Wednesday, July 20, 2011

الزمبوبة

إذن "ما جاتش على أفندينا"..

فعلها "ساويرس" كما فعلها "أفندينا".. "ساويرس" يطلق قناة لمدة شهر واحد على غرار قناة "القاهرة والناس" .. القناة التي اعتبرها إعلاميون لا أزعم أن بعضهم محسوب على الشلة الساويرية "سبوبة" عاد صاحب "أون تي في" ليطلق مثلها ، ولأنه يحب أن يختلف عن الآخرين حتى في حملاته الدعائية التي يثير بعضها -على الأقل- الغضب فقد قرر أن يطلق القناة لمدة شهر يعقبها وعلى نفس التردد إطلاق قناة أخرى هي قناة "أون تي في لايف" وهي تقليد لقناة "الجزيرة مباشر مصر" ولقناة "العربية مباشر" (باعتبار ما سيكون)..وربما -إن أحيانا الله عز وجل للعام القادم- قد يبحث عن تردد شارد على "النايل سات" يخصصه للقناة الرمضانية السنوية ، تماماً كما يفعل "أفندينا" الشهير بـ"طارق نور"!

كما كانت الدولة إبان النظام المباركي ترسم لنفسها صورة العبقري الذي يعرف جيداً ماذا يفعل ، ولا يعرف الخطأ له طريق جُرَّة ، فعل ، ويفعل ، وسيفعل تيار المال السياسي عموماً و "ساويرس" خصوصاً ، وكيف يكون غبياً للوهلة الأولى شخص يدير مشاريع بهذا الحجم والتنوع ويحتل مكاناً في قائمة أثرياء العالم؟ صورة هي دليل غرور لا أكثر ، وقد نحتاج لعقود طويلة لنعرف أن ضخامة الثروة ، أو القوة ، أو النفوذ لا تعني ضخامة الذكاء وسعة الحيلة.. لا فرق في ذلك بين نظام سقط في ثمانية عشر يوماً ، أو بين رأسمالية أراها مراهقة ، تتخبط سياسياً وإعلامياً وحتى في مجالات تخصصها..

كان لـ"ساويرس" قناة في الماضي التليد اسمها "أو تي في".. وكانت تلك القناة في أيامها الأولى قناة مختلفة ومميزة في منطقة الترفيه التي فشلت فيها قنوات أخرى اعتقد أصحابها أنهم أذكى من الجميع ، قدمت شكل شاشة مختلف ونوعية برامج مختلفة كانت جذابة للمشاهدين مع بداية انطلاق القناة عام ألفين وسبعة ، مع وعود بأن تلك القناة "لن" تتكلم في السياسة بحسب صحف ، وهووووب ، فوجئ الجميع بالتسييس يزحف على القناة ، وبإطلاق "أون تي في" التي قال عنها مؤسسوها حين أطلقت أنها "قناة إخبارية" ، لتختفي "أو تي في" في ظروف غامضة..ومعها عدد من مذيعيها ومذيعاتها!

قرر الرجل الآن أن يضغط على الزر "ON" لعودة "أو تي في" ولو بشكل مؤقت بعد أن أحس بفداحة خطئه ، وبأنه أغلق باباً كان من الممكن أن يفتح عليه إعلانات ورعاية بعد أن تفرغ لتسخير قناته "الحيلة" لمشروعه السياسي الذي لا نعرف له رأساً من قدم ولا وجهاً من قفا.. وشعر أن الناس قد يصطدمون بمشروعه السياسي ، خاصة وأن ذكاء الرجل يخونه ، وباستمرار ، وبشكل أستغربه مع رجل أعمال يدير إمبراطورية ضخمة ، فيخسر كل يوم أرضاً كسبها في اليوم السابق ، ويعود للخلف كيلومتراً مع كل عشرة أمتار يتقدمها..

تذكرت الفنان الكبير "يحيى الفخراني" في رائعة "يوسف عوف" "راقصة قطاع عام".. الموظف المستقيم الذي لا يعرف منطق "السبوبة" ، وحتى عندما بدأ يتعرف على المصطلح نطقه خطأً "زمبوبة".. هكذا قرر صاحب "أون تي في" تقليد "طارق نور" في "زمبوبته" .. الفرق أن "أفندينا" مقتنع بسبوبته الوحيدة ، أما "ساويرس" فيؤمن بأن "زمبوبة" واحدة لا تكفي ، زمبوبة "أون" ، و زمبوبة "أون رمضان" ، وزمبوبة "أون تي في لايف" التي ستنطلق بعد رمضان..

كيف ينجح في السياسة من يفشل في الزمبوبة ، عفواً السبوبة؟
* الصورة لشعار قناة "أو تي في" الراحلة من موقع مدونة فيديو أون لاين..

No comments: