Wednesday, July 22, 2009

الدين لله ، والاستفزاز للجميع


كلاهما "فوزي" .. "محمود" و "مفيد"..

وكلاهما صحفي ، وله تاريخه في عالم الصحافة ، الأول أحد أشهر من خرجتهم دار المعارف ومجلة أكتوبر بكل ما أضافت من تقاليع معظمها طيب في الصحافة المصرية ، والثاني ابن بار للمؤسسة الروزجية ، وكلاهما له كتب ومؤلفات مثيرة للجدل ، وكلاهما تخصص في الحوار ..وكلاهما مستفز.. ولم نعرف قدر استفزاز كل منهما إلا بعد ظهوره على شاشة التليفزيون..

"مفيد فوزي" -ويسمى أحياناً "مستفيد فوزي" أو "مبيد فوزي" كما سماه صاحب "فلاش" "خالد الصفتي"- هو علامة النصر بالنسبة لعشاق الاستفزاز التليفزيوني ، وكيف لا وهو صاحب لزم لا تحصى ولا تعد من أشهرها "أنا لست مذيعاً.. أنا محاوراً*" ، وهو الذي لم يمل تكرار جمله التي تشعر أنه يريد كتابتها في مقال له ونسيها في مكان ما (كما يفعل "وحيد حامد" في أعماله الأخيرة في حوارات شخصياته) ، دون أن ننسى طبعاً طريقته المميزة في تقطيع الجمل بشكل يقترب إلى التمثيل ، ويضفي على الاستفزاز نكهة خاصة؟

"مفيد" يقترب من التمثيل ، "محمود" يمثل بالفعل ، هذا الصحفي ذو التاريخ العريض في الحوارات الصحفية التي حول معظمها إلى كتب عاد ليهدر هذه السمعة وهو يقدم في حلقاته فواصل تمثيلية تذكرنا بالمسرح إبان عهد "يوسف وهبي" و "زكي طليمات" ، ليحول نفسه إلى رقم جديد في شلة المذيعين "الإفيهجية" من عينة "وائل الإبراشي" و "كرم جبر" و "المسلماني" وأُخَر هاجروا من عالم الصحافة إلى الفضائيات بحثاً عن شهرة وأضواء .. ويبدو أن هناك من أقنعه ، وأقنعهم ، بأن المذيع يجب أن يكون من النوع المألوف ، أي الذي لديه علامة مميزة ، حتى ولو كانت تشبه تلك بمعناها في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة"..

من الصعب على أي شخص أن يقاوم قدرته على الضحك وهو يشاهد لقطات أرشيفية للراحل "محمود فوزي" في برنامجه "حوار على نار هادئة" وهو في أقصى حالات الاندماج (إيه يا دكتوووووور) ، كما لو كنت تشاهد ممثلاً مسرحياً متمرساً .. حتى الموت لم ينسينا طريقته الغريبة والمستفزة كمذيع والتي تجب كثيراً من مميزاته كصحفي ومحاور - على الورق طبعاً..

رحل "محمود فوزي" عن عالمنا قبل أيام ، ولم يبقَ إلا "سعد الدالي" واحد فقط ، أو "فوزي" واحد من الفوزيين المستفزين ، وسيأتي اليوم الذي سيغيب فيه الموت الفوزي الآخر ، بما أن الموت علينا حق ، صحيح أننا مطالبون بذكر محاسن موتانا ، ولكن بجانب تلك المحاسن هناك أشياء لا نستطيع نسيانها ، أشياء ترتبط باختيارات خاطئة لهذين الشخصين اللذين دخلا إلى الشاشة بتاريخهما ، والتاريخ وحده لا يكفي لصنع واقع .. ومن أبجديات التليفزيون أن العبرة لدى المشاهد بالجغرافيا ، وليس بالتاريخ..
*الصورة من موقع رؤياك دوت كوم..

2 comments:

محمود مخلص said...

ما هو محمود فوزي الله يرحمه كان في المحور وانت عارف ان المحور طبيعي مفلسة وكانت بتسترخص!!!!!!!
بعدين المحور ماكانش عندها غيره الله يرحمه ومسلسل الضوء الشارد

أحمد الشمسي said...

أنا ازاي ما جتش هنا قبل كده؟