Tuesday, May 13, 2008

ليلة الجوني ووكر!


زمان .. كان الكل يخاف من "الباشا"- السلطة بمعناها فيما بعد الثورة- ويعمل له ألف حساب.. ولكن القصة اختلفت..

كل شيء في يوم من الأيام كان بيد السلطة بما فيه الميديا والفن، كان الطريق الوحيد للشهرة هو الإذاعة المصرية الرسمية ، والطريق الوحيد للسوق هو المرور عن طريق جهاز الرقابة على المصنفات الفنية ، وكل ذلك جعل العديدين ممن يفكرون في إنتاج أغاني أو أفلام يحسبوها بالسنتيمتر والمليمتر في إطار لعبة القفز على حواجز الرقابة وممنوعاتها..

تغير الوضع اليوم، المسألة ليست مسألة إنترنت وقنوات خاصة وصحف مستقلة بقدر ما أن يد الدولة الضاغطة قد خفت عن الصغير وعن الكبير، عن ساكني القصور وعن الفقراء الجدد .. الذين أصبحت لهم موسيقاهم وأغانيهم أيضاً..

في العشوائيات يصبح -على رأي الجميل عبده باشا- المأمور أقوى من اللواء ، المخبر أهم من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بحاله ومحتاله ، وإن غاب القط .. العب العب العب العب ... مع الاعتذار لـ"سعد الصغير"..

في الظاهر ، كانت صدمة لي شخصياً أن أسمع أغنية عن "جوني ووكر" ، وعن مطرب "بيكاكي" في قلب الأغنية ، وقبلها عن "شرب الحشيش" لعميد الأغنية العشوائية الجديد "عماد بعرور" .. (والذي كان من أواخر من أمسكوا العصا من المنتصف عندما حرف تلك الأغنية ليغنيها في فيلم "أيظن").. ليس فقط لأن "الكلام ما يتغناش" ، ولأننا لسنا في الفترة التي قال فيها "بشار بن برد" : صفة الطلول بلاغة الفدم.. فاجعل وصفك لابنةالكرم، ولأننا في مجتمع يميل للمحافظة وبالتالي فإن من المستهجن جداً أن يغني شخص لهذه الأشياء ، وربما يغني لـ"أشياء أخرى".. لكن في ظل الوضع الجديد أصبح من العادي أن يكون كل شخص هو رئيس جمهورية نفسه.. "ومن النهاردة مفيش رقابة".. أنا الرقابة ..

في ثانية تستطيع أن تجد عشرات الشرائط وقد انتشرت ويمكنك سماعها في أي "ميكروباظ" فيكي يا محروسة.. ومنها تنتشر إلى الأفراح كالنار في الهشيم ، خاصةً في نوعيات معينة من الأفراح يتم فيها توزيع أشياء "تؤدي الغرض" -إكراماً لوفادة المعازيم الكرام-ولكنها ليست بالضرورة المستر جوني ووكر.. ولا تقلق فقبضة الباشا لم تصل بعد إلى منع "لوازم الشيء".. كل شيء مباح..خد راحتك خالص..

عموماً ..نحن في عصر "يوووووه يوه هوة فيه حد النهاردة بيفتكر".. و"محدش واخد باله".. ومن العادي جداً أن تجد حتى في هؤلاء وفي غير هؤلاء ممن ينتجون ويستمعون من يدين التغزل في جمال الصنف من يدين المخدرات ويلعن سلسفيل كل من يمت لإنتاجها وتوزيعها بصلة..

احتكارات الشركات الخليجية لكل ما هو فني "فوق".. وحشيش وخمور "تحت".. إنه أزهى عصور الـ"جوني ووكر"..

تحديث: تحليل يستحق أكثر من قراءة لجار القمر دلني عليه صديقي بحب السيما..
* الصورة من أحد مجموعات Yahoo!..

4 comments:

مـحـمـد مـفـيـد said...

اصبحت المعايير مختلفه
والاذواق في الحضيض
والله انا سمعت الاغنيه دي نغمه موبيل
تصدق ؟

boshra mohamed said...

تحس ان ماسورة وطفحت
تصدق
انا كنت بحب اسمع ساعات عبد الباسط وطارق الشيخ وعدوية وكان عندى ليهم اغانى على الكمبيوتر
دلوقتى كرهت كل حاجة ليها علاقة بالشعبى
بطلت اركب ميكروباصات اساسا عشان محدش يرغمنى انى اسمع واحد وهو بيسهل

بس سيبك من ده كله وروح بص بصة هنا
http://jarelkamar.manalaa.net/

قلم جاف said...

بحب السيما:

شكراً على رابط تدوينة جار القمر في الموضوع.. وتفسيره مقنع إلى حد ما.. لكني برضه محتاج لحد يفهمني الحكمة البالغة من غناء موعظة دينية بهذه الطريقة في قعدات يسيطر عليها الحشيش.. والتلذذ بمقطع "وبتشرررررب جوني ووكر" كإن نفسه فييييه..

قلم جاف said...

مفيد أبو العبدين:

أي شيء اليومين دول ممكن يبقى رنة.. حتى الجوني ووكر!