Tuesday, March 02, 2010

أنا الحكومة!


لست من الهائمين حباً بالسيد "أحمد شوبير" بل إني لا أحترمه.. وفي نفس الوقت لا يختلف رأيي -بعيداً عن كوني أهلاوياً وأفتخر- عن رأي صديقي العزيز "بشرى محمد" -صاحب مدونة "بحب السيما" والزمالكاوي المتعصب- في السيد "مرتضى منصور"..وأرجو -بالله عليكم- ألا تتحول التعليقات على هذه التدوينة إلى حرب أهلاوية زمالكاوية أو إلى اتهامات لي بأنني أهلاوي .. فلا تشجيع الأهلي تهمة كي أتبرأ منها.. ولا الموضوع له علاقة بانتمائي الكروي أو برأيي في الشخصين الذي قلته بصراحة في هذه الفقرة..

أنا فقط أريد التركيز على شيء واحد.. موقف الإعلاميين "البارد جداً" من شيء قد يتعرضون له في أي وقت .. في ظل معايير يخالفونها هم ثم يتهمون الغير بمخالفتها ويشمتون فيه إن اتخذ ضده أي إجراء..هم هاجموا استعمال القضاء في دعاوى الحسبة والتكفير وفي منع رواية أو مصنف أدبي بينما ترى الموقف يتغير مائة وثمانين درجة على الأقل حين يتعلق الأمر بفيلم ثقيل الظل لمخرج ثقيل الظل مثلاً..

هؤلاء الذين هشوا للسيد "مرتضى منصور" لمجرد تطبيقه لمعايير ترجع له هو ، وقعوا في نفس الأخطاء التي وقع فيها "شوبير" وربما أبشع .. فقنوات "بهجت" تلعب على كل الأوتار لمصلحة "بهجت" ، و"روزا اليوسف" من خلال صحفييها تحارب بعض الوزراء لمصالح شخصية لكبار قادتها صباحاً ، ثم تكرر تلك الحرب مساءً عن طريق صحفييها الذين ينفذون تعليمات "الناس الكبار" ، كما لو كان مقرراً علينا جرعتين من التعاليم الروزجية مرتين في اليوم .. قبل الأكل وبعده..والشيء نفسه بالنسبة لقنوات "ساويرس" وصحفييه المعروفين بالاسم..هم يرون أن الحرب من أجل المصالح عمل أخلاقي بالنسبة لهم وغير أخلاقي بالنسبة لغيرهم.. رغم أن حرب المصالح ليست أمراً غير أخلاقي إلا إذا استعمل فيها الغش والتدليس أو الخداع أو فرض أصحاب المصالح نفسهم على المجتمع وتحدثوا بلسانه وأعلنوا الوصاية عليه..

هؤلاء الذين هشوا للسيد "مرتضى منصور" لمجرد تطبيقه لمعايير ترجع له هو هم من رفضوا أن تكون المعايير خاضعة لجهة ما أو أن تكون خاضعة لجهة مستقلة حرفية أو تخضع لقواعد قانونية واضحة يرتضيها الجميع..

هؤلاء ببساطة هم أبناء الفوضى بل صناعها الذين يلعنونها صبحاً وعشية.. الذين يرفضون فكرة القانون في ذاتها ، بما تحمله من التزام بقواعد اتفق عليها وتم ارتضاؤها.. الذين يعشقون فكرة الفي آي بي ويصنعون قانوناً خاصاً بهم ، كأي شخص يرى نفسه مهماً في قلب الشارع ولا يقبل أن يوقفه عسكري المرور في الشارع ويريد أن يستقبل في صالة كبار الزوار في أي مطار..هؤلاء ذهبوا إلى مدى أبعد بالترويج لها ، وبنشيدها الشهير في فيلم "الجزيرة" : أنا الحكومة..

استغل شخص ما ، ضد شخص ما ، وجود ثغرة ما في قانون ما فرفع دعوى ما فقرر قاضِ ما اتخاذ قرار ما.. وغداً سنرى شخصاً ما (هو أو غيره) يستغل ضد شخص ما (برضه هو أو غيره) وجود ثغرة في قانون ما ويكرر نفس الشيء .. والكوميدي أنه يصدق نفسه عندما يقول أنه يتحاج إلى القانون .. في الوقت الذي من الممكن فيه جداً أن يستغل الشخص الآخر نفس الثغرة ليعود مرة أخرى عن طريق الطعن أو الاستئناف -ليصححني القانونيون- إلى ما كان عليه وكأنك يا أبو زيد ما غزيت..

شريط "مرتضى" أو غيره ضرب ونجح في السوق .. وسيشرطن غيره نفس الشريط ، وسنرى برامج أخرى وقد منعت لنفس الاعتبارات ولنفس وجهات النظر .. وعلاقات كل طرف بالصحفيين ستحدد لنا صحة ذلك التصرف أو غيره.. هم الحكومة .. ولا صوت يعلو فوق صوت الحكومة .. منذ أيام أن كانت لا صحافة في مصر سوى صحافة الحكومة .. وإلى مدى يعلمه الله عز وجل وحده دون غيره..

رجاء حار كطقس اليوم : ركزوا في المعادلة ، وليس في المتغيرات ، في التصرف وليس الأشخاص.. وانسوا أن المسألة "شوبير" و "مرتضى" أو "أهلي" و "زمالك" أو حتى "سيد سمكة" و "زكي جمعة".. دمتم بألف خير..
*الصورة من ahly egy..

2 comments:

آخر أيام الخريف said...

متألق كالعادة

قلم جاف said...

الله يخليكي :)