كنت أتوقع أن يكون رمضان هذا العام هو شهر الفُرجة على-وبالتالي التدوين عن-المسلسلات وسنينها وما يكتب عنها.. لكن الضخامة الشديدة في عدد المسلسلات بما لا يتحمله وقت أي من البشر شلت تفكيري تماماً.. وبالتالي فإن ما سأكتبه بإذن الله على مدى شهر رمضان في هذا الخصوص سيكون عن النذر اليسير الذي تمكنت من اللحاق به!
عدد مسلسلات هذا العام في الليمون ، ولا يهم إن كان ذلك على حساب المضمون.. كلها تتزاحم كركاب الأتوبيس على دخول الأتوبيس.. والأتوبيس في هذه الحالة هو الشهر الوحيد الذي تصلح فيه المسلسلات للعرض .. شهر رمضان الذي أصبح بجدارة شهر المسلسلات الأول والأخير!
لماذا؟ لأنه الشهر الوحيد الذي تحظى فيه المسلسلات بأعلى نسبة مشاهدة.. للدقة : بنسبة مشاهدة أصلاً!
فالعديد من المسلسلات سواء التي فاتها قطار العرض على الفضائيات الكبرى في شهر رمضان الماضي أو التي لم تعرض في مواعيد جيدة "لفِّت" على القنوات طوال العام حتى قرب رمضان الحالي .. "سوق الخضار" على دريم وقبله "دعوة فرح" على ام بي سي 1، كانا يعرضان على القناتين المذكورتين إلى ما قبل رمضان بقليل.. ولا أظن أن أي منهما أعير التفاتاً.. حتى المسلسلات التي نجحت في رمضان لم تنجح في غيره .. ربما لأنها "اتحرقت".. ربما لأسباب أخرى.. الله أعلم!
لم تعد الدراما مادة جاذبة للمشاهدة في غير رمضان.. بل يمكن أن تتراجع أهميتها خلف مباريات هامة لكرة القدم على قنوات مشفرة أو برامج التوك شو التي تتنافس الفضائيات في تقديمها من عينة العاشرة والقاهرة اليوم وحتى البيت بيتهم .. تذكروا كيف كان وضع مسلسل الثامنة على القناة الأولى الأرضية حتى سنوات قلائل وكيف أصبح .. والشيء نفسه ينطبق حتى مع محطات فضائية شهيرة كإم بي سي ودبي..
بينما لم يعد أمام منتجي (الشركات والفضائيات) والذين يدفعون الملايين للنجوم (أجور الفخراني ونور وإلهام ونادية الجندي على سبيل المثال كما ورد في الدستور قبل أيام)سوى التكالب على عرض مسلسلات نجومهم في رمضان حتى لا يخسرونهم وحتى لا يخسرون ما دفعوه لهم!
إنتاج الدراما في مصر والعالم العربي تحول إذن إلى استثمار فاشل من الناحية التجارية على الأقل.. شهر للرواج وأحد عشر شهراً للخمول والركود.. والفرق بينها وبين السينما أن المنتج يدفع الملايين لنجومه ليحصد من ورائهم ملايين مضمونة.. أما ملايين منتجي الفيديو فقد تحولت إلى "سمك في ميَّة" مرهونة بالعرض في رمضان "بالشكل اللائق" من عدمه ..بل وصل الأمر لزيادة نفقات الدعاية في صورة إعلانات كبرى في الصحف بل وأفيشات فقط لكي يلتفت الجمهور لمسلسلاتهم وسط الزحمة الرمضانية كما يحدث هذه الأيام! ..
بل إن السينما التي تقارن باستمرار مع الدراما التليفزيونية قد بدأت في التخلص من الموسمية التي كانت تكبلها بدليل مشاهدتنا لأفلام سينمائية تعرض في غير موسمي الصيف والأعياد وتحقق إيرادات محترمة.. أما الدراما التليفزيونية فقد غرقت فيها من شعر الرأس حتى أخمص القدم!
والمضحك أنك تجد العديد من صناع الدراما ينتقدون هذا الوضع ، ويشاركون في الوقت نفسه في صنعه.. فنجد أسامة أنور عكاشة الذي يفتخر بأن الجزء الأول من مسلسله الأشهر "ليالي الحلمية" لم يعرض في رمضان وحقق نجاحاً مدوياً-وهذه حقيقة- هو نفسه الذي ينتظر من لجنة مشاهدة المسلسلات عرض مسلسله "المصراوية" لأن موضوعه -بحسب صحيفة مصرية- يهم المصريين!
أتوقع أن يستمر هذا الوضع لعدة سنوات .. سيرتاح فيها كثير من الناس من مشاهدة المسلسلات.. وربما يعطون للتليفزيون أجازة مفتوحة..وأهو تغيير مناظر!
ذو صلة:في مثل هذا اليوم من العام الماضي .. كتبت في ما له صلة بنفس الموضوع..
*تحديث : تم إصلاح رابط موضوع العام الماضي لمن أراد الاطلاع عليه، و الصورة من الرياض السعودية .. وهي لـ"نور الشريف" ولكن طبعاً ليس من مسلسله الجديد "الدالي"!
*تحديث : تم إصلاح رابط موضوع العام الماضي لمن أراد الاطلاع عليه، و الصورة من الرياض السعودية .. وهي لـ"نور الشريف" ولكن طبعاً ليس من مسلسله الجديد "الدالي"!
3 comments:
أنصحك تشوف مسلسل سقف العالم ، أعتقد أنه به بعض الاختلاف والتجديد
أظن أن حديث "أسامه عكاشه" عن مسلسل "المصراويه" بصفته يهم "المصريين" حديث يشوبه قدر من النصب !! إذ كنت أتخيل أن كلمة "المصراويه" تعنى المصريين !! لكن اتّضح لى من خلال حديث مع بطلة العمل أن الكلمه تعنيها هى تحديدا ولا تعنى المصريين !! بالرغم من أن دورها بالمسلسل دور فتاه "نصفها" مصرى و نصفها الآخر تركى !! و لسّه ..
:)
هذا العام انا لا اتابع اى مسلسلات
Post a Comment