Wednesday, December 22, 2010

فرجة أخرى على فيلم تافه : روح "بوبوس" ورائحته


من يشاهد برامج التوك شو التي يرعاها ويدعمها حيتان العقارات ، وأغلبهم "مال سياسي" ، والحملة التي شنوها أخيراً للدفاع عن المقطورات ، والنقاشات غير المهنية وغير المتوازنة على الإطلاق وآخرها في "دريم" حول ذلك الموضوع ، تذكرت "بوبوس"..

لا أنكر أن الفيلم سيء ، وأنه جاء صدمة - مش صدمة قوي- لمن لا يزالون يضعون أملاً في "الزعيم"، وفي لقاء يجمع مخرج "جيد" مثل "وائل إحسان" بممثل في نجومية وخبرة "عادل إمام".. ولمن كانوا يتوقعون أن فيلماً في سلسلة أفلام هذا الأخير لن يكون بمستوى السوء المنتظر.. حتى ولو كان من تأليف "يوسف معاطي"..

ولا أنكر أن "معاطي" نفسه كاتب محدود الموهبة ، إلا أنه في أحيان كثيرة تكون له أفكار تستحق النقاش ، يحول ضعف موهبته ، وتحول سلسلة التوازنات التي يقحم نفسه فيها نتيجة "صفقاته" مع نجوم ، وتوازنات علاقاته بهم وبالصحافة وبالنظام والمعارضة و..و... دون أن تظهر تلك الأفكار بشكل لائق..ومع ذلك قد نرى تلك الأفكار عن قصد.. أو عن غير..

وبغض النظر عن رغبة "الزعيم" في التغلب على عقدته التي تذكرنا بجملة حوارية شهيرة في فيلم "نصف ساعة جواز" الذي شارك فيه ،وقام فيه بدور كومبارس يتعرض دائماً للضرب صرح وباح بطموحه لأن يتحول إلى بطل يقوم بتقبيل البطلة ، تلك العقدة التي ظهرت آثارها حتى في معظم أفلامه الأخيرة- باستثناء "حسن ومرقص"و"زهايمر" الذي لم أشاهده بعد- وكان "بوبوس" مظهراً صارخاً لها.. وبغض النظر أيضاً عما يريد "الزعيم" توصيله لنا أنه "قوة وقدارة" يتحكم ويوجه كل شيء في الفيلم لدرجة تشعرك - وهذا ليس وليد اليوم- بأنك تشاهد فيلماً لـ"عادل إمام" لا لغيره.. إلا أن الفيلم لا يخل من حقيقتين..

الأولى.. أن وراء كثير من رجال الأعمال ، سواء من براغيث النظام اللازقين له كالغراء ، أو من مناضلي المال السياسي ، "بوبوس".. قد يكون "بوبوس" شخصاً تعرفونه ، وقد يكون "رمزاً" لو اتبعنا مبدأ حسن النية ، ومن حسنات "وائل إحسان" القليلة في الفيلم تقديم ذلك الـ"بوبوس" الذي ظهر في مشهدين أو ثلاث تقريباً كطفل بدين ساذج بحكم أنه يحلو لدى بعض رسامي الكاريكاتير وأفلام الكرتون استعمال ذلك الإكليشيه أحياناً .. والمفارقة هنا في أن ذلك الـ"بوبوس" هو مفتاح بقاء ،وسلطة ، هذا الـ"محسن هنداوي"(=لعبه "عادل إمام") بكل ما يتمتع به ، أو كان يتمتع به قبل أن تذهب الأزمة بكل ثروته ، ويجد نفسه محاصراً من الاتجاهات الثماني بالديون..

الثانية..أن في داخل كثيرين من رجال أعمال الفئتين السابقتين "محسن هنداوي" - بعيداً عن "شويتين عادل إمام" سواء التي أضافها "إمام" أو كتبها له "معاطي"- بكل تفاهته وشهوانيته وسفهه وعدم امتلاكه للحد الأدنى من المبالاة بمشاعر من حوله من بني آدمين.. قد لا تظهر تلك الصفات بالشكل "التهريجي" الذي يمكن "بلعه" في فيلم كوميدي تحول بفعل أكثر من فاعل إلى فيلم مسف ترك مادة خصبة للمغرمين بالنميمة حول "قلة الأدب" بمعناها وبغير معناها..لكن لا يمنع الأمر من الاعتراف بوجودها..

يقول التعبير المصري الدارج "كل واحد متعلق من عرقوبه".. أي شخص هو حر في اختيار السلوك الذي يرغب مع تحمله التام لعواقب اختياره ربحاً أو خسارة.. أي رجل أعمال حر في أن يكون "محسن هنداوي" من حيث المبدأ ، لكن لا ينتظر من الناس احتراماً إذا ما قرر العيش في دور زعيم ومعارض ومناضل بينما هو "محسن هنداوي" وستين "محسن هنداوي" تسكنه روح "بوبوس" التي تسيطر بنسبة كبيرة على عقلية الرأسمالية المصرية الحالية ، التي يصفها بعض المحللين بـ"المراهقة" ، ويذهب البعض الآخر لوصفها بأنها تحمل عقل "بوبوس" وليس روحه فقط..
*الصورة من موقع "أحلى فيديو"..مواقع غريبة شوية بس اللي بتظهر صورها في الـ"جوجل" لما بأحب أجيب صور للمدونة! :)

No comments: