لنتفق على أمرين هامين.. الأول هو أن كثيراً من الاتهامات بالسرقة تطلق اعتباطاً إن لم تكن عبطاً.. هناك قواعد واضحة للتمييز بين السرقة والاقتباس والتوارد ، سواء في الدراما أو في الموسيقى.. كما أن هناك فرق بين نقل العمل ونقل "التيمة".. أي أنه من الصعب على أي عاقل أن يتهم آلاف الأفلام بالسرقة من "الكونت دي مونت كريستو" التي تحولت إلى "تيمة" يلعب عليها كتاب السيناريو في جميع أنحاء العالم إلى وقتنا هذا..
والثاني هو أن تاريخ الدراما عموماً والسينما خصوصاً في مصر حفل بكل ما سبق .. هناك اقتباسات وتحويرات وتمصيرات وسرقات تتم في ظهيرة أغسطس..
ليه قلت الكلام دة؟
بعدد الأخبار بتاريخ الأحد 3/8/2008 عقب صحفي بالأخبار في عموده على تعقيب أرسله له الشاعر "أيمن بهجت قمر" على اتهامه من قبل الصحفي المذكور بسرقة أجزاء من فيلم "Beautiful Mind" للممثل الأسترالي "راسل كرو" ..
في العادة عندما يثور الاتهام بالسرقة يرد المتهم بمجموعة من الحجج منها "دة اقتباس" ، "توارد خواطر".. لكن أن يرد الشاعر الغنائي الذي جعلته الصحافة كبيراً بالقول بأنه "لا يعرف الفيلم".. هذا في القياس عجيب!
عملاً بمبدأ الأخذ بالظاهر .. أعتقد أن "لا يعرف الفيلم" لها وجاهتها إذا كنا نتحدث عن السينما منذ ستين أو سبعين عاماً.. أيام "المانافيللا" والأبيض في أسود والفرحة لدرجة الذهول بعبارة "سينما سكوب" .. أو في بلد منعزل تماماً عن كل ما حوله ويعيش خارج دائرة الزمن.. وليست في العام الثامن بعد الألف الثالث من الميلاد!
حتى في الستينيات والسبعينيات كان كتاب السيناريو منفتحين على الخارج ، وشهدت تلك الفترة عمليات اقتباس ونقل ومعالجة لنصوص مسرحية وسينمائية غربية ، سواء في سينما "حسن الإمام" أو في غيره.. فما بالكم بيومنا هذا الذي تستطيع فيه تحميل أفلام هوليودية كاملة من على النت قبل عرضها في نصف دول العالم.. كتاب السيناريو الحاليين بمن فيهم "التعبانين مُلَّة" في معظمهم على علم شبه تام ليس بالسينما التجارية الأمريكية بل والأوروبية أيضاً.. حتى أن شائعة طالت كاتب سيناريو مصري شهير بـ"النحت" تقول أنه اشترى كماً كبيراً من الأفلام الأوروبية ليستلهم منها - أو ليسرق منها - أفكاراً لأفلامه الجديدة!
من الصعب جداً على أي مهتم أو مشتغل بالفن السابع إذن أن يقول أنه لا يعرف الفيلم الفلاني أو العلاني خاصةً إذا كان الفيلم حاصلاً على أربع جوائز أوسكار فقط..إلا إذا كان لا يعرف من هو "الأوسكار" .. أو فيمَ يستخدم!
لم أشاهد "آسف على الإزعاج" وبالتالي لن أفتِ بمسألة السرقة تلك إلا عندما أشاهده وأشاهد من قبله الفيلم الآخر.. من أفتى بالسرقة هو ذلك الصحفي .. ومن رد عليه هو كاتب "آسف على الإزعاج" والذي حاول طوال مشواره الغنائي أن "يزغزغنا" بتعبيراته الغريبة كي نضحك فأضحكنا من غير قصد على عذر ربما يكون أقبح من الذنب!
* الصورة من ابتسامة دوت كوم..
* الصورة من ابتسامة دوت كوم..
6 comments:
ماشافش الفيلم ؟؟ الراجل ده بيهزر ولا بيتكلم جد ؟
ده فيه خط كامل في اسف على الازعاج ملطوش من الفيلم الاجنبي
اي نعم "اللطش" ده ماضايقنيش اطلاقاً
لكن تصريح الكاتب العظيم بأنه ماشافش الفيلم خلاني اتنح !!
اكيد الراجل كان شارب حاجة حمضانة خلته يخرف في الحوار
الا صحيح..
هو مين الكاتب -الشهير بالنحت- اللي اشترى افلام اوروبية وناوي يمصرها ده ؟
والنبي لاتقول اسمه :)
ده حتى فيلم "العقل الجميل" اتعرض فى قناة إم بى سى تو !! يعنى مش محتاج يشوفه فى السيما زى حالاتى ولا محتاج يبقى عنده وصله بتعرض افلام اوربيت و شو تايم !! مش ناقص غير يقول ان معندوش دش و بيتفرج على القنوات الارضيه بس عشان النكته تكمل !!
العزيزة زمان الوصل :
في رأيي إن دي كانت حجة فائقة الغباء من جانب الشاعر الغنائي "الكبير" لتفادي الاتهام بالسرقة..
فيه فرق بين عبارة "ما شفتش الفيلم" ودي ربما تحتمل بعض الصحة بفرض حسن النية ، وبين عبارة "ما أعرفش الفيلم"..
لو كان فيلم مقاولات أمريكي من بتوع "داديكوف" و "دولف لاندجرين" من اللي بنشوفهم في الفيديوهات في الأقاليم كنت ألتمس له العذر .. لكن دة فيلم واخد أربعة أوسكار!
كويس إنه ما قالش إن راسل كرو دة المدرب القادم لنادي الزمالك!
عموماً.. النجاح اللي حققه "آسف ع الإزعاج" جايز يخلي الراجل دة "يشعشع" ويطلع بتصريحات وحجج مبتكرة يبرر بيها النحت اللي بينحته.. وأهو حاجة تضحكنا وتسلينا أكثر من كلمات أغاني سيادته..
عزيزي غريب :
لا أعتقد أن معرفتي بالكاتب الشهير و "حفظي" لاسمه أكثر من معرفته بنفسه!
انا ما شفتش عقل جميل قبل كده ، بس شفت فيلم اجنبي فيه فكرة بالظبط شبه فكرة آسف على الإزعاج مع إختلاف الخط الدرامي ، بس الفكرة الرئيسية هي هي ، اللقطة بتاعة نجمة البحر لما بيديها نجمة البحر فما تعرفش تلقفها، نفس اللقطة دي طلعت في الفيلم ده، وساعتها فهمت الفكرة بتاعة الفيلم وعرفت اللي حيحصل بعد كده،
بس على العموم هوا الفيلم حلو مش وحش
Post a Comment