Wednesday, October 14, 2009

أيوة ياودييييع..فهمتني يا ودييييع!


الشيء الوحيد الذي لم أستوعبه في سلسلة إعلانات قناة "ميلودي" هو عبارة "أفلام عربي أم الأجنبي".. فمصطلح "أم" عندما يضاف إلى شيء فهو يعني "قمة الشيء".. ولا توجد علاقة مباشرة بين الأفلام الثلاثة الأجنبية التي "رفسها" السيد "تهامي" بعد أن عرضها عليه السيد -الآخر- "وديع" وبين مثيلاتها العربية ..فبالطبع لا يمكن القول أنه سنة كذا حدث وأن رفض منتج ما في مصر فيلم "الرقص مع الذئاب" لينتج بدلاً منه فيلم "عضة كلب" على سبيل المثال.. لكن ما وصلني كمتلقي في نهاية الأمر هو فكرة "تهامي" و"وديع"..أهم ما في الإعلانات الثلاث..

1-في كل زمان لدينا "وديع" و "تهامي".. ففي الأربعينيات كان "تهامي" مغامراً من أغنياء الحرب الذين ظهروا بعد الحرب العالمية الثانية ، أو مغامراً من الأجانب الذين عاشوا فترة طويلة في مصر وأسال بيزنس السينما الوليد لعابهم للمكسب ، أو -بطبيعة الحال- يهودي "مشيلك" - من "شايلوك"- لا يتخير عنه كثيراً ، وقد عرف تاريخ السينما في مصر عدداً لا بأس به من هذا النوع من المنتجين فيما قبل 1952..

وكان لدينا في عصر السينما الموجهة أكثر من "تهامي".. وإلا فما السبب وراء ظهور نوعية من الأفلام وصفها الراحل "عادل أدهم" بأنها أسوأ من أفلام المقاولات..وفي السبعينيات ظهرت نوعية أخرى من "التهاميين" أطلقت علينا أفلام الميكروجيب والمايوهات الفارغة من أي شيء له علاقة حتى بالسينما التجارية ، وبعض تلك الأفلام الهابطة "التهامية" تتنافس على عرضها الفضائيات ، وبعضها الآخر يعرض في سينمات الدرجة الثالثة ، أحسن الله ختامها.. وفضلاً عن ذلك لدينا "تهاميون" في الثمانينيات والتسعينيات وإلى يومنا هذا وربما إلى يوم القيامة..

2-كل "التهاميين" واحد ، ولا يتخيرون شيئاً عن هذا الشخص الظريف الذي ظهر في الإعلانات ، الذي لا يعرف الفرق بين "الذئب" و"الكلب" ، ويرى أن كلمة "رقص" تعني وجود فيلم استعراضي ، وعليه فإن فيلم "الرقص مع الذئاب" هو فيلم يقدم فيه شخص استعراضات مع "كلب"..بل إن له عبارة في أحد الإعلانات تلخص فلسفته عندما قدم له السيد "وديع" فيلم "روكي".. "ليه نخسر ما دام ما ممكن نكسب؟".. وعليه "اللي تغلب به العب به".. ولكي تغلب بما تلعب به فيجب أن تلعب فيما تعرفه .. وكلما كان أقل كلما كان أفضل.. ما أعرفه أن البطل يكسب دائماً ، وأن أي فيلم لا يخلُ من قصة حب ، وخناقة ، ورقصتين ، وقبلة إن سمحت الظروف ، وطبعاً "رشَّا"-بتشديد الشين..

ولأن لكل "تهامي" "وديع" الخاص به ، فإن هذا الأخير لا يألُ جهداً في محاولة تقديم سيناريوهات تليق بمنتج "كبير" مثل السيد "تهامي".. ولأنه لا صوت يعلو فوق صوت البيج بوس الذي يعرف أكثر ، فإن "كلمته لا ممكن تنزل الأرض أبداً".. وإن كان هذا لا يمنع أن "وديع" أحياناً قد يفهم "تهامي".. ويقدم له "الصنف المطلوب" من أجل خلطة سهلة بسيطة مربحة..

3-الربح حق مشروع لكل صناع السينما في العالم في كل زمان ومكان ، وتقديم فيلم تجاري ليس جريمةً في ذاته ، لكن المصيبة في أن يكون لدينا منتجون من هذه النوعية التهامية .. والمصيبة الأكثر في نوع من هؤلاء يتستر وراء قضايا يدعي تبنيها لتسول تعاطف المثقفين ، ولكي يظهر بصورة "الجريء" "الكاسر للتابوهات" "الذي يتعرض لمؤامرة من "طيور الظلام" و "سلاحف النينجا" و"الترانسفورمرز".. في فترة السبعينيات وطالع كانت هناك نماذج شديدة الصراخة من تلك النوعية من المنتجين والأفلام على حد سواء..

4-أعجبني جداً اختيار فترة السبعينيات لتكون مسرحاً لمعظم الإعلانات ، فالاختيار أضفى طرافة على الإعلانات خاصةً ما صاحب تلك الفترة من ملابس وأكسسوارات وتسريحات شعر وموسيقى ، وأعجبني أكثر الممثل الذي يقوم بدور "تهامي" .. وقد قام به على أفضل وجه.. لدرجة تشعرك بأن تلك الشخصية لها أصل حقيقي بعينه.. كذلك لأن فترة السبعينيات شهدت عدداً لا بأس به من أفلام "أيوة يا ودييييع.. فهمتني يا وديييييع"..
*الصورة من w-elbalad.com نقلاً عن egyup.com

9 comments:

محمود مخلص said...

افلام عربي ..ام الاجنبي,هو مش قاصده ام الاجنبي هو قصده الشتيمة ياباشا وبص عانقطتين تاني

محمود عزت said...

إنت طلعت فعلا مؤدب و إبن ناس يا قلم جاف

" أفلام عربي ..أم الأجنبي" هي عبارة محذوف منها حرفين يشيران إلى عضو تشريحي في المرأة
عند إضافته إلى كلمة "أم" فهي سبّة تنتمي إلى الطبقة العليا في تصنيف السباب المصري و العربي الأصيل
راجع كتاب: طلوع الدين في سباب القدماء و المحدثين _ للعلامة أبو بكر الفحّاش

:))

احمد بسيونى said...

الحمد لله ان الحاج تهامى رفس الافلام دى و الا كان حيفسد علينا افلام جميلة لسه بتفرج عليها لحد دلوقتى

الزنارى said...

حقا سلسة اعلانات تافهة ليس لها قيمة و لا تقدم أى محتوى أو معنى وهكذا اعتدنا من تلك القنا ميلودى أفلام بتقديمها اعلانات ثقيلة الظل ليس لها معنى
مع تحياتى
أحمد الزنارى

شــهــروزة said...

هههههههههههه
طب تصدق؟
كان نفسى اعلق على الاعلانات دى برضة
لكن الظروف مسمحتش
بس كل كلمة فى مكانها بالضبط و زى ما فطت فى راسى

خواطر شابة said...

في انتظار جديدك
مع تخياتي

قلم جاف said...

كل الشكر لكل اللي سألوا وعذراً في التأخير في الرد..

محمود عزت:

أعرف ذلك ، ولكنها تروج أيضاً على محمل غير بذيء ولكن بشكل أقل بمعنى "قمة الشيء".. وهذا غريب..

لكن الأغرب أن يستعمل المصطلح على محمله قليل الأدب للاستحسان..وهذا ما فوجئت به قبل سنوات عندما كان صديق لي خارج السايبر سبيس يستحسن توزيع أغنية فوصفها بأنها .....التوزيع!..

ذكرتني بتدوينة كتبتها قبل سنوات في "الدين والديناميت" : هل أصبح السباب بالدين فلكلوراً مصرياً؟

قلم جاف said...

الزناري ،وكل المختلفين مع تلك الإعلانات:

أقدر وأحترم وجهة نظركم ، كما أقدر وأحترم وجهات النظر المؤيدة والمستحسنة لها..

بسيوني:

قارن بين مستوى الفيلم اللي بيترفس في كل إعلان والفيلم العربي اللي اتعمل في المقابل.. تخيل إن "قبضة الهلالي" يحل بديلاً لـ"القلب الشجاع"!

قبضة الهلالي طالع عليا عفريت أكتب عنه، بس مش عارف أجيب لقطات معينة منه من اليوتيوب .. فيلم ما حصلش ، وما يستحسنش إنه يحصل!

شهروزة :

حمد الله ع السلامة بعد طول غياب ..

الأغرب من الإعلانات بالمناسبة هو تداعياتها على الفيس بوك.. ثلاث مجموعات مشجعين منهم واحدة لمدام رشا.. بتشديد الشين!

Egypt trend said...

هي قناة سافلة لا تهدف الي لكل ما هو سخيف بسلسلة اعلاناتها المختومة احيانا بمنك لله يا جمال يا مروان
وقبلها اعلانات ميلودي تتحدي الملل الملله اصلا
كل هذا في رايي لا يدل الا علي استخفافهم بالمشاهدين ناهيك عن نها ادت الي انحدار الذوق العام باستخدام الشباب سواء داخل الحرم الجامعي او في الشوارع الي مثل هذا العبارات ... ايوة كده يا ودييييييععععععععع