Wednesday, September 03, 2008

يا ترى مين وراهم؟


حُوِّل "هشام طلعت مصطفى" للنائب العام ، أو لم يحول .. أدين .. أو لم يدان .. ستبقى التساؤلات قائمة عن العلاقات بين تايكونات البيزنس في مصر وأنصاف الفنانين الوافدين.. بما أننا نتكلم مبدئياً عن "سوزان تميم" .. وخلي القوس مفتوح..

بادئ ذي بدء.. دعونا لا نخدع أنفسنا أكثر.. لم تعد مصر منذ فترة طويلة هوليوداً للشرق.. كانت كذلك فقط وقت أن كان الموهوبون الحقيقيون هم من يتوافد على مصر .. من أمثال "فريد الأطرش" و "فايزة أحمد" و "عبد السلام النابلسي" و "وردة" والقائمة طويلة.. في مرحلة من التاريخ كانت فيه مصر مركزاً حقيقياً للـshowbusiness في العالم العربي.. كان هؤلاء وغيرهم موهوبين فعلاً ولكنهم كانوا يحتاجون للفرصة وحصلوا عليها عن جدارة وحفروا اسمهم في ذاكرة الفن العربي وليس المصري فقط..

أما الآن.. راحت علينا يا دنيا وراح زمن الشهادات.. صار الخليج والخليج فقط هو المركز الفني الأكبر في العالم العربي .. أما هنا فقد أصبح المكان المناسب لأنصاف وأرباع وأثمان الموهوبين كي يتم تنجيمهم بالعافية في مصر..

في البداية كانت الأخت الفاضلة "جوانا ملاح" .. لا يعرفها الكثيرون في لبنان .. حتى قررت أن تصدر ألبوماً في مصر بحملة دعاية "ما حصلتش" لا يعلم مخلوق سببها الحقيقي .. أما الراحلة "سوزان تميم" فدخلت مصر أيضاً من باب البروباجاندا.. وربما - لو كان الله عز وجل أمد قليلاً في عمرها- قد تُكَرِّر سيناريو "كارول سماحة" التي - مع احترامنا لـ"تاريخها" في المسرح الغنائي- يتم فرضها فرضاً علينا.. بدءاً من الكليبات التي أخرجتها لها أسرة "البيت بيتك" ومن قبله برنامج "هالة سرحان" السابق على "دريم".. مروراً بمشاركتها "غير المفهومة" في مهرجان الموسيقى العربية والتي انتهت إلى خيبة مربعة فاقت خيبة بعثتنا الأوليمبية في بلاد السور العظيم.. ثم بفرضها على حفلات الصيف فرضاً رغم أنها لم تقدم إنتاجاً جذاباً تجارياً من قريب أو من بعيد (ومحدش يربط ظهورها في حفلات تجارية صرفة بـ"روائعها" المسرحية).. وأخيراً بإجبار نقيب المهن الموسيقية الحالي "منير الوسيمي" على التراجع عن موقفه إزائها بعد أن لوَّح بعدم السماح لها بالغناء في مصر على خلفية "تجاوزات" قامت بها بحسب صحف مصرية.. وقال "الوسيمي" أنه اكتفى فقط بـ"التهويش"!..

أهم الأسئلة التي تتردد عند ذكر تلك الوقائع وغيرها "مين اللي بيسند الناس دي؟".. سؤال مشروع للغاية يتردد في كل مرة يرد فيها ذكر هؤلاء الذين يُقَدَّمون لنا كما لو كانوا في مقام "كاظم الساهر" أو "ماجدة الرومي" أو حتى "ميادة الحناوي".. سؤال ينام لفترات لكنه يظهر عند أول جريمة قتل ستحدث.. فكما أثيرت الشبهات عمَّن كان وراء "سوزان تميم" ستثار الشبهات نفسها تارةً أخرى مع باقي "اللستة".. وربما تكشف الأيام القادمة عن أسماء كبرى في الصحافة والبيزنس كانت وراء آخرين وأخريات.. إن غداً لناظره قريب..
* الصورة من موقع تليفزيون المستقبل اللبناني..

4 comments:

زمان الوصل said...

بالفعل .. من يقف وراء هؤلاء قبل حتى الوصول لمصر
أذهلتنى الملايين التى قرأت أن أزواج "سوزان" أنفقوها عليها و هى بعد مطربه مغموره !! ولم أفهم ماذا كانت خطّتهم لاسترداد ما أنفقوه بالإضافه للمكسب خاصة وهى لا تقدّم لونا خاصّا بها أو شيئا تتميّز به !! حاجه مريبه فعلا !!

قبل الطوفان said...

الأمر بسيط

يفرض هؤلاء علينا كل من يسكت أو يشجع هؤلاء على البقاء والانتشار والنجاح

يمكنك أن تفرض أي شخص على عالم الفن بالمال والنفوذ، لكن هذا الشخص لن يصمد إن رفضته ذائقة الجمهور وامتنع الناس عن حضور حفلاته أو شراء ألبوماته الغنائية

في كل زمن، هناك من يدفع صوتاً غنائياً أو فنياً إلى الأمام..ويبقى دور الجمهور في الحكم، فإن سكت أو شجع أو تواطأ بالاستسلام فإن الفنان سيستمر على الساحة..والعكس صحيح

بالمناسبة، إن كنت تقصد كليبات البيت بيتك في مطلع 2007 فقد أخرجها شاب مجتهد، ذهب لتصوير كارول سماحة في الفندق، ففكر في أن يصورها في غرفتها وشرفة الفندق على شكل كليب غنائي، وبالكلفة نفسها..ونجح في ذلك

وهذا فقط للعلم
:)

قلم جاف said...

سعيد بأول ردين على "فرجة" في الشهر الكريم..

عزيزي د. ياسر:

كلام جميل .. من الناحية النظرية..

لكني أشعر بشكل شخصي أن ما يحدث هو العكس.. لدينا في مصر مثل يقول "الزن ع الودان أمر م السحر"..

هناك مصداقية مفترضة لدى الشارع لبارتيتةٍ ما من الصحفيين والإعلاميين في كل عهد حظوا بها إما لقربهم من السلطة (العهود الناصرية والساداتية وبداية عهد مبارك) أو المال السياسي وغير السياسي (المرحلة الحالية).. هذه المجموعة هي "اللي شايفة صح" وهي التي تقرر وتختار للناس وتفرض عليهم ما تفرض..

ومع الوقت ثبت أن الناس تميل لهم بشكل لا إرادي كما لو كانوا منومين مغناطيسياً.. عكس ما كان يحدث في عهود وسنوات سابقة.. حيث كانت الفجوة بين "الجماهير" و "النقاد" على أشدها في الثمانينيات تحديداً..

وضحك هؤلاء على الناس غير مرة.. وخصوصاً في السينما.. ولأنها علاقة تنويم مغناطيسي فبدا أن الناس على استعداد لأن يلعب بهم الساحر مرة بعد مرة بعد مرة!

وعليه سيحضر الجمهور غصبن عنه حفلات المفروضين عليه وسيصوت لهم في الاستفتاءات إن كانت تلك الاستفتاءات للتصويت فعلاً!

المذهل أن هذه الظاهرة تحدث في الوقت الذي يفترض به أن الجمهور صار أكثر وعياً وثقافةً وانفتاحاً على الخارج والداخل أيضاً..

بمناسبة كارول.. أرى أنك تتحدث عن كليب "غريبة" وهي التي أخرجها السيد "طارق فهمي" أحد مخرجي برنامج هالة سرحان في قناة دريم قبل خمس أو ست سنوات.. ولا أعتقد أن هذا من اجتهاده بل هو من تعليمات عليا داخل إدارة البرنامج.. وإن كنت أعرف أن هناك آخر عن قصيدة لشاعر خليجي تم تصويرها على حساب برنامج "البيت بيتك" سابقاً- برنامج "بيت الـ(عز) يا بيتنا" حالياً.. وكما تعلم فإن هناك أكثر من شخص مشترك بين طاقمي البرنامجين.. وربنا عارف اللي في ضميري :)

قلم جاف said...

العزيزة زمان الوصل:

زماااااااااان واحنا صغيرين لم نكن نعرف عن التنجيم سوى أنه وشوشة الودع وضرب المندل.. لكن مع مرور العمر ومعرفتنا بدهاليز اللغة اكتشفنا أن التنجيم يعني أيضاً أن يُجعَل من أي شخص نجماً بالذوق والعافية وقوة الاستمرار..

تحدث ملحن كبير راحل ذات مرة في التسعينيات عن أموال خليجية كانت تضخ في السوق لتنجيم مطربين ومطربات بعينهم في قاهرة المعز وقت أن كانت هوليود الشرق في النزع الأخير.. ثم خمد الحديث في وقته خاصةً بعد أن هاجرت قيادة صناعتي الفضائيات والموسيقى خارج مصر..

الآن صار يحدث العكس.. رءوس أموال معلومة ومجهولة معظمها "محلي" تقف وراء مغمورين غير ذوي حيثية في بلادهم ممن فاتهم القطار في بلاد البترودولار.. في صحة هوليود الشرق سابقاً..

لماذا كانت مصر هوليود الشرق في زمن ما؟ ولماذا لم تعد كذلك؟ هل كان لذلك آثار إيجابية أم سلبية على الفن في مصر؟ أسئلة موجعة وحراقة سآتي على ذكرها بإذن الله في يومٍ ما..