان بيروج لنفسه لانتخابات نقابة السينمائيين - قبل ما يهين السينمائيين كلهم في مهرجان إسكندرية بأسلوب حسنة وأنا سيدك - كان بيقول إنه أيام ما كان على رأس قطاع الإنتاج كان شغال بنظام الخطة الموضوعة سلفاً .. وفكرتني كمان بصفوت الشريف اللي شاف إن الحل السحري لمشاكل التصوير عندنا هي مدينة الإنتاج الإعلامي والماجيك لاند ، واللي بالرغم منها بنصور في الاستوديوهات القديمة اللي اتصور فيها فيلم بين القصرين لحسن الإمام..

فواتير الليثي وصفوت باهظة وبتسدد الدراما المصرية بل الإعلام المصري كله تمنها غالي ، ممثل في العمالة الزايدة بالألاف ، والديون المتلتلة بالمليارات ، والخيبة التي لم تؤت لأحد على مستوى المسلسلات ، لدرجة تسببت في نوع من "الصرع" بأي وجه جديد وافد غير الوشوش اللي بتقسم علينا كل سنة في رمضان!

زمان الوصل said...

كل عام و انتم بخير
عيدكم مبارك

saso said...

كل سنة وانت طيب

Malek said...

عيد سعيد زكل عام وانت بخير يا شريف وكل زوار مدونتك
الدراما المصرية واقعة من كل الجوانب
تأليف تمثيل ىخراج تقنيات الخ وحدث ولا حرج
اما ان السورية تفوقت عليها ففيه نظر
وعاملة برضه زي الللي بيكدب كدبة ويصدقها
و الحقيقي انهم الاتنين في الهم شرق
وزفت بالتمر الهندي ولكن نوعية النقد والكتابة والعصبيات الطائفية الخ هي اللي خلقت الاسطورة دي
يا راجل في كمان مسلسلات خليجي
لعنة زي لعنة الفراعنة حاجة تخللي الواحد يصاب الهلاوس والاكتئاب الحاد
مفيش دور للمتفرج ولا له اي اعتبار في اي تليفزيون
وذلك لان الاعلانات موضوع لاعلاقة له بالنجاح او الفاعلية دي كلها مصالح وتربيطات واشياء يعف اللسان عن ذكرها
كل سنة وانت طيب تاني يا شريف

قلم جاف said...

زمان الوصل وساسو والأستاذ أسامة : وأنتم بألف خير وصحة وسعادة وتوفيق وراحة بال..

شر البلية ما يضحك .. أمس شاهدت جزءاً من مسلسل على باب مصر ولم أتحمل مشاهدة أكثر من دقيقتين.. المسلسل يحاول فيه هاني إسماعيل مخرج الفظائع مكرر تقديم خليط اسبرانتو بين الدراما المصرية والسورية ، بزوايا تصويره الغريبة الشكل ، وبالمواصفات الهندسية التعبانة طحن التي تضعك أمام صورة شديدة البدائية.. زي ما تكون بتتفرج على سهرة من بتوع صوت القاهرة بتوع التمانينيات! .. كله كوم ولا الدي جي واضع الموسيقى التصويرية ، خبط ورزع في مختاراته في خلفية مواقف ما تستحملش دة ، زي ما نكون قاعدين في فيلم قديم من بتوع الأربعينات وتلاقي المخرج مشغل لك الأسطوانة بتاعة الموسيقى التصويرية في الخلفية!

أعتقد إننا حنحتاج لنصيحة حسن أرابيسك : نهدم البيت ونعيده من تاني!

حاجات ومحتاجات said...

الغريب ان التلفزيون المصري ملعون من الجميع- سهير البابلي والباردة التانية يقولك التلفزيون المصري مضطهد المحجبات وصفاء عامر يقولك مضطهد السوريين وناقص الهام شاهين تقول مسلسلها مش معروض بسبب مؤامرة امريكية! تقلش التلفقزيون المصري رافض يعرض درر مثلا!
وبعدين هو التلفزيون المصري كان بيعرض اية في رمضان؟

قلم جاف said...

سبحان مغير الأحوال..

في الوقت الذي يتباكى فيه محمد صفاء عامر على عدم عرض مسلسله على القنوات الأرضية .. نجد أن أصحاب بعض المسلسلات قد عوقبوا بعرض مسلسلاتهم أرضياً ، وفي مقدمتهم ليلى علوي بمسلسلها نور الصباح ، وهشام سليم بمسلسل حارة الطيب ، وتيسير فهمي - بعد الفشل الساحق لمسلسل أماكن في الكلب- بمسلسل قلب الدنيا ، فضلاً عن المسلسل التاريخي على باب مصر ، فضلاً عن مسلسلي المتهم والهلالي..

بالمناسبة .. يعرض على الثانية مسلسل امرأة من الصعيد الجواني .. قرار سليم قياساً على سوء مستوى المسلسل!