Tuesday, February 17, 2009

بطل الأوسكار الحقيقي


0-عندما يحقق الفيلم "الأوسكار" كأحسن فيلم أو أي جائزة أوسكار أخرى فإن الفيلم يصبح محط نظر دور العرض ، والنقاد ، وفضائيات الأفلام التي تعرضه بعد عرضه التجاري .. هذه كانت القاعدة ، ولكل قاعدة شواذ تصبح مع الوقت قاعدة جديدة..

فكل الأضواء ذهبت إلى Lord of the Rings: The Return of the King الذي فاز بالأوسكار في العام 2003 على حساب منافسه الأقوى والأجدر Mystic River.. الذي استقبل على استحياء على كافة الأصعدة حتى تكرمت بعض الفضائيات بعرضه .. وشاهدته على MBC2 قبل أيام.. صحيح أن عائلة "سيد الخواتم" فيها الكثير من "الفرجة" و "الإبهار".. لكن يبقى للدراما عشاقها ومحبوها واعتبارها لدى هؤلاء العشاق والمحبين.. الآتي بعد هو مجرد خواطر غير مرتبة بدقة عن الفيلم الذي كان يستحق الأوسكار قبل ست سنوات..

1-ثلاثة أصدقاء عاشوا تجربة مؤلمة في طفولتهم، وماضياً مؤلماً في شبابهم ، وتفرقوا بعد النضج ، شرطي (شون ديفاين -كيفين بيكون) ، شخص من الطبقة العاملة (ديف بويل-تيم روبينز) ، ومجرم سابق (جيمي ماركورم- شون بين).. متعايشين كل مع حياته ومتناسين جراح الأمس ، حتى ينكأها مقتل ابنة الأخير .. الذي يعيد تجميع الأصدقاء الثلاثة من جديد.. ويضعهم في مواجهة عنيفة أمام بعضهم البعض..

يتباين الثلاثة في علاقتهم بالماضي ، بدا "بويل" أكثرهم تأثراً بحكم أنه الذي مر بأقسى مراحل التجربة حيث أنه الوحيد من الثلاثة الذي اعتدي عليه جنسياً ، يؤثر ذلك بشدة في علاقته بمن حوله وفي مقدمتهم زوجته .. بل إنه يقتل شخصاً يعتدي جنسياً على الأطفال بالتزامن مع الوقت الذي قُتِلَت فيه ابنة صديق عمره "ماركورم" .. مما يدفع هذا الأخير للشك فيه.. "ماركورم" نفسه لم يتحرر من ماضيه الذي جمعه بمجرم سمي حركياً "راي فقط" "Just Ray" والذي يرتبط ابنه بعلاقة عاطفية مع ابنة "ماركورم".. لكن شك "ماركورم" في "بويل" كان أقوى ، وتزيده الأحداث قوة..أما "شون" فيوضع في الاختبار الأصعب ، حيث يحقق في جريمة قتل لابنة أعز أصدقائه الذي يشك في شخص آخر من أعز أصدقائه.. وفي الوقت الذي يقبض فيه على القاتل الحقيقي يكون "ماركورم" قد قتل الشخص الخطأ..

2-تشعر أنك أمام سيناريو قوي ، ومخرج أقوى..

ينسف الفيلم كل توقع محتمل للمشاهد أولاً بأول، ففي الوقت الذي يتوقع فيه مشاهد الفيلم أن يتأثر "شون" كثيراً بعلاقته بصديقيه يؤدي عمله بكل احترافية ، على الأقل إلى أن قبض على القاتل قبيل نهاية الفيلم ، وعندما تتوقع أن يستمر على تلك الوتيرة ويقبض على "ماركورم" ينحاز لعاطفته على حساب الواجب ، وبينما تتوقع أن يكون ابن "راي" هو القاتل يدفعك الشك أكثر لأن يكون "بويل" هو القاتل ، وعندما تتيقن من ذلك فعلاً تجد أن شقيقي ابن "راي" هما الفاعلان الحقيقيان.. وفي غمرة ذلك يكون "ماركورم" قد قتل "بويل" البريء فعلاً من جريمة قتل ابنته على عكس المتوقع في أي فيلم عربي تقليدي يصل فيه ضابط الشرطة ويفجر القنبلة.. أضف إلى ذلك توازي صعود الأحداث في خطين متوازيين بين خط "شون" الذي يتحرك فيه نحو القاتل الحقيقي ، وخط "ماركورم" الذي يحاكم فيه "بويل" على طريقته وهو على يقين تام بأنه القاتل.. بل ينتهي خط "شون" تاركاً الأمور تصل إلى نقطة الانفجار على مسار "ماركورم-بويل".. كل هذه أمور تنم عن كتابة "متكلفة".. لكن من شاهد الفيلم سيلاحظ حضوراً طاغياً لـ"إيستوود" في كل ما سبق ، ولو أخرج الفيلم بنفس السيناريو مخرج غيره لجاء الفيلم أقل إمتاعاً..

يكفي مثلاً الدور الذي لعبه الجندي المجهول في هذا الفيلم -التصوير والإضاءة- في نقل المود الحزين الذي تعيشه عائلتا "ماركورم" و"بويل".. التي تكاد تكون قاصرة على شبه إظلام يتخلله ضوء النوافذ خاصةً في الثلث الأخير من الفيلم.. وحركات الكاميرا المصممة بعناية على شخصيات الفيلم الرئيسة.. وماستر سين الفيلم الذي يجمع "ماركورم" بـ"بويل" المصور في شبه إظلام تام على حافة النهر ، ولم يعبه سوى تكرار جملة "اعترف بالذي قمت به" أكثر من اللازم.. ولا ينافسه في ذلك إلا المشهد الذي يعرف فيه "ماركورم" ضخامة خطئه ، ومشهد الفينال الذي يلتقي فيه "ماركورم" و "شون" وسط الكرنفال.. ويقرر فيه إغلاق الملف ، ولو مؤقتاً..

3-نعم جاء "Lord of the Rings" مبهراً كفرجة ، والفرجة مهمة بالتأكيد في فن كالسينما ، لكن عنصر الفرجة في "Mystic River" جاء أقوى ، وأعتقد أن التمثيل في "Mystic River" أشبع حاجة من لا يزال الأداء التمثيلي يسترعي انتباههم أكثر من التقنية والمؤثرات والحبشتكانات .. صحيح أن كل انتباهي أول الأمر جاء مركزاً نحو "شون بين" -الحائز على الأوسكار بجدارة عن دوره - وهو يؤدي ببراعة شخصية تحمل على عاتقها كل هذا الحمل الرهيب ، من مقتل ابنته إلى قتله لأعز أصدقائه ، لكن من الصعب أن تقول أن في الفيلم ممثل ضعيف ، فثاني أفضل ممثل في الفيلم هو الذي نال أوسكار أفضل دور ثاني - الغول "تيم روبنز"- أضف إلى ذلك أدوار الشخصيات الأخرى كزوجة "بويل" - لعبتها "مارشيا جاي هاردن" - وحتى عائلة "راي هاريس" أو "Just Ray" كما سمي حركياً في الفيلم وبالأخص ابنيه "بريندن"- لعبه "توم جويري" و"السُهُن" مدعي البكم "راي هاريس الابن" والذي أداه بامتياز "سبنسر تريت كلارك"..

نوع ونوعية الفيلم حالت دون أن ينال اهتماماً نقدياً وإعلامياً كبيراً حتى هنا .. نجد أن الفيلم عرض على الفضائيات بعد أن عرضت كل الأفلام المتاحة لسيد بيه الخواتم بسنوات .. وعرضته MBC2 ومن قبلها Dubai 1 في توقيتات "صعبة" نسبياً داخل اليوم.. لكن على أي حال استمتعت بفيلم طغى فيه الإبداع على سوداوية قصته..
* الصورة من movicitynews.com

3 comments:

shaw said...

البوست تحية واجبة لعمل يستحق الاشادة بجد
وبمناسبة الحديث على الفيلم لحد دلوقتى مش قادر استوعب سر التناقض الشديد بين كلينت ايستوود الانسان المعروف عنه يمينيته الشديدة وتعصبه للجمهوريين وللواسب (الامريكان البيض البروتستانت) وبي كلينت ايستوود المخرج اللى افلامه كلها بتحمل رسائل شديدة الليبرالية

بجد انسان مش قادر افهمه

زمان الوصل said...

ههههههههه سيد بيه الخواتم ... تححححححححفه يا "شريف" والله .. ده يقرب لسيّد بيه قشطه !!
أنا شفت الفيلم من فتره طويله نسبيا على إحدى قنوات الأفلام يمكن تكون MBC2
و زى ما قلت شعرت أنّه فيلم كئيب جدّا بشكل لا يصدّق .. و حين تفرّجت عليه لم أكن أعرف أنّه هذا الفيلم الشهير الذى كان اسمه يترجم وقت توزيع الجوائز إلى "النهر الغامض" .. ولا أنسى مشهد النهايه و زوجة الصديق القتيل تتبادل النظر مع صديقىّ زوجها و فى عينيها تساؤل خائف عن مصير زوجها و أين اختفى .. فكّرنى بفيلم "الجمال الأمريكى" فى حالة الشجن و الحزن الغامض التى يحملها ..

dr.lecter said...

في 2004 كنت شفت سيد الخواتم في السينما قبل فيلم كلينت ايستوود وكنت متحفز جدا ان سيد الخواتم يفوز لاسباب عديده منها ان الفيلم فعلا يستاهل كل ده تقديرا لتعب الناس اللي اشتغلت فيه لمده 3 سنين متواصله

لكن بعده شفت فيلمين هم الجبل البارد بتاع جود لو ونكول كيدمان وفيلم كلينت استيوود

وقلت ياننهار ابيض

ده طلع فيه ظلم


فيلم كلينت ايستوود قوي جدا ومن افضل 5 افلام اخرجهم في رايي صحيح هو مافازش بالاخراج عنه لكنه ابطاله فازوا بالاوسكار عن جداره

واتعضوت لايستوود السنه اللي بعدها في فتاه بمليون دولار


ايستوود له فيلم اليومين دول بيعبر فعلا عن ارائه الشخصيه وتعصبه الشديد اسمه جران تورينو

هينزل مصر قريب لازم تشوفه