Friday, December 14, 2007

عاد لينتحر!


عندما يكون الذكاء "سيء السمعة" في مجتمع ما ، ويقترن دائماً لدى وسائل الإعلام ومن ثَمَّ الشارع بـ"الفهلوة" و "تفتيح المخ" و"شيلني وأشيلك" و"تقديم التنازلات" على سبيل التعميم الأهوج ، يتحول الغباء إلى قيمة ، ونجد الميديا تحترم و"تطبطب" على الفنان "متواضع الذكاء" وتلتمس له الأعذار حتى وهو يخطئ ويسيء اختياراته ويهيل التراب على مسيرته الفنية..

خير مثال على ذلك مشهد غنائي بسيط للغاية..

"محمد فؤاد" و "هشام عباس".. اسمان كانا يوماً من الأيام من "النجوم" .. ليشهد هذا العام انهيارهما التام .. انهيار لا يتحمل الجمهور مسئوليته (كما يتم تحميله ذنب فشل أي فيلم أو ألبوم يلعب الغباء دوراً كبيراً في صنعه).. بل هو نتيجة طبيعية لسلسلة طويلة من الأخطاء ارتكباها على مدى سنوات..

"فؤاد" وصل يوماً ما إلى القمة ، وكان منافساً لـ"عمرو دياب".. لكن خطه البياني بدأ في الهبوط بشدة بعد ألبوم "حبينا" في منتصف التسعينيات ، واستمر في حالة من التوهان ما بين تقمص دور "عبد الحليم حافظ" في ألبومات "حيران" و "القلب الطيب" و "قلبي وروحي وعمري" .. وما بين محاولة تقديم شكل خاص به للأغنية جاء مستهلكاً وضعيفاً فيما تلا هذا الألبوم ، ويدخل في ذلك "شاريني" الذي عُدَّ أنجح ألبومات تلك المرحلة من مشوار "فؤاد" "تجارياً" ..قبل أن يعود للهبوط من جديد في ألبوميه الأخيرين..

"هشام عباس" كان يوماً من الأيام من نجوم الأغنية حتى ألبوم "فينه" في العام 2001 أو 2002..لكنه أبدى فيما بعد رعونة فائقة في التعامل مع عنصر "الزمن" الذي يمر علينا جميعاً ويبدل ملامحنا .. لا يزال يغني بنفس الطريقة ويبحث عن نفس الكلمات والألحان التي كان يغنيها في بداية مشواره كما لو كان في سن "حماقي" و "هيثم شاكر".. والأنكى أنه اختفى لفترة تزيد عن العامين توقعنا فيها أنه سيدخل مرحلة جديدة وقوية تعيده بقوة إلى المنافسة بشكل يتناسب مع كل نجاحاته السابقة ، ليصدمنا بألبوم فشل فنياً وتجارياً في نفس الوقت.. حاجة كدة "عاد لينتحر"!

والاثنان يشتركان في خطأ فادح وقع فيه نجم آخر أفل مؤخراً هو "إيهاب توفيق" .. التعامل الإنتاجي مع "صديق السوء" ..صحيح أن "روطانا" لعبت دوراً في القضاء على "محمد فؤاد" ، مثلها تماماً مثل "عالم الفن" مع "هشام عباس" على نحو سبق بيانه في تدوينة سابقة ، لكن "محدش ضرب" "هشام" و "فؤاد" على أيديهما لاختيار شركات إنتاج لا تحترم مطربيها!

نفس المصير -بكل أسف - يهدد من هم أكثر موهبة من السالف ذكرهم أمثال "الحجار" و "مدحت صالح" و "الحلو" و"أنغام".. هذه الأصوات التي اجتهدت على مدى عقود في اختيار كلمة ولحن وتوزيع "محترم" ثم تفرغت للمشاكل وعدم الاستقرار والكسل والسحب من الرصيد..

النجاح يُكتَب - عادة- لمن يستوعب الدروس ، لمن يحترم الزمن والناس و-قبل كل شيء-نفسه ، لمن يتعلم من أخطائه ، لمن يراجع نفسه .. وليس لمن يقاتل طواحين الهواء ، ويكتفي بـ"هذا القدر" ، ولا يكلف نفسه عناء النظر للمستقبل والتفكير في الخطوة القادمة ، أياً كانت موهبته ، وقدراته ، ورصيده السابق..النجاح يُكتَب لمن يخاطر بحساب ، ليس لمن ينتحر ثم يلقي هو أو المقربون له من الصحفيين باللائمة على الآخرين..
* الصورة من مدونةٍ ما على جيران لا داعي لذكر اسمها لتضمنها للغة بذيئة..

4 comments:

بنت القمر said...

ايوة روطانا
فتش عن روطانا
بس يا عزبزي مفيش مقارنه بين فؤاد وعباس فالاول اجمل صوتا واحساسا وكان وكااااان نجم صف اول يتنافس مع دياب زي ما قلت ولكن الي قين دلوقت ضياع لانه باع نفسه بالفلوس لروطانا
مبحبش الاستسلام لنظريه المؤامره بس اللي ما يشوفش من الغربال يبقا اعمي
وهنروح بعيد ليه فاكر خالد عجاج
كان رائع واغنيتع الساحرة في ناس ووناس وكاسيتاته اللتي كانت تملا كاسيتات السيارات كل صيف معلنه نزول جديد لخالد عجاج
فينه دلوقت في غياهب النسيان ولو اني شفته من اسبوع علي روتنا كليب صابغ شعره اصفر وخاسس ونافخ عضلات كتافه صورة برقه لكن مش عارفه كان عامل زي عصفورة كناريا تشوفها ملونه وجميله لكن بلا صوت وخلف قضبن
اسأل اي حد ماشي في شارع قله عجاج اخر شرايطه ايه ؟؟
مش هتلاقي اجابه اكيد
وفي الطريق اليهم شيرين اة يا ليل
ويتبعها تامر حسني الذي يعلن انتمائه كل لحظه الي نصر محروس لكنه باع نفسه الي من هو اسوا من روتانا
الي عائله السبكي الذي امتصوا موهبته وحولوة الي قرد بسديري في افلامهم
ولا عزاء للاغبياء

قلم جاف said...

حتى اختيار الشركات بيدخل ضمن قلة المفهومية..

ليه أفرح بشركة تدفع لي فلوس دلوقت وتبعتني بعدين؟ بعد البهدلة اللي بيتبهدلها الواحد من دول عند سمو الأمير ولا في دكانة المعلم محسن جابر سعره في الحفلات بينزل ومحدش بيقبل عليه ، يعني حتتسدد في وشه يا ولداه.. ومن هنا حنلاقي الناس دي حتقعد تغني وتغني لمجرد إثبات الوجود ، زي ما بتعمل إلهام شاهين ونادية الجندي في التمثيل!

أما عن خالد عجاج.. فين خالد عجاج؟

نصر محروس كان نعمة كبيرة بالنسبة لعجاج وبالنسبة لتامر حسني وشيرين وكل اللي غنوا عنده ، أيوة ساعات بأرفض أسلوبه وإصراره على إثبات نفسه بالعافية كشاعر غنائي بس الناس اللي عنده واخدة وضعها وبتتعامل كويس وبتنجح..

رفس النعمة عمره ما كان شكل من أشكال الذكاء..

saso said...

كل سنة وانت طيب
:)
عيد سعيد بقي

قلم جاف said...

وأنتِ بألف صحة وسعادة وتوفيق وتدوين أيضاً.. :)