Saturday, February 16, 2008

ومن الشباك


أكثر فيلم أعشقه لـ"هيتشكوك" .. إن لم يكن الوحيد..من الممكن حتى لضعاف الثقافة السينمائية من أمثالي أن يعشقون فيلماً لـ"هيتشكوك" الذي يعد أعظم من أخرج الفيلم البوليسي- أو "فيلم الجريمة" كما يسمى بدقة- في التاريخ من وجهة نظر كثيرين من عشاق السينما حول العالم..

Rear Window الذي مضى على إنتاجه أربعة وخمسون عاماً (1954) فيلم بوليسي مبتكر حتى وإن استغربت خطه القصصي.. القصة ببساطة قائمة على مصور فضولي يجبر على ملازمة شقته بسبب وضع أحد قدميه في الجبس.. ويكتشف من خلال ملاحظاته الفضولية لجيرانه من خلال الشباك جريمة قتل بطلها جاره رجل المبيعات الذي يشك في سلوك زوجته ، ويستعين هذا المصور بأصدقائه لكشف خيوط الجريمة..قصة لو حكيتها بشكل مجرد لأي من مشاهدي هذه الأيام قد يستخفها ويستسخفها.. وهنا تظهر أهمية السينما كسيناريو وصورة وصوت وحركة.. حيث يمكنها أن تغير رأيك في قصة كهذه وتجعلك مشدوداً لمشاهدتها لمدة ساعتين كاملتين وربما أكثر!

خير دليل على ذلك.. الفيلم يدور في منطقة محيطها صغير جداً.. غرفة المصور الفضولي-لعب دوره "جيمس ستيوارت"- والتي يظهر منها ما يمكن رؤيته من شباكها-نافذته الوحيدة والإجبارية على العالم المحيط-والذي يمكن منه أيضاً رؤية عدد من الشقق في العمارة المجاورة ..لا يمكن للشخص العادي في الظروف العادية رؤية أشياء كثيرة من "شباك" مكان ما..هنا يظهر هيتشكوك الذي نجح في ملء شبابيك العمارة المجاورة للمصور الفوتوغرافي الفضولي بكمية كبيرة من التفاصيل لم يحتج فيها مثلاً لإدخال كاميرته أكثر فيها كما كان من الممكن لمخرجين "تقليديين" أن يفعلوا..

لا أستطيع أن أرفع لافتة satisfaction guaranteed على فيلم "Rear Window".. لكنه في رأيي فيلم يستحق "مخاطرة" المشاهدة دون الاستسلام للقصة التي انحصرت فيها فرجتنا على الأفلام وبالتالي انطباعاتنا عنها وآراءنا فيها..

حاشية: شاهدت الفيلم لأول مرة على "نادي السينما" في القناة الأولى - أحسن الله ختامها وختامنا- قبل أن أشاهده تارةً أخرى على MBC2.. قبل أن يلقي فيلم Men In Black II. بالدماغ الهيتشكوكية التي "عملها" Rear Window.. من الشباك!

ذو صلة: موقع الفيلم على imdb..
*الصورة من مدونة This Distracted Globe..

5 comments:

زمان الوصل said...

واضح إنّا تفرّجنا على الفيلم -لأوّل مرّه- من خلال نفس البرنامج :) نادى السينما طيّب الله ثراه

لازلت أذكر هذه المربّعات التى قسّمت إليها العماره المقابله للبطل حتى يكون فى كل مربّع نافذه لشقّه ينقل إلينا بعض ما يجرى فيها .. اللطيف أن الفيلم -حتى بمقاييس هذا الوقت- لم يكن فيلما مرعبا يقف شعر رأسك و أنت تتابعه و رغم هذا كان ممتع و شيّق ويندر أن تجد ما يماثل هذا فى أفلام الرعب المنتجه حديثا !!

محمد المصري said...

دي رابع مرة خلال الأسبوع ده ألاقي مقالات عن الفيلم ! واحدة في مدونة خان .. وواحدة في منتدى سوري وأخرى في منتدى سينمائي سعودي .. وأخيراً عندك

الإم بي سي 2 عاملة شغل في تحقيق الوحدة العربية :)

أنا مش بحب الفيلم ده أوي وبالنسبة لي فيلم سايكو أفضل وأعظم بكتير .. ومع ذلك "النافذة الخلفية" هو أكتر فيلم من أفلام هيتشكوك لما بشوفه بحس فيه السبب اللي خلاه أسطورة إخراجية أثرت على أجيال متتالية من المخرجين بعده وأكتر فيلم كمان قدر فيه إن يطبق نظريته الإخراجية "الفكرة مش في المفاجأة اللي بتتنتج عن انفجار قنبلة .. الرعب الحقيقي في دقايق التوتر اللي بتسبق انفجارها"

---

أنا بحب أقرالك جداً على فكرة :) ، أيًّ كان اللي بتتكلم عنه أو المجال اللي بتكتب فيه دايماً فيه أسلوب مميز في التناول وطريقة الكتابة

قلم جاف said...

أستاذ محمد .. أعتز جداً بشهادتك وأفخر بها..هذا أولاً..

ثانياً..الحلو حلو حتى في الأفلام ..

lord of the ring.. أو

independence day

ممكن تلاقيهم بيتعرضوا كتير على الفضائيات لكن يمكن ما تلاقيش فيهم حاجات كثيرة تاخد عينك..بعكس فيلم زي دة.. أو أفلام تانية كتير..

مقالة "خان" جميلة.. وكذلك ما كتبه أستاذي "أسامة القفاش" في تدوينات عن هيتشكوك..أرشحها للقراءة..

قلم جاف said...

العزيزة زمان الوصل:

نادي السينما بيلجأ للأفلام القديمة من حين لآخر علشان يعيش .. أقله من وجهة نظر المشاهد اللي له في القديم وبيحب "يتسلطن" بمشاهدته.. أنا نفسي شفت فيه زمان فيلم اسمه

the chase

من بطولة "مارلون براندو" على سن ورمح.. فيلم جميل ومؤثر سواء أداء "المِعلم" أو حتى فكرته..

دلوقتي الخريطة اتغيرت.. بقى فيه ام بي سي 2.. في الوقت القليل اللي باتابعها فيه باشوف كام فيلم حلو على كام ألف فيلم مش قد كدة..برضه وقعوا في مطب قنوات المسلسلات اللي بتذيع على مدى الـ24 ساعة أي كلام لملء ساعات الإرسال.. إحقاقاً للحق فيه أفلام مسلية ساعات بتتعرض.. لكن الباقي تلاقيه مش قد كدة..

على ذكر الأفلام الجديدة والقديمة..أخويا قال لي مرة عن فيلم رائع لـ"سيلرز" إن حلاوة الأفلام دي إن التكنولوجيا ما بوظتهاش (ويختلف مع الرأي دة صديقي الجميل شريف نجيب).. بدائية الأفلام ساعات بتصب في صالحها..

فيلم

planet of the apes

كان له نسخة قديمة ..أقل إبهاراً من الفيلم الجديد .. بس فيها فكر أكثر وأعلى..

دة ما يقللش من روعة أفلام جديدة ومن حضور سبيلبرج وسكورسيزي والأسماء القليلة اللي بتعمل حاجات ممتعة..

qwert anime said...

من افلام هيتشكوك اللى بحبها و على فكرة انا شفت من فترة فيلم كورى بنفس القصة كانن الاخراج فوق الممتاز بس القديم له طعم و مزاق احسن