Monday, August 16, 2010

للضرب أصول يا ابن الزعيم!


إذا لم تستطع أن تكون مهذباً.. فحاول ألا تكن وقحاً "أحمد رجب"..

عبارة تعادل في معناها العبارة الشهيرة "الصياعة أدب مش هز أكتاف".. حتى الصياعة لها أصول وقواعد مرعية .. لكن الموضة هذه الأيام ألا تراعى أي أصول لأي شيء كان.. بما فيها عملية "الضرب"..

و"الضرب" -الاسم الدقيق والمنمق لـ"النحت" و"الاقتباس" و "الاستيحاء" و"التأثر" والمهذب أحياناً لـ"السرقة"- له أصول وطرق تتبع عادةً لكي لا يظهر من يقوم بها بصورة من ينحت بافتراء وفُجْر يجعل منه ومن عمله مثاراً للسخرية..

و"الضرب" نوعين.. "ضرب مسطرة" و "ضرب آلية"..

أشهر أمثلة ضرب المسطرة في الدراما المصرية بكل أنواعها هو "شريف شعبان" الذي كان يشاهد أفلاماً أجنبية بكل ذمة وضمير لكي ينقلها نقل مسطرة إلى فيلم مصري ، مع تغيير ما يلزم ، بحيث يصبح "جاك" "حنفي" و "مونيكا" "خيرية" و"ماريا" "أم السعد".. وبالتالي حصلنا على أشياء من عينة "طأطأ وريكا وكاظم بيه" ..

ويتفرع منه "ضرب المسطرة البصري".. ولكم أن تكتشفوا الاختلافات بين ديكورات بعض مسلسلات السيتكوم في مصر مثل "تامر وشوقية" و"شباب أون لاين" من جهة ، وبين مثيلاتها في مسلسلات أجنبية معروفة بالاسم..

أما ضرب الآلية ، فهو التأثر بآلية إخراج مسلسل ما لتطبيقها على موضوع محلي .. وربنا يخلي لنا قنوات mbc2 وشقيقاتها التي أمدت العديد من النحيتة بآليات لضربها في مسلسلات على أمل أن يكون المتفرج طيباً لدرجة السذاجة التي لا يستطيع معها كشف اللعبة.. وهذا النوع من الضرب يحتاج لـ"ضريبة" أكثر ثقافة وتمرساً وذكاءً من النوع الأول..

لكننا في مصر ، حيث المنطق في أجازة مفتوحة لم يعد منها حتى الآن..

السيد "رامي إمام" حاول إقناعنا في "عايزة أتجوز" أنه من ضريبة النوع الثاني ، ففجر لغماً انفجر في وجهه بمحاولته لتقليد أسلوب كوميدي نعرفه في مسلسلات من عينة "Scrubs" و "Malcolm In The Middle" .. أسلوب يهدف للإضحاك عن طريق رؤية "غير تقليدية" لشخصيات وأماكن ووقائع وأوضاع ، بأسلوب يجمع بين الواقع والفانتازيا وقليل من كوميديا الفارس اللفظي والحركي .. وهذا الأسلوب نجح في الخارج لأنه يطبقه -والعياذ بالله - مخرجون مثقفون محترفون ذوي حساسية فائقة فيما يختص بالنفس البشرية والواقع الاجتماعي وتلك الأشياء التي تعتبر في عرف صناعة الدراما العربية من قبيل الحنجوري والرطانة السياسية المقرفة.. وطبعاً ممثلون مثقفون على دراية بما يعملون ، ملتزمون بخطة العمل التي يهضمونها جيداً جداً ، وليس مجرد أشخاص لطفاء ظرفاء يطلب منهم المخرج بشكل ودي أن "يعملوا الشويتين بتوعهم" حتى يتم تعبئة الليلة ع البيكو!

في العام الماضي كان لدينا "آنون المراغي" .. وهذا العام "عايزة أتجوز".. وصناع العملين أبناء لثقافة لا تحترم أي شيء تعمله .. حتى الضرب..
*الصورة من موقع "فنون عربية"..

1 comment:

آخر أيام الخريف said...

كنت بجهز فعلاً حاجة عن المسلسل و سبقتنى كالعادة ... بس الحقيقة هند صبرى أبلعلها الزلط :)))