Friday, June 19, 2009

الأشرار الأبرار!


قد تأتي السطور القادمة على هوى من يؤمنون بـ"أخلقة" الفن ، وقد لا تأتي!

قبل الكلام : يوجد مثل فرنسي يقول ما معناه : إن الأشرار في العالم أقلية ، وإن الأخيار في العالم أقلية ، وإن الباقين -الذين هم أغلبنا - في منطقة البين بين .. ولأننا في عالم غير مثالي على الإطلاق فإن احتمالية "العنقلة" في واحد من صنف الأشرار أكبر بكثير من أن "تتكعبل" في أحد الطيبين..

صحيح أنه لا يوجد في الواقع- الذي يرى بعض "المؤخلقين" أن الفن يجب أن يكون مرآته- شر مطلق أو خير مطلق ، وأنه -يفترض- أنه في أكثر الشخصيات شراً هناك جوانب إنسانية.. لكن تبقى التقسيمة على حالها ، ويبقى في حياتنا طيبون وأشرار ، وبين بين ، يمكنهم التنقل بين المعسكرين سالفي الذكر!

لماذا هذه المقدمة السخيفة؟

لأن في واقع أي مجتمع -الذي يرى بعض "المؤخلقين" أن الفن يجب أن يكون مرآته.. تذكروا- توجد توزيعة للخير والشر ، دعكم الآن من الخيرين -أو المجموعات التي اصطلح المجتمع على احترامها مع اعتبار "بشريتها" وقابليتها لارتكاب الأخطاء كالعلماء والأطباء ورجال القانون ورجال الدين والشخصيات العامة والتاريخية "الإيجابية"-ولنبقَ قليلاً مع العيال الوحشين ، والذين يتضمنون مجموعة من الخارجين على القانون ، قتلة أو تجار مخدرات أو قوادين أو داعرين/ داعرات ، أو معتادي الإجرام كالبلطجية والمجرمين وطبعاً تجار السلاح ، ومعهم الفاسدين وناهبي المال العام ومراكز القوى، وحتى رموز الشر التاريخية في المجتمعات على اختلافها..يبقى لدي سؤالان كمتفرج سئيل..

الأول موجه لصناع الدراما أنفسهم.. لماذا عودتمونا باستمرار على جعلنا نتعاطف مع الأشرار؟ أقصد هنا الأشرار بالتعريف سالف الذكر ، الاجتماعي والمجتمعي والقانوني والأخلاقي ، مَن هم خارج دائرة البين بين .. لأننا على مدى سنوات طويلة وجدنا في عشرات الأفلام والأعمال الدرامية إشارات شديدة الإيجابية لأناس محسوبين على فريق الأشرار ، بل يقع بعضهم في أقصى أطرافه، كلمة الشرف لدى تجار السلاح ، و"جدعنة" تجار المخدرات ، ومبررات جاهزة لـ"الانحراف" -بكافة أشكاله بما فيها الشكل "اللي بالي بالكم"- كما لو كان كل فقير(ة) أو محتاج(ـة) لديه(ـا) رخصة انحراف وهذا ظلم وإهانة فادحة للفقراء .. بل وإضفاء صفة البطولة على عدد من هؤلاء كما حدث في فيلم "الجزيرة" ومن قبله في فيلم "أنا اللي قتلت الحنش".. بطل في مواجهة فساد السلطة التي صنعت أمثاله في الأول وفي مواجهة رأسمالية الانفتاح في الثاني (وصححوني إن أخطأت)..

والثاني موجه لبعض المؤخلقين أنفسهم من كتاب الأعمدة الذين نصب بعضهم من نفسه نقاداً على سبيل الرخامة المفرطة ، لماذا أجد هَبَّة شديدة وعنيفة في جانب بعض الممارسات المذكورة في الفقرة السابقة عندما يأتي الفيلم عكس الهوى السياسي والفني والفكري ، وأجد نوماً عمييييقاً إذا ما جاء الفيلم ع الكيف؟

ولأنني لا أضمن أن يجيبني هؤلاء أو أولئك عن السؤالين السابقين فكرت في إلقاء الكرة في ملعبكم!
* الصورة لـ"أحمد السقا" في "الجزيرة" من موقع "صوت الوطن" الفلسطيني..

2 comments:

احمد بسيونى said...

للاسف تخليد المجرمين قديم فى السينما المصرية من ايام (ادهم الشرقاوى) الى افلام عادل امام فى الثمانينيات وصولا الى افلام احمد السقا فى السنوات الاخيرة و فيلم مثل الجزيرة و تيتو يظهر المجرم فى صورة الانسان مرهف المشاعر الذى يجبره القدر على اقتراف ابشع الجرائم فى صورة عجيبة تدعو للدهشة و الحيرة !!

Anonymous said...

hello... hapi blogging... have a nice day! just visiting here....