Monday, March 26, 2007

فرجات آخر الشهر

* لم أكن مبالغاً إذن حينما كتبت قبل بضعة أشهر في"ضيوف الشوم والندامة" عن الظهور المبالغ فيه للدكتور مصطفى الفقي!

* "ديانا كرزون" لم تفقد وزنها فقط .. بل فقدت ظلها أيضاً!

* "كارول سماحة" تبقى مجرد مطربة عادية وأقل من العادية في رأي كثيرين من متابعي الغناء الحالي ، ومع ذلك فإن فريق إعداد برنامج هالة سرحان في دريم قبل بضع سنوات ، والذي يقوده "محمد هاني" أنتج لها كليب "غريبة" قبل سنوات ، وعندما انتقل معظم الطاقم بنفس القيادة إلى برنامج البيت بيتك أنتج كليباً آخر لنفس المطربة!
طبعاً الموضوع ليس فيه "شبهة مجاملة".. أليس كذلك؟

* كذبة أبريل : "سوبر ستار" المستقبل ما زال برنامجاً لـ"الهواة"!

* ما هو "مبرر" نجاح أغنية "حسين الجسمي" "بحبك وحشتيني"؟ وما هو سر ولع "أيمن بهجت قمر" بتركيبة "مطلع عيني"؟

* يتميز الحزب الوطني عن بقية ممارسي السياسة في مصر امتلاكه لبدائل أكثر لتعذيب الشعب بصرياً .. صحيح أن الكل يتنافس على وضع لافتاته القبيحة وملصقاته في كل مكان تقريباً .. إلا أن الحزب الوطني بجلالة قدره يمتلك التوكسافين كله .. بروموهات الحزب التي يخرجها الدكتور سامي عبد العزيز!

* يرى المخرج الكبير "محمد خان" أنه من الأنسب لأفلامه أن تعرض خارج موسم الصيف كي يستطيع الجمهور تلقيها بمزاج.. وجهة نظر تحتمل بعض الوجاهة .. لكن توقيت هذا العرض أرسل رسالة أخرى ، مؤداها أنه فضل عرض فيلم "في شقة مصر الجديدة" و "السكان" نائمون!

* لسنا طماعين .. فقط نطلب من "مقاول "السراميك"" الذي قام بتبليط قناة النيل "الأزرق" للأخبار أن يعطي اهتماماً لقناة النيل للرياضة.. القناة لسة ع المحارة!

* بالمناسبة ، قناة دبي الرياضية التي تذيع "البوندزليجا" مفتوحة بدون تشفير .. أما قناة النيل للرياضة فهي مشفرة.. تفتكروا ليه؟

* البؤس بعينه أن يتحول ضيف الشوم والندامة إلى مذيع ، أتمنى ألا يكون ما نشرته المصريون عن حلول إقبال بركة مكان هالة سرحان في برنامج ست سكات - عفواً ست الستات - صحيحاً!

* بما أنني أكتب في يوم "الاستفتاء".. أتوقع أن تشنف وسائل الإعلام آذاننا بأغاني من عينة "نعم يا حبيبي نعم" و "آه ونص"!

* أخيراً .. القاسم المشترك بين "القوطة" و "الموضوعية في وسائل الإعلام" .. أن لكل منهما مواسمه!

Monday, March 19, 2007

شجيع السيمة


شجيع السيمة .. أبو شنب بريمة كما كتب صلاح جاهين في "الليلة الكبيرة".. يقفوا صقرين على شنابه يا صلاة الزين .. قاهر الأشرار .. الجتة .. الوسيم .. سارق قلوب العذارى.. يتذكره الجمهور حتى ولو كان الشرير في الفيلم يفوقه من حيث المقدرة التمثيلية بمراحل .. والأهم من ذلك الشخص الذي يباع على اسمه الفيلم ولا يذكر إلا به .. رغم أنه مجرد ترس في آلة ضخمة يمولها المنتج ويخطط لها السيناريست ويشرف على تنفيذها المخرج..

السبب أن الناس تدخل الفيلم كما سبق ذكره على اسم البطل..

والجميع (الصناع والنقاد والجمهور) هم أولاً وأخيراً أبناء شرعيون لثقافة "الشجيع" .. البطل الفرد الملهم العبقري والمخلص والمنقذ ، في السياسة أو في الاقتصاد أو في الرياضة أو في الفن ، الكل في انتظار المخلص الذي يحركه ويخرجه مما هو فيه من وكسة وخيبة مربعة.. في انتظار الفتوة الذي يكون الجميع "حرافيشه" كحرافيش الأفلام المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ!

ولكل زمن مقاييسه ومعاييره التي تقاس على أساسها "الشجعنة"..ففيما قبل الثورة وما بعدها بقليل كان الناس يعشقون من يذكروهم بتايرون باور وكلارك جيبل ، ومال الناس إلى البطل الشعبي فيما بعد كما جسده فريد شوقي ، بعدها بسنوات اصطف الكثيرون خاصة الفقراء حول عادل إمام بوصفه شجيع الانفتاح الذي يواجه "قوى الشر" بـ"دراعه" رغم محدودية قوته الجسمانية مقارنة بـ"شجعان" العصور السينمائية الماضية والذين مارسوا المصارعة والملاكمة قبل التحاقهم بالعمل التمثيلي.. ويبدو أنه كلما كان الشجيع أقرب للناس من حيث الشكل وطريقة الأداء كلما كان أنجح ، تذكروا أحمد زكي على سبيل المثال..

ومع الكل كنا نتعاطف ، ونصدق ، كنا نؤمن بهم ، وبما يفعلون إيماناً مطلقاً ، حتى الأخطاء والجرائم ، فلها بالتأكيد ما يبررها لدى كاتب السيناريو ، وإن لم يكن فلها لدينا ما يبررها.. حتى لو كان البطل نفسه شريراً كما في "الإمبراطور"..حالة يسميها البعض "التوحد مع البطل"..استغلها الكتاب والمنتجون تارة لتمرير رسائل أو وجهات نظر معينة (وانطبع ذلك في أذهاننا حتى أن كثيراً من الناس وربما الصحفيين والنقاد يصر على أن يكون البطل مثالياً خالياً من العيوب ، ويتعامل بحساسية شديدة مع كون البطل شريراً أو ذا حماقات ونزوات) ، واستغلوها أخرى فقط لتقديم ما يغري الناس أكثر وأكثر بدفع ثمن التذاكر ، خاصة في المواسم ، وقت أن كان للسينما في مصر مواسم!

في ظل وضع كهذا أصبح للنجم سطوة ، صحيح أن للنجم في جميع أنحاء العالم سطوة لكن ليس بهذه الطريقة الذي يحدث عندنا في مصر ، فالنجم صار في الثمانينيات وما بعد -بشكل صارخ- هو حجر الأساس الذي يبنى عليه العمل الفني كله..وبعده يتم عمل كل شيء.. وانتقلت العدوى بشكل أكثر فجاجة إلى التليفزيون في ظل "جنة" المنتج المنفذ ، الفرق أن العديد ممن أحيلوا إلى سن التقاعد سينمائياً قرروا الاستئساد على ممثلي التليفزيون والقيام بدور الشجيع الديكتاتور في منطقة غير المنطقة الذين فشلوا في تحقيق نجومية تذكر فيها!

وفي جميع الحالات يبقى الشجيع كـ"الديك" لا يحب في عشة الفراخ أي شريك ، زمن البطولات الجماعية اختفى تقريباً ، وكل نجم يحدد وقت ظهور النجم الآخر حتى لا يسرق الأضواء منه ، وتردد ذلك حتى في فيلم كعمارة يعقوبيان ضم عدداً كبيراً من النجوم ، وعن التليفزيون في تلك المسائل حدث ولا حرج..

لهذا كان من المضحك أن يسأل أحد الصحفيين وائل إحسان - مخرج فيلم هنيدي الجديد - عن "ضعفه" أمام نجوم أفلامه واختياره لممثلين "على المقاس" ، فقال في براءة - طبقاً لموقع في البلد - أنا أنفذ ما يقوله لي أبطال أفلامي..

سؤال الصحفي كان مضحكاً وغبياً في نفس الوقت ، لأن ما يفعله "إحسان" فعله كثيرون قبله ويفعله كثيرون الآن وسيفعله من سيأتون بعده ، في السينما وفي التليفزيون وربما في البوتاجاز ، لم تعد تلك الممارسات شيئاً منكراً بل صارت معتادة بقوة الاستمرار..

لكن يبقى رأي آخر ، مفاده أن متفرجي اليوم ربما صاروا أكثر وعياً ، وأقل عاطفية ، بما أن الصدمات المتتابعة أفقدتهم الثقة في معظم ما حولهم من أشياء وأشخاص ، بمن فيهم أبطال الشريط السينمائي.. فلم يعد لدى جيلي فتى ولا فتاة أحلام ، ولا أحلام من أصله.. ربما أتعاطف مع بطل الشريط السينمائي أثناء الفيلم ، ثم أعود لأكتب عنه هنا منتقداً وساخراً ومتهكماً.. فالفيلم خلص يا سادتي الكرام!

ولا يمكنني إنهاء هذه السطور دون أن أدعوكم للمرور على سطور كتبها صديقي مختار العزيزي ، ولكن عن أبطال السينما الهوليودية ، أما عن الحديث عن البطل في السينما عموماً ، لنا بإذن الله كلام ، فالموضوع مفتوح للنقاش طالما نحن نتفرج!

دمتم بألف خير..
* الصورة من موقع أدب وفن..

Monday, March 05, 2007

ابن الصدفة!


عن "اللمبي" أتحدث..

بعد خمس سنوات من ظهور اللمبي لم يتوقف الجدل حول الفيلم والشخصية معاً ، من الناس من لا يزال يعد اللمبي إلى الآن جريمة سينمائية شعواء لا يمحوها إلا الدم ، وآخرون يرون الفيلم مسلياً ومضحكاً وهذا في حد ذاته ليس جريمة ، وفريق ثالث يرى أن اللمبي (يبدو أنه قد) عكس جزءاً من واقع بدا من السخف بمكان مناقشته وعرضه على العقل ، وأنا من أنصار هذا الفريق ، مع تصديقي القاطع بأن أحمد عبد الله عندما كتب الفيلم لم يكن يقصد أبداً مناقشة أي من مظاهر الواقع..

مؤلف اللمبي ببساطة لعب على وتر نجاح شخصية ، واعتمد على الكاراكتر الذي لا يزال أحد أمضى أسلحة الإضحاك في الدراما عموماً أياً كان شكل الكاراكتر ، أو "الشيء الما" بداخل شخصيته الذي يجعلنا نضحك عليه..

إلا أن ما دفعني للاعتقاد بأن هذا المسطول يعكس جزءاً من حياتنا بطريقة أو بأخرى هو كم المصادفات وأوجه الشبه بين الشخصية ، وبين المجتمع الذي أعتقد أنه أفرز الشخصية..دليلي على ذلك هو تحليل بسيط لتلك الشخصية من وجهة نظر متفرج عادي جداً ، عن طريق تحديد معالم الشخصية (كما يفعل كتاب السيناريو قبل كتابة سيناريوهاتهم عادةً) ومواصفاتها ، والبحث عن ما يشبهها على أرض الواقع إن وجد..

اللمبي باختصار هو أحد أبناء الطبقة الدنيا أو ما قد يسمى بطبقة الفقراء الجدد ، شخص أرعن يستعمل القوة (مطواته) أكثر مما يستعمل عقله غير المنظم وغير المرتب ، مغيب عن ما حوله بصورة لافتة للنظر تنعكس على طريقة تخاطبه مع غيره نتيجة تعاطيه للمخدرات ، لا مهنة له تقريباً وهو أقرب إلى البلطجي منه إلى أي شيء آخر..

هناك في حياتنا لمبيون بطريقة أو بأخرى ، ففي الطبقة الدنيا أو طبقة الفقراء الجدد أناس لا يملكون مهارة معينة تعينهم على الوصول للثروة والسلطة بعكس فقراء آخرين "صنايعية" تؤهلهم حرفتهم للثراء (ككثيرين سافروا للعمل في دول الخليج وعادوا بثروات) ، أو أذكياء يؤهلهم طموحهم وقدراتهم العقلية للوصول إلى القوة والنفوذ (رأينا ذلك في الدراما في قالب الفقير المتمرد الساعي للنجاح بالالتفاف على القانون أو حتى في قالب الفقير المكافح الذي يكافح حتى يصل إلى غايته كما في شخصيات أبطال مسلسلات المنتج المنفذ)!

لهذا السبب يلجأ اللمبيون الحقيقيون إلى القوة ، "الدراع" للخروج من دائرة التهميش وحجز مكان وسط الكبار والصغار أيضاً.. لعل رمز تلك القوة هو "مطواة" اللمبي ، سلاحه الذي يحمله جيئة وذهاباً ويتحكم فيه بدقة أكثر من تحكمه في لسانه!

اللمبي "الحشاش" يتعاطى المخدرات لسبب آخر يختلف عن سبب تعاطي شخصية الشيخ حسني في فيلم الكيت كات ، ففي الوقت الذي يبدو فيه الشيخ حسني "مزجنجياً" يبحث في نشوة المخدرات عن مهرب من الواقع المرير وإحباطاته ، نجد اللمبي يتعاطى المخدرات لأنه يعتبرها ، مثل استخدام الـf-words قيمة إيجابية ، دلالة رجولة ونضج وشجاعة و"جدعنة" ، معتقد سائد في بعض الأوساط في مصر والتي تستنكر أن شخصاً ما لم يتعاطى الحشيش طوال حياته كما تنظر بنظرة دونية بعض الشيء للشخص الذي لا يجيد استخدام الشتائم كما يجب ، ولولا الرقابة وقيودها لرأينا من اللمبي والست فرنسا ما لا نراه في كوابيس الدراما (لكننا نراه قطعاً ونحتك به في الشارع)!

ولا أستطيع ألا أربط بين عقلية اللمبي والطريقة السائدة للتفكير داخل المجتمع الذي أفرزه ، تغييب العقل الذي تم تناوله على استحياء في الصحافة والميديا التقليدية وتناولناه كمدونين بطرق مختلفة كل حسب انتماءاتنا وقناعاتنا ، فالعقلية التي تحت يدها كل أجهزة الدولة البحثية وإمكاناتها المادية والبشرية - مثلاً - والتي تفشل في إيجاد سبب علمي مقنع لظاهرة السحابة السوداء هي عقلية لمباوية صرفة ، كما أنني لا أرى فرقاً كبيراً بين خروج وزير عقب كارثة قطارات بقوله أنه سيصلح مرايا القطارات وأن كل شيء تمام،وبين الخطاب "البليغ" الذي ألقاه اللمبي في فيلم "اللي بالي بالك" في حضور ممثلي "جمعيات حقوق الإنسان".. على الأقل فإن عبارات اللمبي المفتقدة لأبسط قواعد المنطق يمكن "بلعها" من شخصية هذه مواصفاتها على الورق أكثر من عبارات "الوزير السابق" التي لا تليق بوزير شطرنج!

عاب الشخصية على شاشة السينما المبالغة الشديدة في بعض حركاتها وطريقة كلامها ، والتي لا يزال محمد سعد يرى لها نجاعة وفعالية في إضحاك الناس ، رغم أن المبالغة في ذاتها هي عصب الكوميديا سواء في مواصفات الشخصية أو في طريقة تعامل الشخصيات مع المواقف داخل العمل الدرامي، إلا أن كثيراً من الملح قد يفسد الوصفة كما يقال ، كذلك لم يعمل محمد سعد بالنصيحة التي وجهها الأستاذ الراحل فؤاد المهندس للكبير محمد صبحي عقب المسلسل الشهير "فرصة العمر" ، والتي طلب فيها المهندس من صبحي خلع جلباب "علي بيه مظهر" بأسرع ما يمكن حتى يتذكر الناس الممثل أكثر من الكاراكتر الذي أداه .. وصلنا إلى درجة أصبحنا لا نتخيل فيها محمد سعد إلا "اللمبي" ، تماماً كما يحدث عندما أرى "جيم كاري" يتحدث في مقابلة ولا أصدق أن هذا الشخص الذي شاهدناه في dumb and dumber يستطيع الكلام بشكل عادي مثلنا تماماً!

ورغم ذلك ، أزعم أن سبب نجاح اللمبي قبل خمس سنوات لم يكن فقط حاجة الناس للضحك بأي وسيلة ، بل كان حاجة شرائح معينة من الجمهور لأن ترى جانباً من صورتها وتسخر منه ومن نفسها ، قد لا يوجد في الواقع من في غباء ومبالغات وهيستيريا شخصيات جيم كاري ، إلا أن في الشخصية التي رأيناها في "اللمبي" خيوطاً من شخصيات أناس يمشون بيننا.. وفي مجتمعنا ساسة ونخبويون بهم بعض خصائص اللمبي المميزة ، يفكرون مثله حتى وإن كانوا لا يمشون ولا يرقصون ولا يحملون المطاوي على طريقته الخاصة!
* الصورة من موقع "في البلد"..