Wednesday, December 05, 2007

دِلالة .. الدِلالة


تراهما في أي فضائية هذه الأيام .. لا فرق في ذلك بين "الناس" أو "الحكمة" أو "المحور" أو...أو....

اثنان من المساكين فعلاً ، أعطتهما شركة التسوق يونيفورماً رديء الصنع ، وفوق البيعة كورس في الكتب السمجة حول "البيع الناجح" و "البيع الفعال" و "رجل المبيعات الفعال" يقومان بتطبيقه وتسميعه.. زن و"لت" و"عجن".. لا يختلفان عن البائعين الذين يقتحمون مكاتب الموظفين في القطاع العام وغير العام .. الفرق أن هؤلاء "استعمال تليفزيون" .. قيمة وسيمة ويونيفورم ..لا لشيء إلا لـ"منظر الشركة" و "واجهة الشركة"..

أشعر بسعادتهما بالنقلة التي طرأت على حياتيهما ، فبعد أن كانت الشركة تمتص دمهما في الشارع صار ذلك يجري بأسلوب مختلف عبر الشاشات ، للتليفزيون "شمخة" و "هيبة" وكل من يظهر فيه يحصل على نصيب من الشهرة سواء أكان "فاروق الباز" أو حتى أي مجرم في البرنامج المقبور "وراء الأسوار".. وربما كانت لبعضهم طموحات في الشهرة بطريقة أو بأخرى كدخول عالم الرياضة أو التمثيل ، وانهارت تلك الطموحات بشكل أو بآخر ، وكان التعويض بالظهور بهذا الشكل الذي قد يراه البعض مهيناً ومهدِراً للآدمية..

المستفيد الحقيقي من تلك الفواصل البيعية المملة والسمجة هو الشركات التي تمتص عرق ومجهود هؤلاء البسطاء الذين لم يلجأوا منفذاً لـ"القببان على وش الدنيا" إلاها.. تلك الشركات أشبه بمقاول الأنفار في الريف، الذي يحصل هو كل الغلة لنفسه ، ويترك الفتات لمن اضطرهم القدر للوقوع تحت ضرسه..

صحيح أن دوام الحال عين المحال ، وأن تلك الشركات ستسيطر على قنوات بأكملها بعد أن تخترقها على طريقة الفيروس ، وستطلق مصطلحات براقة على الدِلالة التليفزيونية التي تمارسها من عينة "فكر اقتصادي" وما أشبه ذلك ، لكن الشيء الوحيد الذي سيبقى هو الاستغلال ، وطالما أن هناك من يستغِل ، فهناك أيضاً من يُستَغَل.. إن كان من بسطاء مندوبي المبيعات المساكين ، أو من المشاهدين المساكين الذين قد ينخدعون بمظهر البضاعة الخادع ويشترون ويكتشفون أنهم حصلوا على صابونة من العيار الجامبو..

ويجعله سعادة ، وتوفيق ، وبركة.. وسلامتها كالعادة أم حسن..
* الصورة من مدونة أجنبية..

4 comments:

مـحـمـد مـفـيـد said...

متفق معك جدا يا شريف
فالامر أصبح شئ مستفز

قلم جاف said...

الواحد بيبقى متعاطف مع الناس دي لكن مش متعاطف مع اللي بيعملوه .. مأقصدش البيع لكن بأقصد الطريقة اللي بيتم بيها البيع وإخراج المشهد الطويل السمج .. ناس ربع ساعة تقعد تبيع لك الحاجة وتحفظك رقم التليفون علشان ما تنساهوش..

إذا كانت دي صدمة اللي بيتفرج .. أمال اللي بيدفع من جيبه علشان يشتري حاجة بيتضح فيما بعد إنها سكند هاند يعمل إيه؟

زمان الوصل said...

أنا فاكره بردو أن ذات مرّه نادره توقّفت فيها بعض الوقت فى قناة "الناس " ظهر على الشاشه اسم لبرنامج تخيّلت أنّه برنامج طبى ثم حين بدا المقدم فى الحديث صعقت حين اكتشفت انه برنامج لبيع منتج لا اذكره لكنه شئ تافه لا يمكن ان ينتج برنامج تليفزيونى على قناه محترمه للترويج له !!

المشكله ان المفارقه بتكون شديده اوى بين المظهر المتكلف و المتانق لمقدم البرنامج و تفاهة المنتج الذى يتحدث عنه !! فعلا بتكون باعثه على الرثاء
:(

قلم جاف said...

العزيزة زمان الوصل:

قلبك أبيض.. لاهو انتي ماعرفتيش؟ مش طلعت قناة جديدة اسمها "قناة الصحة والجمال" بقالها كام يوم على النايل سات.. حنشوف من الناس دول كتير .. ومن "شووووووووووجار" و "الشيخ العطار" و "إنسولا" والكلاسيكيات القديمة دي! دة غير دكاترة الفقرات الطبية في "القنوات الشقيقة" و "الصديقة" و"المحبة للسلام"..