Tuesday, April 10, 2007

الأصوات والتصويت والصويت!


كل شخص حر في أن يرى ما يحدث حوله بالطريقة التي يريد ، حتى في أن يرى فوز "شذا" بلقب نجمة ستار أكاديمي انتصاراً للعراق ورمزاً لوحدة شعبه وترابه والمش عارف إيه ، وأنا حر في أن أختلف معه تماماً في هذا الرأي جملة وتفصيلاً ، لسبب يتعلق بالتهويل الحنجوري لأهمية الفن ، ولآخر يتعلق بكباب وكفتة صناعة النجم في العالم العربي ، وبيزنس الاس ام اس الذي يجعل من فلان نجماً لخفة دم قلبه على أهل من اشترى لهم "بابي ومامي" محمولاً!

لا أحد يختلف على أهمية الفن بمن فيهم كاتب هذه السطور ، الفن مقياس لمستوى ثقافة الشعب وقدرته على التعبير وترمومتر الأحوال السياسية والثقافية والاجتماعية حتى ولو كان فناً هابطاً ، وأحياناً يكون عيناً على المستقبل ومتنبئاً به ، لكن ليس إلى هذه الدرجة التي نسمع فيها في أهمية الفن نصف قاموس الحنجوري العربي كله لدرجة تستدر تعليقات من عينة تعليق سعيد صالح الشهير في مسرحية مدرسة المشاغبين على عبارة لا يفهمها "إيييييييه .. يا دين النبي ...إيه الكلام الكبير دة..."!.. إذن ما أثير حول "دلالات" فوز شذا باللقب الغالي مجرد حنجرة ودعاية سياسية ، في وقت يسير فيه هذا البلد العربي من سيء إلى أسوأ على يد المحتل الصريح والمحتل من الباطن!

بيني وبينكم ، ألقاب أبطال مسابقات صناعة النجوم المزعومة غالية جداً ، فأرقام قيم الاس ام اس التي أرسلت دعماً للفائزين والخاسرين ضخمة ومخيفة (تذكروا أرقام سوبر ستار في موسمه الأول فقط) ، لدرجة تثير تساؤلاً بريئاً للغاية : هل يزن الفائزون بتلك المسابقات فناً وزنهم نصف تلك المبالغ على الأقل؟

أول ما سيقال رداً على السؤال السابق : الجمهور عايز كدة!

والواقع أن الجمهور لا يصوت لمتسابق على أساس موهبته الصوتية أو قدرته على التعبير فقط، هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية في تلك المسابقات ، منها التعصب الوطني ، وخفة دم المتسابق وذويه على قلب الجماهير.. لا أكثر ولا أقل .. تذكروا كل تجارب ستار أكاديمي وسوبر ستار في السنوات السابقة .. وتذكروا كيف زادت إدارة سوبر ستار في سنة من السنوات الطين بلة بأن حولت البرنامج في سنة من السنوات إلى نسخة مقيتة من برامج تليفزيون الواقع ، وتشخصن اختيار المتنافسين من قبل الجمهور بشكل صار سمجاً..

بل إن التصويت الجماهيري سيضع حملاً عصبياً عنيفاً على كاهل أي فائز أو متسابق وصل لمرحلة متقدمة ، فالمتسابق صار نجماً من قبل ولم يكن شيئاً ، وعليه فعليه أن يقدم شيئاً على قدر الأصوات التي انهمرت عليه كالمطر ، وستكون المهمة صعبة عليه لأنه طوال المسابقة كان يغني لغيره ، وكانت مهارته تتلخص في محاولة الاقتراب من "غيره" الذي كان يغني له دون أن تظهر شخصيته الحقيقية ، ولكي يبحث عن شيء يناسبه فسينتظر بالسنوات حتى يظهر من هم في نفس موهبته ، وربما أقل ، ليحققوا نجاحات ونجومية تفوق ما كان يسعى هو إليه ، هذا إن لم يكن ممن يفقدون أعصابهم بسرعة ، ويملون بسهولة من تلاكيك بعض شركات الإنتاج ، ويبحثون عن عروض تتناسب مع ما يراه هو (وفي ضوء ما حققه من شهرة داخل البرنامج) مادياً وأدبياً..

أصحاب البدايات المتواضعة والذين يطلعون درجات السلم بشكل طبيعي يكونون في المقابل أهدأ أعصاباً وأكثر تركيزاً ، وتكون أقدامهم أكثر رسوخاً ، ويصعب عليهم - على الأذكياء منهم طبعاً - التفريط فيما وصلوا إليه.. بما أنهم تعبوا فيه..

شيء آخر ، يحاول بعض القائمين على تلك المسابقات إيهامنا بأنهم يحاولون من خلال برامجهم تنقية الفن العربي من السائد بغثه وسوئه ، وفي الواقع أن البرامج تقدم فقط ما يكرس للسائد كلمة ولحناً وتوزيعاً دون خلاف يذكر عن الفن التجاري .. نظرة سريعة على "الأغنية" الأخيرة لديانا كرازون تغني عن مزيد توضيح!

الغرض فقط هو تحقيق دعاية ، وملء ساعات إرسال ، و"سبوبة" حلوة لشركات المحمول ، وتقديم أصوات تستطيع بدرجة مقبول إرضاء طموحات شركات الإنتاج التي تعشق البحث عن التوليفة (الشامية-الخليجية-المصرية) ، والتي لن تدفع الكثير لهؤلاء للانضمام لصفوفها - في بدايتهم - خاصة وأن أسعار انتقالات النجوم بين الكيانات الاحتكارية الكبيرة في سوق الكاسيت صارت خيالية..

صناعة النجوم في عالمنا العربي وهم كبير إذا ما استمرت بهذه الطريقة ، مجرد نسخ معربة من برامج غربية مثل American Idol وغيرها..ولا أزعم أن هناك طرق أفضل لاكتشاف مواهب حقيقية بعيداً عن إفيهات إلياس الرحباني وظرافة زملائه ولجنة تحكيم إكس فاكتور .. طرق تبدأ من القاعدة .. المسارح الصغيرة وقصور الثقافة أو ما يشابهها والإذاعات وحفلات الأوبرا أو ما يقوم مقامها والمدارس والجامعات وربما الشارع..

يبقى أمران مهمان : الأول أن مفاهيمنا عن المطرب الناجح يجب أن تتغير ، فيروز لم تكن أقوى صوت في العالم العربي ، لكن استطاعت أن تحجز مكانها بالقدرة على التعبير ، المطرب الواعي هو القادر على توصيل إحساسه بشكل فني لا الزعيق والصوات والعويل كما يحدث هذه الأيام..والثاني أنه ليس كل من يجتاز برامج سوبر ستار وستار أكاديمي وإكس واي زد فاكتور وسمعنا صوتك واطلع برة موهوب ، وليس كل من ينجح تجارياً موهوم..وباستثناء ملحم زين في رأيي الشخصي فإن مهمة خريجي المسابقات صعبة جداً لتثبيت أقدامهم في عالم الموسيقى التجارية..

ذو صلة: كتبت تمر حنة في ذات الموضوع..
* والصورة من أحد المنتديات السعودية..

2 comments:

saso said...

ومين قال ان النجم نفسة (الفائز يعني)يهم القائمين علي المسابقة في شئ
انا شايفة انه ظلم ليه لانه أولا دخل في تحدي علشان ينسي الناس انه نجم مسابقة هيفضل متعلم بيها دايما انه الولد اللي كان في سوبر ستار او ستار اكاديمي أو اكس فاكتور وباقي الاسامي العجيبة
ثانيا انه مش مسموحلة بهنات علي أساس انه نجم من البداية
ثالثا انه عليه انه يتخلص من آثار التعليم اللي كانت بتجبره يقلد شخصيات ونماذج غنائية غالبا

رابعا الاحتكار التعاقدي اللي مش عارفة حقيقي فايدتة ايه ..وظاهرة ركن المطرب مع انه من الأولي استغلال نجاح الفائز في وقتة قبل مالناس تنساة ..زي ماحصل مع واحد اسمة ايساف يقال انه كان في ستار ميكر عمل ألبوم وبعد جهد صحابي اكتشفوا انه هوا ده
ملاحظة علي جنب :بما اني بصاحب أطفال كان سبب الاكتشاف الفظيع وزعلهم من الألبوم ان الولد كان شكلة أظرف بالنضارة شوف القدر

نيجي للأكاديميةالفكرة كلها تجارة رابحة وتسلية وتليفزيون واقع لقي له سبب قانوني
فاكر اللي حصل في نسخة الأخ الاكبر اللي كانت علي ام بي سي ..فكرة الغنا ادت لتليفزيون الواقع التكييف المجتمعي اللي محتاجة

تخيل اني من باب الزهق فتحت التليفزيون أخيرا للفرجة وليس السمع طلع لي ايه
برنامج تليفزيون واقع عن مجموعة من الطهاه ..آه والله طهاه وتسميات واللي يطلع يسلم الجاكيت في حركة درامية شبيهة بنزع الاسبليت في الشرطة العسكرية
ويولعوا في صورته ..تخيل انت بقي موقفي
غير امريكان برنسيس والمليونير وذا بيجست لوزر وخمستلاف حاجة لسه في انتظار التعريب وموافقة التليفزيونات العربية عليها

قلم جاف said...

العزيزة ساسو : عذراً للتأخير في الرد ..

عجبتني قوي نقطة أثرتيها :

فكرة الغنا ادت لتليفزيون الواقع التكييف المجتمعي اللي محتاجة


حطي جنب دة كمان التجارب الأولى من عينة برنامج "الهوا سوا" بتاع الإيه آر طين..

ولم يكن هذا البرنامج وبرامج المسابقات الغنائية السخيفة الأخرى سوى مجرد مقدمة..

لكن الأسخف هو التبريرات التي يضفيها بعض الصحفيين في تلك القنوات على هذه البرامج التي تعد نسخاً مشتراة وربما مسروقة من برامج تليفزيون الواقع الأجنبي.. ومن بينها التحرر والمكاشفة .. أذكر أن البيه خالد منتصر قال أشعاراً في "ع الهوا سوا" واعتبره "مقدمة" لتعليم الشباب "الديمقراطية"!

فيه محطات زي الإم بي سي بتتعيش على النوعية دي من البرامج ، بنسخها الأصلية أو معربة بطريقة أو بأخرى ، مش بيفكرك برنامج "الشيف" ببرنامج

hell kitchen

اللي كان بيتذاع على قناة أخرى من قنوات ام بي سي؟

دة الأسخف إنه بقى فيه برنامج تليفزيون واقعي للأطفال اسمه على ما أذكر "عيش سفاري"..

السرقات والنقل الصبياني ملف ح أفتحه قريباً بإذن الله..

نيجي لإيساف وأخواته..

حكاية إيساف حكاية ، الرجل دخل التلاجة لعدة سنوات ، حصلت له ظروف أبعدته سنتين تلاتة ، ولولا المنتج الجديد كان زمانه في الباي-باي!

شاهيناز- اللي قبله في ستار ميكر- دخلت التلاجة عند محسن جابر الأول ، اتقمصت وزعقت وراحت عند روتانا ، اكتشفت للتو إنها دخلت الديب فريزر ، وأديها بتعض أصابع الندم!

أيمن الأعتر بتاع سوبر ستار من كام سنة خرج ولم يعد تقريباً ، عمل سنجلين تلاتة واختفى كفص ملح ذاب! وعلى ما حياخد وقت يعد فيه الألبوم علشان ما يبقاش نزل بأي حاجة في أي حاجة حتكون الناس نست شكله ونست حلقة الشعر اللي تشبه الكارتون الياباني اللي اتعلمها في السوبر-ستار!